موضوع رئيسي

محطة كهرباء جمهورية الكونغو الديمقراطية تبشر بتوفير إمدادات الطاقة الكهربائية للملايين في مختلف ربوع أفريقيا

04/06/2009

نقاط رئيسية
  • يتمتع مجمع إنغا للطاقة الكهربائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية بإمكانيات هائلة حيث تشير بعض التقديرات إلى أنه ربما يمد ما يقرب من 500 مليون أسرة بالكهرباء في مختلف أصقاع أفريقيا.
  • مجمع إنغا هو الآن محط انتباه على المستوى الإقليمي باعتباره جزءا من جهود تبذلها العديد من البلدان للحد من نقص إمدادات الطاقة داخل منطقة الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي.
  • يساعد البنك الدولي في تمويل الاستثمارات في قطاع الطاقة على المستوى الإقليمي، بما في ذلك من خلال إعادة تأهيل محطة إنغا للطاقة الكهربائية.

كينشاسا، 6 أبريل/نيسان، 2009 – يُعتبر مجمع إنغا معقل صناعة توليد الطاقة الكهربائية بجمهورية الكونغو الديمقراطية. ويضم موقع إنغا الواقع في القطاع الغربي من البلاد على بعد 300 كيلومتر تقريبا من العاصمة كينشاسا باتجاه مجرى النهر، ما بين 40 ألف - 45 ألف ميغاواط من 100 ألف ميغاواط هي إجمالي القدرة الكهرومائية للبلاد. ويضم المجمع محطتين للطاقة الكهربائية هما إنغا 1 و إنغا 2 بقدرة 1800 ميغاواط لكل منهما وبدأتا التشغيل عامي 1972 و 1982 على التوالي. وتنظر السلطات حاليا في تعزيز هذه القدرة بمحطة ثالثة هي إنغا 3، بحيث تشكل في نهاية المطاف إنغا الكبرى.

ومع هذا فإن إمكانية الطاقة الحالية لدى هذا البلد في حالة بيات شتوي فعلي بسبب سوء صيانة المعدات. وفي الحقيقة لم تعد شركة الكهرباء الوطنية تصون معداتها حسب المعايير الثابتة لذلك.

وحسب إحصائيات شركة الكهرباء الوطنية، لا يتسنى الحصول على الكهرباء سوى لخمسة في المائة فقط من سكان الكونغو. وفي كينشاسا، كان حصول الأسر على الكهرباء هو الاستثناء بينما كان المعتاد هو النقص في الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي. ومع تنامي السكان في العاصمة وظهور المشروعات الصغيرة، يبدو أن الطلب في تزايد مستمر. بل يتجلى نقص الكهرباء بشكل سافر في المقاطعات. فمقاطعة كاتانغا وحدها، مع ما بها من إمكانيات تعدينية، تحتاج إلى 800 ميغاواط بالإضافة إلى 1424 ميغاواط تحصل عليها في الوقت الحالي. ويصل إجمالي النقص الحالي في كل من كينشاسا وكاتانغا إلى 1400 ميغاواط بينما ينتج مجمع إنغا حاليا 1750 ميغاواط!

إقامة سوق مشتركة للكهرباء في منطقة الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي

في ضوء عجزها الحالي عن إعادة تأهيل هذا المجمع الباهظ التكاليف وحدها، تطلب جمهورية الكونغو الديمقراطية المساندة من المجتمع الدولي، وخاصة بلدان الجنوب الأفريقي. وتستفيد كل من جنوب أفريقيا وزامبيا وزيمبابوي بالفعل من الكهرباء التي يتم توليدها من إنغا.

وباعتبارها عضواً في الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي، تعمل جمهورية الكونغو الديمقراطية على تحفيز شركاء آخرين للسعي إلى حل دائم لمشكلة الكهرباء. وقد تضافرت أربعة من البلدان الأعضاء في هذا التجمع الإقليمي من المهتمين بشكل خاص بعرض التعاون هذا لكي تشكل "مشروع ويستكور للطاقة الكهربائية" من خلال شركاتها الوطنية للكهرباء. ولذا تخطط شركات إسكوم بجنوب أفريقيا، ونام باور بناميبيا، وإمبريسا ناسيونال دي إلكتريسيداد بأنغولا، ومؤسسة بوتسوانا للطاقة الكهربائية، لبناء إنغا 3، وهي محطة للطاقة الكهربائية قدرتها 3500 ميغاواط بمجمع إنغا بالإضافة إلى خط لنقل التيار الكهربائي بطول 3000 كيلومتر لخدمة خمسة بلدان. ومن المقرر أن تبدأ أعمال البناء بالمحطة أوائل عام 2010.

وبالإضافة إلى هذه البلدان التي وقعت اتفاقيات منفردة مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، فإن منطقة الجنوب الأفريقي كلها تنتهج سياسات للطاقة من شأنها أن تفيد مجمع إنغا.

ويمثل مجمع الطاقة الكهربائية بمنطقة الجنوب الأفريقي الذراع الكهربائي لجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي. وتتمثل أهدافه العامة في التنمية المتماسكة للبني الكهربائية الأساسية في إطار إقليمي، ومن وجهة نظر عملية، تحقيق التكامل بين الشبكات الوطنية لنقل الكهرباء في البلدان الأعضاء من أجل قيام سوق مشتركة للكهرباء.

وفي هذا الإطار قامت كل من جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا بتشغيل خط مزدوج القدرة يمكنه حمل ما بين 210 إلى 500 ميغاواط من الطاقة الكهربائية لتوزيعها بين البلدين. وسيعمل هذا الخط المزدوج القدرة على ربط شبكات البلدين بالشبكات في بلدان جنوب وشرق أفريقيا. كما تخطط جمهورية الكونغو الديمقراطية لتصدير طاقتها الكهربائية إلى موزامبيق. وقد تم وضع الخطط لبناء هذا الربط الكهربائي مع مابوتو ويتوقع تصدير 300 ميغاواط من الطاقة الكهربائية من سد إنغا إلى موزامبيق. .

وبالإضافة إلى بلدان الجنوب الأفريقي، فقد أشار أيضا عدد من بلدان غرب أفريقيا، ومن بينهم نيجيريا، إلى اعتزامهم شراء الطاقة الكهربائية من إنغا. وفي عام 2003، وقعت الهيئة الوطنية للطاقة الكهربائية، التي تمثل شركة الطاقة الكهربائية في نيجيريا، مذكرة تفاهم مع الشركة الوطنية للكهرباء بالكونغو لمد نيجيريا بالكهرباء من سد إنغا.

وفي وسط أفريقيا، تم ربط الكونغو-برازافيل منذ عام 1953 بشبكة جمهورية الكونغو الديمقراطية. ومن ثم تم مدها بالكهرباء من سد إنغا منذ أن بدأ تشغيله.

البنك الدولي يستثمر نحو مليار دولار أمريكي

يساعد البنك الدولي منذ عام 2002 في تمويل قطاع الطاقة بجمهورية الكونغو الديمقراطية، وخاصة محطات الطاقة الكهرومائية في إنغا ومحطات أخرى للطاقة بمختلف المدن في البلدان المشاركة بمشروع قرض لأغراض إعادة التأهيل الطارئ متعدد القطاعات والإنعاش. وقد تم تقديم التمويل من خلال مشروعين ـ مشروع سوق الطاقة الكهربائية بالجنوب الأفريقي ومشروع تنمية أسواق الطاقة الكهربائية الإقليمية والمحلية. ومن أجل هذه الغاية، قدم البنك ارتباطات بمبلغ مليار دولار أمريكي.

ويتضمن مشروع تنمية أسواق الطاقة الكهربائية الإقليمية والمحلية، من بين مكونات أخرى، إعادة تأهيل محطات إنغا بهدف زيادة قدراتها الاعتمادية والتشغيلية من المستوى الحالي البالغ 700 ميغاواط إلى قرابة 1300 ميغاواط؛ وإنشاء خط ثان من إنغا إلى كينشاسا، وإعادة تأهيل وتوسيع شبكة كينشاسا. وتقدر تكاليف المشروع في الوقت الحالي بخمسمائة مليون دولار.

ووصل التمويل الأولي الذي قدمه البنك الدولي لمشروع تنمية أسواق الطاقة الكهربائية الإقليمية والمحلية إلى 300 مليون دولار. وطبقا للسيد بيمبيلي، الذي يدير المشروع لصالح شركة الكهرباء الوطنية بالكونغو الديمقراطية، يتوقع أن يتم الحصول على تمويل إضافي بقيمة 200 مليون دولار في ضوء النقص الناجم عن ارتفاع تكلفة المشروع نتيجة للزيادة المفاجئة في الأسعار بالسوق العالمي فضلا عن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الحالية.

ومع هذا سيقوم بنك الاستثمار الأوروبي بتمويل إنشاء خط إنغا-كينشاسا الثاني. وتم تخصيص نحو 140 مليون دولار فعلا وقدر تاريخ الانتهاء من المشروع ليكون في غضون ثلاث سنوات. ومشروع تنمية أسواق الطاقة الكهربائية الإقليمية والمحلية هو ثمرة مشروع سوق الطاقة الكهربائية بالجنوب الأفريقي الذي يهدف إلى تشجيع قيام سوق إقليمية فعالة للطاقة الكهربائية داخل منطقة تنمية الجنوب الأفريقي. ويتمثل هدفه الأول في توفير الظروف المواتية لزيادة الاستثمارات في قطاع الطاقة الكهربائية.

وفي هذا السياق، يتوقع حدوث زيادة من 500 إلى 1000 ميغاواط في القدرة النقلية لممر تصدير الطاقة الكهربائية من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى منطقة الجنوب الأفريقي عبر زامبيا. وسيتطلب ذلك إعادة التأهيل الأولي لخط الجهد العالي لنقل التيار الكهربائي بين إنغا وكولويزي (الذي يصل طوله إلى 1700 كيلومتر) والذي يمد شبكة كاتانغا للتيار المتناوب، التي تربط جمهورية الكونغو الديمقراطية بجنوب أفريقيا عبر بوتسوانا وزيمبابوي وزامبيا، بالتيار الكهربائي.

كما تتطلب هذه الزيادة في القدرة التصديرية التوافر المسبق لهذه الطاقة الكهربائية. وبناء على ذلك، أصبح مجمع إنغا مسألة ملحة مما أفسح الطريق أمام ظهور مشروع تنمية أسواق الطاقة الكهربائية الإقليمية والمحلية.

وقدم السيد بمبيلي تطمينات بأن تنفيذ مشروع تنمية أسواق الطاقة الكهربائية الإقليمية والمحلية سيزيد الطاقة الكهربائية المتاحة من إنغا من ناحية وسيسهل توجيه جزء من الطاقة الكهربائية الإضافية التي أعيد تأهيلها نحو كينشاسا من ناحية أخرى. ويجري التفكير أيضا في إقامة محطة صغيرة للطاقة الكهربائية في القسم الشرقي من العاصمة. ويقدر تمويل مشروع سوق الطاقة الكهربائية بالجنوب الأفريقي بحوالي 353 مليون دولار. وكان من المفترض أصلا أن يكون هذا التمويل 178 مليون دولار إلا أن المشروع تلقى منحة إضافية مقدارها 175 مليون دولار من البنك الدولي.

فهل يستيقظ المارد....

حسب تقديرات أحد الخبراء العاملين في شركة الكهرباء الوطنية، فإن إجمالي الناتج المحلي لجمهورية الكونغو الديمقراطية سيزيد بنسبة ثلاثة بالمائة إذا دفع كل مستهلك فاتورة استهلاكه من الكهرباء. في الوقت نفسه، فإن بيع الطاقة الكهربائية للبلدان الأخرى يمكن أن يوفر لشركة الكهرباء الوطنية، وبالتبعية لجمهورية الكونغو الديمقراطية، المزيد من الموارد اللازمة لتطبيق سياساتها ومن ثم مساعدتها على تنفيذ خطة العمل الخاصة بسكان الكونغو.

وقد نقل عن السيد لاتسوكابي فول، المسؤول بالمجلس العالمي للطاقة، قوله في مقال نشره بصحيفة ليبراسيو اليومية، إن إنغا الكبرى تمثل "فرصة فريدة لتشجيع الاستقلال الاقتصادي والسلام والرخاء في أفريقيا."

ومن شأن هذه المحطة أن توفر الكهرباء لنحو 500 مليون من بين 900 مليون نسمة هم سكان أفريقيا، وأيضا للصناعات في العديد من بلدان القارة. ومع هذا، يرى خبراء البنك الدولي أنه رغم ضرورة تطوير محطات إنغا 3 وإنغا الكبرى-مع نظافة ورخص الطاقة من إنغا- فإن مشاكل الطاقة في جمهورية الكونغو الديمقراطية أو في أفريقيا لن تحل. وهذا هو السبب في سعي الحكومة الكونغولية إلى حلول أخرى خارج هذا المجمع لخدمة مناطق حضرية أخرى في البلاد.

Api
Api

أهلا بك