موضوع رئيسي

ازدهار المدارس يعزز الفرص أمام أطفال كوسوفو

02/18/2010


نقاط رئيسية
  • نحو 600 مدرسة استفادت خلال السنوات الست الماضية من برنامج للمنح الصغيرة موله البنك الدولي والوكالة الكندية للتنمية الدولية؛
  • الغرض من هذه المنح هو زيادة معدلات الالتحاق والانتظام ورفع مستوى جودة التعليم والتعلّم بالمدارس الابتدائية والثانوية؛
  • ستستفيد جماعات الأقليات العرقية، والأسر الفقيرة، والفتيات، والمعوقون من المشروعات المستهدفة في إطار برنامج منح تطوير المدارس الجاري تنفيذه.

تحب ديلزا فيتاخو ابنة السنوات العشر الغناء. وبسعادة بالغة، تعرض التلميذة بمدرسة ليكي دوكاغيني الابتدائية، وهي مدرسة اللغات ببلدة بريزرين في إقليم كوسوفو، الآلات الإلكترونية الجديدة التي تستخدمها هي وزميلاتها في الغناء بالإنكليزية. وليس هذا بالتحسن الوحيد الذي طرأ على حياتهم في الآونة الأخيرة، فمع الارتقاء بمواهبهم الغنائية قد تراودهم أحلام إذاعة أغنياتهم على محطة الإذاعة المدرسية الجديدة.

ويبدي عبد الله خوجة، ناظر مدرسة ليكي دوكاغيني الابتدائية، سعادته بهذه التحسينات، قائلاً "آمل فقط في أن نحصل على المزيد من هذه المنح مستقبلاً - فاحتياجاتنا كثيرة جدا".

وعلى القرب منهم، في مدرسة لوشيانو موتروني الثانوية للعلوم الطبية، يدرس فنيو طب الأسنان في كوسوفو القواعد الأساسية للمهنة على معدات حديثة. ويرى مدرسهم لمادة طب الأسنان الدكتور ريشان كرانسنيكي أن وجود معدات حقيقية في الفصول أسهم كثيراً في إعداد تلاميذه بشكل أفضل للنهوض بمهام عملهم عندما يتخرجون.

كل هذه التحسينات، وغيرها الكثير، تم تمويلها بمنح من البنك الدولي في العديد من المدارس بأنحاء كوسوفو.

فقد تم إدخال تحسينات كبرى في نحو 600 مدرسة – هي تقريباًَ نصف مدارس كوسوفو كلها - خلال السنوات الست الماضية ضمن برنامج للمنح الصغيرة موله البنك الدولي والوكالة الكندية للتنمية الدولية. وتهدف هذه المنح إلى زيادة معدلات الالتحاق بالمدارس والانتظام بها، والحيلولة دون تسرب الأطفال منها. كما ترمي أيضاً إلى رفع مستوى جودة التعليم والتعلّم وتعزيز شمولية التعليم بالمدارس الابتدائية والثانوية في كوسوفو.

وفي مدرسة صدري دوخلا الابتدائية بقرية دوخلا، الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة برشتينا، يستطيع تلاميذ الصف التاسع معرفة المزيد عن تشريح الجسم البشري بالاستعانة بمجسمات بلاستيكية تم شراؤها بإحدى هذه المنح.

 وتقول إحدى التلميذات، وهي إرميرا سوكان "في الكتب، لا نرى سوى صورٍ لأجزاء الجسم، ولكننا هنا نراها على الطبيعة" من خلال المجسمات المشابهة تماماً لأجزاء الجسم الحقيقية.

ويبدو مدرس الأحياء رجب سوكا أكثر منها سعادة. حيث يقول "عندما تقوم بتدريس الأحياء والكيمياء بلا معدات وأجهزة يكون الدرس جافاً للغاية ويتعذر على الطلبة فهمه. هذه المعدات تساعدنا في الشرح والتوضيح، إنها توفر لنا الأدوات والوسائل".

في مدرسة لوشيانو موتروني الثانوية للعلوم الطبية، يدرس فنيو طب الأسنان في كوسوفو القواعد الأساسية للمهنة على معدات حديثة.

من بين ما توفره المشروعات التي تمولها المنح أجهزة الكمبيوتر، والآلات الموسيقية، والمعدات، والكتب الدراسية، والملابس، فضلاً عن تدريب المدرسين والمواصلات.

 الفئات المستضعفة لها الأولوية

تم من خلال برنامج منح تطوير المدارس توزيع نحو 3.4 مليون دولار أمريكي من المنح التمويلية من خلال عقود منح صغيرة موجهة لأكثر من نصف مدارس كوسوفو ببلدياتها الست والثلاثين، والبالغ مجموعها 970 مدرسة ابتدائية و 110 مدارس ثانوية. وكانت الأولوية في برنامج منح تطوير المدارس لتلك التي ساءت حالتها أو المدارس التي تضم نسبة أعلى من أبناء الفئات المستضعفة كالأقليات العرقية، والفقراء، والفتيات، والأطفال المحرومين.

وبلغ مجموع المستفيدين من المشروع نحو 300 ألف تلميذ وتلميذة.

ومن بين ما توفره المشروعات التي تمولها المنح أجهزة الكمبيوتر، والآلات الموسيقية، والمعدات، والكتب الدراسية، والملابس، فضلاً عن تدريب المدرسين والمواصلات. واستهدف الكثير من التحسينات التي تم إدخالها على البيئة التعليمية تلبية احتياجات البنية الأساسية الحيوية مثل مرافق الصرف الصحي، وإمدادات المياه، وإصلاح الأسقف. وكانت الحاجة ماسة لذلك إذ إن الكثير من مدارس كوسوفو لم تزل تفتقر إلى البنية الأساسية الرئيسية.

كما أسهم مشروع تحسين المشاركة التعليمية، الذي نُفِذ في إطاره برنامج المنح، في بناء القدرات بقطاع التعليم على مستوى المجتمعات المحلية.

فبعد الحرب، كان على المدارس بموجب القانون أن تقوم بتشكيل مجالس إدارة، لكن معظم المدارس لم يستطع حشد تأييد الآباء والمجتمعات المحلية وتشكيل مثل هذه المجالس، وهو الأمر الذي أدى إلى الحد من قدرتها على إدارة أنفسها بكفاءة وفعالية وتقديم تعليم ذي جودة عالية للأطفال.

ولم تقتصر مساعدة البنك الدولي للمدارس على تقديم المنح فحسب، بل وساعدت أيضاً في التدريب على التخطيط والإدارة على مستوى المدرسة، وتدعيم دور مجلس إدارة المدارس، ومشاركة البلديات في عملية اختيار المدارس المؤهلة للحصول على المنح. وشاركت المجتمعات المحلية في برنامج المنح من خلال المشاركة في التمويل وإعداد التصاميم.

ويقول حمدي الرافشي ناظر تلك المدرسة بقرية دوخلا إن "الآباء سعدوا لدرجة أنهم، بعدما أدركوا كم كانت كل هذه المعدات مفيدة، أن يسهموا بدفع تكلفة إنشاء خزائن الكتب والأدوات بالمدارس".

ويقدِر المسؤولون الضالعون في المشروع أن قرابة 60 في المائة من المدارس التي حصلت على تلك المنح أصبحت الآن قادرة على وضع خطط التطوير المدرسية بنفسها. ونتيجة لما حظيت به أنشطة منح تطوير المدارس من تقدير شديد من جانب المدارس والآباء والمجتمعات المحلية، فقد اعتبرت الحكومة البرنامج إحدى الأولويات في "الإستراتيجية الجديدة لتطوير التعليم ما قبل الجامعي" في كوسوفو: 2007-2017.

ويواصل البنك الدولي مساندته لقطاع التعليم في كوسوفو من خلال منحة بمبلغ عشرة ملايين دولار أمريكي لمشروع "التطوير المؤسسي للتعليم" الجاري تنفيذه. ويشتمل هذا المشروع على عنصر خاص بمنح تطوير التعليم. وسيحصل على هذه المنح ما مجموعه 240 مدرسة (195 مدرسة ابتدائية و 45 مدرسة ثانوية)، وسوف يستمر في توجهه الذي يستهدف المدارس التي تزيد بها نسبة التلاميذ المنتمين إلى جماعات الأقليات والأسر الفقيرة، وتلك التي تتدنى بها نسبة الاستمرار والانتظام في الدراسة بالنسبة للفتيات والفقراء والأقليات العرقية، والمدارس التي تتسم بسوء أوضاعها المادية. ومن المقرر أن يتم إنجاز مشروع التطوير المؤسسي للتعليم بحلول النصف الثاني من عام 2012.

Api
Api

أهلا بك