موضوع رئيسي

إنجازات المنظمات غير الحكومية: توفير الخدمات الأساسية لمن هم في أمس الحاجة إليها

06/01/2011


يونيو/حزيران 2011 - احتفل كل من البنك الدولي ومركز تنمية المنظمات غير الحكومية باختتام المشروع الثالث للمنظمات غير الحكومية الفلسطينية بطريقة مبتكرة، حيث قام نحو 42 منظمة غير حكومية من جميع أنحاء الضفة الغربية بعرض إنجازاتها المتمثلة بالوفاء برسالتها تجاه مجتمعاتها المحلية والمستفيدين من خدماتها في مختلف القطاعات.

يهدف هذا المشروع (الذي أُقفل في 31 مارس/آذار 2011) إلى تقديم الخدمات الاجتماعية للفقراء أو الفئات المستضعفة أو المتأثرين بالظروف الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة. وقد دعم المشروع إنشاء مركز تنمية المنظمات غير الحكومية الذي كانت ولايته تختص بتطوير مجتمع مدني فلسطيني مستجيب وخاضع للمساءلة من خلال المساعدة التقنية وتعبئة الموارد من أجل تقديم المنح للمنظمات غير الحكومية. وقد أثبت المركز أنه آلية فعالة لتوجيه الأموال للمنظمات غير الحكومية والإسهام في تطوير قطاعها، فقد أنتج على سبيل المثال مدونة سلوك المؤسسات الأهلية الفلسطينية.

لقد أدرك البنك الدولي في جدول أعماله الإنمائية الخاص بالضفة الغربية وقطاع غزة منذ وقت طويل أهمية دعم المنظمات غير الحكومية. ومنذ عام 1997، استثمر البنك مبلغ 33 مليون دولار من أمواله الخاصة في قطاع المنظمات غير الحكومية من خلال سلسلة من المشاريع ونجح في توفير 36 مليون دولاراً إضافية من مانحين آخرين.

وفي هذا الصدد، قالت مريم شيرمان المديرة والممثلة المقيمة للبنك الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة: "يمكن للمنظمات غير الحكومية من خلال تقديم الخدمات، العمل على إبراز صوت المواطنين الأشد احتياجا، ولعب دور في مراقبة تقديم الخدمات. إن عملنا مع المنظمات غير الحكومية هو لضمان مواصلة تقديم الخدمات للفئات الأشد فقرا على نحو يكمل الجهود الأوسع المبذولة لبناء الدولة ويعززها".

وقد تم الاحتفال بهذا الحدث تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض الذي أثنى على برنامج التنمية للبنك الدولي في الأراضي الفلسطينية ودعمه لتعزيز قدرات المؤسسات الفلسطينية بما في ذلك قطاع المنظمات غير الحكومية. وقال: "إن السلطة الفلسطينية ملتزمة بدعم مؤسسات المجتمع المدني والشراكة معها. إننا نقدر مساهمة المنظمات غير الحكومية في تقديم الخدمات الاجتماعية الأساسية ولاسيما في قطاع غزة والقدس وفى المجالات التي يجد القطاع العام صعوبات في العمل فيها".

وسيواصل البنك الدولي دعمه للمنظمات غير الحكومية من خلال المشروع الرابع للمنظمات غير الحكومية الفلسطينية، كما يعمل على تشجيع الروابط مع السلطة الفلسطينية لضمان تقديم الخدمات المستدامة ذات الجودة للفقراء والفئات المستضعفة. وجدير بالاهتمام أيضا ضمان ترتيبات الإدارة المناسبة لهذا القسم من المجتمع المدني. وأضافت مريام شيرمن: "بجانب تقديم الخدمات، من الواضح أيضا أن المنظمات غير الحكومية تحتاج إلى مستويات عالية من المساءلة والشفافية. وفي هذا الصدد، فإن وضع مدونة قواعد السلوك في إطار المشروع الثالث للمنظمات غير الحكومية الفلسطينية كان إنجازا كبيرا، ويعتبر نموذجا لوضع المبادئ التوجيهية الأخلاقية والمعايير الإدارية للمنظمات غير الحكومية ".

وفيما يلي بعض الأمثلة على كيفية استخدام المنظمات غير الحكومية لمنح البنك الدولي الصغيرة نسبيا لتغيير حياة الفلسطينيين المحتاجين بسرعة وكفاءة. وتوضح هذه القصص الفرق الكبير في حياة الناس، في سياق عملية سلام غير مؤكدة وآفاق اقتصادية هشة. وفي ظل هذه الأوضاع، تقدم المنظمات غير الحكومية خدمات حيوية للفلسطينيين، وتساعد على التعبير عن مخاوف واهتمامات الفئات المحرومة، وتعزيز الاندماج الاجتماعي، والمشاركة، ودعم جهود التنمية المنهجية.

أمثلة ملموسة

توفير إمكانية الوصول محليا للخدمات الصحية المتخصصة - يعاني النظام الصحي الفلسطيني من نقص في الخدمات الصحية المتخصصة مما يؤدي إلى إحالة المرضى الذين يحتاجون إلى هذه الخدمات بانتظام إلى مرافق أردنية أو إسرائيلية. ويساهم هذا الأمر في زيادة التكاليف و تأخير العلاج لوقت طويل كما أنه يعرض حياة المرضى أو الذين يتعذر نقلهم بعربات الإسعاف للخطر.

بيت لحم- مستشفى كاريتاس للأطفال 2010 – منحة قدرها 230 ألف دولار لشراء جهاز تخطيط للقلب بواسطة الصدى

رهف بزايعة، فتاة من مدينة الخليل تبلغ من العمر 5 سنوات ، تعانى من صعوبات في التنفس. تم تشخيص حالتها على أنها تعانى من مشكلة في القلب. ونظراً لمحدودية الموارد المتاحة في مستشفى قريب في الخليل، ظل السبب الحقيقي لمشكلة القلب التي تعانى منها مجهولاً. استمرت حالة رهف الطبية تزداد سوءا. في ذلك الوقت، تلقى مستشفى كاريتاس للأطفال منحة لشراء جهاز متقدم لتخطيط القلب بواسطة الصدى بطريقة ثلاثية الابعاد ويمكنه فحص القلب وتشريحه بعمق ودقة. وكشف الفحص الذي أجرته رهف في المستشفى حدوث قصور احتقاني في القلب. واستدعت الحاجة لإجراء عملية في القلب بشكل فوري، فتم نقل رهف إلى مستشفى إسرائيلي. ورغم سير العملية الجراحية بشكل جيد، إلا أن الفحص الاعتيادي الذي أُجري في مستشفى كاريتاس للأطفال أظهر بعد ذلك بأسبوع وجود كمية كبيرة من الإرتشاح حول قلبها، مما تطلب وضع رهف تحت المراقبة القلبية والعلاج الطبي المكثفين. وبعد ثلاثة أيام، استقرت حالتها الصحية، وغادرت مستشفى كاريتاس للأطفال.

ويعد جهاز تخطيط القلب بواسطة الصدى اﻷول من نوعه في الضفة الغربية. ويتيح هذا الجهاز المجال أمام إجراء دراسة ثلاثية الأبعاد للقلب، ويساعد في تقييم بعض الحالات الصعبة، ويوفر فحصاً مفصلاً لقلب الجنين أثناء الحمل.

نابلس- مستشفى القديس لوقا، 2010 - منحة قدرها 253 ألف دولار لتطوير قسم جراحة الأعصاب والعمود الفقري

إبراهيم هندية، طفل يبلغ من العمر 10 أعوام يعانى من الشلل النصفي، بات باستطاعته الآن التحكم في أطرافه السفلى والمشي من جديد وذلك بفضل المنحة التي أدت إلى شراء الأجهزة المطلوبة لتشخيص وعلاج حالته.. فقد كشف فحص الرنين المغناطيسي وجود توتر في حبله الشوكي مما حال دون حركة الأطراف السفلية والتحكم في الوظائف. وكان العلاج الوحيد خضوع إبراهيم لعملية جراحية لتحرير الحبل الشوكي من تحت عموده الفقري. كانت هذه هي فرصته الوحيدة لكي يتمكن من السير مرة أخرى. فقد سمحت المنحة بإجراء الجراحة المجهرية، وشراء الأجهزة المطلوبة. في الماضي، كان يتم نقل هذه الحالات إلى المستشفيات الإسرائيلية أو الأردنية، مما كان مكلفا جداً. حول هذا الأمر، قال الدكتور مفيد يعقوب، رئيس قسم جراحة الأعصاب والعمود الفقري: "المجهر الذى لدينا الآن متقدم جدا ويضاهي المجهر الموجود لدى مستشفى هداسا في إسرائيل".

وبهذه المنحة، تمكنت المستشفى من أن تصبح مركزا لاستقبال حالات جراحة الأعصاب. وتتم إحالة نسبة 90 في المائة من هذه الحالات من جانب وزارة الصحة، وفيما تأتي 10 في المائة من الحالات من القطاع الخاص. وبلغ عدد الحالات التي عولجت في هذا القسم حتى مارس/آذار 2010، 320 حالة بمعدل 25-30 حالة في الشهر.

تمكين المجتمعات المهمشة - دعم البرنامج المنظمات غير الحكومية التي تتمتع بالخبرة عن طريق تقديم الخدمات الاجتماعية المبتكرة للمجتمعات الفقيرة والمهمشة. ولم يقم البرنامج فقط ببناء قدرات المنظمات غير الحكومية، بل إنه مكن ايضا المجتمعات المحلية من خلال تحديد الاحتياجات القائمة على المشاركة.

القدس- مركز سرايا للخدمات المجتمعية، 2007. منحة قدرها 90 ألف دولار لتطوير برنامج دعم تعليمي لطلاب المدارس ولدعم خدمات المركز

سلوى الطحان، فتاة تبلع من العمر 14 عاما من مدرسة الفتاة اللاجئة، كانت إحدى الطالبات اللاتي استفدن من برنامج دعم التعليم. تم تدريب سلوى على مختلف برامج وتطبيقات وبرمجيات الكمبيوتر، مما ساهم في تطوير مهارات الكمبيوتر لديها بشكل لافت. وبعد إكمالها البرنامج، أنتجت سلوى فيلما وثائقيا عن القدس باستخدام برنامج صانع الأفلام من ميكروسوفت "Microsoft Movie Maker".

يهدف البرنامج إلى تمكين وتحسين قدرات الطلاب في مجال تطبيقات واستخدام الكمبيوتر وتعزيز معارفهم الفكرية والثقافية. وقد استفادت مجموعة مكونة من 200 طالب من 5 مدارس في منطقة القدس مباشرة من هذا البرنامج.

رام الله- الرابطة الفلسطينية للتبادل الثقافي، 2007- منحة قدرها 65 ألف دولار لتدريب للنساء في المناطق المهمشة والفقيرة بالإضافة لشراء المعدات والإمدادات.

السيدة شريفة يوسف على (أم على)، تبلغ من العمر 51 عاماً من بلدة بيت ريما غربي مدينة رام الله، وهي خبيرة في مجال الحرف اليدوية. تعمل على إعالة زوجها المريض وثمانية أطفال. وفي عام 2001، حضرت "أم على" دورة تدريبية في مجال الحرف اليدوية لدى الرابطة الفلسطينية للتبادل الثقافي بهدف مواصلة تطوير مهاراتها في مجال طلاء النحاس، وصنع السلال من أغصان الزيتون، وإنتاج صابون زيت الزيتون، وتزيين الفخار بقطع من القماش المطرز. تفوقت "أم على" في هذه الحرف، وأصبحت مدربة الحرف اليدوية في الرابطة. وفي يناير/كانون الثاني 2008، أصبحت "أم على" من أفضل الذين يقدمون دورات تدريبية على الحرف اليدوية للنساء من مختلف القرى في الضفة الغربية وطلاب المدارس في رام الله. كما ظلت الرابطة الفلسطينية للتبادل الثقافي تساعد أيضا في تسويق المصنوعات اليدوية المنتجة وبيعها.

والرابطة الفلسطينية للتبادل الثقافي هي إحدى المنظمات غير الحكومية الفلسطينية، رسالتها حماية وتعزيز التراث الثقافي الفلسطيني المهدد بالزوال، وخاصة الحرف اليدوية الفلسطينية التقليدية.

نابلس- مخيم عسكر للاجئين- معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، 2007- منحة قدرها 70 ألف دولار لتحسين الثقافة الموسيقية للفلسطينيين مع التركيز على الفئات المحرومة

في سن مبكرة تناهز الأحد عشر عاما، تمكنت نور بالفعل من تحديد طموحاتها وآمالها المستقبلية. نور تود أن تصبح عازفة كمان محترفة، تسافر إلى مختلف البلدان، وتشارك العالم بموسيقاها. ومثلها مثل آلاف الأطفال، نشأت في مخيم عسكر للاجئين القريب من مدينة نابلس في الضفة الغربية، وسط ظروف معيشية صعبة متمثلة بإنتشار الفقر والبطالة والازدحام. وفى ظل محدودية التعرض للعالم الخارجي وحياة مليئة بعدم الاستقرار والقلق، لم يبق الكثير أمام شابات وشبان هذا المخيم ليحلموا به. ومع ذلك، وفي عام 2007، بدأ معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى برنامجا مجانيا لتعليم الموسيقى لسكان المخيم الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 16 عاماً. وقد بلغ الآن مجموع الطلاب المسجلين في هذا البرنامج 36 طالبا، وهم يواصلون دراساتهم للموسيقى بشكل يومي بعد انتهاء الدوام المدرسي. وهنا، اكتشفت نور اهتمامها بالكمان، فضلا عن تنامي ثقتها بالنفس والشعور بالأمل.

ويتم دعم المعهد الموسيقي لتقديم برامجه الموسيقية التي توفر للطلاب فرصة للتعامل مع الحياة تحت الحصار، والتطلع إلى مستقبل أفضل.


تلبية الاحتياجات التعليمية الخاصة - الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة لهم حقوق متساوية في التعليم، وتحسين التحصيل الدراسي لهؤلاء الطلبة سيحد من الوصمة الاجتماعية.

غزة- اتحاد الخريجين ذوى العاهات البصرية، 2007 – منحة قدرها 93500 دولار لرفع مستوى مكتبة التحدث الخاصة بالاتحاد.

حامد رجب البيطار ولد كفيف فاقد للبصر، في عائلة متواضعة الحال. عانى في دراسته من عدم توفر أدوات التعلم اللازمة. كما واجه عقبة كبيرة في دربه في التعليم عندما التحق بالجامعة، حيث تفتقر مكتبة الجامعة إلى الكتب الصوتية وكان ملاذه الوحيد هو اتحاد الخريجين ذوى العاهات البصرية. وفي عام 2006، استعار حامد كتبا مسجلة على شرائط كاسيت؛ ولكن نوعيتها كانت رديئة في معظم الأحيان. وأصبح الأمر أسهل عندما بدأ الاتحاد في تسجيل الكتب رقمياً وتحويلها إلى ملفات. ونظرا لصعوبة أحواله المالية، منحه الاتحاد مشغل "إم بي 3" لتحميل الملفات الصوتية والاستماع إليها. ووجد حامد هذه التكنولوجيا فعالة جداً، فقد سمحت له على سبيل المثال بالمشاركة في دورات كمبيوتر صممت للمعاقين بصريا مما يسمح له بالحصول على الكتب عن طريق شبكة الانترنت. وفي عام 2009، أكمل حامد تعليمه العالي مع مرتبة الشرف، وتم توظيفه في المدرسة التي يدرس فيها في طفولته لإدارة مشروع الكتب المسجلة رقمياً.

وقد أسهمت المنحة في توفير الكتب المدرسية للمعوقين بصريا، حيث عملت على تحميل أكثر من ثلاثة آلاف كتاب على موقعها على الانترنت. واستفادت هذه المجموعة أيضا من التدريب على الكمبيوتر، والانترنت، فضلا عن برامج الحديث، مما أدى إلى إدماج هذه الفئة المهمشة بشكل أسهل نسبيا، ووفر لها فرصا لمواصلة التعليم.


Api
Api

أهلا بك