طغت قضايا التعليم وتوفير فرص العمل والحكم الرشيد والبنية التحتية على الدردشة المباشرة عبر الإنترنت التي استضافتها انجر اندرسن، نائبة رئيس البنك الدولي بمناسبة مرور عام على التغيرات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ومن بين الأسئلة التي طرحت نفسها بإلحاح خلال الدردشة المباشرة التي أجراها البنك الدولي على مدى ساعة و 20 دقيقة باللغتين الإنجليزية والعربية: كيف يمكن إصلاح التعليم وخلق فرص العمل وتشجيع الحريات السياسية مع الحفاظ على الاستقرار في الوقت نفسه.
وقالت أندرسن في ردها على أحد المشاركين في الدردشة: "لقد وجدت أن أغلب التعليقات المائة والستين التي تلقيناها قبل البدء في الدردشة تدور حول فرص العمل وضرورة توفير المزيد منها. وأعتقد أن هذا هو بيت القصيد. لقد كنت على حق عندما قلت أن فرص العمل تأتي نتيجة للنمو وتحقيق الاستقرار. ولذا يتعين على الحكومات باستمرار المفاضلة بين توفير الوظائف في المدى القصير من موارد الخزانة العامة وبين تحقيق النمو المنصف والمستدام في المدى الطويل."
وتأتي هذه الفعالية في وقت تواجه فيه بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تغيرات سياسية واقتصادية في أعقاب الربيع العربي. ففي العام الماضي، تمت الإطاحة بحكومات تونس ومصر وليبيا، واندلعت الاحتجاجات في مختلف أنحاء المنطقة.
وقد شارك في الدردشة مع نائبة رئيس البنك الدولي حوالي 640 شخصا أغلبهم من مصر والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا والسعودية. ووصفوا أنفسهم كخبراء اقتصاديين، وناشطين في مجال حقوق الإنسان، وأعضاء في منظمات مجتمع مدني وجمعيات أهلية.
وقالت فاطمة سلام، أحد المشاركين في الدردشة من اليمن: "ما نحتاجه هو إستراتيجيات طويلة الأجل من أجل التغيير في منطقتنا! وليس أنشطة متقطعة استجابة للحالة المزاجية للحكومات."
ومع ازدياد معدلات البطالة وارتفاع أعداد الشباب بين السكان، ركز كثيرون ممن شاركوا في الدردشة على الحاجة إلى أهمية الارتقاء بمستوى التعليم وتوفير فرص العمل باعتبارهما أكبر أولويتين في الأمدين المتوسط والطويل. وقالت أندرسن إنه رغم تمتع العديد من الشباب بمستويات عالية من التعليم، تشير استقصاءات التعليم الدولية إلى أن هناك "مجالاً واسعاً لتطوير" جودة التعليم في المنطقة.
ومن المقرر أن يدشن البنك الدولي الأسبوع القادم في تونس أول خطة لتطوير جودة التعليم في العالم العربي في محاولة لإعداد جيل جديد من المواطنين المهرة والنشطين. وقد تبنى وزراء التعليم العرب وعدد كبير من الشركاء بالفعل هذه الخطة.
وفي هذا الصدد، قالت شيرين عبد الباقي، الناشطة في أوساط منظمات المجتمع المدني والأوساط التجارية في القاهرة والتي شاركت في الدردشة: "التعليم هو الحل الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة مصر. أعتقد أن الأمر لا يقتصر فقط على التعليم الرسمي، بل ينبغي أن يكون هناك توجه نحو التعليم الفني (مثل المعاهد التطبيقية في ألمانيا وفرنسا) من أجل خلق فرص العمل وإضفاء شعور بالاعتزاز بمثل هذه الوظائف. هذا إلى جانب التعليم الخلاق، بمعني أن هناك حاجة إلى طرق مبتكرة وحديثة للتعليم لتحقيق مكاسب سريعة في القرى والمناطق منخفضة الدخل."