رؤى تتجاوز الحدود
ورغم أن الفنانين الفائزين الخمسة والعشرين يأتون من خلفيات مختلفة ويستخدمون مجموعة متنوعة من وسائل الإعلام والأنماط والأساليب، فإن أعمالهم بينها قاسم مشترك. فكل عمل فني منها يحكي قصة كل بلد والواقع كما يرونه هم، ويعبر عن رغبة قوية لرفض العزلة، والعمل الذي يتجاوز الحدود الوطنية من أجل جنوب آسيا أكثر تكاملاً.
وقالت غيريرو: "مع ازدياد قوة وفاعلية التعاون الإقليمي، فإن التعبير الفني الإبداعي يلعب دوراً كبيراً في إحداث التغيير الاجتماعي والثقافي عن طريق إقامة روابط بين الفنانين الشباب في مختلف أنحاء المنطقة. إننا نأمل أن يكون هذا المعرض بداية وبذرة للمزيد من المعارض الاقليمية وشبكات الفنانين في المستقبل".
ويتيح المعرض للفنانين فرصة للتواصل مع بعضهم بعضا وتبادل الأفكار وتمهيد الطريق للتعاون في المستقبل. وفي الوقت الذى يسعى فيه معظم الفنانين لعرض أعمالهم في الغرب، فإن "مانجوناث هونابورا" من الهند يعرب عن تقديره للفرصة التي أتيحت له لزيارة بنغلاديش المجاورة والتعرف على الفنانين والناس بها. وقال بحماس "إنه شعور رائع".
وتجسيدا لرؤية الفنان المعبرة عن الوضع الانساني الذى يتجاوز الحدود، تحدثت "جيجناشا أوجها" من الهند عن كيف أنها تسعى إلى محو تقسيمات التاريخ. وقالت بشكل قاطع: "بالنسبة لي إن الأمر كله يتعلق بالبشر، فقط البشر.. وليس ببلد من البلدان. أنا لا أحب الحدود".
مأدبة للروح
لم يكن من السهل اختيار الفائزين من بين 231 من المشاركين الذين قدموا أكثر من ألف عمل فني للمسابقة. وقالت "إيلينا غرانت"، وهي إحدى الأمناء والباحثين المشتركين مع برنامج الفن بالبنك الدولي: "كانت الأعمال الفنية بمثابة مأدبةٍ حقيقية للعيون والروح. وليس من المستغرب أن هيئة التحكيم قد واجهت مهمة صعبة في اختيار الفائزين من بين مئات من الأعمال الفنية الإبداعية القائمة على فكر عميق والتي تم تنفيذها على نحو متميز".
ومع كون جنوب آسيا موطنا لأكبر عدد من السكان الشباب في العالم، فقد أثبت المعرض أنه وسيلة مبتكرة للاستفادة من العقول الشابة الخلاقة في تحطيم الحواجز وبناء منطقة أكثر تكاملاً وأكثر ازدهاراً. من جانبه، قال أونو روهل، المدير القطري للبنك الدولي في الهند: "لا يتعلق التعاون الإقليمي فقط ببناء علاقات التجارة والبنية التحتية بين البلدان، بل يتعلق أيضاً بتبادل الأفكار، وتغيير التصورات، وكسر القوالب النمطية".
وأضافت غرانت: "يمكن أن يساعد الفن وأشكال التعبير الفني على تجاوز الخلافات. وقد أظهرت تجربتنا أن التفاعلات الإبداعية يمكنها أن تكون وسيلة قوية لتجميع وجلب الناس معاً. ويحدونا الأمل في أن تواصل جهودنا ربط وتوصيل الشعوب والبلدان ببعضها من أجل عالم أكثر اتحاداً وأكثر ترابطاً واتصالاً".
ومن المقرر عرض الأعمال الفائزة في مسابقة "تخيل مستقبلنا معاً" في نيودلهي من 5 إلى 8 ديسمبر/كانون الأول 2012 في "مركز الموائل في الهند"، وفي واشنطن العاصمة في يناير/كانون الثاني 2013. للمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ "إلينا غرانت".