موضوع رئيسي

تحسين فرص النساء في الكوارث

12/12/2013


Image

تآكل التربة الناجم عن الفيضانات والأعاصير يضع المجتمعات الساحلية في بنغلاديش في خطر.

محفوظ الحسن بويايان/البنك الدولي

نقاط رئيسية
  • النساء أكثر احتمالا من الرجال لأن يتعرضن للقتل في الكوارث الطبيعية. دراسة جديدة تستهدف تحسين فرص النساء للبقاء على قيد الحياة.
  • يسجل مسح جديد للمؤسسة الدولية للتنمية، صندوق البنك الدولي للبلدان الأشد فقرا، الملاجئ من الأعاصير ويوفر بيانات جديدة عن الاستعداد للطوارئ في المناطق التي تتسم بالضعف في بنغلاديش.
  • يمكن لإدراج المساواة بين الجنسين في التخطيط للكوارث أن يساعد على تجنب الأخطاء المكلفة وينقذ الأرواح.

سمعت فاطمة بيجوم التحذير للإجلاء بينما كان إعصار سيدر يتقدم على ساحل جنوب غرب بنغلاديش عام 2007. لكنها لم تغادر منزلها إلا بعد أن بدأ يمتلأ بالمياه.  ولم يكن أقرب ملجأ يبعد عنها سوى خمسة أمتار، لكن في الظلام والمياه المرتفعة كانت هذه الأمتار القليلة كأنها خمسة كيلومترات. وجاهدت مع طفليها الصغيرين ووصلوا أخيرا وهم مبتلون لكنهم لحسن الحظ أحياء.

ووصفت بيجوم مؤخرا محنتها لباحثين يحاولون العثور على وسيلة لتحسين فرص النساء في واحدة من أكثر بلدان العالم تعرضا للكوارث وحيث تموت النساء بأعداد أكبر كثيرا من الرجال.

ويعرض قصتها وقصص غيرها فيلم وثائقي جديد واستبيان للبنك الدولي وصندوقها لأشد بلدان العالم فقرا، المؤسسة الدولية للتنمية. ويسجل المسح ملاجئ الأعاصير ويوفر بيانات جديدة عن حالة الاستعداد للطوارئ في بعض أكثر المناطق ضعفا في بنغلاديش.

ومن أهم أهدافها تجميع الأدلة عن كيفية احتساب المساواة بين الجنسين في مخاطر الكوارث والتصدي لها. 

وعن ذلك يقول صباح معين، خبير البنك الدولي لشؤون التنمية الاجتماعية والذي يقود هذا المسعى، إن "بنغلاديش ضخت استثمارا ضخما في إدارة مخاطر الكوارث، وهي تنقذ الأرواح،  لكن إدراج المساواة بين الجنسين في جميع جوانب التخطيط للكوارث والتعافي من آثارها قد ينقذ المزيد من الأرواح".

وفي عام 1970، قبل تركيب أنظمة الإنذار المبكر وتتبع العواصف بالأقمار الصناعية، تسبب إعصار بولا الشديد في مقتل نحو 300 ألف شخص في بنغلاديش. ومن الأمور المذهلة عن هذه العاصفة الهوجاء أن الضحايا النساء فاقوا عدد الضحايا الرجال بنسبة 1:14.

وبعد حوالي 37 عاما هب الإعصار سيدر بنفس القوة تقريبا لكن عدد الضحايا هبط إلى 3500 فقط وهبطت نسبة النساء إلى الرجال إلى 1:5.

وبين هاتين العاصفتين، أصبحت بنغلاديش نموذجا للاستعداد للكوارث. فقد بني حوالي 3500 ملجأ من الأعاصير بمساعدة الشركاء ومن بينهم المؤسسة الدولية للتنمية وستبنى ملاجئ أخرى كثيرة بمساعدة مشروع التعافي الطارئ من الأعاصير بمساندة من المؤسسة الدولية للتنمية وغير ذلك من المبادرات. وتعاونت الحكومة مع الجمعية الدولية للهلال الأحمر لتنمية برنامج الاستعداد للأعاصير (E) وتركيب نظام للإنذار المبكر.

ومن أكثر الاستراتيجيات فعالية إشراك النساء كما يقول الخبراء في مخاطر الكوارث. فمعظم النساء مقرهن البيوت وهن المسؤولات عن الأطفال والعجائز ومنعزلات اجتماعيا وثقافيا. وتفقد النساء حياتهن في الأعاصير لأنهن لم يسمعن الإنذارات أو لأنه كان عليهن حماية آخرين وأنفسهن أيضا. فقد لا يترك الكثير منهن منازلهن بدون أزواجهن أو بدون رجل آخر لمصاحبتهن.

واعتبرت بنغلاديش النساء أبطال عمليات الاستعداد وخصصت مساحات منفصلة في الملاجئ للنساء والأطفال. والمرأة أكثر استعدادا لترك منزلها إذا سمعت امرأة أخرى تدعو الناس إلى الإجلاء. لكن مازال هناك بعض العقبات. ففي استبيانات حديثة، اعتبرت النساء الملاجئ أماكن غير آ منة حيث يضحين بخصوصيتهن واعتبرها الأزواج أماكن لا يرغبون في جلب نسائهن إليها.

وقالت بيجوم أن الملجأ المحلي في منطقتها يفتقر إلى مياه الشرب والمراحيض، وهما أمران اعتبرتهما أساسيين. ولم تكن هناك أضواء توجهها في رحلتها القصيرة. وحينما وصلت إلى الملجأ تعين عليها أن تقف مع طفليها في غرفة مزدحمة بالرجال.  


" هناك فرصة هائلة لتضمين المساواة بين الجنسين في إدارة مخاطر الكوارث في أشد البلدان فقرا، وهو أمر منطقي بالفعل. وهي تنمية جيدة. فالمستفيدون هم من النساء والرجال على السواء. "

سوزانا ستانتون جيدس

محللة لمخاطر الكوارث في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ بالبنك الدولي

وتبرع دولال فورازي، وهو من نفس المنطقة المحلية، بقطعة أرض لبناء ملجأ يضم أماكن منفصلة للنساء والأطفال. وقد فقد دولال طفلتيه الصغيرتين وعمرهما 3 و5 سنوات في إعصار سيدر، حين أطاحت العاصفة بزوجته وطفلتيه وهم في طريقهم إلى الملجأ البعيد.

ويعد تصميم مركز الإيواء أحد العناصر في إدارة مخاطر الكوارث كما يقول الخبراء. وفي الواقع، فإن تجاهل المساواة بين الجنسين يسفر على الأرجح عن أخطاء تعوق جهود المكافحة وإعادة الإعمار والتعافي والتنمية الطويلة الأجل. وربطت دراسة حديثة بين الأعاصير والزيادة الحادة في معدلات الوفيات للفتيات الرضع في الفلبين حتى 24 شهرا بعد هبوب الإعصار، وهي مشكلة أتيح معالجتها عبر الدعم للأسر المنخفضة الدخل وغير ذلك من الإجراءات.

وتقول مارجريت أرنولد، كبيرة خبراء التنمية الاجتماعية في البنك الدولي، إن "الكوارث تكشف في العادة إخفاقات التنمية والقضايا المجتمعية، بحيث تتراكم أوجه عدم المساواة وتصبح أسوأ عند وقوع الكارثة".

أما فيما يتعلق بما تلعبه النساء من أدوار في الأسرة والمجتمع المحلي فقد تساعدها على معرفة من هو الضعيف ومن يحتاج إلى مساعدة. وتقول أرنولد "إذا تم توزيع مبالغ الإغاثة عبر النساء فقد يكون ذلك أكثر فعالية".

ويمكن أن تكون الفترة بعد وقوع الكارثة فرصة لتمكين النساء بعمل مستندات ملكية مشتركة للأسرة، مثلا، من الممارسات المعيارية، حسبما تقول.  وأضيفت أسماء النساء لمستندات ملكية الأراضي أو مستندات الأسرة في أتشيه والهند والأرجنتين في إطار عملية إعادة الإعمار ما بعد الكوارث.

ويمكن أن يساعد تمثيل النساء على النظر إلى القضايا من زوايا متعددة كما تقول باتريشيا فرنانديس، الخبيرة في التنمية الاجتماعية بالبنك الدولي. ويتطلب مشروع للتنمية مدفوع باعتبارات المجتمع المحلي في الفلبين تمثيلا بنسبة 50-50 في اللجان التي تتخذ قرارات بشأن التخطيط للكوارث وتوزع أموالا للاستثمارات المجتمعية. ويجري التخطيط لمبادرة شبيهة تستند إلى مراعاة المجتمع المحلي في فييتنام.

وفي هذا الصدد، تقول سوزانا ستانتون جيدس، وهي محللة لمخاطر الكوارث في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ بالبنك الدولي "يدور الأمر كله حول منح النساء فرصة للمساهمة في القرارات التي تتخذ".

وتضيف أن "هناك فرصة هائلة لتضمين المساواة بين الجنسين في إدارة مخاطر الكوارث في أشد البلدان فقرا، وهو أمر منطقي بالفعل. وهي تنمية جيدة. فالمستفيدون هم من النساء والرجال على السواء".

 


وسائط إعلامية

Api
Api

أهلا بك