موضوع رئيسي

مشروع سياحي يتيح التدريب على الضيافة والإرشاد السياحي للفلسطينيين في الضفة الغربية

08/17/2015


Image

أحد سكان منطقة العقبة يستضيف الزائرين فى منزله. تتيح الضيافة المنزلية عبر مسار إبراهيم الفرصة  للسائحين للتعرف على الثقافة الفلسطينية كما تتيح للمضيفين فرصة لزيادة الدخل.

API/Frits Meyst

الضفة الغربية، 17 أغسطس/آب 2015 – يعدّ مسار إبراهيم أكثر المقاصد السياحية جاذبية في العالم بامتداده لمسافة تتجاوز 300 كيلومتر عبر  الضفة الغربية والأردن وإسرائيل وشبه جزيرة سيناء المصرية.

وعلى طول هذا المسار، الذي يتتبع خطوات إبراهيم - وهو من الشخصيات البارزة في الديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية، أقام أصحاب الأعمال متاجر الإرشاد السياحي وبيوت الضيافة والمطاعم وغير ذلك من المنشآت. وفي الضفة الغربية، يتيح المسار فرصا تجارية كبيرة لحوالي 53 مجتمعا محليا تقع على المسار الذي يمثل في الأساس ممرا ريفيا. ويعيش بعض هذه المجتمعات دون خط الفقر.

وفي هذا الصدد تقول مسعدة معدي، وهي مضيفة بأحد بيوت الإقامة في قرية كفر مالك شمال شرقي رام الله "إن فتح بيتنا للمسافرين على المسار هو وسيلة عظيمة لتبادل الثقافات مع ضيوفنا...  وهو فرصة لتبادل الآراء، فكل من يحضر إلى هنا يكتسب فهما جديدا للمرأة العربية."

وتوضح معدي أن المنافع التي يحققها ذلك متبادلة، قائلة "نحصل على مساندة مالية، وهم يحصلون على فرصة ليجربوا حياتنا وثقافتنا وأطعمتنا المحلية."  

وفي عام 2014، وبمساندة من مجموعة البنك الدولي، قامت مبادرة مسار إبراهيم وشراكة مسار إبراهيم الخليل، وهي شراكة بين جمعية الحياة البرية في فلسطين وجمعية الروزنا ومركز سراج لدراسات الأراضي المقدسة، بتدشين برنامج تجريبي يستهدف خلق فرص عمل وتوفير مزيد من الفرص لتوليد الدخل لأهالي القرى والبلدات الواقعة على طول المسار.

وتركز المبادرة، التي تتكلف 2.3 مليون دولار بتمويل من صندوق بناء الدولة والسلام، على تحسين حياة النساء والشباب بشكل خاص وستساعد على التعريف بكيفية تعزيز الهيئات الإنمائية والحكومة الأنشطة السياحية في البلدان الأخرى الهشة والمتأثرة بالصراعات. ويساعد المشروع على حصول الرجال والنساء في تلك المناطق على شهادات إرشاد سياحي والتدريب على الضيافة وإنتاج مواد خاصة للمسافرين على المسار كالخرائط والمعلومات عن وسائل النقل وأماكن الإقامة، فضلا عن إنتاج مواد ترويجية لتوعية المسافرين بمسار إبراهيم. ويتضمن هذا المشروع أربعة مكونات أساسية، هي: الاستثمار في البشر والمؤسسات، و(2) تنمية المسار وتسويقه، و(3) وتنمية الأنشطة التجارية والاتصالات، و(4)  البحوث العملية.

وفي معرض الحديث عن المشروع، يقول علي أبو كميل، رئيس فريق العمل الخاص بالمشروع في مجموعة البنك الدولي "يتيح المشروع دخلا إضافيا للمجتمعات الريفية على طول المسار ويدعم مشاركة النساء في الاقتصاد المحلي... إنه مشروع مبتكر يستهدف تنويع الخدمات السياحية في فلسطين اعتمادا على أصولها الثقافية وقيمها الاجتماعية."

ومنذ يناير/كانون الثاني الماضي حين تم تدشين المبادرة، المعروفة باسم مشروع مسار إبراهيم: التنمية الاقتصادية في المجتمعات المحلية الهشة"، تم تدريب 25 مرشدا سياحيا وأصبح 15 آخرين مرشدين معتمدين. وأقام المشروع شراكة بين مجالس وجمعيات محلية ومنظمات شبابية ونسائية وجمعيات أهلية، وهو أمر له أهميته في البلدان المتأثرة بالصراعات والتي تتسم عادة بتمزق النسيج الاجتماعي. وتم تدريب حوالي 300 فرد من هذه المجتمعات المحلية على مختلف الأنشطة السياحية وبات أكثر من 800 شخص يستفيدون من المشروع.


" أوضحوا لنا كيفية العثور على طريقنا دون الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة التي لا تتوفر دائما في الظروف الصعبة في الصحراء.  "

ناصر كعابنة

مرشد سياحي

يقول ناصر كعابنة وهو مرشد سياحي من العوجا "قدم لنا المدربون تدريبا عظيما على التوجيه...  فقد أوضحوا لنا كيفية العثور على طريقنا دون الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة التي لا تتوفر دائما في الظروف الصعبة في الصحراء."

ورغم التحديات الأمنية الصعبة، بما في ذلك حرب غزة عام 2014، يعمل مشروع مسار إبراهيم على تحسين حياة الأهالي في المجتمعات الواقعة على المسار. وتتوقع السلطة الفلسطينية توسيع نطاق المشروع مستقبلا، بمساندة من شركاء التنمية ومن بينهم مجموعة البنك الدولي.

يقول أبو كميل "علاوة على التركيز الاجتماعي الاقتصادي لهذا المشروع... نهدف إلى إعداد الدروس والرؤى المستفادة وتعميمها والتي يمكن تطبيقها في الضفة الغربية وغيرها من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا."


Api
Api

أهلا بك