موضوع رئيسي

توّفر الكهرباء 24 ساعة يعزز فرص العمل ويقلل معدل الجريمة

08/31/2015


Image

لم تعد المحال التجارية تعاني من تكرر الانقطاعات في الكهرباء 

البنك الدولي

انتقل أحد المجتمعات في الدومينيكان من الظلام الدامس إلى حياة يتوفر فيها التيار الكهربائي طوال الوقت، إليكم القصة كاملة...

يعد انقطاع الكهرباء بالنسبة لأهل الدومينيكان شيئًا عاديًا يحدث كل يوم، حيث ترجع إلى البيت في المساء، تضغط على زر النور، ولا يحدث شيء، وهذا هو الحال في أغلب المناطق بالدومينيكان، انقطاعات يومية في الكهرباء تستمر لفترات طويلة.

تقول ميوربي ميندوزا، وهي خيَّاطة من سكان لوس مينا بالعاصمة سانتو دومينيجو "كنت مضطرة إلى العمل في المساء كي أحافظ على عملي وأستطيع أن أعتني بأسرتي، وأحيانًا كنت أضطر أن أذهب إلى أماكن أخرى بحثًا عن الإضاءة ولو كانت خافتة. فعملي للفنادق، ولم يكن أمامي إلاّ أن أقطع كل تلك المسافة لمدة شهر، وانقطعت عن أسرتي لمدة أسبوعين كاملين." 

تمثل الكهرباء شيئًا أساسيًا لـميوربي ميندوزا، وهي من أصحاب الأعمال ولديها أسرتها التي ترعاها، وكل انقطاع في الكهرباء يهدد دخلها ويؤثر على الوقت الذي تخصصه لرعاية أطفالها.

على مدار 50 عامًا، عانى هذا الحي السكني والعديد من الأحياء من عدم انتظام التيار الكهربائي، وقد ظلوا يواجهون صعوبات يومية بسبب انقطاعات الكهرباء التي قللت من فرصهم في العمل وكذلك إمكانية توفر مياه الشرب في البيوت.

"في الماضي كنا نحتاج إلى العديد من خزانات المياه في البيت بسبب عدم توفر الكهرباء، وحتى عند عودة التيار الكهربائي أحيانًا لم نكن نستطيع أن نشرب من مياه الخزان"، هذا ما تتذكره خوليا التاجراسيا دي رييس، التي تعمل سكرتيرة مجلس متابعةأعمال إعادة تأهيل شبكة المياه في لوس مينا.

انقطاعات طويلة في الكهرباء

الآن أصبحت جمهورية الدومينيكان تتميز عن باقي بلدان أمريكا اللاتينية بأقل معدل انقطاع كهرباء على وجه الأرض، طبقًا للبيانات الواردة من وكالة جلوبال أليانز للتأمين. في عام 2010، كانت جمهورية الدومينيكان ينقطع فيها التيار الكهربائي بمعدل 18 مرة في الشهر، وكانت تأتي في المرتبة الثانية بعد جمهورية الكونغو واليمن بالنسبة لانقطاعات الكهرباء.

كانت جمهورية الدومينيكان تعاني العديد من مواطن الضعف التي نتجت عن سنوات من الإهمال. كان أكثر من خمسي الكهرباء التي يتم شراؤها من شركات توليد الكهرباء يهدر قبل أن يصل إلى المستهلك إما بسبب سوء حالة شبكة الكهرباء، أو بسبب العدد الكبير من الوصلات غير الشرعية التي تمر بها قبل أن تصل للمستخدمين.

والنتيجة: انقطاعات مستمرة في التيار الكهربائي على مستوى الشبكة بأكملها مما أثر سلبيًا على قدرة الدولة على المنافسة.

ولكن الحكومة قامت بحل المشكلة واستثمرت 42 مليون دولارًا (قدمها البنك الدولي منذ عام 2011) في مشروع يهدف إلى توفير الكهرباء على مدار الساعة لما يقرب من 100 ألف من مواطني الدومينيكان وذلك عن طريق إعادة تأهيل 220 ميلاً من خطوط الكهرباء. وكذلك تم تركيب عداد كهرباء لكل مستخدم ليتمكن من مراقبة الاستهلاك الشخصي والتكلفة وللمساعدة على اكتشاف أي تسريبات من الشبكة.

تقول خوليا دي رييس إن التغيير كان إيجابيًا بنسبة مائة في المائة، وأضافت: "بعد 50 عامًا من الانقطاعات المستمرة في التيار الكهربائي، وسوء الخدمة والإدارة الضعيفة لشبكة الكهرباء، نحن الآن نستطيع أن نعتمد على توفر التيار الكهربائي على مدار الساعة وقد انعكس هذا إيجابيًا على سلامة المجتمع ككل."

 


" كنت مضطرة إلى العمل في المساء كي أحافظ على عملي وأستطيع أن أعتني بأسرتي، وأحيانًا كنت أضطر أن أذهب إلى أماكن أخرى بحثًا عن الإضاءة ولو كانت خافتة. "

ميوربي ميندوزا

خيَّاطة من سكان لوس مينا بالعاصمة سانتو دومينيجو

خدمة موثوق فيها

تقول ميوربي ميندوزا: "أنا راضية عن الخدمة التي أحصل عليها والاستفادة التي أحققها، وكذلك عن التكلفة التي أتحملها."

لم يكن من الممكن سماع هذا التصريح قبل تنفيذ الإصلاحات، فبعد سنوات عديدة من المعاناة من تدني مستوى الخدمة، لم تكن هناك أية ثقة في النظام وقد انعكس هذا في شكل عداء تجاه شركات توزيع الكهرباء وفضل الكثيرون أن يحصلوا على وصلات كهربائية بطريقة غير شرعية.

لذا، عملت شركة إديستي – الشركة المسؤولة عن شبكة الكهرباء في هذه المنطقة- على التواصل مع ممثلي المجتمع قبل القيام بأية أعمال لسماع  شكواهم ومعرفة احتياجاتهم ولبناء علاقة بين الأحياء والدولة.

تقول خوليا دي رييس: "نحن نقوم بهذا العمل منذ 3 سنوات بالتعاون مع شركة إديستي لإنجاح هذا المشروع، وقد قام رؤساء المجتمعات بعمل رائع، حيث أنهم ساعدوا في توعية المجتمع بأهمية الاستخدام الأمثل للكهرباء والالتزام بدفع تكاليف الاستهلاك، فإذا لم تدفع لقاء الخدمة سيكون من المستحيل تحسينها." 

 

تنامي السلامة

إن انعدام السلامة هو أحد المشكلات التي تؤرق شعوب بلدان أمريكا اللاتينية وبلدان البحر الكاريبي ليست بمعزل عن هذا الهم، ولكن في العديد من المدن بهذه المنطقة، ساهمت زيادة الإضاءة في الشوار ع في تقليل معدل الجريمة بفاعلية كبيرة.

إنه إجراء وقائي وسكان لوس مينا يستمتعون به الآن.

يقول خوان سوفينون، وهو ناظر مدرسة خوسيه ماريا ترافييسو سوتو الثانوية المسائية: "إن توفر خدمة الكهرباء على مدار الساعة أحدث فارقًا كبيرًا، إنه الفارق بين الليل والنهار، فقد تنامى الأمن العام، حيث كان الطلاب يغادرون المدرسة عند دخول المساء وأحيانًا في الظلام الدامس، وكانوا يقعون ضحية المجرمين. ولكن الآن، مع توفر الإضاءة في المنطقة بشكل دائم، قل معدل الجريمة بشكل كبير."

حاليًا، نظام الكهرباء في الدومينيكان لا يدر أرباحًا كبيرة، وهناك زيادة في العجز في السنوات الأربعة الأخيرة، ونقلاً عن سيرجيو جونزاليز، وهو خبير أول في الطاقة بالبنك الدولي، بلغ معدل التحويلات من الحكومة المركزية لسد العجز في قطاع الكهرباء 1.5% من إجمالي الدخل الناتج المحلي في الفترة مابين 2011 و 2013.

ويهدف اتفاق الكهرباء إلى تحسين الوضع بتزويد شعب الدومينيكان بتيار كهربائي مستمر منتظم على مدار الساعة في غضون الخمسة عشر عامًا القادمة. وإلى أن يتحقق ذلك، يتم الآن توسيع دائرة أعمال إصلاح شبكات الكهرباء لتشمل أحياءً ومناطق أخرى بالعاصمة سانتو دومينجو. 

 

Api
Api
أهلا بك