موضوع رئيسي

5 أشياء قد لا تعلمها عن الصراع بين الإنسان والأحياء البرية في بوتسوانا

03/03/2016


Image
كلوديا صوبريفيلا / البنك الدولي

في اليوم العالمي للأحياء البرية، يسلط هذا الحوار مع كلوديا سوبريفيلا، الخبيرة الأولى في البيئة بالبنك الدولي، الضوء على العلاقة المعقدة بين الإنسان والأحياء البرية في بوتسوانا، أفريقيا، حيث يعمل أحد المشاريع التي تديرها على تحسين أوضاع عدد من أفقر سكان الريف، فضلا عن الأفيال وحيوانات أخرى.

يبلغ عدد سكان بوتسوانا نحو 2.2 مليون نسمة، بالإضافة إلى 134 ألف فيل، وهو أكبر تجمع للأفيال في أفريقيا، تتراوح نسبة ما يعيش منها في مناطق محمية بين 20 و30 في المائة فقط. وقد سجل مسح أجرته إدارة الأحياء البرية في بوتسوانا من خلال تقارير الحوادث 1212 صراعا على المحاصيل و 1013 صراعا على الماشية في ضاحية تشوب، و1919 صراعا على المحاصيل و 5666 صراعا على الماشية في منطقة نجاميلاند، و 1712 صراعا على المحاصيل و 8254 صراعا على الماشية في الضاحية الوسطى وذلك في الفترة بين عامي 1994 و 2006.  

1.   أين ولماذا تنشب الصراعات بين الإنسان والأحياء البرية؟

يتركز الصراع بين الإنسان والأحياء البرية وتشتد آثاره في أغلب الأحيان في المناطق الزراعية حيث يلتهم النمو السكاني الأراضي التي تعيش عليها الحيوانات. فالأفيال، على سبيل المثال، التي تعد أكبر الثدييات على وجه الأرض، تحتاج إلى التغذي على كميات كافية من الجذور والحشائش والفواكه واللحاء للحفاظ على أجسامها الضخمة. وهذا يعني أن فيلا واحدا يمكنه أن يدمر مصدر رزق مزارع فقير في ليلة واحدة. هذه مشكلة كبيرة في المناطق الريفية بأفريقيا.

وقد أدى النمو السكاني، والزراعة الكثيفة والسعي وراء الثروة إلى تقلص المساحة الصالحة للعيش والموارد لكل من الإنسان والحيوان، مما يشعل الصراعات. وتلعب أفضليات الطعام لدى الحيوانات وأنماط هجرتها دورا كبيرا في هذا التنافس. فالناس يزرعون بالقرب من الماء ويحصدون محاصيلهم في الغالب في مارس/آذار وأبريل/نيسان، وهو نفس توقيت هجرة الأفيال إلى التجمعات المائية الكبرى.

2.   ما نوع الخسائر التي تتسبب فيها الأحياء البرية؟

الأحياء البرية يمكن أن تسبب الدمار للمحاصيل والماشية والبنية التحتية وحياة البشر. ولذلك فمن الأهمية بمكان تحديد نوع المزارعين الذين نتحدث عنهم—هؤلاء هم الفئة الأشد فقرا بين المزارعين، والذين لا تتجاوز مزارعهم ضعف مساحة مكتبي.  عندما يقتحم أحد الأفيال سياجا، ويلتهم كل محاصيل أحد الأشخاص، فقد انتهى الأمر لهذا الشخص. ويزداد الأمر سوءا عندما يكون عائل الأسرة امرأة، لأن الزراعة للمرأة هي أمن غذائي، ومصدر أساسي لإطعام الأسرة، على عكس الماشية التي يحتفظ بها كثروة، وعادة ما يربيها الرجال.

3.   ما هي الوسائل التي نجحت في الحد من الصراعات؟

في إطار مشروع التعايش بين الإنسان والأحياء البرية بشمال بوتسوانا الذي يدعمه البنك الدولي، اختبرت إدارة الأحياء البرية والمحميات الوطنية فعالية مختلف الأساليب:  

  • أسوار الفلفل الحار- استخدمت أسوار الفلفل الحار التي تحيط بالنباتات لردع الأفيال لأنها لا تحب رائحته أو طعمه. وثمة ميزة أخرى وهي أن الناس يمكنهم أيضا أن يبيعوا الفلفل الحار للحصول على دخل إضافي. وهناك وسيلة أخرى مشابهة لأسوار الفلفل الحار وهي تعليق قطعة قماش مشبعة بمعجون الفلفل الحار وإحاطة المحصول بها.
  • حرق قوالب من الفلفل الحار- حرق قوالب الفلفل الحار، بمساعدة الرياح، يرسل رائحة الفلفل الحار القوية في اتجاه الأفيال ويثنيها عن الاقتراب، حتى من مسافات بعيدة. هذه القوالب تشكل من روث الأفيال وبذور الفلفل الحار والشحم حتى يطول أمد احتراقها. وقد أثبتت هذه الوسائل أنها فعالة للغاية.
  • أسوار النحل- نجح هذا النهج مع رجل كان يعتني جيدا بمحيطه من خلايا النحل. ويستخدم النحل لردع الأفيال ومنعها من الاقتراب.
  • القرى المحاطة بأسوار مكهربة لمنع الحيوانات المفترسة- أقيم واحد فقط من هذه الأسوار في قرية ليسوما المعروفة أيضا باسم "قبيلة الرمال"، وكان متينا ومرتفعا بما يكفي لصد الحيوانات التي تقتات على المحاصيل وتفترس الماشية.
  • كلاب حراسة الماشية- أثبتت هذه الكلاب، عند تدريبها جيدا، نجاحها في الدفاع عن الحيوانات في الكثير من الحالات ضد هجمات الأسود والفهود. وينبغي إعادة تقييم الكلاب حتى لا يتحول التفاعل بينها وبين الحيوانات التي تحرسها إلى عنف.
  • البذور الناضجة مبكرا- كما كانت البذور المزروعة والتي يتم حصادها مبكرا للاستفادة من المحصول قبل هجرة الأفيال وسيلة فعالة للحد من الصراعات.
  • موارد بديلة للرزق في قطاع السياحة- تدريب الشباب للعمل في سياحة الأحياء البرية حتى يزداد اعتمادهم على هذه الحيوانات لكسب الرزق، مما يخلق توجها أكثر إيجابية بين البشر نحو الأحياء البرية.
 

Image
كلوديا صوبريفيلا / البنك الدولي

 

4.   ما الذي أخفق أو ثبتت صعوبته؟

كل الوسائل التي ذكرت آنفا أثبتت نجاحها لشخص واحد على الأقل وفقا لدراستنا عن التعايش. الجانب الصعب هو إقناع الناس بتجريب حل صغير، كزراعة أسوار الفلفل الحار وتربية النحل، من أجل حل مشكلة كبيرة لم تلبث أن ازدادت سوءا مع مرور الزمن وزيادة السكان.

كما كان من الصعب تدريب الناس على استخدام خلايا النحل والفلفل الحار. هذه مهارات فريدة للغاية تحتاج إلى الكثير من التدريب والصبر. فالأمر يستغرق وقتا حتى يتعلم الناس ويرون النتائج ويثقون بها. ويحتاج المزارعون إلى السهر على محاصيلهم ومواشيهم، وكثيرا ما كانوا يشكون من أنهم ليس لديهم الوقت لتعلم وتطبيق هذه الأساليب الجديدة.

5.   ماهي تنبؤاتك للصراع بين الإنسان والأحياء البرية في الفترة من 10 إلى 15 سنة قادمة؟

من الصعب التنبؤ بذلك. لو تعلم الناس والأحياء البرية التعايش في انسجام، لن يكون هناك صراع في بوتسوانا أو أي بلدان أخرى يمكن أن تطبق فيها نفس الأساليب.

إن من استخدموا هذه الوسائل بعقل مفتوح وجعلوها تنجح، يشجعون الآخرين على اعتماد هذه الوسائل ويحفزون الشباب على الحفاظ على الأحياء البرية. عندئذ فقط، ومع بقاء الحيوانات على قيد الحياة وعدم المساس بموائلها، سيكون هناك تدفق مطرد للدخل من السياحة.

 

Image


Api
Api

أهلا بك