موضوع رئيسي

نوادي الفتيات تحدث أثرا "كبيرا ومفيدا" بتمكين الشابات

03/08/2016


امرأة تقرأ كتابا للفتيات – نوبو نوبراه تقرأ للفتيات في نادي فتيات كيكايا. تصوير ستيفن غالديو/البنك الدولي

امرأة تقرأ كتابا للفتيات – نوبو نوبراه تقرأ للفتيات في نادي فتيات كيكايا. تصوير ستيفن غالديو/البنك الدولي


نقاط رئيسية
  • نوادي الفتيات في أوغندا تعرض ملاذا آمنا للشابات وسط ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وحمل المراهقات والزواج المبكر.
  • دراسة تكشف أن النوادي تحسن من قدرة الشابات على كسب الدخل وتأجيل الزواج والإنجاب.
  • يساعد البحث على تصميم برامج تمكّن الفتيات والشابات اجتماعيا واقتصاديا.

تركت جزيرة ناموكوز، 18 عاما، المدرسة بعد أن شعرت بوصمة الرفض، فقد نبذتها زميلاتها بسبب تشوه في قدمها يسبب لها إعاقة. 

لكن حياتها تغيرت حين بدأت الذهاب إلى نادي كيكايا للفتيات في شمال العاصمة الأوغندية كمبالا. واكتسبت جزيرة مهارات واستعادت ثقتها في نفسها لتبدأ لاحقا مشروعها الخاص ووجدت أصدقاء لا يعاملونها معاملة مختلفة بسبب إعاقتها.

وعن هذه التجربة تقول جزيرة "يجب أن تدافع عن نفسك. لقد تعلمت ذلك هنا."

وجزيرة هي واحدة من 70 ألف فتاة تتراوح أعمارهن بين 13 و22 عاما وانضممن إلى نادي الفتيات في أوغندا بحثا عن الصداقة وسبل كسب العيش.

وتدير هذه النوادي منظمة براك أوغندا BRAC Uganda وهي فرع منظمة براك الدولية ومقرها بنغلادش وتشتهر بجهودها الرامية إلى تمكين الفقراء وخاصة النساء منهم. وتقدم نوادي المنظمة في أوغندا وعددها 1505 نواد الألعاب والموسيقى والتربية الجنسية ومحو الأمية المالية والتدريب المهني والحصول على القروض الصغرى للشابات اللاتي يحاولن بدء نشاط تجاري خاص بهن.

 

Image

صورة جزيرة ناموكوز: "يجب أن تدافع عن نفسك."

 

ومن الأهداف الرئيسية لهذه النوادي، كما يقول المنظمون، توفير ملاذ آمن للفتيات وسط ارتفاع معدلات البطالة والضغوط الاجتماعية التي ينتج عنها ارتفاع معدلات الزواج المبكر وحمل المراهقات. فأكثر من 60 في المائة من سكان أوغندا أقل من 20 عاما.

وتشير الأبحاث الآن إلى أن هذه النوادي تحدث أثرا إيجابيا وقد تساعد على إيجاد حل لهذا المأزق أمام التنمية، وهو كيفية تصميم برامج تمكن الفتيات والشابات اجتماعيا واقتصاديا.

فاحتمال مشاركة الفتيات الملتحقات بهذه النوادي منذ عامين في أنشطة مدرة للدخل مثل الحصول على وظيفة أو بدء عمل خاص يزيد بنسبة 72 في المائة عن احتمال ذلك بين الفتيات غير الملتحقات بالنوادي.

ويقل احتمال أن يحملن في سن المراهقة 26 في المائة ويقل احتمال زواجهن أو انتقالهن مع عشيق 58 في المائة.

وجاء ذلك في دراسة حديثة لتقييم فعالية النوادي وبرنامج براك لتمكين المراهقات وموارد رزقهن.

وربما كان العنصر الأهم هو أن عدد الفتيات اللاتي يبلغن عن ممارستهن الجنس بدون رضاهن تراجع إلى النصف من 14 في المائة إلى حوالي 8 في المائة، كما توضح الدراسة التي قام بها باحثون من مختبر ابتكارات المساواة بين الجنسين في أفريقيا بالبنك الدولي ومدرسة لندن للاقتصاد وجامعة بوتشوني وجامعة كوليدج بلندن وبراك، وصدرت بعنوان تمكين النساء عمليا: شواهد من تجربة موجهة لعينة عشوائية في أفريقيا.

ويقول نيكلاس بوهرين، وهو خبير اقتصادي بالبنك الدولي ومشارك في الدراسة، إن هذه جميعا "آثار مهمة ومفيدة."

وتعكس النتائج بالنسبة لبراك اهتمام النوادي بتعليم "المهارات الحياتية" التي تغطي موضوعات مثل التربية الجنسية والقيادة والتفاوض والصحة الجنسية والإنجابية والمساواة بين الجنسين ومهر الزواج. وتتيح هذه المعارف للشابات الاهتمام بأنفسهن ومعرفة حقوقهن، كما تقول جنيفر كيميجيشا، مديرة برنامج تمكين وموارد رزق المراهقات.

وتضيف قائلة "الأهم لنا هو المشاكل التي تتعلق بالجنس – الاستغلال الجنسي، الصحة الإنجابية، تنظيم الأسرة - لأنها مشكلة كبيرة للمراهقات في هذا البلد."

وتكشف الإحصاءات بعض التحديات التي تواجه الشابات في أوغندا. فنسبة المراهقات اللاتي يحملن 31 في المائة. وحوالي 16 في المائة من الفتيات يمارسن الجنس قبل سن الخامسة عشر، و14 في المائة من الفتيات بين الخامسة عشر والتاسعة عشر يعانين الاستغلال الجنسي، وذلك كما توضح أرقام مكتب الإحصاء الأوغندي.

وتسجل أوغندا أيضا، كما تبين الدراسة، واحدا من أعلى معدلات خروج الشابات من قوة العمل في أفريقيا حيث يصل إلى 86 في المائة.

وتضيف الدراسة أنه توجد مشكلات مماثلة في بلدان نامية أخرى حيث يصعب دخول المرأة قوة العمل واضطرارها إلى نمط من الزواج المبكر والإنجاب المبكر واعتمادها على الرجل.

وتظهر البحوث أن تأجيل إنجاب الطفل الأول، وخاصة للأم المراهقة، يمكن أن يغير مسار حياتها للأفضل ويحسّن من نتائج أطفالها.


Image

جسيكا، 30 عاما وإليزابيث 20 عاما. تصوير ستيفن غالديو/البنك الدولي


Image

شابة معها دجاج – بلينداه مالوتوافا حصلت على قرض صغير من النادي لبدء تربية الدواجن.  تصوير ستيفن غالديو/البنك الدولي


والسؤال الرئيسي هو ما إذا كان بدء المسار العملي للشابات خلال فترة المراهقة يمكن أن يساعد على زيادة تمكينهن الاجتماعي والاقتصادي.

ويوفر برنامج براك في أوغندا "بيئة مثالية لمعرفة ذلك" كم يقول بوهرين.

ويتابع قائلا "ليس لدينا الكثير من الشواهد لهذا النوع من البرامج حيث يوجد مزيج من المهارات الحياتية والمهارات المهنية والمكان الآمن للنادي."

واختبر البنك الدولي أساليب مختلفة لتمكين الشابات في ظل مبادرة المراهقات بمساندة من أستراليا والدنمرك والنرويج والسويد والمملكة المتحدة ومؤسسة نايكي.

وقام البنك بتجربة مشاريع في أفغانستان وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية وليبيريا ونيبال ورواندا وجنوب السودان، وتقييم خمسة منها. وكان لمشروع جنوب السودان وحده، وقام بإدارته براك أيضا، النموذج نفسه كما هو في نوادي أوغندا.

وحاولت المشاريع التجريبية التصدي لحواجز مكان العمل التي تواجهها الشابات عن طريق توفير حزمة من الخدمات من بينها المهارات المهنية والتجارية والحياتية، مع تحقيق مستويات مختلفة من النجاح، وفقا لسارة نيدولاست، منسقة مبادرة المراهقات التي تم إغلاقها الآن.

وقال نيدولاست "من الأمور المبهرة أن جميع البرامج حققت معدلات استرداد عالية للغاية مما يشير إلى الفتيات وجدن قيمة في البرامج وحين تم تصميم البرامج بحيث تتفق واحتياجاتهن يمكن التغلب على الحواجز أمام المشاركة."

وفي أحدا أيام يونيو/حزيران الماضي في نادي الفتيات في كيكايا، كانت الفتيات يلعبن الكرة الطائرة في ملعب مفتوح أمام حشد في ناد قريب. وهناك أخذ أحد الزعماء يقرأ قصة عن الاغتصاب، وهو أحد  الكتب العديدة التي تتناول موضوعات صعبة مثل حمل المراهقات والأمراض التي تنتقل عبر الممارسة الجنسية ومخاطر تناول المخدرات غير المشروعة.

وبينما كان أعضاء النادي يغنون بصوت عال في الخلفية، قالت ناموكوز إن النادي ساعدها على الخروج من قوقعتها.

وتابعت "إنهم يحبونني وقد تعلمت كيف أتحدث.. إلى الناس. وقد نشأت وأنا أعلم أنه حتى لو كنت تعاني إعاقة أو لديك مشكلة فلا حاجة إلى أن تخرج في خوف.

 وأملي هو أن أصبح سيدة أعمال وأساعد الآخرين الذين يحتاجون إلى عون."

وعلى مسافة قصيرة في طريق مترب، تربي بلندا مالوتوايا، 21 عاما، 200 دجاجة وتزود المتاجر بالبيض واللحم، وهو مشروع ما كان يمكن القيام به لولا الحصول على قرض صغير من برنامج التمويل الأصغر بالنادي والإرشاد والتوجيه من خالتها التي تعمل في هذا المجال.

تقول مالوتوايا، وهي أم تعول وحدها ابنتها الشابة "خلال خمس سنوات أريد أن يكون لدي مزرعة كبيرة، كبيرة جدا، بها الكثير من الدجاج، ألف دجاجة مثلا. نعم، هذا هو ما أريده."

تقول ناكاند ميمونة، 19 عاما، التي ترشد غيرها من الفتيات في النادي إنها ترى أن الفتيات لديهن قو أكبر مما يعتقدن.

وتضيف قائلة "هنا في بوجاندا [مملكة محلية داخل أوغندا]، يقومون بتصغير الفتيات عادة. فهم يعتقدون أن الفتيات ليس بمقدورهن فعل بعض الأشياء. ويعتقدون أن المكتب للرجال فحسب. لماذا يجب أن تكون الوظائف للرجال فقط؟ فجميعنا لدينا حقوق متساوية وما يمكن أن يقوم به رجل أستطيع أنا أيضا أن أقوم به."


Api
Api

أهلا بك