موضوع رئيسي

الهند: الاستثمار في السنوات المبكِّرة من حياة الطفل من أجل اقتصاد أكثر قوة

06/29/2016


طفل صغير يبتسم للكاميرا وأمه تحمله إلى مركز

طفل صغير يبتسم للكاميرا وأمه تحمله إلى مركز "أنغانوادي" بالهند.


وهذا، من ناحية، نبأ يُبشِّر بالخير. ولكن لكي تستفيد الهند استفادة كاملة من ثمار هذه الميزة الديموغرافية وتشارك مشاركةً منتجة في الاقتصاد العالمي، من الضروري أن تستثمر في التنمية البشرية والمعرفية لمواطنيها.

وحقائق العلم واضحة جلية، إذ إن ، في الألف يوم الأولى من عمره. وبدءا بحمل المرأة، ثم السنتين الأوليين من حياة الطفل، تكتسب التغذية المناسبة، والتحفيز والتعلُّم في سن مبكرة، وإيجاد بيئة آمنة أهمية حاسمة في النمو العام للطفل. ومن دواعي الأسى والحزن، أن أقل من اثنين في المائة من أطفال الهند تتاح لهم هذه المتطلبات الأساسية بالقدر الكافي في أهم سنوات عمرهم، وهي الغذاء الصحيح، والرعاية الصحية السليمة، وفرص التعلُّم المبكر، وخدمات المياه النظيفة والصرف الصحي. إن غياب هذه المتطلبات الجوهرية قد يترك آثارا سلبية لا يمكن تداركها على نمو الطفل، وقد يُقوِّض أيضا الإنتاجية الاقتصادية للبلد في المستقبل. وتحسين التغذية في السنوات المبكرة من حياة الطفل قد يؤدي إلى زيادة أجور البالغين ما يتراوح من خمسة إلى 50 في المائة، وقد يؤدي تقليص معدلات الإصابة بالتقزُّم إلى زيادة إجمالي الناتج المحلي 4-11 في المائة.

وخلال السنوات العشر الماضية في معالجة هذه القضية المزمنة. ويُصنِّف تقرير التغذية العالمية 2016 (e) الذي صدر في الآونة الأخيرة، وهو أول وصف شامل لأوضاع التغذية على المستويات العالمية والقطرية، الهند ضمن البلدان الأقرب إلى السير في الطريق نحو معالجة التقزُّم في الأطفال دون سن الخامسة. ومع ذلك، ما زال التحدي جسيما، لاسيما في أفقر ولايات الهند.

في هذا الصدد، قال رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم "لن ينجح رئيس الوزراء مودي في تحقيق هدفه بجعل الهند عاصمة الموارد البشرية في العالم إلا إذا أمكن معالجة سوء التغذية على وجه السرعة وعلى نحو مفعم بالطموح. لقد حقَّقت الهند تقدما كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية في خفض مستويات سوء التغذية في البلاد، التي -مما يؤسف له- لا تزال مرتفعة".

وبالنظر إلى الطبيعة المُعقَّدة لهذا التحدي، من الضروري اتباع نهج متعدد القطاعات. ولذلك، بذلت الهند جهودا مُنسَّقة لتوسيع وتقوية برامجها الوطنية الرائدة من أجل التغذية والتعلُّم المبكر والصحة من خلال برنامج خدمات تنمية الطفل المتكاملة والرسالة الوطنية للصحة.

ويُغطِّي برنامج خدمات تنمية الطفل المتكاملة - التي تُقدَّم من خلال شبكة تضم 1.3 مليون مركز قروي للتغذية (مراكز أنغانوادي) ويدير كل منها أحد أعضاء المجتمعات المحلية - ما يُقدَّر بنحو 102 مليون طفل حتى سن السادسة، وكذلك النساء الحوامل والمرضعات. غير أن الكثير من هذه المراكز تركز اهتمامها على الأطفال دون سن الالتحاق بالمدرسة، ومن ثم تهمل النافذة الحيوية للألف يوم الأولى من عمر الطفل.

المساندة من جانب البنك الدولي

إدراكا للمُحدِّدات المتعددة القطاعات لمشكلة سوء التغذية، يقدم البنك الدولي المساندة لاستثمارات الحكومة في مجالات التغذية والصرف الصحي والتعليم. ويُقدِّم كذلك المساعدة الفنية لتحسين ربط مراكز أنغانوادي بالمدارس الابتدائية القريبة. وأظهرت بحوث في الآونة الأخيرة أن إضافة سنتين من التعليم في مرحلة ما قبل الالتحاق بالمدرسة قد تؤدي إلى زيادة كبيرة في الدخل مدى الحياة في الهند.

وقد يساعد البرنامج الطموح للحكومة (مبادرة الهند النظيفة) أيضا على إحداث تغيير كبير لأن الصرف الصحي ضروري كالغذاء لصحة الطفل. وإلى جانب الإجراءات التدخلية التكميلية في مجال التغذية، يسعى المُكوِّن الريفي من مبادرة الهند النظيفة إلى معالجة ارتفاع معدلات الإصابة بالتقزُّم بين الأطفال في الهند.

ويساند البنك الدولي هذا المُكوِّن الريفي بتمويل قيمته 1.5 مليار دولار خلال السنوات 2016-2020. وسيُموِّل المشروع خططا رائدة مبتكرة في 162 مقاطعة ترتفع فيها معدلات سوء التغذية في ثماني ولايات، هي أندرا براديش، وبيهار، وتشاتيسغار، وجاركاند، وماديا براديش، وراجستان، وأوتار براديش.

ويساند البنك الدولي أيضا توظيف النساء ويساعد في تحسين سبل كسب العيش للمرأة. ومن الأهداف الرئيسية للجيل الجديد من مشروعات سبل كسب العيش في ولايات بيهار وأندرا براديش، وتيلانغانا تحسين التغذية الأسرية عن طريق اعتماد نهج متعدد القطاعات والاستفادة من المنابر المؤسسية للفقراء أو ما يسمَّى مجموعات المساعدة الذاتية. وعلى مدى السنوات الخمس القادمة، من المتوقع أن يكون قرابة 1.5 مليون أسرة قد تحسَّنت نواتجها الغذائية بفضل هذه البرامج. وسيجري أيضا توسيع نطاق هذا النهج ليشمل ولايات أخرى من خلال المشروع الوطني لسبل كسب العيش في المناطق الريفية في السنوات القليلة القادمة.

إن استثمارات ذكية كهذه في السنوات الأولى لأطفال الهند الذين يعتمد عليهم مستقبل البلاد ذات أهمية حاسمة للهند في سعيها إلى أن تصبح عاصمة الموارد البشرية في العالم.

Api
Api

أهلا بك