موضوع رئيسي

مجموعة البنك الدولي تدعم التراث الثقافي اللبناني كمحرك لخلق الوظائف والتنمية الاقتصادية المحلية

08/08/2016



يواجه لبنان، الذي يبلغ عدد سكانه 4.5 مليون نسمة، مصاعب جمة من أجل تلبية احتياجات 1.5 مليون لاجئ سوري تدفقوا عبر حدوده. ولبنان ليس بغريب على الاضطرابات السياسية والاقتصادية، إلا أن الأزمة السورية اندلعت عند منعطف مهم من مسيرة تعافيه الاقتصادي.

في عام 2010، أشار المجلس العالمي للسفر والسياحة إلى أن لبنان كان أسرع المقاصد السياحية نمواً في العالم حيث زاد عدد السياح الوافدين إليه بنسبة 40 في المائة واستقبل أكثر من مليوني زائر. ويزخر لبنان بتاريخ ثري من المعالم التي تعود لآلاف السنين ومناظر طبيعية خلابة فضلاً عن شعبه المضياف الذي يرحب بالوافدين من جميع أنحاء العالم. إلا أنه بحلول العام 2013، وبسبب التوترات الإقليمية والمخاوف الأمنية، شهد لبنان هبوطاً في عدد السياح بلغت نسبته 43 في المائة وتحولاً شديداً في التركيز من التعافي الاقتصادي الواعد إلى تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

قال نبيل الجسر، رئيس مجلس الإنماء والإعمار ، "لم تؤثر هذه الأوقات العصيبة  في مثابرتنا وإخلاصنا لتراثنا، ولم تقلل من همتنا في الحفاظ على التراث الثقافي وعلى مركزية السياحة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية."


Image

وخلال صيف هذا العام، تستضيف بلدة بعلبك الواقعة في سهل البقاع مهرجانات بعلبك الدولية، وهي تقليد ثقافي بدأ قبل ستينً عاماً، في معبد باخوس حيث تقع مدينة هليوبوليس الرومانية القديمة. وقد أُعيد ترميم معبد باخوس، الذي يعدَ من أعظم إنجازات العمارة الرومانية، وذلك في إطار مشروع يدعم التراث الثقافي والتنمية الحضرية في مدن رئيسية في لبنان.

ومنذ عام 2003، تشارك مجموعة البنك الدولي مع كل من الحكومة اللبنانية والحكومة الإيطالية والوكالة الفرنسية للتنمية في دعم هذا البرنامج الطموح التي يركز على خمس مدن تاريخية، هي: بعلبك، وجبيل، وصيدا، وطرابلس وصور. وقد أُعيد تأهيل الأحياء المكتظة بالسكان في هذه المدن التاريخية التي تزخر بموجودات التراث العالمي بنجاح مما أتاح الفرصة أمام المجتمعات المحلية لتطوير الاقتصاد المحلي وخلق الوظائف، خاصة بين الشباب والنساء. كما قدم المشروع مساهمات جوهرية على صعيد البنى التحتية والخدمات الأساسية، فضلاً عن الإصلاحات المؤسسية التي من شأنها تحسين إدارة هذه المواقع لتعزز إمكانياتها الاقتصادية.

وقد لعب القطاع الخاص دوراً رئيسياً على مدى السنين. فعلى سبيل المثال، تمت تعبئة استثمارات من القطاع الخاص بقيمة سبع دولارات مقابل كل دولار استثمره المشروع  في مدينة جبيل، وخصّصت هذه الاستثمارات كلها لمشاريع محلية صغيرة ومتوسطة.

ومن شأن تشجيع المشاركة على المستوى المحلي أن يسمح بالاستفادة من الخبرات المحلية، والاطلاع في الوقت نفسه أيضاً على أفضل الممارسات لدى المجتمع الدولي. يقول إيدي خورخي إيجاس فاسكويز، المدير الأول لقطاع الممارسات العالمية للتنمية الاجتماعية والحضرية والريفية والقدرة على التكيف، "لقد تعاونت مجموعة البنك الدولي بشكل وثيق مع اليونسكو في لبنان، مما ساعد الإدارات المحلية على تحسين سبل الحفاظ على الموجودات الثقافية وإدارتها، وبحث كافة إمكانيات تعزيز التراث الحضاري باعتباره عاملاً رئيسياً في تنمية المجتمعات المحلية اجتماعياً واقتصادياً."

وكانت النتائج مهمة على صعيد تحسين تقديم الخدمات، وتنمية الاقتصاد المحلي والتماسك الاجتماعي. وقد أسهمت إعادة إحياء المدن التاريخية في جميع أنحاء البلاد في زيادة الأمن في وسط المدن مما شجع أيضاً على نشوء أنشطة تجارية جديدة كالفنادق الصغيرة المتميزة. وهناك تشريع جديد يركّز على تحديث إدارة التراث سيتيح للموجودات الثقافية أن تصبح محركات للتنمية الاقتصادية المحلية.

وقال فريد بلحاج، المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في مجموعة البنك الدولي "يحفظ التراث الثقافي ذاكرة الأمم والشعوب. ولبنان غني بتراثه وبعراقة حضارته. ويساهم هذا المشروع في الحفاظ على هذا التراث من خلال تجديد البنية التحتية، وفتح المجال أمام الأعمال المبتكرة والمساعدة على تنمية الاقتصاد."

وقد لقي تنفيذ المشروع الدعم من قبل شبكة واسعة من العاملين، وتمت هيكلته باستخدام أداة لتبادل المعارف عن الثقافة والتراث والسياحة المستدامة، وهي إحدى الأدوات التي أطلقتها إدارة البنك  لنشر المعرفة وتبادل الممارسات السليمة في مختلف إدارات مجموعة البنك الدولي.


Api
Api

أهلا بك