ضاحية نهر شاهي، إقليم بلخ بأفغانستان- بيبي غول، 40 عاما، تمسك بلجام بقرتها وتبتسم على وقع تصفيق وتهاني مجموعة من النساء. تخطو خطوات هادئة وبطيئة وثقيلة بظهرها المحني وهي تسحب بقرتها الجديدة لتقف بجوار حائط مع العديد من النساء الأخريات اللائي ينتظرن تسلم أبقارهن.
تقول بيبي غول "أنا سعيدة للغاية لأنني تسلمت بقرة اليوم. أود أن أعتني بها حتى أستطيع أن أحسن ظروف معيشتي ببيع صغارها ولبنها." تعيش بيبي غول في منزل مع تسعة من أفراد أسرتها في قرية قيزيل أباد بضاحية نهر الشاهي بإقليم بلخ. بدأ منحنى حياتها في الهبوط بعد أن فقدت زوجها. وبسبب العار الاجتماعي، لا تستطيع العمل خارج بيتها. الهم الوحيد الذي يقضي مضجعها هو إطعام أطفالها الستة. تقول بيبي غول "عندما تريد سيدة، خاصة إذا كانت أرملة، العمل خارج بيتها، فإن الناس يفضحونها. لهذا السبب، لا أستطيع العمل خارج منزلي."
تسلمت بيبي غول البقرة من خلال برنامج استهداف الأشد فقرا. اليوم يوم مشرق لها، إذ يأتي بعد فترة طويلة حالكة السواد. تسميها هي النور بعد الظلام. ويحدوها الأمل في العمل وإطعام أطفالها. تقول "أريد أن أحسن ظروف معيشتي بالتدريج برعاية هذه البقرة. إذا سنحت لي الفرصة، سأقيم مشروعا صغيرا أيضا."
برنامج استهداف الأشد فقرا هو جزء من مشروع إتاحة التمويل في أفغانستان الذي يجري تنفيذه من خلال صندوق دعم الاستثمار في التمويل الأصغر في أفغانستان. يرمي المشروع إلى بناء قدرة المؤسسات على تحسين الائتمان للمشاريع الصغرى والصغيرة والمتوسطة، وهو مدعوم بخمسين مليون دولار من المؤسسة الدولية للتنمية، صندوق مجموعة البنك الدولي المعني بمساعدة البلدان الأشد فقرا.
على المستوى الوطني، قدم برنامج استهداف الأشد فقرا الذي بدأ عام 2015 المساعدة لنحو 6725 أسرة. يهدف البرنامج إلى مساعدة المشاركين فيه على الاستقلال عن برامج شبكات الأمان وامتهان أنشطة مدرة للدخل تربطهم ببرامج التمويل الأصغر. المشروع الذي يبني على الدروس المستفادة من البرامج التجريبية والخبرات الدولية، يوفر للمستفيدين منه حزمة من المواد لمدة ثلاث سنوات تشمل تقديم أصول إنتاجية (كالماشية)؛ والتدريب (فصول دراسية ومهام عملية)؛ الدعم الذي يصل إلى حد الكفاف (مصروف شهري كدخل قصير الأجل)؛ والرعاية الصحية الأساسية المقدمة من جهات صحية محلية.