في شهر اغسطس/ آب الجاري، وصلت إلى فرنسا 220 طنا من مادة الليندين السامة للتخلص الآمن منها في واحدة من المحارق عالية التكنولوجيا هناك وذلك بعد 19 عاما ظلت فيها الشحنة مخزنة في احدى الموانئ التجارية في مصر.
ففي عام 1998، وصل إلى ميناء الأدبية بمحافظة السويس، حاويات تحتوي على مادة الليندين السامة ، من خلال احدى الشركات التي اتضح فيما بعد أنها شركه وهمية تركت الحاويات على سبيل الترانزيت في الميناء، واختفت.
ويستقبل ميناء الأدبية سفن البضائع ويتم تخزين البضائع فيه بصورة مؤقتة قبل نقلها ثانية. وهو يقع على الشاطئ الغربى لخليج السويس على مسافة حوالى 17 كيلو متر من مدينة السويس بينما يبعد مسافة 125 كيلومتر شرق العاصمة المصرية، القاهرة.
والليندين هو نوع من المبيدات يحظر استخدامه بشدة طبقا لمعاهدة استوكهولم للمركبات العضوية الثابتة لعام 2001. ويتحلل الليندين خلال فترة زمنية طويلة ويتحول إلى أحد الملوثات العضوية الثابتة، وهي مركبات شديدة الخطورة على صحة الإنسان خاصة والبيئة عامة. وقد تحولت هذه الشحنه منذ ذلك الحين إلى قضية أمام جهات التحقيق، وتم فحصها وتحليلها أكثر من مرة، من خلال عدة جهات من بينها وزارة البيئة المصرية.
وأخيرا تم التخلص من الشحنة طبقا لمشروع الإدارة المستدامة للملوثات العضوية الثابتة والذي يهدف إلى حسن إدارة والتخلص الآمن من محزون المركبات العضوية الثابنة ونوع آخر من الكيماويات الخطرة وهي ثنائي الفينيل متعدد الكلور المستخدمة في الأجهزة الكهربائية مثل المحولات. وكان المشروع قد بدأ في عام 2014 عندما حصلت الحكومه المصرية على منحة من مرفق البيئة العالمي التابع للبنك الدولي لتنفيذ المشروع بمبلغ 8.1 مليون دولار بينما تساهم الحكومة المصرية من جانبها بحوالي 15 مليون دولار في صورة دعم لوجيستي.
وبناء على العقد الموقع مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة في مجال التخلص الآمن من هذه الملوثات، قامت الشركة بتحليل عينات من محتوى الشحنه الموجوده في ميناء الادبيه للتأكد من محتواها، ثم قامت بإعادة تعبئة الكميه كاملة من الليندين في عبوات مخصصه وفق اعلى المعايير الدوليه في هذا المجال وكذلك معايير الأمم المتحدة، تمهيدا لنقلها الى فرنسا للتخلص الامن منها.
وقد تمت عملية نقل شحنة اللندين الى فرنسا وفق متطلبات واجراءات اتفاقية بازل لنقل المخلفات الخطره عبر الدول، وهذه الاتفاقية تشترط الحصول على تصاريح مرور من الدول التى ستمر من خلالها الشحنة عبر البحر المتوسط والوجهة النهائية للشحنة، قبل وصولها إلى السواحل الفرنسية، وهذا ماقامت الشركه بعمله، حيث حصلت على جميع التصاريح اللازمه لعملية النقل من جميع الدول التي ستمر بها الشحنه.
وتعلق كاتالين فان دن برج متخصصة المشروعات البيئية في البنك الدولي ورئيس فريق المشروع قائلة " لقد تم تنفيذ تلك العملية وفقا لاعلى المعايير الدوليه والاشترطات الاوروبية والتشريعات الوطنيه المصريه". وأضافت "بعد عملية اعادة التعبئة والنقل والتخلص من شحنة الليندين، سيتم التخلص من ملوثات عضويه ثابته مخزنه في مواقع اخرى، حيث يتم حاليا تحليل عينات من هذه المواد تمهيدا لاعادة تعبئتها والتخلص الامن منها."