خطب ونصوص

بيان صحفي لرئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم في تونس

01/23/2013


رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم بيان صحفي مع دولة رئيس الوزراء حمادي الجبالي تونس, تونس

نص

د. كيم: شكرا جزيلاً يا دولة رئيس الوزراء.

إنه لشرف كبير ومصدر إلهام لي أن أكون هنا في تونس. قبل عامين، كنت أتابع مع بقية العالم وأنتم تقومون بتغيير تاريخ العالم بكل ما في الكلمة من معنى. كنت في ذلك الوقت رئيساً لإحدى الجامعات في الولايات المتحدة، وأتذكر كيف ألهمتمونا جميعاً، لاسيما طلابي، ونحن نشاهد ما قمتم بإنجازه هنا.

والآن، ونحن نأتي إليكم، فإننا فخورون جداً بالعمل الذى قمنا به مع رئيس الوزراء، ومع فخامة الرئيس، ومع مجلس الوزراء، ومع كل شعب تونس بشأن اتخاذ الخطوات الأولى نحو بناء هذا النوع من المجتمع الذى قاتلتم ودفعتم في سبيل تحقيقه ثمناً باهظاً.

إننا هنا كمؤيدين أقوياء للثورة التونسية، ونريدكم أن تعلموا جميعاً أنه على الرغم من أنه ستكون هناك بعض المصاعب في سبيل التقدم إلى الأمام، فإننا في البنك الدولي سنوفر لكم ما تحتاجون إليه من خبرة عملية ومعرفة كي تتمكنوا من اجتياز هذه الفترة الصعبة القادمة بفعالية بأقصى قدر ممكن.

أنا طبيب، كما أنني متخصص في مجال علم الانسان (الأنثروبولوجيا)، ولدت في كوريا، وترعرعت في الولايات المتحدة، ولكنني أمضيت حياتي كلها أعمل على مكافحة الفقر، وتوفير الرعاية الصحية للسكان، في أماكن مثل هايتي وفي أفريقيا، وبعض من أشد البلدان فقراً في العالم، ويمكنني أن أقول لكم إننا مهتمون بالشعب التونسي. إننا نعلم أن بعض الإصلاحات التي تجري الآن صعبة ومؤلمة، ولكننا نعرف أيضا أن جميع المجتمعات التي اتخذت التدابير اللازمة تقدمت وتغلبت على المصاعب والآلام قصيرة الأجل من أجل بناء الأساس لتحقيق النمو الاقتصادي على المدى الطويل، والنمو الاقتصادي الذي يشمل الشباب، والنمو الاقتصادي الذي يشمل النساء، والنمو الاقتصادي الذي يشمل الفقراء، كما نعرف أيضاً أن هذه الأنواع من الإصلاحات والتغييرات هي الشيء المطلوب من أجل الوصول إلى تلك المرحلة. وقد فعل ذلك بلد بعد بلد بعد بلد.‏

لقد مرت البلد التي ولدت فيها، وهي كوريا الجنوبية، بأوقات صعبة جداً عدة مرات في تاريخها، ولكن مع مرورها من خلال الإصلاحات التي تمر بها تونس الآن، تمكنت من وضع أسس لتحقيق رخاء أوسع نطاقاً.

واسمحوا لي أن أقول لكم مرة أخرى: خلال اجتماعاتي مع الرئيس ورئيس الوزراء ومجلس الوزراء، أعجبت اعجاباً شديداً بمدى التزامهم نحو الشعب التونسي ومدى التزامهم بالقيام بعمل الشيء الصحيح حتى يتحقق الرخاء المشترك الذى ينشده الجميع ويصبح حقيقة واقعة في المستقبل القريب جداً.

كنت أريد، أكثر من أي شيء آخر، أن آتي إلى هنا وأشكر الشعب التونسي. لقد مررتم بأوقات عصيبة جداً وأن ما قمتم به ألهم العالم برمته. والآن، علينا أن نتأكد من أن ننتهي من القيام بهذه المهمة. وعلينا الآن أن نتأكد من أن تونس تظهر بنجاح  أن الإسلام والديموقراطية يسيران جنباً إلى جنب وأن بإمكانكم تحقيق تنمية اقتصادية تشمل الجميع. وبمجرد تحقيق تونس لذلك وبلوغها هذه المرحلة، وأنا لدي تفاؤل كبير بأنها ستفعل ذلك وتصل إلى هذه المرحلة، فسوف تكونون رمزاً قوياً ليس فقط للمنطقة بل للعالم بأسره، وأشكركم على جميع التضحيات التي قدمتموها كشعب تونسي للوصول بنا إلى ما وصلنا إليه بالفعل. إننا معكم من أجل اتخاذ الخطوات المقبلة.

Api
Api

أهلا بك