لكننا الآن نواجه حالة متزايدة من عدم الاستقرار في العالم، فأسعار السلع الأولية آخذة في الانخفاض، والصراعات تتصاعد في بعض أجزاء العالم، وتلوح أخطار تغيُّر المناخ، والأمراض المعدية التي لا تعرف حدوداً.
أؤكِّد لكم أن مجموعة البنك الدولي ملتزمةٌ التزاماً قوياً بمساعدتكم على تفادي هذه المخاطر. وقد قدمنا في منطقتي أفريقيا والشرق الأوسط ما يقرب من 20 مليار دولار من المساندة في عام 2014 ونحن في طريقنا نحو تقديم مستويات مماثلة هذا العام. وقد أعدنا تنظيم مؤسستنا لتعظيم الإستفادة من أهم مواطن قوتنا، وهي التزاوج بين معارفنا الواسعة والتمويل المبتكر لتقديم برامج لبلدانكم تحقق أعظم الآثار. كما نساند برنامجاً عالميا لمواجهة تفشِّي الأوبئة لتحسين إجراءات الوقاية والاستجابة في التصدِّي للأوبئة مثل الإيبولا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS). وسيدخل برنامجنا العالمي الجديد للبنية التحتية في شراكة مع القطاع الخاص لتمويل مشروعات البنية التحتية.
ونحن جميعاً نعلم أن للقطاع الخاص دوراً مهماً يجب أن يؤديه في عملية التنمية، فهو يخلق فرص العمل والتوظيف التي تبني الرخاء. واليوم، أصبحت أفريقيا منفتحة لأنشطة الأعمال أكثر من أي وقت مضى، لكن ينبغي على البلدان الاستمرار في خفض تكاليف المعاملات.
ففي الوقت الحالي يستغرق استيراد السلع في المتوسط 37 يوماً وتصديرها 31 يوماً في أفريقيا جنوب الصحراء، بالمقارنة مع أقل من 20 يوما للاستيراد والتصدير في شمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا. بل أن الفارق أكبر في البلدان الحبيسة التي ليس لها سواحل، حيث يبلغ المتوسط 50 يوما للاستيراد و40 يوما للتصدير.
التكامل الإقليمي أكثر من مجرد تجارة فقط. والتكامل الإقليمي الأكبر له دور مهم في مساعدة البلدان على تجاوز الصراعات. وفي مناطق البحيرات العظمى، والساحل الأفريقي، والقرن الأفريقي، نقوم بتصميم برامج تقدم المساعدة لمناطق بأسرها من خلال مساندة مشروعات الطاقة المستدامة متعددة البلدان، وإجراء تحسينات للتجارة عبر الحدود التي تساعد على النهوض بالسلام والاستقرار. ويصاحب هذه الجهود التي تجري في شراكة مع الأمم المتحدة ومؤسسات مثل البنك الإسلامي للتنمية حوار استراتيجي وتحركات على صعيد دبلوماسية التنمية. ونتطلَّع أيضاً إلى توسيع هذا النهج الإقليمي ليشمل بلداناً في الشرق الأوسط.
في ضوء عدم الاستقرار في المنطقة في الوقت الحالي، أفهم أنه من الصعب تصوُّر تحقيق السلام والرخاء للجميع، لكنني ما زلت متفائلاً. ويجب أن نبدأ الاستعداد للسلام والفرص الاقتصادية، وأن نستثمر في أغلى موارد المنطقة غير المستغلة - أي شبابها ونساؤها. ومن الضروري أن نستثمر في الشباب والنساء بتوفير تعليم أفضل لهم، وتيسير حصولهم على رعاية صحية جيدة، وتزويدهم ببرامج التدريب على مهارات العمل.
ومجموعة البنك الدولي مستعدة لتعبئة الموارد المالية والمساعدات الفنية اللازمة لمساندة الإصلاحات في مجالات التعليم والتدريب المهني، والشراكة مع الحكومة والقطاع الخاص. وهدفنا هو تحسين نوعية التعليم وتحقيق التوافق بين المهارات واحتياجات سوق العمل. وستتيح هذه الخطوات للشباب والنساء والمحرومين اقتصادياً فرصاً أكبر للحصول على وظائف جيدة.
في هذا اليوم، اسمحوا لي أن أجدد لكم التزامي بأننا في مجموعة البنك الدولي نتشارك في رؤية وهدف واحد لتحقيق الازدهار في أفريقيا والشرق الأوسط. ومعنا تجدون صديقا في واشنطن وفي مكاتبنا القطرية. وسنفعل كل ما في وسعنا لخلق مستويات معيشة أفضل لكل مواطنيكم. شكراً جزيلاً لكم.