خطب ونصوص

كلمة رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم في المؤتمر الصحفي الافتتاحي للاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي 2015

10/08/2015


رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم المؤتمر الصحفي الافتتاحي للاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي 2015 ليما, بيرو

بالصيغة المعدة للإلقاء

صباح الخير. مرحبا بكم في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لعام 2015. من الرائع أن نكون هنا في ليما. فبيرو بلد مضيف مدهش، ونحن ممتنون لكل ما قامت به بيرو استعدادا لوصولنا. 

قبل بضعة أيام، أعلنّا أنه لأول مرة ستنخفض نسبة من يعيشون في فقر مدقع حول العالم على الأرجح دون 10 في المائة هذا العام إلى 9.6 في المائة. وهذا هو أفضل خبر في العالم. إن هدفي مجموعة البنك الدولي هما إنهاء الفقر المدقع بحلول عام 2030 وتعزيز الرخاء المشترك لأشد 40 في المائة فقرا من سكان البلدان النامية. وفي حين أننا مازلنا واثقين من إنهاء الفقر المدقع، فإن قطع المسافة الأخيرة سيكون في غاية الصعوبة نظرا لأننا في منتصف فترة من النمو العالمي البطئ، ومع انتهاء الدورة الممتازة لأسعار السلع الأولية، وانتظارا لرفع أسعار الفائدة، واستمرار خروج رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة.

وبعد عشر سنوات من النمو القوي والتقدم الاجتماعي الباهر، تواجه أمريكا اللاتينية، مثلها مثل باقي مناطق العالم، هذه الظروف المناوئة. ونتوقع أن يسجل النمو في المنطقة 0.3 في المائة عام 2015 مع تحسنه قليلا إلى 1.1 في  المائة عام 2016. ويمثل الركود الاقتصادي تهديدا للمكاسب الاجتماعية التي تحققت بشق الأنفس، ولذلك على مختلف البلدان الآن أن تتأقلم مع الأوضاع الجديدة. فبلدان أمريكا اللاتينية بحاجة إلى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة التعليم ورفع كفاءة الدولة في تقديم الخدمات الاجتماعية.

ويمكن للمنطقة أن تعزز النمو الشامل من خلال تطبيق إصلاحات تتيح لها الاستفادة من انفتاحها على التجارة العالمية. وقد تكون مفاوضات الشراكة عبر المحيط الهادئ التي اُستكملت مؤخرا خبرا سارا للغاية للمنطقة، حتى رغم أن المكسيك وشيلي وبيرو هي البلدان الوحيدة المشاركة من أمريكا اللاتينية. فالأثر المحتمل لهذه الشراكة على الاقتصاد العالمي قد يساعد على تدعيم نمو المنطقة.

وهناك مسألتان أخريان أود الحديث عنهما، أولاهما هي أثر التغيرات الديموجرافية. فقد أصدرنا أمس تقرير الرصد العالمي الذي يوضح أنه يجب على الحكومات أن تتغلب على الفجوة الديموجرافية المتنامية كي تحقق تقدما في المستقبل. فنصف سكان العالم يعيشون في بلدان تتسم شعوبها بأنها شابّة نسبيا وأعدادها في تزايد، لكنها فقيرة وتتدنى فيها جودة التعليم. ويعيش النصف الآخر في بلدان تتناقص أعداد شعوبها وترتفع فيها أعداد المسنين والمتقاعدين. وتحرك هذه البلدان معظم النشاط الاقتصادي في العالم، لكن نموها الاقتصادي في خطر مع تراجع معدلات المواليد وأعداد العاملين.

هذه الحقائق الديموجرافية يمكن أن تمثل فرصة ذهبية للبلدان الفقيرة والغنية على السواء.  فتدفق اللاجئين أو المهاجرين في سن العمل على بلد ما ترتفع أعداد المسنين بين سكانه يمكن أن يحقق منافع للجميع، لكن كما نشهد في السنوات القليلة الماضية فإن تدفق اللاجئين بسبب استمرار الصراع في سوريا قد يؤدي إلى مأساة أيضا. لقد استضاف الأردن ولبنان وتركيا الملايين من السوريين في السنوات الأخيرة، ووفروا لهم بسخاء المسكن والمدارس وغير ذلك من الخدمات. ويتدفق الآن على أوروبا مئات الآلاف من اللاجئين معظمهم من السوريين. وشكّل هذا اختبارا لقادة أوروبا وشعوبها، كما حدث مع جيران سوريا، ونحن معجبون بتدفق المساعدة والكرم من الكثيرين في أنحاء أوروبا. فأزمة اللاجئين هي تحدٍ في غاية الصعوبة للجميع. وقد قدمت مجموعة البنك الدولي المساعدة للمجتمعات التي تستضيف اللاجئين في لبنان والأردن في السنوات القليلة الماضية، ونستكشف الآن سبلا جديدة لزيادة مساعدتنا لجيران سوريا.

الموضوع الثاني هو تغير المناخ. فتغير المناخ يؤثر على جميع الأمم وجميع الأفراد لكنه يضر بالفقراء أشد ما يضر. ويجب على العالم أن يخفض انبعاثاته الغازية ويستثمر في زيادة القدرة على الصمود الآن.

ويجب أن تظهر مختلف البلدان طموحا حقيقيا في مؤتمر باريس المقرر عقده في ديسمبر/كانون الأول. فالإرادة السياسية للتحرك العاجل أمر حيوي. ونحن نعتقد أنه توجد سبل لها مصداقية سياسية لتقديم 100 مليار دولار سنويا لتمويل الأنشطة المناخية في البلدان النامية بحلول عام 2020. فالوفاء بهذا الالتزام سيبني الثقة اللازمة لمستويات مستهدفة ذات مصداقية لخفض الانبعاثات. ومعظم هذا المبلغ بدأ يتدفق بالفعل، مع تقديم بنوك التنمية المتعددة الأطراف التمويل البالغ الأهمية.

وتقف مجموعة البنك الدولي على أهبة الاستعداد لزيادة مساندتها لتغطية الطلب المتنامي من جانب مختلف البلدان. فعلى العالم أن يتحرك الآن لتسعير الكربون، وإنهاء دعم الوقود الأحفوري، وزيادة الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة، وبناء مدن أكثر نظافة وقدرة على البقاء، والاستثمار في الزراعة المراعية لتغير المناخ. وسنجري مناقشات نشيطة مع البلدان المساهمة خلال الأيام المقبلة لبذل كل ما في وسعنا لمساعدة العالم على العثور على حلول تناظر ما يمثله تغير المناخ من تحدٍ.  

شكراً جزيلاً لكم. والآن سأتلقى أسئلتكم.

Api
Api

أهلا بك