Skip to Main Navigation
خطب ونصوص 04/22/2021

كلمة السيد ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي، في قمة القادة حول المناخ

المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لشؤون المناخ جون كيري: سؤالي التالي موجه للسيد ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي. إن مجموعة البنك الدولي تُعد أكبر مصدر لتوفير التمويل متعدد الأطراف والأموال للبلدان النامية، وستصدر في الأسابيع القادمة خطة عملها بشأن المناخ للسنوات 2021 - 2025. كيف ستسهم مجموعة البنك في رفع مستوى الطموح بشأن المناخ من خلال هذه الخطة الجديدة؟

رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس: شكراً جزيلاً معالي الوزير كيري والسادة المشاركين. إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم. نشرنا اليوم ملخصاً لخطة عملنا بشأن تغيّر المناخ. وجوهر الخطة يتمثل في زيادة الإنفاق - في الواقع، إنفاق مبالغ قياسية - على نحو يحقق أكبر النتائج. ويعني ذلك مساعدة أكبر مصادر الانبعاثات على السيطرة على منحنى انبعاثات غازات الدفيئة وتسريع الاتجاه النزولي لتلك الانبعاثات. ويعني ذلك أيضاً إنفاق مستوى قياسياً على أنشطة التكيف - أي 50% على الأقل من تمويلنا المناخي- لمساعدة البلدان على الاستعداد لمواجهة تغيّر المناخ والتكيف مع آثاره.

وقد يكون من المفيد إعطاء بعض المعلومات الأساسية. لقد بلغت مجموعة البنك الدولي أعلى مستوى لها على الإطلاق في تمويل أنشطة مكافحة تغيّر المناخ في العامين الماضيين، وتتعهد خطتنا بزيادات كبيرة في الإنفاق، مع التركيز على تحقيق النتائج، بالإضافة إلى حشد القطاع الخاص على نحو فاعل من خلال مؤسسة التمويل الدولية والوكالة الدولية لضمان الاستثمار، والكيانات والإدارات الأخرى التابعة لنا التي تركز على القطاع الخاص. والأهم من ذلك أننا نعكف في الوقت الحالي على مواءمة تدفقاتنا التمويلية مع اتفاق باريس المناخي.

إن مفتاح النجاح هنا هو تحقيق التكامل بين المناخ والتنمية، ولذا لابد أن نقوم بتحديد أكبر الفرص المتاحة في مجالي التخفيف والتكيف، واستخدامها لتوجيه تمويلنا للأنشطة المناخية. وهذا مسار آمل أن يسلكه الآخرون. لزيادة الإنفاق، ولكن على نحو يحقق أكثر النتائج فائدة.

على سبيل المثال: في بلد ما، هل سيكون الاستثمار في الزراعة المراعية للمناخ، أو الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية، أو شبكات الصرف التي يمكن أن تنقذ الأرواح في إعصار أكثر تأثيراً وفعالية؟ ونحن نضيف حالياً أدوات تشخيصية ستساعد في الإجابة على هذه الأسئلة.

كما أننا نعمل مع البلدان على تقليص دعمها لمنتجات الوقود الأحفوري، إدراكاً منا أنها باهظة التكلفة ومشوهة. وسترغب بعض البلدان في فرض ضرائب على الكربون وقد تخفض الضرائب في مجالات أخرى.

وتؤدي الحلول المستمدة من الطبيعة ومصادر الطاقة المتجددة دوراً رئيسياً لكل منها. ومن بين العناصر المهمة في خطتنا مساندة عملية التحوّل من استخدام الفحم الحجري إلى استخدام الطاقة المستدامة وإتاحتها بأسعار معقولة. وتتضمن خطتنا أيضاً أدوات تشخيصية للمساعدة في تحقيق أفضل النتائج من التكيف: فما هي أفضل الفرص المتاحة لإنقاذ الأرواح وسبل كسب الرزق؟ أعتقد أن هذا الشكل من أشكال تحديد الأولويات والتخطيط يُعد على درجة كبيرة من الأهمية لتحقيق أكبر الأثر والنتائج من تمويل الأنشطة المناخية.

ونحن نعمل بنشاط مع البلدان النامية في إعداد مساهماتها الوطنية لمكافحة تغيّر المناخ وإستراتيجياتها طويلة الأجل، وسنقدم تقارير قُطرية جديدة متعمقة عن المناخ والتنمية.

وبشكل عام: إن خطتنا طموحة، ونحن ندمج المناخ والتنمية للاستفادة من كامل موارد مجموعة البنك الدولي. معالي الوزير كيري، يسعدني أنك ذكرت أهمية الموارد الميسرة، فنحن نعمل حالياً على إعداد العملية العشرين لتجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية لمساعدة البلدان الأشدّ فقراً، وستكون حقاً عملية قوية، وسيشكل العمل المناخي أحد محاور تركيزها الرئيسية.

وسوف يحتاج كثير من البلدان متوسطة الدخل إلى مزيد من المساندة. فالسندات الخضراء والسندات الزرقاء والابتكارات المالية تؤدي جميعاً دوراً رئيسياً. وتوفر مجموعة البنك الدولي منصة فاعلة لهذا النوع من تعبئة موارد المانحين. ويمكن أن نمزج بين التمويل والمعارف المناخية والإنمائية العميقة على الصعيد القُطري. ومن شأن ذلك كله أن يحد من التجزؤ الذي يحدث في الأنشطة المناخية والإنمائية.

ولدي تعليقات أخرى أود أن ألقيها. إننا ندرك قبل كل شيء خطورة البيئة الحالية وأوجه عدم المساواة التي تعتريها. فالسكان يواجهون تحديات في كل مكان. وهناك قضايا صعبة لم أتمكن من ذكرها. فالتحديات تختلف من بلد إلى آخر، ولكي يتسم عملنا بالفاعلية، يجب علينا أن نراعي كامل تكاليف دورة الحياة والمنافع التي تعود على مختلف خيارات السياسات المناخية.

إن ما نعرفه هو أن قضايا الفقر وعدم المساواة وتغيّر المناخ تحدد التحديات التي نواجهها في عصرنا وتسير جنباً إلى جنب باطراد.

وبالنسبة لمجموعة البنك الدولي، فإن هدفنا - وهدفي - يتمثل في تقديم المساندة، واتخاذ إجراءات فورية، على نحو يُحدث أكبر أثر إيجابي نحو تحقيق التنمية الخضراء والقادرة على الصمود والشاملة. شكراً لكم.

Api
Api