تيسير الحصول على الماء النظيف للفقراء في إندونيسيا

التحديات

وحققت إندونيسيا خلال العقود الثلاثة الماضية إنجازات كبيرة في مجال خفض أعداد الفقراء والتنمية البشرية وتحسينات في تقديم الخدمات. ولكن مازال هناك العديد من التحديات الجسام. ومن الأولويات الرئيسية تحسين القدرة على الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي، وذلك بسبب العواقب الوخيمة لتردي مرافق البنية التحتية للصرف الصحي على الصحة العامة والاقتصاد والبيئة. ومن بين أهم أربعة أسباب لوفيات الأطفال دون الخامسة في إندونيسيا، يرتبط اثنان -وهما الإسهال والتيفود اللذان ينتقلان عن طريق الغائط- ارتباطا مباشرا بعدم كفاية مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي وسلوكيات النظافة العامة. ويعني صعوبة الحصول على مياه الشرب المحسنة أن الأسر الفقيرة ولاسيما النساء والأطفال يقضون وقتا طويلا في جلب المياه. وأدّت الأزمة المالية عام 1998 إلى غياب الاستثمارات أو ضخ استثمارات لا تُذكر في البنية التحتية لمياه الشرب، وحاولت الحكومة جاهدة الحفاظ على صيانة المرافق القائمة بالفعل. ويسعى المشروع إلى تحسين المرافق القائمة وتوسيع إمكانيات الحصول على خدمات الصرف الصحي من خلال نهج يراعي اعتبارات المجتمعات المحلية. 

ويسعى برنامج PAMSIMAS إلى زيادة استخدام مرافق مياه الشرب والصرف الصحي، وتحسين سلوكيات النظافة العامة، عن طريق توسيع العمل بالنهج المراعي لاعتبارات المجتمعات المحلية وتعميمه. ويُقدِّم البرنامج مِنَحا بشكل مباشر إلى المجتمعات المحلية لمساندة مرافق البنية التحتية المحلية لمياه الشرب والصرف الصحي، ومساعدات فنية لتعزيز دور المجتمع المحلي في تخطيط بناء القدرات والمشتريات والإدارة، بما في ذلك قيام المجتمع المحلي بالمتابعة والرصد من خلال آلية لمعالجة الشكاوى تعمل عبر شبكة الإنترنت. ويتضمن المشروع أيضا تقديم خدمات استشارية وتدريب للمجتمعات المحلية لتحسين سلوكياتها وممارساتها المتصلة بالصرف الصحي والنظافة العامة.

النتائج

وحتى 4 مارس/آذار 2013، كان العدد الإضافي لمن يحصلون باستمرار على مياه الشرب المحسنة 4826595 شخصا ومن يحصلون على خدمات محسنة للصرف الصحي 5516847. وكان قرابة 49.83 في المائة من المنتفعين من النساء. ويجري مضاعفة نطاق البرنامج ليشمل 17 إقليما إضافيا و100 مقاطعة. وتتمثل إنجازاتالمشروع منذ عام 2006 فيما يلي:

•  نحو 7000 (6833) قرية في شتى أنحاء إندونيسيا تتمتع الآن بإمكانية الحصول على مياه الشرب النظيفة وخدمات الصرف الصحي المحسنة.
•  أكثر من 44.91 في المائة من المجتمعات المحلية المستهدفة أصبحت خالية من عادة قضاء الحاجة في الخلاء متفقة مع المتوسط العالمي لهذه الممارسة الذي يتراوح من 40 إلى 50 في المائة.
• أكثر من 66.60 في المائة من المجتمعات المحلية تبنت برامج لغسل الأيدي.
•  ساعد البرنامج على توفير الساعات الطويلة التي كانت النساء تقضيها في جلب الماء.
• نظام معالجة الشكاوى يزيد من مستويات المساءلة مع تحسُّن معدل تسوية القضايا من 70 في المائة في يوليو/تموز 2012 إلى 90 في المائة في ديسمبر كانون الأول 2012.
• من حيث بناء القدرات، عاد البرنامج بالنفع على 3680 موظفا في الحكم المحلي، وأكثر من 3827 مجلسا للمياه و2140 مُنسّقا. (إجمالا 17482 شخصا).
• تحسَّن الأداء من حيث مشتريات المجتمعات المحلية والإدارة المالية، الأمر الذي أثَّر على القدرات الائتمانية العامة للمجتمع المحلي.
•  مرافق مياه الشرب والصرف الصحي تعمل على الوجه الأكمل في 72 في المائة من المواقع وتعمل بشكل جزئي في 22 في المائة، ولا تعمل في 6 في المائة، وحدث تحوُّل من استخدام المرافق العامة إلى التوصيلات المنزلية. 

مساهمة مجموعة البنك الدولي

تبلغ التكلفة الإجمالية للبرنامج 275.10 مليون دولار للسنوات 2006-2013. وساهم البنك الدولي بمبلغ 135.5 مليون دولار من خلال قرض من المؤسسة الدولية للتنمية، وتم صرف 92 في المائة من هذا المبلغ. وجاء باقي التمويل من شركاء التنمية ومنهم الوكالة الأسترالية للتنمية الدولية.

الشركاء 

يعتمد نجاح البرنامج على التعاون الوثيق بين شركاء التنمية الرئيسيين الثلاثة في قطاع المياه والصرف الصحي في إندونيسيا، وهم الحكومة الإندونيسية والبنك الدولي والحكومة الأسترالية. وقدَّم البنك الدولي مبلغ 135.5 مليون دولار من خلال قرض من المؤسسة الدولية للتنمية، وجاء الباقي من 46.6 مليون دولار من الوكالة الأسترالية و101.1 مليون من الحكومة الإندونيسية. 

المُضيّ قُدُماً

في عام 2013، سيجري توسيع نطاق لمشروع استجابة للبرامج الوطنية للحكومة أو ما يسمى برنامج "الماء للجميع" تحت إدارة وزارة الأشغال العامة وبرنامج "الصرف الصحي الشامل استنادا إلى اعتبارات المجتمعات المحلية" والذي تديره وزارة الصحة. وستكون تكلفة توسيع نطاق المشروع 252 مليون دولار. سيساهم البنك بمبلغ 100 مليون دولار وتساهم الحكومة الإندونيسية بمبلغ 100 مليون دولار والوكالة الاسترالية 50 مليونا. وحينما يتم إنجاز التوسعة سيعود المشروع بالنفع على 5.6 مليون منتفع إضافي حيث سيغطي 200 مقاطعة في 32 إقليما.

المنتفعون

قبل بدء برنامج PAMSIMAS، كان الناس في قرية جامبو بارو بإقليم جنوب كاليمانتان لا يتمتعون بتناول أرز صحي ونظيف، لأنهم كانوا يستخدمون مياه النهر المتسخة في غسل الأرز وطهيه، وكذلك في قضاء احتياجاتهم المنزلية الأخرى. وقالت ليان نور، وهي من سكان جامبو بارو، إن المياه من نهر باريتو كانت تتسبب في اصفرار الأرز وكانت تنبعث منه رائحة كريهة وتجعل مذاقه مثل مُلوِّثات النهر. وأضافت ليان نور "نحن الآن سعداء للغاية أننا لم نعد نضطر إلى تناول الأرز الأصفر. وبفضل المشروع، نستمتع الآن بتناول أرز صحي أبيض ويبدو مذاقه طيبا حقا".