Skip to Main Navigation
ملخص النتائج 2018/04/02

برنامج التحوُّل الصحي في تركيا وما بعده

Image

استطاعت تركيا تحسين تقديم الخدمات بدرجة كبيرة في إطار برنامج التحوُّل الصحي في الفترة بين عامي 2003 و2013. وينعكس تحسين تقديم خدمات الرعاية الصحية في تحسُّن النواتج الصحية، وزيادة معدلات الاستفادة من هذه الخدمات، بالإضافة إلى تغيُّر الاتجاهات في تمويل الرعاية الصحية. وتم إنشاء نظام التغطية الصحية الشاملة عن طريق ضم جميع المسجَّلين ضمن نظام واحد، مما يتيح تقديم خدمات الرعاية الصحية للجميع من خلال حزمة واحدة من المزايا. وفي غضون ذلك، أنشأت الحكومة أيضا نظاما لطب الأسرة وحققت التكامل بين جميع المستشفيات العامة. وقد أسهم تبسيط نظام الرعاية الصحية وتكييفه ليلائم احتياجات الأفراد، من خلال برنامج التحوُّل الصحي، في اتساع نطاق تحسُّن النواتج الصحية الملاحظ في مختلف أنحاء البلاد.

التحدي

في تسعينيات القرن العشرين، بلغ متوسط الإنفاق على قطاع الصحة في تركيا 3.8% من إجمالي الناتج المحلي، وهو أدنى بكثير من المتوسط في بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي (7.4% من إجمالي الناتج المحلي). واقترن انخفاض الإنفاق على قطاع الصحة بوجود نظام مُجزَّأ وغير منصف للتأمين الصحي. وبالإضافة إلى ذلك، كانت تركيا بها أدنى عدد من الأطباء والممرضات بالنسبة لعدد السكان على مستوى قارة أوروبا، وإحدى أدنى نسب الممرضات إلى الأطباء. وأدى هذا النقص إلى عدم المساواة بين المناطق الريفية والحضرية في تقديم خدمات الرعاية الصحية وتوفير المنشآت الصحية، لاسيما بين المناطق الشرقية من البلاد الأقل تطوراً والمناطق الغربية الأكثر تطوراً. وبالإضافة إلى التحديات النظامية، كانت تركيا (ولا تزال) تواجه ارتفاعا في الإصابة بالأمراض غير المعدية مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري؛ وتتفاقم هذه التحديات مع بداية ظهور أمراض الشيخوخة بين السكان.

النَهْج

للتصدي لهذه التحديات، ساند البنك الدولي برنامج التحوُّل الصحي منذ عام 2003 باثنين من قروض البرامج القابلة للتعديل. وقدَّم البنك أيضا إرشادات فنية وعرض خبرات البلدان الأخرى أثناء إنشاء نظام طب الأسرة، وهو ما سهَّل إدخال المراكز الصحية المجتمعية على مستوى الرعاية الأولية. كما قدَّم البنك مساعدات فنية في إعداد قانون الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي الشامل لسنة 2008 والذي تم بمقتضاه توحيد نظام الضمان الاجتماعي في البلاد وإتاحة خدمات الرعاية الصحية للجميع. وأنشأت تركيا نموذج المشتري الواحد الذي اضطلعت من خلاله مؤسسة الضمان الاجتماعي بكامل المسؤولية عن جميع وظائف تمويل خدمات الرعاية الصحية، بما فيها تحصيل الإيرادات، وتجميع الموارد والنفقات، وشراء السلع والخدمات ذات الصلة. وتم رصد الإصلاحات المتنوعة التي نُفِّذت وتقييمها على نطاق واسع، مع التركيز بقوة على النتائج والاهتمام بالحفاظ على الاستدامة. وبفضل خبراته ومعارفه العالمية، كان البنك شريكا فاعلا للحكومة التركية في وضع وتنفيذ هذه الإصلاحات الوطنية التحوُّلية في قطاع الصحة.

النتائج

أسهمت التغطية الصحية الشاملة في تحسين النواتج الصحية، وتعزيز الإنصاف في التمويل، وتحسين الحماية المالية، وزيادة رضا المستخدمين على النحو التالي:

·  ساعدت التحسينات في خدمات الرعاية الصحية، مع التركيز على الوقاية والصحة العامة، على تحسين متوسط العمر المتوقع والنواتج الصحية الأخرى. ويقترب متوسط العمر المتوقع عند الولادة حالياً من المتوسط في بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. فالأطفال الأتراك المولودون في عام 2014 يزيد متوسط أعمارهم بواقع 6 سنوات (من 71.9 إلى 77.7 سنة) مقارنةً بالأطفال المولودين في عام 2002.

·  انخفض معدل الوفيات دون سن الخامسة انخفاضا حادا من 61 لكل ألف مولود حي في عام 1993 إلى 37 في عام 2013، كما انخفض معدل وفيات الرضع من 53 لكل ألف مولود حي في عام 1993 إلى 15 في عام 2013.

· أدى قانون مؤسسة الضمان الاجتماعي لسنة 2008 إلى تحسين مستوى الإنصاف في المعاشات واستدامتها، وساعد على استقرار العجوزات في نظام المعاشات، وإن كانت ستظل موجودة لفترة طويلة في المستقبل.

·  في الفترة بين عامي 2002 و2012، زاد إجمالي عدد العاملين في قطاع الصحة بنسبة 36% ليرتفع من 295 ألفا إلى 460 ألفا.

· زاد معدل تردد الفرد على أطباء العيادات الخارجية بأكثر من الضعف ليرتفع من 3.1 في عام 2002 إلى 8.2 في عام 2013.

· زاد الإنفاق على قطاع الصحة في تركيا من 5.4% من إجمالي الناتج المحلي في عام 2000 إلى 6.7% في عام 2011،

· أدى ذلك إلى تراجع كبير في الإنفاق الشخصي المباشر على خدمات الرعاية الصحية. وخلال الفترة 1999-2012، انخفض الإنفاق الشخصي المباشر على الصحة بنسبة 47% في تركيا، وهو أكبر انخفاض على الإطلاق في جميع بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.

· في عام 2003، كان 39.5% فقط من السكان راضين عن مستوى خدمات الرعاية الصحية، لكن هذه النسبة زادت إلى 75.9% بحلول عام 2011.

· لم تكن مظلة التأمين تغطي سوى 24% من الشريحة العشرية الأشد فقراً في عام 2003، لكن بحلول عام 2011 زادت نسبة تغطية التأمين الصحي لهذه الشريحة إلى 85%.

 


مساهمة مجموعة البنك الدولي (في العقد الأول من القرن الحالي)

قروض البنك الدولي للإنشاء والتعمير:

· مشروع تدعيم ومساندة النظام الصحي، قيد التنفيذ من عام 2015، 134.12 مليون دولار

·  مشروع مساندة إعادة هيكلة قطاع الصحة، 2009- 2015، 75.12 مليون دولار

· مشروع التحوُّل الصحي، 2004-2009، 60.6 مليون دولار

المساعدات الفنية/الخدمات الاستشارية والتحليلية والمساندة الإضافية من البنك الدولي للإنشاء والتعمير:

·  منحة من صندوق وضع السياسات وتنمية الموارد البشرية بشأن استدامة التغطية الصحية الشاملة في تركيا، 2017

· دراسة حالة عن السمنة، 2017

· دراسة عن مكافحة التبغ، 2017

· تمويل خدمات الرعاية الصحية في تركيا: عرض عام وتحليل للقيمة مقابل المال، 2014

·  إصلاح قطاع المستشفيات في تركيا خلال الفترة 2003-2012: تقييم التغيُّرات في نظم الحوكمة والإدارة والتمويل، 2014

· تحليل برنامج التحوُّل الصحي في تركيا من منظور الاقتصاد السياسي، 2014

· تركيا على طريق التغطية الصحية الشاملة من خلال برنامج التحوُّل الصحي (2003-2013)، 2014

· التغطية الصحية الشاملة من أجل تحقيق تنمية شاملة للجميع ومستدامة: تقرير موجز عن تركيا، 2014

· برنامج التعاقد المستند إلى الأداء في نظام طب الأسرة – إنجازات التصميم، 2013

·      دراسة عن الأدوية، 2013

·      نحو تغطية شاملة: برنامج البطاقات الخضراء للفقراء في تركيا، 2013

 

الشركاء

أثناء تنفيذ برنامج التحوُّل الصحي، أقام البنك شراكات قوية مع جميع الوزارات المعنية (الصحة، العمل، التنمية، المالية) والمؤسسات الحكومية ذات الصلة (مؤسسة الضمان الاجتماعي) وجمعيات القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية. وحافظ البنك على الارتباط بعلاقة وثيقة مع منظمة الصحة العالمية وشركاء التنمية الآخرين الذين استمروا في تقديم المساندة الفنية لوزارة الصحة في وضع إستراتيجيات الرعاية الصحية طويلة الأمد. وكان البنك هو الشريك الوحيد الذي قدَّم التمويل. ومولت الحكومة التركية أنشطة الإصلاحات الأوسع نطاقا من موازنتها الوطنية، مع تقديم البنك تمويلا تكميليا.

المضي قدماً

لا يزال البنك شريكا مهما لإصلاح السياسات والأنظمة في قطاع الصحة بتركيا، ومن خلال عمله الحالي-عملياته وخدماته التحليلية- يواصل مساندة الحكومة لتحقيق خططها الإنمائية طويلة الأمد. ورغم نجاح الإصلاح الخاص بالتغطية الصحية الشاملة، فإن تركيا لا تزال تعاني من ارتفاع الإصابة بالأمراض غير المعدية، وهو أمر لا يزال يمثل تحدياً خطيراً يتعيَّن التصدي له في السنوات المقبلة. ويهدف مشروع تدعيم ومساندة النظام الصحي الجاري تنفيذه إلى تحسين الوقاية الأولية والثانوية من أنواع محددة من هذه الأمراض، وزيادة كفاءة إدارة المستشفيات العامة (والإنفاق العام)، وتعزيز قدرات وزارة الصحة لوضع سياسات تستند إلى الشواهد.

المستفيدون

تقول ميليس بوزكورت، التي تبلغ من العمر 46 عاما وتعيش في أحد الأحياء الفقيرة في مدينة دوزجه، "يمكنني الحصول على علاج مناسب لأطفالي الثلاثة عندما يمرضون، وهو ما لم يكن بوسعنا فعله (في السابق). وحتى لو ذهبنا إلى المستشفى الحكومي، فإنه كان يتعيَّن علينا الانتظار في الصف لساعات، وفي بعض الأحيان كنا نرجع خالين الوفاض لأن الدور لم يصل إلينا." وتحمل ميليس الآن بطاقة خضراء بوصفها إحدى المستفيدات من برنامج طب الأسرة في تركيا.

في إطار هذا البرنامج، يتم تدريب أطباء الأسرة ويتقاضون مبلغا شهريا بناءً على أدائهم، وعدد المرضى المقيَّدين، وعدد اللقاحات والزيارات السابقة للولادة والإحالات التي يقدمونها. يقول سيزاي أميرال، أحد أطباء الأسرة، "إنني سعيد للغاية بالعمل في هذه العيادة. فأنا أبدأ العمل في تمام الثامنة صباحاً وأقوم بالكشف على 30 إلى 40 مريضا يومياً. وأشعر بأن عملي وخدماتي يتم تقديرهما أكثر من أي وقت مضى، وهو ما ينعكس في رضاي عن عملي". وبدأ برنامج طب الأسرة بشكل تجريبي في مدينة دوزجه، وهو يُطبَّق حالياً في جميع المناطق التركية وعددها 81.


image
Image