Skip to Main Navigation
المطبوعات

أحدث المستجدات الاقتصادية لموريتانيا: لماذا يتحتم تمكين النساء من المشاركة الكاملة في النشاط الاقتصادي؟

أحدث إصدار: 
  • June 2021
Image

من اليسار إلى اليمين: مريم الشيخ (20 عاما)، وعزيزة محمد سالك (20 عاما)، وبنتا با (25 عاما) يدرسن في الحرم الجديد لجامعة العلوم والتكنولوجيا والطب في نواكشوط التي افتتحت في عام 2014. التحقت مريم وبنتا للدراسة بشعبتي علم الأحياء والفسيولوجي، أمَّا عزيزة فتدرس الرياضيات والفيزياء. تريد الفتيات الثلاث جميعا أن يصبحن مُعلِّمات حينما يتخرجن لتدريس العلوم للفتيات الموريتانيات. © أرني هويل، البنك الدولي

Photo: Arne Hoel/World Bank


نقاط رئيسية

  • الإصدار الرابع من تقرير أحدث المستجدات الاقتصادية لموريتانيا الذي نشره البنك الدولي اليوم يُسلِّط الضوء على أحدث الاتجاهات الاقتصادية ويناقش قضايا إنمائية محدَّدة في البلاد.
  • على الرغم من أن أزمة فيروس كورونا تسبَّبت في أول انكماش اقتصادي في موريتانيا منذ عام 2008، فإن الدعم المُقدَّم من المانحين وتحسن معدلات التبادل التجاري قد خفَّفا الضغوط على الحساب الخارجي وحسابات المالية العامة.
  • التقرير الجديد يُخصِّص فصلا خاصا لعدم المساواة بين الجنسين ويؤكد على أنه بمقدور موريتانيا أن تزيد ثروتها بنسبة 19% إذا أُتيحت للنساء فرصة أكبر للمشاركة الكاملة في النشاط الاقتصادي.

نواكشوط، 1 يونيو/حزيران، 2021 - كما هو الحال في معظم بلدان غرب ووسط أفريقيا، تسببت أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في تباطؤ النشاط الاقتصادي في موريتانيا، وانخفاض معدل النمو الاقتصادي من 5.9% في 2019 إلى -1.5% في 2020. ويرجع ذلك الانخفاض في المقام الأول إلى تدني أداء قطاع الأسماك والخدمات التي تضررت بشدة من جراء تدابير احتواء الجائحة التي أثَّرت أيضا على أنشطة النقل والتجارة. وكان لجائحة كورونا تأثير شديد على رفاهة الأسر التي أشار ثلاثة أرباعها إلى هبوط مستوى مدخولها من العمل. وكان هذا الاتجاه أشد وضوحا في مدينتي نواكشوط ونواذيبو اللتين يتركز فيهما أغلب موظفي قطاع الخدمات.

ويشير التقرير المعنون " تسريع وتيرة التعافي الاقتصادي من خلال تحفيز مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية " إلى أنه على الرغم من تباطؤ النشاط الاقتصادي بسبب الجائحة، فإن الدعم المُقدَّم من المانحين وتحسن معدلات التبادل التجاري قد خفَّفا الضغوط على الحساب الجاري والموازنة العامة. ونتيجةً لذلك، ظلت نسبة الدين إلى إجمالي الناتج المحلي مستقرة لكن مخاطر بلوغ مرحلة المديونية الغير المستدامة لا تزال مرتفعة. وفي الأمد المتوسط، من المتوقع أن ينتعش النمو بفضل تعافي قطاع الأنشطة غير الاستخراجية مع زيادة إنتاج قطاع التعدين، وبدء إنتاج الغاز في عام 2003. وعقَّب سامر متَّى الخبير الاقتصادي بالبنك الدولي والمُؤلِّف الرئيسي للتقرير قائلا: "لا تزال آفاق الاقتصاد الكلي عرضةً لأربعة أخطار رئيسية: التأثير المطول للوباء، والأخطار المناخية، والتأخيرات المحتملة في الإصلاحات الهيكلية، وانعدام الأمن الإقليمي."

إدراكًا بأن تعزيز إمكانات وفرص النساء والفتيات هو شرط أساسي للتنمية الاقتصادية، يركز الفصل الثاني من التقرير على المرأة ويحلل العقبات الرئيسية التي تحول دون تمكينهن اقتصاديًا. وخلص التقرير إلى أن عدم المساواة بين الجنسين في رأس المال البشري تكلف موريتانيا 19٪ من ثروتها الوطنية.

وقال التقرير إن هذه التفاوتات قائمة منذ مرحلة الطفولة، وماثلة في العديد من مجالات الحياة، وتحول دون المشاركة الكاملة للنساء الموريتانيات في النشاط الاقتصادي للبلاد.

النساء يتمتعن بحماية أقل من الرجال بموجب القانون

في عام 2020، احتلت البلاد المرتبة 177 في العالم على مؤشر المرأة والأعمال والقانون. يحدث هذا التمييز القانوني عبر مجموعة واسعة من المجالات: بالإضافة إلى عدم المساواة في الأجور وحقوق الملكية المقيدة، على سبيل المثال ، تُحرم النساء من الوصول إلى وظائف معينة ، وليس لديهن الأهلية القانونية لرئاسة الأسرة ، ويفتقرن إلى الحماية ضد عدم المساواة في الحصول على القروض المصرفية والتوظيف.



Image

للزواج المبكر العديد من النتائج السلبية

ثلث الفتيات الموريتانيات متزوجات وربعهن لديهن طفل قبل بلوغ سن الثامنة عشرة. ولا يزال زواج الأطفال والحمل المبكر وتأثيرهما على تعليم الفتيات الأسباب الرئيسية لعدم المساواة بين الجنسين في موريتانيا. بينما بدأت دول الساحل الأخرى في اتخاذ خطوات قانونية لإنهاء هذه الممارسة، لم تحرز موريتانيا تقدم في الحد من زواج الأطفال. بل على العكس من ذلك، يرى التقرير أن عدد الفتيات المتزوجات قد ازداد مقارنة بالجيل السابق.


Image

على الرغم من التحسن خلال العقدين الماضيين، لا تزال نسبة النساء في البرلمان الموريتاني منخفضة نسبيًا مقارنة بالدول الأخرى المقارنة

على الرغم من أن المرأة الموريتانية تتمتع بحقوق انتخابية مساوية لحقوق الرجل، وارتفع تمثيلها في البرلمان من 3٪ إلى 20٪ بين عامي 2000 و 2018، إلا أن أصواتها وتمثيلها لا يزال محدودًا نتيجة الممارسات التمييزية. غالبًا ما تكون الأعراف الاجتماعية، التي تميل إلى حصر الفتيات والنساء في أدوار الزوجة والأم وربة المنزل ، من أسباب المساوئ التي يوجهونها.


Image

يقترح التقرير سلسلة من الإصلاحات للحد من عدم المساواة بين الجنسين ومعالجة العقبات التي تواجه المرأة. أولاً، يجب إزالة الحواجز القانونية لتحسين الفرص الاجتماعية والاقتصادية للمرأة. وهذا يشمل، على سبيل المثال، إدخال مبدأ "الأجر المتساوي عن العمل المتساوي القيمة" في القانون وضمان حقوق متساوية في الوصول والدعم المالي للطلاق، مما يسمح بالتالي بتقييم المساهمات غير النقدية أو العمل غير المأجور. ثانيًا، يجب معالجة زواج الأطفال والحمل المبكر، على سبيل المثال من خلال ضمان بقاء الفتيات في المدرسة حتى نهاية التعليم الثانوي. يمكن أن يكون هذا أحد أهم الاستثمارات متوسطة إلى طويلة الأجل التي يمكن للبلد القيام بها لتقليل تكلفة عدم المساواة بين الجنسين. ثالثًا، يجب تعزيز صوت المرأة واستقلاليتها وتمثيلها من خلال تعزيز المؤسسات ومبادرات المساواة بين الجنسين.

تقول باولا تافاريس الخبيرة الأولى بشؤون المساواة بين الجنسين لدى البنك الدولي التي شاركت في تأليف التقرير "باتخاذ الخطوات اللازمة لتمكين النساء من تنمية مهاراتهن الوظيفية، ومن العمل ستنجح الحكومة في زيادة إنتاجية كل المواطنين وتحفيز التنمية الاقتصادية في الأمد الطويل."