موضوع رئيسي

المصريون يحددون أولويات التنمية تمهيدا لوضع استراتيجية مجموعة البنك الدولي للسنوات القادمة

07/23/2014


Image

في احدى القاعات  المطلة على نهر النيل في مدينة أسوان بصعيد مصر، جلست مجموعات من الوجوه السمراء حول موائد مستديرة تتناقش حول أهم أولويات التنمية في مصر وكيفية مواجهتها خلال السنوات القادمة. وعندما انتهت من مشاوراتها، كان التعليم والصحة ومكافحة الفقر وتطوير البنية التحتية وتطوير القطاعات الاقتصادية على رأس الأولويات.

"كنا نتمنى أن يشاهد جميع أهل أسوان بثا حيا لهذا اللقاء ليروا كيف أن مؤسسة دولية مثل مجموعة البنك الدولي تحضر إلى صعيد مصر لتستمع إلى قضايانا." بهذه الكلمات، اختتم السيد سمير كامل من جمعية المستقبل للتنمية وحماية المستهلك والبيئة في محافظة أسوان المرحلة الأولى من عملية المشاورات التي تجريها مجموعة البنك الدولي في مصر لوضع استراتيجيتها الجديدة للفترة من 2015 إلى 2019 والمعروفة باسم "اطار الشراكة القطرية". وهي استراتيجية مشتركة بين المؤسسات الثلاث لمجموعة البنك الدولي (البنك الدولي، ومؤسسة التمويل الدولية، والوكالة الدولية لضمان الاستثمار).


Image

" إطار الشراكة القطرية هو خارطة طريق للمساندة التي يمكن أن تقدمها مجموعة البنك الدولي لمصر في السنوات القادمة. "

هارتفيج شافر

المدير القطري لمصر واليمن وجيبوتي


وقد بدأت جولة المشاورات باجتماع مع ممثلي الحكومة في الخامس من شهر مارس/ آذار 2014 ثم تلتها ثلاثة اجتماعات مع جهات غير حكومية يمثلها أعضاء في المجتمع المدني والمنظمات الشبابيه وجمعيات تنميه المجتمع بالريف بالاضافه  الى أساتذة الجامعات وممثلى القطاع الخاص وغيرهم في القاهرة والأسكندرية وأسوان تباعا خلال شهر يونيو/ حزيران 2014.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها المشاورات على هذا المستوى حيث روعي الاستماع إلى كافة الأطراف وخاصة ممثلي الشعب المصري للوقوف على احتياجاتهم الحقيقية بعيدا عن أروقة المؤسسات الرسمية. كما تم انشاء موقع الكتروني يضم كافة الوثائق ذات الصلة بالمشاورات فضلا عن الاستبيان الالكتروني الذي يهدف إلى التعرف على أكبر عدد ممكن من الآراء في هذا الشأن.

ويعلق هارتفيج شافر، المدير القطري لمصر واليمن وجيبوتي بالبنك الدولي واصفا إطار الشراكة القطرية بأنه خارطة طريق للمساندة التي يمكن أن تقدمها مجموعة البنك الدولي لمصر في السنوات القادمة. ويضيف قائلا " خلال عملية المشاورات، نتعرف على الأفكار والآراء ونتلقى الاقتراحات من مجوعة متنوعة من ممثلي المجتمع المصري. ان مساهمة المصريين تساعدنا في وضع الاستراتيجية بما يحقق مصالح المصريين وتحسين معيشة الأقل حظا."

وخلال اللقاءات التشاورية الثلاث مع الجهات غير الحكومية، ترك للمشاركين حرية اختيار أولويات التنمية في مصر ومناقشة التحديات التي تقف أمام تحقيقها علاوة على المجالات التي يمكن للبنك المساعدة فيها. وقد حرصت مجموعة البنك الدولى على إشراك كافة الفئات والإستماع إلى آراء وملاحظات المجموعات المختلفة المعنية في مختلف أنحاء مصر، خاصة الصعيد، باعتبارها أولوية تنموية بالنسبة لمصر.

وفي القاهرة، كان التنوع واضحا في الحاضرين وتصدر التعليم والرعاية الاجتماعية والطاقة والزراعة والصحة أولويات التنمية من وجهة نظر المشاركين الذين تخطى عددهم المائة من كافة التيارات. بينما اختار المشاركون في اجتماع الأسكندرية، وغالبيتهم من الشباب، التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والطاقة وتنمية القطاع الخاص كأهم أولويات التنمية. ولم يبتعد المشاركون في أسوان كثيرا عن القائمتين السابقتين حيث اختاروا التعليم والصحة والفقر وتطوير البنية التحتية وتنمية القطاعات الاقتصادية بما في ذلك الثروه السمكية والتعدينيه والسياحة.

وقد روعي اختيار اسوان كمحطة اخيرة للمرحلة الاولى من المشاورات اذ يعاني الصعيد (جنوب مصر) من تراجعه تنمويا الى حد كبير مقارنة ببقية مناطق الدولة.

ويعبر أحمد عكاشة من مركز مبادرة، احدى الجمعيات الأهلية في الأسكندرية، عن التعليم كواحد من أهم أولويات التنمية في مصر بقوله " تواجه مصر مجموعة من التحديات على مستوى التعليم الأساسي الأمر الذي يتعين الالتفات إلى تأهيل المعلم وتطوير المناهج الدراسية وتغيير ثقافة المجتمع."  في حين عبر محمد هاني السباعي، طبيب امتياز بكلية طب القصر العيني وعضو مؤسسة الحسن لتأهيل مصابي العمود الفقري عن اختيار تطوير منظومة الخدمات الصحية كأولوية أولى "وكذلك يجب الاهتمام بقضايا الاعاقه والتحديات المختلفه التى تواجههم فى مختلف المجالات." 

وعن الجولة الاولى من المشاورات، توضح ندى شوشه المدير القطري لمصر وليبيا واليمن بمؤسسة التمويل الدولية ان المشاورات تمثل مرحلة اساسيه لتحديد اولويات مجموعة البنك الدولي في مصر خلال الستوات الخمس القادمة. واضافت " الاستماع الى جماعات مختلفة من اكاديميين ومجتمع مدني وحكومة وقطاع خاص كان مفيدا للغاية لمعرفة المجالات التي يجب التركيز عليها لممساعدة مصر خلال المرحلة الانتقالية والاستعانة بموارد وخبرات مؤسسات مجموعة البنك الدولي."

ومن المقرر أن تعقد لاحقا المرحله الثانيه من المشاورات التي تجريها مجموعة البنك الدولي تمهيدا لإطار الشراكة القطرية الذي سيبدأ تطبيقه العام القادم.

جدير بالذكر أن حافظة البنك الدولي الحالية في مصر 25 مشروعاً يبلغ مجموع ارتباطاتها 4.9 مليار دولار فضلاً عن 43 منحة إئتمانية يبلغ مجموع ارتباطاتها 190.2 مليون دولار. ويمول البنك الدولي مشاريع تقدم النفع للمواطنين في مجالات توفير فرص العمل والطاقة والنقل والمياه والصرف الصحي والزراعة والري وكذلك الصحة والتعليم. 

و خلال السنوات المالية 2011 و 2014، التزمت مؤسسة التمويل الدولية بتقديم أكثر من 1 مليار دولار في 17 مشروعاً. وقد بلغ إجمالي قيمة حافظة مشروعات مؤسسة التمويل الدولية مليار دولار في 34 مشروعاً في ديسمبر2013، وهي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتشمل استثمارات المؤسسة قطاعات: الأسواق المالية، والكيماويات، والنفط والغاز، والصناعات الزراعية، والصناعات التحويلية، والرعاية الصحية.

ومن ناحيتها قدمت الوكالة الدولية لضمان الاستثمار في السنة المالية 2013، ضماناً بقيمة 150 مليون دولار، لإعادة تأمين التغطية الخاصة بشركة الاستثمار الخاص الخارجي في الولايات المتحدة لشركة أباتشي لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي، للمساعدة في توفير إمدادات طاقة إستجابة للطلب المحلي المتزايد.


Api
Api

أهلا بك