Skip to Main Navigation
موضوع رئيسي 07/02/2018

أزمة الروهينجا تحتاج إلى دعم عالمي

Image

© تنفير مراد توبو / البنك الدولي


في الثاني من يوليو تموز، وصل رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش إلى بنغلاديش كي يشهدوا بأنفسهم أسرع أزمات اللاجئين تفاقما في العالم.

وقبل مغادرتهما، حثا العالم على ألا يغض الطرف عن محنة لاجئي الروهينجا، الذين فروا من ديارهم في ميانمار المجاورة.

منذ أغسطس آب من عام 2017، اتخذ أكثر من 700 ألف من الروهينجا  من كوكس بازار ملاذا في جنوب شرق بنغلاديش. والآن يخشي الكثير منهم من انهيار أكواخهم العشوائية المصنوعة من أغصان الخيزران والأغطية البلاستيكية والمقامة عند سفوح التلال التي تم إخلاؤها من الغابات- تحت وقع الأمطار الغزيرة أثناء الرياح الموسمية.

بيد أن تدفق اللاجئين لم يتوقف. وخلال زيارة كيم وغوتيريش لكوكس بازار تحت سماء ملبدة بالغيوم، ووصل المزيد من الناس ومعهم قصص عما واجهوه من مشاق ووحشية.

وفي هذا الصدد، قال كيم "عملت في عدد من أفقر بلدان العالم من قبل، إلا أن ما رأيته هنا شيء مؤلم للغاية. لقد تأثرت كثيرا بشجاعة الروهينجا وعزة نفسهم، وهالني ما حكوه عما كابدوه من اغتصاب وقتل وحرق لمنازلهم. وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة، فإن الروهينجا  من أكثر الأقليات التي تعاني من التمييز والضعف على وجه الأرض."

وقال كيم إن حكومة بنغلاديش قدمت للعالم خدمة جليلة بفتح حدودها ودعم اللاجئين. إلا أن المسؤولية لا ينبغي أن تُلقى على عاتق بنغلاديش وحدها.



وقد أصبح عدد اللاجئين في كوكس بازار- التي تعد واحدة من أفقر ضواحي بنغلاديش- أكثر من ضعفي عدد السكان المحليين.

ورغم التحديات التي تواجهها بنغلاديش، فإنها تسحب من مواردها من أجل للتصدي للأزمة. فمن بين العديد من الإجراءات الأخرى، خصصت البلاد خمسة آلاف فدان للملاجئ المؤقتة، وقدمت المعونات الغذائية، ونشرت الفرق الطبية المتنقلة، ونظمت حملات واسعة النطاق للتطعيم. كمامدت بنغلاديش 13 طريقا للوصول إلى مخيمات اللاجئين المؤقتة والمسجلة ،وأقامت نقاطا لمياه الشرب ومرافق للصرف الصحي.

ومع استمرار الرياح الموسمية المطيرة، نقلت الحكومة 30 ألف شخص إلى أراض أكثر أمنا في الوقت الذي تستعد فيه لنقل المزيد من المعرضين للمخاطر، وذلك بدعم من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.

ومع الزيادة المطردة في الاحتياجات، أعلنت مجموعة البنك الدولي الأسبوع الماضي عن تقديم نحو 480 مليون دولار لبنغلاديش من الدعم المعتمد على المنح وذلك من أجل الصحة والتعليم والصرف الصحي والاستعداد للكوارث والخدمات الأخرى التي تُقدم للاجئين إلى أن يعودوا إلى ديارهم بسلام وبشكل طوعي وبكرامة.  هذا التمويل سيساعد أيضا على بناء قدرات بنغلاديش على التصدي للأزمة. كما أن برامج البنك الدولي القائمة ستساعد سكان كوكس بازار.

لكن الأمين العام للأمم المتحدة قال إن هناك حاجة للمزيد من الأموال حيث لم تتلق خطة المساعدات الرئيسية التي تتكلف 950 مليون دولار أكثر من ربع هذا المبلغ.

وقبل زيارة كوكس بازار، التقى كيم وغوتيرش برئيسة الوزراء شيخة حسينة للإعراب عن امتنانهما لشعب بنغلاديش وحكومتها.



وفي معرض الحديث عن عملية الإغاثة، قال كيم "جهود الإغاثة التي تبذلها الحكومة ووكالات الإغاثة المحلية والدولية، أنقذت آلاف الأرواح. إننا نتطلع إلى مواصلة العمل مع الحكومة لتوفير ظروف حياة كريمة للاجئي الروهينجا وصيانتها. وقد توصلنا إلى اتفاق على بناء المزيد من المنشآت الدائمة وتقديم المزيد من الخدمات – أي الخدمات الأساسية التي يحتاجها كل شخص كالرعاية الصحية والتعليم."

وأوضح كيم أن الدعم الذي يقدم للروهينجا هو واحد من جوانب عديدة تعمل فيها مجموعة البنك الدولي بشكل وثيق مع بنغلاديش.

وتابع قائلا "فيما يتعلق بحكومة بنغلاديش، فإننا نؤمن بشدة بالمسار الذي تمضي فيه- بالنسبة للقضايا التي لا علاقة لها بالروهينجا - حتى أننا قدمنا خلال هذا العام ثلاثة مليارات دولار في شكل قروض منخفضة الفائدة طويلة الأجل لمشروعات التنمية التي تحظى بالأولوية في بنغلاديش. "

وأضاف كيم أن هذا هو أعلى مستوى من التمويل يقدمه البنك الدولي على الإطلاق لبنغلاديش من خلال المؤسسة الدولية للتنمية- صندوق البنك الدولي المعني بمساعدة أشد بلدان العالم فقرا. كما تعهدت مؤسسة التمويل الدولية، ذراع مجموعة البنك الدولي لدعم القطاع الخاص، بتقديم أكثر من 420 مليون دولار للشركات الخاصة في بنغلاديش هذا العام.

وقال كيم "نعتبر بنغلاديش شريكا مهما في الحد من الفقر عالميا، وملتزمون بمساعدتها على تحقيق تطلعاتها في الانتقال إلى الشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل."

وتعكس الزيارة المشتركة لكل من البنك الدولي والأمم المتحدة لمخيم اللاجئين شراكة العمل الوثيقة مع الأمم المتحدة للتصدي للهشاشة والصراع والعنف والنزوح القسري- وهي أوضاع قد تستمر لعقود من الزمن، مما يتطلب موارد لا تستطيع المعونات الإنسانية وحدها أن تلبيها.

ووصف كيم وغوتيريش ومفوض الأمم المتحدة السامي للاجئين فيليبو غراندي المستوى الحالي من التعاون بين البنك الدولي ووكالات الأمم المتحدة بأنه غير مسبوق.

وفي هذا الصدد، قال كيم "نعمل عن كثب بالغ مع شركائنا في الأمم المتحدة لحشد جهود الاستجابة الإنسانية والإنمائية معا. فوضع اللاجئين في جميع أنحاء العالم هو مشكلة كل إنسان. إنها ليست فقط مشكلة البلدان المضيفة لهم، أو مجرد مشكلة للاجئين- بل إنها مشكلة كل شخص. وما رأيته اليوم شيء مريع يدمي القلب. ومن ناحية أخرى، تأثرت بشدة بشجاعة وعزة نفس من تحلوا بقدر كافٍ من اللطف للحديث معنا."

وختم كيم حديثه قائلا "المهمة لم تنته بعد. بل بدأت للتو. ونحن في مجموعة البنك الدولي ملتزمون بعمل المزيد للتأكد من أن الروهينجا – وجميعنا معهم- سيرون العدالة تتحقق. نحن جميعا روهينجا. "

 

Image
© تنفير مراد توبو / البنك الدولي

 

 





Api
Api