رأي

العولمة هو الحل الوحيد

08/08/2016


أنابيل غونزاليز، مديرة التجارة والمنافسة في قسم الممارسات العالمية في البنك الدولي

واشنطن العاصمة – لقد أظهر إستفتاء بريكست في المملكة المتحدة والسباق الرئاسي في الولايات المتحدة الأمريكية من بين أمور أخرى تزايد انعدام ثقة الناس بالإندماج في الإقتصاد العالمي. إن انعدام الثقة هذا يمكن أن يعرقل إتفاقيات تجارية جديدة يتم العمل عليها حاليا ويمنع البدء بإتفاقيات جديدة.

يجب عدم الإستخفاف بالخطر الذي يشكله هذا السيناريو فلو مضينا بعيدا في الإنعزالية والحمائية فإن ذلك سيحطم المحرك الإقتصادي المبني على أساس التجارة والذي أعطى العالم سلاما وإزدهارا لعقود عديدة.

أنا كوزيرة سابقة للتجارة في كوستاريكا أعرف صعوبة أن تقوم البلدان –المتقدمة والنامية على حد سواء- بصياغة سياسات تجارية تفيد جميع الناس ولكن فقط لإن إدارة تأثيرات العولمة صعبة لا يعني أن نرفع أيدينا للإعلى ونستسلم .

لقد، وطبقا للبنك الدولي ولكن هذه المكاسب وإن كانت مثيرة للإعجاب ليست بالضرورة دائمة فلو إنعزلت البلدان مرتفعة الدخل- وزبائنها- عن الأسواق العالمية فإن الناس الأكثر فقرا سيعانون أكثر من غيرهم .

إن وإلا فإن قوى العولمة يمكن أن تحول التعاون لصراع ولهذا السبب يتوجب على صناع السياسات التركيز على أربعة مجالات .

أولا، يتوجب على البلدان تفكيك الإجراءات الحمائية التي وضعتها وتقديم إلتزام قوي بعدم تطبيق سياسات تشوه الأسواق العالمية.

ثانيا، يجب على البلدان أن تتعاون من أجل تحديث الأنظمة والأحكام العالمية التي تنظم التجارة من أجل أن تأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية المتغيرة وأن تنفذ بشكل فعال الإتفاقيات التي يتم التفاوض بشأنها.

ثالثا، يجب أن تعمل الدول والمؤسسات مثل منظمة التجارة العالمية معا من أجل إزالة العوائق التي تزيد من تكاليف التجارة وعلى وجه الخصوص، يتوجب إلغاء الإعانات الزراعية وإزالة القيود عن تجارة الخدمات وتحسين الإتصال وتسهيل التجارة والإستثمار عبر الحدود وزيادة التمويل التجاري.


Image

عاملة في مصنع للإلكترونيات في إندونيسيا

أسريان ميرزا/ منظمة العمل الدولية ©

أخيرا، وهو الأهم، يتوجب ونظرا لسجل التجارة الحافل في تقليص الفقر فإن هذا لا يعتبر أمرا ضروريا من الناحية الأخلاقية فحسب، بل أمرا لا غنى عنه من أجل السلام والإستقرار.

في واقع الأمر يجب أن تفيد التجارة كل البلدان وكل الناس وذلك من عمال المصانع الذين يعانون من إغلاق المصانع في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية إلى مزارعي الكفاف العالقين في الاقتصادات غير الرسمية في أفريقيا وجنوب آسيا، ولكن أولئك الذين يقولون بإن التجارة لا يوجد فيها رابح أو خاسر هم ببساطة يتجنبون الأسئلة الصعبة: من الذي سيتحمل تكاليف الاقتلاع المؤلمة من التجارة والتقنية الجديدة؟ ما هي السياسات التي ستمكن الناس الذين تم إقتلاعهم من السعي للحصول على فرص جديدة؟ كيف يمكن للبلدان الإحتفاظ بنمو قائم على أساس الإنتاجية في عصر الإضطرابات المتكررة والمفاجئة؟

إن فصناع السياسة يجب أن يستفيدوا من دروس التاريخ الإقتصادي حيث يتوجب عليهم أن يضعوا بحسبانهم أنه حتى خلال الفترات السابقة من التغير التقني السريع فإن الناس الذين استفادوا من التجارة الحرة والمفتوحة أكثر بكثير من أولئك الذين إستفادوا من العوائق الحمائية.

. وعوضا عن ذلك يتوجب على القادة أن يعملوا على تعزيز المزيد من التجارة بحيث تضم أعدادا أكبر من الناس وهم بإستطاعتهم عمل ذلك، عن طريق تبني أحكام وأنظمة عالمية لإدارة الإنفتاح والترابط وتأسيس شبكات آمان إجتماعي أقوى والإستثمار في الإبتكار والتعليم وتدريب المهارات والبنية التحتية وخلق بيئة تنظيمية أكثر ملاءمة للشركات ورواد الأعمال وذلك من أجل تعزيز نمو أقوى وأكثر شمولية.

فالتعاون العالمي الوثيق والإندماج الإقتصادي هما السبيل الوحيد لتحقيق تقدم.

نشر هذا المقال أولا على موقع  Project Syndicate.

 


Api
Api

أهلا بك