Skip to Main Navigation
March 19, 2019

مشروع رأس المال البشري: الأسئلة الشائعة

 

1. ما هو مشروع رأس المال البشري؟

 مشروع رأس المال البشري هو جهد عالمي يستهدف تسريع وتيرة زيادة الاستثمارات في البشر كماً وكيفاً من أجل تعزيز العدالة والنمو الاقتصادي. وحتى يناير/كانون الثاني 2021، يعمل 79 بلدا على كل مستويات الدخل مع مجموعة البنك الدولي على تحديد النُهج الإستراتيجية لتحقيق التحوُّل المطلوب في نواتج رأس المال البشري لديها. ونحن نعمل على زيادة استثمارات رأس المال البشري في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء مع التركيز بقوة على تمكين المرأة من أسباب القوة، والاستفادة من التكنولوجيا، وتسريع وتيرة الابتكار، وغير ذلك من الأولويات الأخرى. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نركز على مجالات مثل تنمية الطفولة المبكرة وبناء قدرة الشرائح المستضعفة والأولى بالرعاية على الصمود.

وقد أطلقنا شبكة قطرية لمشروع رأس المال البشري لربط الحكومات التي تعطي الأولوية لرأس المال البشري وتوجيه الخبرات إلى المجالات التي بحاجة ماسة إليها. ويتم الربط بين مسؤولي الاتصال والتواصل والتنسيق الموجودين بحكم العادة في وزارات المالية أو الاقتصاد أو التخطيط (وأحيانا في الوزارات القطاعية) على نحو منتظم لتبادل المعارف الآراء والملاحظات ووجهات النظر.

ويقع رأس المال البشري في صميم إستراتيجيتنا العالمية للتنمية. ويعتبر حماية البشر والاستثمار فيهم واحدة من بين ثلاث طرق رئيسية نسعى من خلالها لبلوغ هدفينا المتمثلين في إنهاء الفقر المدقع بحلول عام 2030 وتعزيز الرخاء المشترك في جميع البلدان. وهذا يتكامل بشكل وثيق مع جهودنا الرامية إلى تشجيع النمو المستدام والشامل للجميع وبناء القدرة على الصمود لدى البلدان النامية. كما يمثل ذلك أولوية شاملة في إطار العملية التاسعة عشرة لتجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية، وهي الدورة الحالية لتمويل المؤسسة الدولية للتنمية التي تغطي الفترة من يوليو/تموز 2020 إلى يونيو/حزيران 2023، والمؤسسة هي صندوق البنك الدولي المعني بمساعدة أشد بلدان العالم فقرًا.

[أعلى الصفحة]

2. ما المقصود برأس المال البشري وما أهميته؟

يتألف رأس المال البشري من المعارف والمهارات والقدرات الصحية التي يستثمر فيها الناس وتتراكم لدى الأشخاص على مدار حياتهم بما يمكِّنهم من استغلال إمكاناتهم كأفراد منتجين في المجتمع. ويساعد الاستثمار في البشر، من خلال توفير التغذية والرعاية الصحية والتعليم الجيد والوظائف والمهارات، على تنمية رأس المال البشري، وهو أمر أساسي لإنهاء الفقر المدقع وبناء مجتمعات أكثر شمولًا.

وكما نوهت مطبوعة "تقرير عن التنمية في العالم 2019: الطبيعة المتغيرة للعمل"، فإن حدود المهارات المطلوبة تتحرك بسرعة، مما يتيح فرصا، وينطوي في الوقت نفسه على مخاطر. وثمة دلائل متزايدة تشير إلى أنه ما لم تتم تقوية رأس المال البشري، فلن يتسنى للبلدان مواصلة نموها الاقتصادي المستدام والشامل للجميع، ولن تكون لديها قوة عاملة مؤهلة لشغل الوظائف التي تتطلب مستوى رفيعا من المهارة والكفاءة في المستقبل، ولن تنافس بفاعلية في الاقتصاد العالمي. ونجد أن تكاليف عدم اتخاذ أي إجراء بشأن تنمية رأس المال البشري آخذة في التزايد.

وشدد وزراء المالية الذين عقدوا اجتماعات لمناقشة رأس المال البشري في اجتماعات الربيع والاجتماعات السنوية الأخيرة لمجموعة البنك الدولي على أهمية رأس المال البشري في أجندة إيجاد فرص العمل والتحول الاقتصادي في البلدان في جميع مراحل التنمية.

[أعلى الصفحة]

3. ما هي حالة رأس المال البشري في عالمنا اليوم؟

رغم تحقيق مكاسب غير مسبوقة في مجال التنمية البشرية على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، لا تزال هناك تحديات خطيرة لاسيما بالنسبة للبلدان النامية.

ويظهر الإصدار الأول من مؤشر رأس المال البشري ، الذي نشرته مجموعة البنك الدولي في أكتوبر/تشرين الأول 2018، وتم تحديثه في 2020 أن إنتاجية نحو 60% من الأطفال المولودين اليوم ستبلغ في أحسن الأحوال 50% فقط عندما يكبروا مقابل نسبة إنتاجية كاملة اذا تمتعوا بقدر كامل من التعليم والصحة الجيدة (استنادا إلى المؤشر، انظر السؤال 5). ويعكس ذلك أزمة خطيرة في رأس المال البشري لها تداعيات شديدة على النمو الاقتصادي، والقدرة الجماعية للعالم على إنهاء الفقر المُدقِع بحلول عام 2030.

وهذه الفجوات في رأس المال البشري مرشحة للاتساع في ظل التغيُّرات العالمية السريعة في التكنولوجيا، والخصائص السكانية، وأوضاع الهشاشة، والمناخ. ويمكن أن يكون لأحداث الصراعات والأوبئة والجوائح أثر مدمر على رأس المال البشري بسبب الخسائر في الأرواح، وفقدان سبل كسب العيش، وسوء التغذية، والتوقف عن تقديم الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية. ومن المرجح أن يكون لهذه الآثار صدى على مدى أعمار العديد من الأفراد، مما يقيد من إنتاجيتهم. لكن يتم في الغالب تجاهل الاستثمار في البشر. وذلك بالرغم من وجود العديد من الأمثلة على التحوُّل الوطني السريع لرأس المال البشري – في بلدان منها سنغافورة وجمهورية كوريا وأيرلندا – وبعض قصص النجاح في بعض أفقر بلدان العالم.

[أعلى الصفحة]

4. كيف تؤثر جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19) على رأس المال البشري؟

تُهدِّد جائحة كورونا بتبديد المكاسب التي تحققت على مدى 10 سنوات، ومن تبعات ذلك تخلف جيل بالكامل عن الركب، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه البلدان جاهدةً لاحتواء هذا الفيروس، وإنقاذ الأرواح، وإعادة بناء اقتصاداتها.

  • توقف معظم الأطفال – أكثر من مليار –عن الذهاب إلى المدرسة بسبب جائحة كورونا.
  • على الصعيد العالمي، يمكن أن تضيع 10 تريليونات دولار من مستوى الدخل مدى الحياة لهذه الفئة من الطلاب، بسبب انخفاض مستويات التعلم، وإغلاق المدارس، أو مخاطر التسرب من التعليم.
  • تشير التقارير الصادرة عن البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل إلى حدوث اضطرابات كبيرة في الخدمات الصحية الأساسية، مثل التطعيمات الروتينية والرعاية الصحية للأطفال.
  • تزيد هذه الجائحة من مخاطر العنف ضد المرأة بسبب نوع الجنس وزواج الأطفال وحمل المراهقات، وكلها عوامل تقلل من فرص التعلم وتمكين النساء والفتيات من أسباب القوة.

ومن دون إجراءات فورية وجماعية، مثل تلك التي وردت في التحليل الذي تم القيام به بشأن حماية الناس والأنشطة الاقتصادية، فإن تدهور الصحة وتراجع المعرفة ونقص المهارات والفرص بسبب هذه الجائحة اليوم سيقوض جهود التعافي الاقتصادي والازدهار لبلدان بأكملها في المستقبل.

[أعلى الصفحة]

5. ماذا تفعل مجموعة البنك الدولي الآن بغية تقديم المساعدة المطلوبة للبلدان لحماية رأس المال البشري؟

في الوقت الذي تعمل فيه البلدان في مختلف أنحاء العالم على احتواء تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) والحد من آثاره، فقد بادرت مجموعة البنك الدولي بتقديم أسرع وأكبر استجابة للأزمات في تاريخها وذلك لمساعدة البلدان النامية على تقوية تدابيرها للتصدي لهذه الجائحة وتقوية أنظمة الرعاية الصحية لديها.

ومع التفشي السريع للجائحة في البلدان النامية، تعمل مجموعة البنك الدولي جاهدة لتقديم الدعم والمساندة إلى البلدان المتعاملة معها بمستويات قياسية غير مسبوقة. وتتيح مجموعة البنك الدولي ما يصل إلى 160 مليار دولار من الموارد التمويلية حتى يونيو/حزيران 2021. والمساندة التي نقدَمها مُصمّمة بما يتلاءم مع احتياجات البلدان لمجابهة الصدمات الصحية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها، حيث تشتمل على أكثر من 50 مليار دولار من موارد المؤسسة الدولية للتنمية على هيئة منح وشروط ميسرة للغاية.

وتساعد عمليات المساندة الطارئة لمجموعة البنك الدولي أكثر من 100 من البلدان النامية في إنقاذ الأرواح واكتشاف الحالات المصابة بالجائحة والوقاية منها والاستجابة لها. ونحن أيضاً نساعد البلدان على الحصول على المستلزمات الطبية التي تحتاجها بشكل عاجل وذلك بالتواصل مع الموردين لحساب الحكومات.

وبالإضافة إلى المساندة الجارية لقطاع الصحة، فإن العمليات تشدد على الحماية الاجتماعية لا سيما من خلال التحويلات النقدية والتخفيف من حدة الفقر والتمويل المستند إلى السياسات. كما يعمل البنك الدولي على إعادة هيكلة الموارد القائمة في المشروعات التي يمولها وإعادة توزيعها وإعادة تخصيصها.

وتشتمل استجابة مجموعة البنك الدولي لهذه الأزمة على ثلاث مراحل: تخفيف الأعباء، وإعادة الهيكلة، والتعافي القادر على الصمود. وتتركز على وجه الخصوص على المجالات الرئيسية التالية:

إنقاذ الأرواح – نساعد البلدان على وقف انتقال العدوى، وتقديم الخدمات الصحية، وضمان حصول الأسر الأكثر احتياجا على الرعاية الطبية، والاستعداد للتصدي للجوائح في المستقبل. ونحن ملتزمون بالتأكد من أن البلدان الأفقر ستتمكن من الحصول على اللقاحات بشكل عادل ومنصف وذلك حال توفرها.

حماية الفئات الفقيرة والأكثر احتياجا وضعفا والأولى بالرعاية – ندعم توفير الدخل والإمدادات الغذائية للفئات الأكثر احتياجا، وأيضاً توفير فرص العمل للأسر الأكثر فقرا، وكذلك مؤسسات الأعمال غير الرسمية، ومنشآت الأعمال متناهية الصغر. ونساعد المجتمعات المحلية وأجهزة الحكم المحلي على التعامل مع الآثار المترتبة على هذه الأزمة، وتحسين الخدمات وتوسيعها، وبناء المرونة والقدرة على الصمود أمام الصدمات في المستقبل.

على سبيل المثال، يساعد البنك الهند على التوسع في تقديم التحويلات النقدية والمساعدات الغذائية، باستخدام مجموعة من المنصات والبرامج الوطنية القائمة، لتوفير الحماية الاجتماعية للعاملين الأساسيين المشاركين في جهود الإغاثة المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا. ويعود ذلك بالنفع على الفئات الأكثر احتياجاً، ولاسيما المهاجرين والعمال غير الرسميين، المعرضين بشدة لخطر الإقصاء.

ضمان استدامة نمو الأعمال وإيجاد فرص العمل – نقدم المشورة فيما يخص السياسات والمساعدات المالية لمنشآت الأعمال والمؤسسات المالية بغرض المساعدة في الحفاظ على الوظائف وضمان قدرة الشركات، وخاصة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، على تجاوز هذه الأزمة والعودة إلى مسار النمو.

تدعيم السياسات والمؤسسات والاستثمارات – بالتركيز على الحوكمة والمؤسسات، فإننا نساعد البلدان على الاستعداد لتحقيق تعاف قادر على الصمود. ومن خلال العمل الوثيق مع صندوق النقد الدولي، فإننا نساعد البلدان على إدارة الدين العام بطريقة أفضل، وإدخال إصلاحات رئيسية في الإدارة المالية، وتحديد فرص النمو الأخضر والتنمية منخفضة الكربون وذلك أثناء مرحلة إعادة البناء بعد انحسار الجائحة.

يمكنك الاطلاع على المزيد من المعلومات عن المجموعة الأولى من مشروعات الاستجابة للطوارئ الصحية التي تساندها مجموعة البنك الدولي، وعن أثر أول 100 يوم من الاستجابة الشاملة.

[أعلى الصفحة]

6. ما الذي يمكن عمله لحماية الناس والاستثمار فيهم بعد هذه الجائحة؟

في المستقبل، ينبغي للبلدان أن تسعى جاهدة إلى مواءمة جهودها الرامية إلى التصدي لجائحة كورونا مع أهداف رأس المال البشري الأطول أجلا. وعلى الحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات المالية الدولية والقطاع الخاص أن تعمل في إطار من التعاون وتضافر الجهود لتعميم الاستثمارات الطموحة التي تستند إلى أدلة وشواهد راسخة بهدف إعداد كل فرد على نحو يساعده على إطلاق طاقاته الكامنة.

  • زيادة الإنفاق الاجتماعي وحماية حيز المالية العامة بعد تأجيل مدفوعات الديون لضمان وصول الخدمات الأساسية والمساندة المالية إلى الشرائح الفقيرة والمستضعفة الأكثر احتياجا والأولى بالرعاية.
  • الاستثمار في تقديم الخدمات الأساسية.
    • تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي للحماية من الصدمات وتسهيل الإصلاحات
    • زيادة التركيز على الرعاية الصحية الأولية والتأهب لمواجهة الأوبئة والجوائح ونقص التغذية والعمل على تنمية الطفولة المبكرة والتعلم والخدمات الأساسية في جميع القطاعات - باستخدام التكنولوجيا وتحسين الحوكمة.

ويمكن للتدابير الطموحة على مستوى السياسات التي تستند إلى أدلة وشواهد في مجالات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية أن تستعيد ما فُقد من تقدم وأن تمهد الطريق أمام أطفال اليوم لتحقيق طفرات في إنجازات رأس المال البشري وجودة الحياة تتجاوز ما حققته الأجيال السابقة. ولم تكن هناك أي أهمية في أي وقت لإطلاق الطاقات الإبداعية الكامنة في كل طفل على نحو تام.

[أعلى الصفحة]

7. ما الذي يُتوقع أن يحققه مشروع رأس المال البشري؟

يساعد مشروع رأس المال البشري حاليا في توفير المجال السياسي لقادة الدول لتحديد أولويات الاستثمارات التي من شأنها إحداث تغييرات جوهرية في مجالات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية. ويتمثل الهدف في إحراز تقدُّم سريع نحو عالم يتمتع فيه جميع الأطفال بتغذية جيدة وعلى استعداد لتلقي العلم، ويمكنهم الحصول على تعلُّم حقيقي داخل الفصول، ودخول سوق العمل كبالغين يتمتعون بالصحة والمهارة والقدرة على الإنتاج.

ويرتكز المشروع على ثلاث دعائم:

يحدد مؤشر رأس المال البشري كميا مقدار إسهام الصحة والتعليم في مستوى الإنتاجية المتوقع أن يحققه الجيل القادم من الأيدي العاملة. وتستعين البلدان بهذا المؤشر لتقييم مقدار الدخل الذي تخسره بسبب الفجوات في رأس المال البشري، والسرعة التي يمكنها بها تحويل هذه الخسائر إلى مكاسب إذا ما تحركت على الفور. تعرف على المزيد من المعلومات من خلال هذا الفيديو.

وتم إطلاق مؤشر رأس المال البشري في أكتوبر/تشرين الأول 2018 وتم تحديثه في منتصف سبتمبر/أيلول 2020. ويستند هذا التحديث إلى نتائج برنامج التقييم الدولي الجديد للطلاب ويشمل 17 بلدا آخر لتغطية 98% من سكان العالم. كما أن مؤشر رأس المال البشري لعام 2020 يتضمن تصنيفا أكثر اكتمالا حسب نوع الجنس.

ويجري بذل جهود قوية للقياس والبحث لاستكمال المؤشر ومساعدة البلدان على اتخاذ إجراءات فعالة. وداخل البلدان، يسلط قياس نواتج التعليم والصحة على نحو يتسم بالمصداقية الضوء على التدابير التي ثبت نجاحها وأين يجب توجيه الموارد. ويؤدي القياس أيضًا إلى زيادة وعي واضعي السياسات بأهمية الاستثمار في رأس المال البشري، مما يخلق زخما وقوة دافعة نحو العمل والتحرك من جانب الحكومات. وعلى المستوى العالمي، فإن الجهود الشاملة المبذولة في مجال القياس وجمع البيانات الأولية الجديدة ضرورية لتحديد مجالات القوة والفرص لتحسين نواتج رأس المال البشري. وسيساعد مشروع رأس المال البشري على إثراء البحوث والتحليلات بشأن ما يعزز تنمية رأس المال البشري، على سبيل المثال، من خلال توسيع نطاق برنامج مؤشرات تقديم الخدمات ومسح قياس جودة التعلم المبكر ونواتجه.

وتساعد مشاركة البلدان التي تستند إلى نهج "الحكومة بأكملها" البلدان على مواجهة أسوأ المعوقات التي تحول دون تنمية رأسمالها البشري. ويشجع هذا النهج القيادة رفيعة المستوى عبر الوقت، حيث يربط بين البرامج القطاعية، ويقوي قاعدة الشواهد والدلائل. ويؤكد عملنا مع البلدان على تحقيق الكفاءة والجودة، وإصلاحات السياسات، وتعبئة الموارد المحلية كي لا يؤدي ذلك إلى زيادة مستويات الإنفاق فحسب، ولكن أيضا إلى تحسينه.

وأحد الأمثلة على هذا النهج، كما يتضح من إطار الشراكة الوطنية بين البنك الدولي ومدغشقر، سلسلة العمليات على مستوى السياسات الخاصة بالاستثمار في تنمية رأس المال البشري في مدغشقر. وتهدف العملية الأولى إلى مساندة استثمارات حكومة مدغشقر في رأس المال البشري من خلال تحسين الموارد البشرية في مجالي الصحة والتعليم، وتوافر الموارد المالية في القطاعات الاجتماعية وإمكانية التنبؤ بها، وتوفير الحماية القانونية للنساء والأطفال. ويجري الإعداد للعملية الثانية.

ويدعم مشروع رأس المال البشري توسيع نطاق هذه النوعية من المساندة بهدف تحقيق الإصلاح المنشود على مستوى السياسات ومستوى المؤسسات، ويعمل أيضا على مجموعة من الأدوات والمنتجات لمساعدة البلدان على تحقيق أهدافها، على سبيل المثال، ما يتعلق بالإنفاق العام على رأس المال البشري ومراجعة الأداء المؤسسي، ودراسات الحالة التي توضح النجاحات والابتكارات على مستوى البلد المعني.

[أعلى الصفحة]

أسئلة شائعة عن مؤشر رأس المال البشري

تم تحديثه في أكتوبر/تشرين الأول 

أولا. التعريف والبيانات والمنهجية

8. ما هو مؤشر رأس المال البشري؟ وكيف يتم حسابه؟

رأس المال البشري هو مقياس موجز لمقدار رأس المال البشري الذي يُتوقع أن يحصلّه الطفل المولود اليوم عند بلوغه 18 عامًا، وذلك في ضوء مخاطر سوء ظروف الرعاية الصحية والتعليم السائدة في البلد الذي يعيش فيه. يمكن الاطلاع على عرض كامل لمنهجية مؤشر رأس المال البشري على بوابة المعارف المفتوحة التابعة للبنك الدولي وفيديو مفيد متاح هنا.

ومن بين جوانب الابتكار المهمة التي يتسم بها هذا المؤشر أنه يقيس إسهام الصحة والتعليم في إنتاجية الأفراد والبلدان بناء على دراسات قياسية دقيقة على مستوى الاقتصاد الجزئي.

ولا يحصل المؤشر، الذي تتراوح قيمته بين 0 و1، على "1" إلا إذا كان يُتوقع أن يتمتع الطفل المولود اليوم بصحة كاملة (عدم الإصابة بالتقزم والبقاء على قيد الحياة حتى سن الستين عامًا على الأقل) وأن يكمل تعليمه (الحصول على 14 عامًا من التعليم عالي الجودة حتى بلوغ سن الثامنة عشر).

وتشير الدرجة التي يحصل عليها بلد ما إلى مدى ابتعاده عن "حد" إتمام التعليم والصحة الكاملة. فإذا سجل بلد ما 0.70 على مؤشر رأس المال البشري، فإن ذلك يشير إلى أن مستويات الدخل المستقبلية التي يمكن أن يحققها الطفل المولود اليوم فيه ستقل بنسبة 30% عما كان يمكنه تحقيقه في حال إتمام تعليمه وتمتعه بصحة كاملة.

ويمكن أن يرتبط هذا المؤشر ارتباطا مباشرا بسيناريوهات الدخل المستقبلية للبلدان وكذلك الأفراد. فإذا حصل بلد ما على درجة 0.50، فإن ذلك يعني حينئذ أن من الممكن أن يرتفع إجمالي الناتج المحلي المستقبلي لكل عامل بواقع الضعف إذا استطاع هذا البلد الوصول إلى حد إتمام التعليم والصحة الكاملة.

ويُعرض هذا المؤشر كمتوسط قُطري ويتضمن أيضا تحليلا حسب نوع الجنس للبلدان التي تتوفر بيانات عنها.

[أعلى الصفحة]

9. ما البيانات المستخدمة في حساب مؤشر رأس المال البشري؟

يوضح مؤشر رأس المال البشري كمياً المراحل الرئيسية من الميلاد حتى البلوغ لطفل مولود في سنة معينة وتبعات ذلك على إنتاجية الجيل التالي من العاملين، وذلك بثلاثة عناصر:

المكوِّن 1: معدل البقاء على قيد الحياة: يعكس هذا المكوّن من مكوّنات المؤشر الواقع المؤسف بأن الأطفال الذين يُولدون اليوم لن يبقوا جميعهم على قيد الحياة حتى السن الذي تبدأ عنده عملية تراكم رأس المال البشري من خلال التعليم الرسمي. ويُقاس باستخدام معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة، حيث أن معدل البقاء على قيد الحياة حتى سن الخامسة يُعدّ مكملاً لمعدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة.

 المكوِّن 2: الدراسة. يجمع هذا المكوّن من مكوّنات المؤشر معلومات عن مقدار التعليم وجودته.

 مقدار التعليم يُقاس على أساس عدد سنوات الدراسة المتوقع أن يكون قضاها الطفل حين يبلغ الثامنة عشرة من العمر نظراً للنمط السائد في معدلات الالتحاق. وأقصى مقدار ممكن هو 14 عامًا، أي ما يعادل الحد الأقصى لعدد سنوات الدراسة التي قضاها الطفل ببلوغه الثامنة عشرة من العمر بدأها بالمرحلة التعليمية قبل المدرسة في سن 4 سنوات.

 وتعكس جودة التعليم العمل في البنك الدولي على مواءمة درجات الاختبارات من البرامج الدولية الرئيسية لاختبار التحصيل العلمي للطلاب إلى مقياس لدرجات الاختبارات المنسقة. وتقاس هذه النواتج بوحدات ذات نطاق عالمي من نواتج التعلم المنسقة مماثلة للحجم المستخدم في الدراسة الدولية للاتجاهات الدولية في الرياضيات والعلوم. وتتوافق درجة 625 مع معيار الأداء المرتفع في دراسة الاتجاهات الدولية في الرياضيات والعلوم، في حين أن درجة 300 تتوافق مع معادل معيار الأداء المنخفض للحد الأدنى من المعايير المرجعية المستخدمة في العديد من التقييمات الإقليمية.

المكوِّن 3: الصحة. لا يوجد مقياس واحد موجز للصحة مقبول إجمالا ويُقاس مباشرةً ومتاح على نطاق واسع يمكن استخدامه بنفس طريقة سنوات الدراسة كمقياس مرجعي للتحصيل العلمي. بدلا من ذلك، يتم استخدام مؤشرين بديلين للبيئة العامة للصحة:

معدل بقاء البالغين على قيد الحياة. يتم قياس هذا المعدل باعتباره نسبة البالغين من العمر 15 عامًا الذين يبقون على قيد الحياة حتى عمر 60 عامًا. إن هذا المقياس للوفيات يعمل بمثابة مؤشر بديل لطائفة من النواتج الصحية غير المميتة التي قد يتعرض لها الطفل المولود اليوم وهو شخص بالغ لو سادت الأوضاع الحالية مستقبلا.

نمو صحي بين الأطفال دون سن الخامسة. يتم قياس ذلك باستخدام معدلات التقزم، أي ما يعادل 1 ناقص نسبة الأطفال دون سن الخامسة ممن تقل أطوالهم عن الطول الطبيعي لسنهم. يعمل التقزم كمؤشر للبيئات الصحية السابقة للولادة والرضع والطفولة المبكرة، والتي تلخص المخاطر على الصحة الجيدة التي يواجهها على الأرجح الطفل المولود اليوم حين يبلغ سنواته الأولى من العمر، مع عواقب جسيمة على الصحة والرفاه حين يصبح بالغا.

وترد بيانات مكونات مؤشر رأس المال البشري ودرجات مؤشر رأس المال البشري النهائية للبلدان، جنبا إلى جنب مع الملاحظات التفصيلية عن المصادر، في ملفات البيانات القطرية لمبادرة رأس المال البشري على الموقع الإلكتروني لمشروع رأس المال البشري، وهي متاحة أيضا لتنزيلها على الموقع الإلكتروني لبنك البيانات التابع للبنك الدولي. وتشتمل مجموعة البيانات العالمية لمؤشر رأس المال البشري في ملف إكسل، وهي متاحة أيضا للتنزيل على موقع مشروع رأس المال البشري، على تطبيق لحساب مؤشر رأس المال البشري مع معادلات لحساب المؤشر، مما يسمح للمستخدمين بإدخال قيم المكونات وحساب درجة مؤشر رأس المال البشري لأي بلد يغطيه المؤشر.

[أعلى الصفحة]

10. ما مصادر البيانات لمؤشر رأس المال البشري؟ وكيف يُستفاد من هذه البيانات؟

جميع البيانات المستخدمة في قياس مؤشر رأس المال البشري متاحة للجمهور ويتم قياسها بشكل مباشر ومتناسق فيما بين البلدان.

المكوِّن 1: معدل البقاء على قيد الحياة: يتم قياس معدل البقاء على قيد الحياة حتى سن الخامسة باستخدام معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة المستقاة من الفريق المشترك بين وكالات الأمم المتحدة المعني بتقديرات وفيات الأطفال.

المكوِّن 2: الدراسة. تقاس سنوات الدراسة المتوقعة باستخدام معدلات الالتحاق برياض الأطفال والابتدائي والإعدادي والثانوي من معهد اليونسكو للإحصاء. وتأتي البيانات عن درجات الاختبارات المنسقة من قاعدة البيانات العالمية لجودة التعليم (باترينوس وأنجريست، 2018)، مما يعكس البحوث التي يجريها البنك الدولي لمواءمة درجات الاختبارات من البرامج الدولية الرئيسية لاختبار التحصيل العلمي للطلاب.

 المكوِّن 3: الصحة. يتم حساب معدل بقاء البالغين على قيد الحياة باستخدام معدلات وفيات الأطفال في الفئة العمرية 15-60 عاما من تقرير آفاق السكان في العالم التابع لشعبة السكان بالأمم المتحدة. ونظرا لأن برنامج الأمم المتحدة للسكان لا يبلغ بشكل فردي عن معدلات وفيات البالغين في البلدان التي يقل عدد سكانها عن 90 ألف نسمة، فإن هذه البيانات تكملها معدلات وفيات البالغين من مشروع العبء العالمي للأمراض الذي يديره معهد القياسات الصحية والتقييم ومنظمة الصحة العالمية للبلدان الأصغر حجما. ويقاس النمو الصحي للأطفال دون سن الخامسة باستخدام معدلات التقزم من التقديرات المشتركة بين اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي لسوء التغذية.

 وتخضع البيانات المستخدمة في حسابات مؤشر رأس المال البشري لعملية استعراض شاملة للبيانات على مستوى البنك. ويتم تبادل البيانات مع الفرق القطرية التابعة للبنك الدولي التي تتحقق من البيانات مع خبراء التعليم والصحة داخل البنك الدولي وكذلك النظراء الحكوميين من الوزارات ذات الصلة. وعملية ضمان جودة البيانات هذه لها أهمية خاصة بالنسبة لمعدلات الالتحاق، حيث قد تكون البيانات مفقودة أو عفا عليها الزمن بالنسبة لبلدان معينة في قاعدة بيانات معهد اليونسكو للإحصاء. وفي هذا السيناريو، يقوم مؤشر رأس المال البشري بتحديث معدلات الالتحاق باستخدام بيانات أحدث عهدا و/أو متسقة من نظام إدارة معلومات التعليم في بلد ما، أو تعداد التعليم، أو بيانات المسوحات التمثيلية على المستوى الوطني. ويتيح استعراض البيانات لمجالس رأس المال البشري إمكانية إدراج معدلات التقزم من المسوحات التمثيلية على المستوى الوطني التي أصبحت متاحة في الآونة الأخيرة ولكن لم يتم إدراجها بعد في قاعدة بيانات الوكالة اليابانية للتعاون الدولي.

 وترد الملاحظات التفصيلية عن المصادر لجميع البلدان التي يشملها المؤشر في ملفات البيانات القطرية لمبادرة رأس المال البشري على الموقع الإلكتروني لمشروع رأس المال البشري، وهي متاحة أيضا لتنزيلها على الموقع الإلكتروني لبنك البيانات التابع للبنك الدولي.

[أعلى الصفحة]

11. ما هي درجات الاختبار الموحدة وكيف يتم حسابها؟

تستند درجات الاختبارات المنسقة المستخدمة في قياس جودة التعليم في مختلف البلدان إلى جهد واسع النطاق لمواءمة اختبارات تحصيل الطلاب الدولية من عدة برامج اختبار متعددة البلدان لإصدار مجموعة البيانات العالمية عن جودة التعليم (باترينوس وأنجريست، 2018). وتواءم مجموعة البيانات بين الدرجات المستقاة من ثلاثة برامج اختبار دولية – اتجاهات في دراسة الرياضيات والعلوم على المستوى الدولي، والدراسة الدولية لقياس التقدم في مهارات القراءة، وبرنامج التقييم الدولي للطلاب – وكذلك ثلاثة برامج اختبارات إقليمية رئيسية، وهي اتحاد جنوب وشرق إفريقيا لرصد جودة التعليم، وبرنامج تحليل أنظمة التعليم، ومختبر أمريكا اللاتينية لتقييم جودة التعليم، وتقييم جزء المحيط الهادئ لمهارات القراءة والحساب. كما يتضمن تقييمات لمهارات القراءة في الصفوف الأولى والتي تنسقها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

وتعتمد منهجية المواءمة على إنتاج "سعر صرف" بين اختبارات التحصيل العلمي الدولية للطلاب ونظيراتها في مناطق العالم، وهو ما يمكن استخدامه بعد ذلك لوضع الاختبارات على نطاق مشترك. ويتم تحويل درجات الاختبار إلى وحدات اتجاهات في دراسة الرياضيات والعلوم على المستوى الدولي كوحدة مرجعية، تناظر تقريباً متوسط ​​500 وانحراف معياري فيما بين الطلاب من 100 نقطة. ويستند "سعر الصرف" إلى نسبة متوسط ​​درجات كل بلد في كل برنامج إلى الدرجات المقابلة لكل بلد في برنامج الاختبارات ذي القيمة المرجعية لمجموعة البلدان المشاركة في كل من البرنامج المرجعي وبرنامج الاختبارات الآخر. على سبيل المثال، بافتراض مجموعة من البلدان تشارك في كل من برنامج التقييم الدولي للطلاب واتجاهات دراسة الرياضيات والعلوم على المستوى الدولي. فإن نسبة متوسط ​​درجات برنامج التقييم الدولي إلى متوسط ​​درجات اتجاهات دراسة الرياضيات والعلوم لهذه المجموعة من البلدان تمثل عامل تحويل لدرجات برنامج التقييم الدولي إلى درجات اتجاهات دراسة الرياضيات والعلوم والتي يمكن استخدامها بعد ذلك لتحويل درجات برنامج التقييم الدولي لجميع البلدان إلى درجات اتجاهات دراسة الرياضيات والعلوم. ويحسب سعر الصرف لتجميع جميع الملاحظات المتداخلة بين عامي 2000 و 2017، وبالتالي فهو ثابت بمرور الوقت. وهذا يضمن أن التقلبات داخل البلد الواحد في درجات الاختبارات الموحدة بمرور الوقت لبرنامج اختبارات معين لا تعكس سوى التغيرات في درجات الاختبارات نفسها وليس التغيرات في عامل التحويل بين الاختبارات.

[أعلى الصفحة]

12. كيف جرت مراجعة آلية مؤشر رأس المال البشري؟

ترد مناقشة لمنهجية مؤشر رأس المال البشري في كتيب مشروع رأس المال البشري الذي يمكن تنزيل نسخة منه هنا. وتم عرض هذه المنهجية لأول مرة في تقرير عن التنمية في العالم 2019: الطبيعة المتغيرة للعمل الذي يركز أيضا على المهارات اللازمة لدخول سوق العمل، وهي أحد جوانب رأس المال البشري بالغة الأهمية.

كما ترد بعض الأسس التحليلية لهذا المؤشر أيضا في تقرير عن التنمية في العالم 2018: التعلُّم لتحقيق الدور المُنتظر من التعليم الذي سلط الضوء على أزمة التعلُّم. وقد حظي كلا التقريرين بمراجعة شاملة ومكثفة من طائفة واسعة من أصحاب المصلحة.

وكما انطوى البحث على تعاون وثيق مع ديفيد ويل، الأستاذ والخبير البارز في مجال حساب التنمية في جامعة براون.

[أعلى الصفحة]

13. هل يسجل مؤشر رأس المال البشري ترتيب البلدان؟

لا يسجل مؤشر رأس المال البشري تصنيفات البلدان، بل يركز على قياسه المهم لإنتاجية العامل في المستقبل كوسيلة لقياس المقارنات فيما بين البلدان. ونظرا لأن مؤشر رأس المال البشري يقاس من حيث إنتاجية الجيل القادم من العاملين مقارنة بالمستوى المرجعي للتعليم الكامل والصحة الكاملة، فإن وحدات المؤشر لديها تفسير طبيعي: فقيمة 0.50 بالنسبة لبلد ما تعني أن إنتاجية الطفل المولود في سنة معينة في ذلك البلد كعامل في المستقبل لا تشكل سوى نصف ما يمكن أن تكون عليه بموجب المعيار المرجعي. ويركز ترتيب البلدان بدرجة كبيرة على حقيقة أن البلد الذي يبلغ مؤشر رأس المال البشري 0.51 (مثل فيجي) متقدم على بلد به مؤشر رأس المال البشري 0.50 (مثل المغرب). لكن هذا التفسير يغفل القضية الأكثر أهمية، وهي أنه في كل من فيجي والمغرب، سيكبر الطفل المولود اليوم مع عدم تحقيق نصف إمكاناتهم في رأس المال البشري. وهذا أكثر أهمية بكثير مما إذا كان بلد ما "متقدما" على بلد آخر.

كما أن التصنيفات تضخم بشكل مصطنع الفروق الصغيرة في الدرجات، مع حجب المعلومات عن المكاسب والخسائر المطلقة التي حققتها البلدان في مؤشر رأس المال البشري. فعلى سبيل المثال، هناك ثمانية بلدان مصنفة بين درجات مؤشر رأس المال البشري 0.60 و0.61، وبالتالي إذا تحسن أحد تلك البلدان عند 0.60 درجة بمقدار 0.01 فقط، فإنه سيتقدم ثمانية مراكز في الترتيب. وعلى النقيض من ذلك، لا يوجد سوى بلدين بين 0.70 و 0.71، وبالتالي إذا كان لأحد هذين البلدين أن يحسن درجة تصنيفه بمقدار 0.01، فإنه سيصعد ترتيبا واحدا فقط.

[أعلى الصفحة]

14. ما وتيرة تحديث مؤشر رأس المال البشري؟

لا تتحقق بسرعة التغيرات في مكونات مؤشر رأس المال البشري المقاسة على مستوى النواتج. وعادة ما تكون التغيرات السنوية في هذه المكونات صغيرة جدا و/أو تعكس مسائل توافر البيانات والقياس بدلا من التغيرات الحقيقية في نواتج رأس المال البشري.

ويتم أيضا تحديث البيانات الخاصة بمكونات مؤشر رأس المال البشري بتواترات مختلفة. إذ يجري سنويا تحديث البيانات الإدارية عن بقاء الأطفال على قيد الحياة حتى سن الخامسة وبيانات الالتحاق التي تستند إليها قياسات سنوات الدراسة المتوقعة. أما معدلات بقاء البالغين على قيد الحياة فيتم تحديثها كل سنتين، وتأتي معدلات التقزم من المسوح الاستقصائية المتاحة كل 3-5 سنوات تقريبا. كما أن بيانات درجات الاختبارات غير متواترة بدرجة أكبر، وتتبع برامج الاختبارات جداول مختلفة. فثمة عدد محدود من البيانات الجديدة في السنوات التي لا يوجد فيها تحديث لبرنامج اختبار رئيسي مثل برنامج التقييم الدولي للطلاب (PISA)، أو دراسة الاتجاهات الدولية في الرياضيات والعلوم (TIMSS)، أو الدراسة الدولية لقياس التقدم في القراءة (PIRLS).

 ومن أجل رصد التغيرات الملموسة في مستويات رأس المال البشري فيما بين البلدان، سيتم تحديث مؤشر رأس المال البشري على أساس دورة مدتها سنتان. وصدر أول عدد لهذا المؤشر عام 2018 وشمل 154 بلدا. ووسع الإصدار التالي في عام 2020 نطاق تغطية مؤشر رأس المال البشري ليشمل 174 بلدا، وقدم لمحة سريعة عن حالة رأس المال البشري قبل تفشي فيروس كورونا، وخط أساس لتتبع آثار الجائحة على رأس المال البشري.

[أعلى الصفحة]

15. لماذا لا يغطي مؤشر رأس المال البشري جميع البلدان؟

يغطي مؤشر رأس المال البشري لعام 2018 ما مجموعه 156 بلدا من البلدان والأقاليم الأعضاء بمجموعة البنك الدولي، بالإضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة. ويغطي مؤشر رأس المال البشري 2020 174 بلدا، تمثل أكثر من 98٪ من سكان العالم.

ويجمع المؤشر معا مقاييس لمختلف أبعاد رأس المال البشري: الصحة (بقاء الأطفال على قيد الحياة، والتقزم، ومعدلات بقاء البالغين على قيد الحياة) وكذلك كمية وجودة التعليم (سنوات الدراسة المتوقعة ونواتج التعلم). ومن بين هذه المكونات الخمسة، تمثل نواتج التعلم البيانات الأكثر صعوبة التي يجب جمعها بسبب محدودية مشاركة البلدان في البرامج الدولية أو الإقليمية لاختبار التحصيل العلمي للطلاب. وتعتبر المشاركة في أحد التقييمات الدولية أو الإقليمية الرئيسية للتعلم شرطا أساسيا، وهي العقبة الرئيسية أمام حساب مؤشر رأس المال البشري بالنسبة لبعض البلدان.

ويتضمن تحديث عام 2020 للمؤشر أحدث البيانات المتاحة لتسجيل درجات المؤشر لـ 174 بلدا، بزيادة 17 بلدا على المؤشر مقارنة بنسخة 2018. ويستخدم تحديث 2020 بيانات جديدة وموسعة لكل مكون من مكونات المؤشر، بعد أن توفرت اعتبارًا من شهر مارس/آذار 2020. وكما هو الحال في مؤشر 2018، تم الحصول على البيانات من مصادر رسمية وخضعت لعملية مراجعة وفحص دقيقة. وبالنظر إلى توقيت جمع البيانات، يمكن أن يكون هذا التحديث بمثابة معيار مرجعي لمستويات تراكم رأس المال البشري التي كانت قائمة مباشرة قبل ظهور جائحة كورونا.

وعلى الصعيد العالمي، يظهر مؤشر رأس المال البشري 2020 أنه قبل تفشي الجائحة، كان من المتوقع أن تبلغ إنتاجية الطفل في المتوسط 56٪ من إنتاجيته المحتملة كعامل في المستقبل. يخفي هذا المتوسط العالمي تباينا كبيرا فيما بين المناطق والاقتصادات. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يتوقع أن تكون إنتاجية الطفل المولود في بلد منخفض الدخل 37% مما لو كان لديه تعليم كامل وصحة كاملة. وبالنسبة للطفل المولود في بلد مرتفع الدخل، تبلغ هذه النسبة 70٪.

[أعلى الصفحة]

16. ما القيود على رأس المال البشري؟

مثل جميع عمليات قياس المعايير فيما بين البلدان، فإن مؤشر رأس المال البشري لديه قيود.

 إذ يتم قياس مكونات المؤشر مثل التقزم ونتائج الاختبارات بشكل غير منتظم في بعض البلدان ولا يحدث ذلك على الإطلاق في بلدان أخرى. فمكونات أخرى، مثل معدلات بقاء الأطفال والبالغين على قيد الحياة، يتم تقديرها بشكل غير دقيق في البلدان التي تكون فيها السجلات الحيوية غير مكتملة أو غير موجودة. وغالباً ما تحتوي البيانات الخاصة بمعدلات الالتحاق والمطلوبة لتقدير سنوات الدراسة المتوقعة على العديد من الفجوات كما أنها تُقدم متأخرة كثيرا. ونتيجة لذلك، قد يعتمد مؤشر رأس المال البشري لبلد ما على تدابير مؤرخة إلى حد ما لا تعكس أحدث حالة لرأس المال البشري في بلد ما.

وتعتمد ممارسة المواءمة بين درجات الاختبار على درجات الاختبارات التي تأتي من مختلف برامج الاختبارات الدولية وتحولها إلى وحدات مشتركة. ومع ذلك، يتفاوت سن من تجري لهم الاختبارات والموضوعات المشمولة فيما بين برامج الاختبار. ونتيجة لذلك، قد تعكس درجات التصنيف المنسقة الاختلافات في العينات والفرق المشاركة في الاختبارات (ليو وشتاينر-خمسي 2020). علاوة على ذلك، قد لا تعكس درجات الاختبارات بدقة جودة نظام التعليم بأكمله في بلد ما، إلى الحد الذي لا يمثل فيه المتقدمون للاختبار جميع الطلاب. ولا توجد بعد مقاييس موثوقة لجودة التعليم العالي، على الرغم من أهمية التعليم العالي لرأس المال البشري في عالم سريع التغير. ولا يرصد المؤشر صراحة جانبا مهما آخر من رأس المال البشري، مثل المهارات غير المعرفية، على الرغم من أنها قد تسهم بشكل مباشر وغير مباشر في تكوين رأس المال البشري (انظر، على سبيل المثال، لندبرج 2018).

 من أهداف مؤشر رأس المال البشري لفت الانتباه إلى أوجه النقص هذه في البيانات وتحفيز العمل لعلاجها. لكن تحسين البيانات سيستغرق بعض الوقت. في هذه الأثناء وإدراكاً لهذه القيود، يجب تفسير المؤشر تفسيرا حذرا. ويقدم المؤشر تقديرات تقريبية عن كيفية تأثير التعليم والصحة الحاليين على إنتاجية العمال في المستقبل، وهو ليس قياسًا متدرجًا بدقة للاختلافات الطفيفة بين البلدان.

[أعلى الصفحة]

ثانيا. تحليل مؤشر رأس المال البشري

17. كيف تطور مؤشر رأس المال البشري منذ صدوره في عام 2018؟

تم تدشين مؤشر رأس المال البشري لأول مرة في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي في أكتوبر/تشرين الأول 2018، ولا تزال المنهجية المستخدمة في عام 2018 هي نفسها المستخدمة في التحديث الذي صدر في سبتمبر/أيلول 2020.

وأتاح تحديث عام 2020 بيانات أحدث عن جميع مكونات المؤشر، ووسع نطاق تغطية المؤشر ليشمل المزيد من البلدان، وأتاح تصنيفا إضافيا للمساواة بين الجنسين، وأتاح قياس التقدم المحرز في رأس المال البشري بمرور الوقت عن طريق مقارنة بيانات مؤشر رأس المال البشري لعام 2020 ببيانات مؤشر رأس المال البشري السابقة.

والأهم من ذلك أن تحديث مؤشر رأس المال البشري العالمي لعام 2020 يمثل "لمحة سريعة" عن رأس المال البشري حتى تفشي جائحة كورونا.

وبالإضافة إلى التحديث العالمي الذي يقيس البيانات على المستوى القطري، تم تحليل بيانات مؤشر رأس المال البشري (مصنفة) 1) على المستوى دون الوطني، وكذلك 2) حسب الوضع الاجتماعي والاقتصادي. يمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات عن هذه الممارسات في: بيانات مأخوذة من مؤشر رأس المال البشري.

وقد تم تصنيف بيانات مؤشر رأس المال البشري على المستوى المحلي لأكثر من 20 بلدا، ويمكن حسابها على أي مستوى محلي مع بيانات تمثيلية ذات صلة.

وبالنسبة لمؤشر رأس المال البشري المصنف اجتماعيا واقتصاديا، فإن ورقة عمل بحوث السياسات 9020 من إعداد دسوزا وجاتي وكراي هي الورقة الأصلية التي تصف المنهجية الكاملة. وتتوفر حاليا بيانات مؤشر رأس المال البشري المصنف اجتماعيا واقتصاديا عن أكثر من 50 بلدا (معظمها من البلدان منخفضة الدخل والشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل).

[أعلى الصفحة]

18. ما الذي يظهره مؤشر رأس المال البشري بالنسبة للبنات والأولاد؟

وتم تعزيز تصنيف نوع الجنس في مؤشر رأس المال البشري 2020. ففي نسخة عام 2020، يمكن حساب مؤشر رأس المال البشري بشكل منفصل للأولاد والفتيات لما يبلغ 153 بلدا من بين 174 بلدا مدرجا في المؤشر، مقارنة بما يبلغ 126 بلدا من بين 157 بلدا في مؤشر عام 2018. وبالإضافة إلى ذلك، يحسب مؤشر رأس المال البشري لعام 2020 مؤشر رأس المال البشري لعام 2010، ويمكن حساب مؤشر رأس المال البشري بشكل منفصل للأولاد والفتيات لما يبلغ 90 بلدا من بين 103 بلدان مشمولة في مؤشر عام 2010.

ويحول عدم توفر بيانات مصنفة حسب نوع الجنس عن درجات الاختبارات دون حساب هذا المؤشر في البلدان المتبقية. وتشكل البلدان منخفضة الدخل نسبة غير متكافئة منها، مما يؤكد على ضرورة مواصلة الاستثمار في تحسين أنظمة البيانات.

وقد أحرزت العديد من البلدان تقدُّما في تقليص الفوارق بين البنات والبنين في نواتج رأس المال البشري. وفي معظم البلدان، يكون حجم الابتعاد عن الحد المطلوب لرأس المال البشري للأطفال أكبر بكثير بشكل عام من الفجوات الأخرى المتبقية بينهما. ففي قطاع التعليم، فإن البنات في البلدان متوسطة ومرتفعة الدخل، قد لحقن إلى حد كبير أو تجاوزن الأولاد في معدل الالتحاق والتعلُّم. وأما في أبعاد المؤشر الأخرى المتعلقة بالصحة، تظهر معظم البلدان ميزة طفيفة للبنات عن الأولاد.

ويُعد إصدار 2020 من مؤشر رأس المال البشري محدودا من حيث النطاق، ولا يرصد بعض الفروق المهمة بين البنات والأولاد. فهو لا يقيس، على سبيل المثال، انتشار الإجهاض الانتقائي للإناث وفقدان البنات. كما أنه يعتمد على مقاييس بديلة عامة للبيئة المرضية والتي لا تشير في حد ذاتها إلى الكثير عن كيف تؤثر أدوار الجنسين والعلاقات بين الذكور والإناث في تحديد شكل هذه البيئة. ولا تزال الفتيات يواجهن تحديات أكبر في الأبعاد التي لا يتصدى لها مؤشر رأس المال البشري. فزواج الأطفال، ومسؤوليات الأسرة، وحمل المراهقات، والعنف القائم على نوع الجنس في المدارس، كل ذلك يشكل تحديات أمام بقاء الفتيات مُقيدات بالمدارس، لا سيما في البيئات منخفضة الدخل.

ورغم زيادة معدل التحاق البنات، فإن الانتظام في الدراسة وإتمامها مازالا يشكلان تحديًا - خاصةً في المرحلة الثانوية- بالنسبة للبنات والأولاد على حد سواء. وعندما تكبر البنات ويدخلن سوق العمل، فإنهن يواجهن تحديات إضافية في تحقيق عوائد رأسمالهن البشري، ويشمل ذلك التمييز المهني على أساس نوع الجنس، ونقص خدمات رعاية الأطفال وعدم ملاءمة السياسات المتعلقة بالإجازات، والتحرش الجنسي ووسائل النقل غير الآمن، والقيود التمييزية في الحصول على التمويل والوصول إلى الأسواق، والعوائق القانونية/التنظيمية التي تضعف قدرة النساء على إنشاء الشركات وتنميتها.

ويجب معالجة هذه المعوقات لكي يتمكن جميع الأشخاص من جني عوائد الاستثمار في رأس المال البشري. ويقترح مؤشر رأس المال البشري المعدل حسب الاستخدام، الذي تم إعداده حديثا، تعديلا لرأس المال البشري يعكس المعدلات التفاضلية لمشاركة الرجال والنساء في سوق العمل، وهو ما يظهر أن نسبة أكبر من رأس المال البشري للإناث لا تُستخدم بسبب انخفاض معدلات التوظيف والمشاركة في القوى العاملة في العديد من البلدان.

[أعلى الصفحة]

19.كيف أثرت جائحة كورونا على مؤشر رأس المال البشري؟

تعرض جائحة كورونا للخطر مكاسب رأس المال البشري التي حققتها البلدان بشق الأنفس. ويتمثل أحد الدروس المستفادة من الأوبئة والأزمات السابقة في أن آثارها لا يشعر بها المتضررون مباشرة فحسب، بل تمتد في الغالب عبر مختلف الفئات السكانية، وفي كثير من الحالات، عبر الأجيال.

 ويمكن استخدام منهجية مؤشر رأس المال البشري في القياس الكمي لبعض الآثار المحتملة لجائحة كورونا على رأس المال البشري للأطفال والشباب في المستقبل. وبالنسبة للأطفال الصغار - الذين ولدوا أثناء الجائحة أو الذين تقل أعمارهم حاليا عن خمس سنوات - ستتحقق اضطرابات في أنظمة الرعاية الصحية، وانخفاض إمكانية الحصول على الرعاية، وفقدان دخل الأسرة مع زيادة وفيات الأطفال وسوء التغذية والتقزم. ونظرا لأن التقزم ونواتج التعليم مترابطان ترابطا وثيقا، فإن الجائحة قد تعوق بشكل دائم نواتج تعلم الأطفال في مرحلة لاحقة من حياتهم. ووفقا لمراحل المحاكاة المبكرة المستندة إلى مؤشر رأس المال البشري، يمكن للأطفال الصغار في البلدان المنخفضة الدخل أن يتوقعوا أن يكون رأس مالهم البشري أقل بنحو 1٪ عما كان يمكن أن يكون عليه في غياب جائحة كورونا.

وفي ذروة الجائحة، كان ما يقرب من 1.6 مليار طفل في أنحاء العالم غير متسربين من المدارس. وبالنسبة لمعظم الأطفال في سن الدراسة، كانت الجائحة تعني أن التدريس والتعلم الرسميين لم يعودا يحدثان وجها لوجه. ونظرا لتفاوت القدرة على عرض خيارات التعلم عن بعد والوصول إليها فيما بين البلدان، وحتى داخل البلد الواحد، يمكن توقع خسائر كبيرة في التعليم والتعلم. وستجبر صدمات الدخل المرتبطة بجائحة كورونا أيضا العديد من الأطفال على التسرب من المدارس. ويشير تجميع هذه الآثار إلى أن الجائحة يمكن أن تخفض متوسط سنوات الدراسة المعدلة بحسب مقدار التعلم في العالم بمقدار نصف سنة، من 7.8 إلى 7.3 سنة. وتعني هذه الخسارة، التي تُترجم إلى شروط مؤشر رأس المال البشري نفسه، هبوطا بنسبة 4.5% تقريبا في مؤشر رأس المال البشري للشريحة الحالية من الأطفال. وبالنسبة لبلد يبلغ مؤشر رأس المال البشري فيه 0.50 نقطة مئوية، فإن هذا يشير إلى انخفاض قدره 0.025 نقطة مئوية في مؤشر رأس المال البشري، وهو انخفاض بنفس حجم الزيادة التي حققها العديد من البلدان خلال العقد الماضي.

وبدون استجابة قوية على صعيد السياسات الآن، من المرجح أن تستمر الآثار السلبية للجائحة على رأس المال البشري في الحد من إنتاجية البلدان وآفاق نموها على مدى عقود. وفي غضون 20 عاما، سيتألف نحو 46٪ من القوى العاملة في بلد ما (أشخاص تتراوح أعمارهم بين 20 و 65 عاما) من أفراد كانوا إما في المدرسة أو دون سن الخامسة خلال جائحة كورونا. ولا يزال أي بلد معتاد في ذلك الوقت قد يظهر خسارة في مؤشر رأس المال البشري عند نقطة واحدة تقريبا من مؤشر رأس المال البشري الكامل (0.01) بسبب جائحة كورونا. أي أنه حتى كصدمة مؤقتة، فإن جائحة كورونا يمكن أن تترك مجموعات الأطفال الحالية خلف الركب لبقية حياتهم.

[أعلى الصفحة]

20. ما مؤشر رأس المال البشري المُعدل حسب الاستخدام؟

في العديد من البلدان، عندما يصبح طفل اليوم عاملا في المستقبل، قد لا يتمكن من العثور على وظيفة، وحتى إذا استطاع، فقد لا تكون وظيفة يستطيع فيها الاستفادة الكاملة من مهاراته وقدراته الإدراكية لزيادة إنتاجيته. وفي هذه الحالات، يمكن اعتبار رأس ماله البشري غير مستغل كما يجب. وإدراكا لأهمية هذا النمط بالنسبة لكل من الأفراد وللسياسات، يعدل مؤشر رأس المال البشري حسب الاستخدام المؤشر من أجل نقص استخدام رأس المال البشري في سوق العمل. ويمكن حسابه لأكثر من 160 بلدا (بينينجز 2020).

ويمكن قياس المؤشر المعدل بطريقتين اثنتين. في "مؤشر رأس المال البشري الأساسي المُعدل حسب الاستخدام"، يقاس الاستخدام بأنه نسبة السكان في سن العمل ممن يجري تشغيلهم. وعلى الرغم من أن هذا المقياس بسيط وبديهي، فإنه غير قادر على رصد حقيقة أن نسبة كبيرة من فرص العمل في البلدان النامية توجد في وظائف قد لا يكون فيها العمال قادرين على الاستخدام الكامل لرأس مالهم البشري لزيادة إنتاجيتهم. ويعدل "مؤشر رأس المال البشري المعدل بالكامل" للتوافق مع هذا الوضع من خلال إدخال مفهوم "تحسين التشغيل"، الذي يعرف بأنه الموظفون غير الزراعيين، بالإضافة إلى أرباب العمل، وهي أنواع الوظائف الشائعة في البلدان مرتفعة الإنتاجية.

ويعتمد معدل الاستخدام الكامل على نسبة السكان في سن العمل في بلد ما الذين هم في "وظائف أفضل". وتواجه البلدان ذات الدرجات الأعلى من مؤشر رأس المال البشري أيضا عقوبات أكبر على الاستخدام إذا أظهرت معدلات منخفضة من فرص العمل الأفضل، نظرا لأن لديها قدر أكبر من رأس المال البشري غير مستغل الاستغلال الكامل.

وعلى الرغم من أن المنهجيات المختلفة تسفر عن درجات مختلفة لبعض البلدان المنفردة، فإن المقاييس الأساسية والكاملة تسفر عن معدلات استخدام متماثلة بشكل عام فيما بين مجموعات الدخل للبلدان والمناطق، وبشكل عام أيضا. ويبلغ متوسط معدلات الاستخدام حوالي 0.6، لكنها تتبع منحنيات على شكل حرف U عند رسمها على أساس نصيب الفرد من الدخل في مختلف البلدان، وهي أدنى مستوياتها على مدى مجموعة أوسع من البلدان ذات الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل. ويشير تحليل نقص الاستخدام إلى أنه في عالم من رأس المال البشري الكامل والانتفاع الكامل بذلك رأس المال البشري، يمكن أن يزيد متوسط دخل الفرد على المدى الطويل إلى ثلاثة أمثال تقريبا.

ويكشف المؤشر المعدل حسب الاستخدام اختلافا صارخا في الفجوات بين الجنسين عن تلك المحسوبة باستخدام مؤشر رأس المال البشري. وعلى الرغم من أن مؤشر رأس المال البشري متساوٍ تقريبا بالنسبة للفتيان والفتيات، مع ميزة طفيفة للفتيات في المتوسط، فإن المؤشر المعدل حسب الاستخدام أقل بالنسبة للإناث مقارنة بالذكور في جميع البلدان تقريبا، وذلك لانخفاض معدلات الاستخدام. فمعدلات الاستخدام الأساسي (التشغيل/التوظيف) أقل بنسبة 20 نقطة مئوية للنساء مقارنة بالرجال بوجه عام، وبفجوة تزيد على 40 نقطة مئوية في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. وتتبع معدلات تشغيل الإناث بشدة منحنيات على شكل حرف U عند رسمها على أساس مستويات الدخل في البلدان، في حين أن معدلات تشغيل الذكور أكثر استواءً، وأقل تشتتا فيما بين البلدان. كما أن الفجوة بين الجنسين موجودة أيضا في معدل الاستخدام الكامل، وإن كانت أقل. وتشير هذه النتائج إلى أنه على الرغم من أن الفجوات بين الجنسين في رأس المال البشري في مرحلة الطفولة والمراهقة قد أغلقت في العقدين الماضيين (لاسيما بالنسبة للتعليم)، لا تزال هناك تحديات كبيرة لتحويل هذه المكاسب إلى فرص للنساء.

[أعلى الصفحة]

21. كيف يختلف مؤشر رأس المال البشري عن مؤشر التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي؟

مؤشر التنمية البشرية الرائد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي هو مقياس موجز لمتوسط الإنجاز المتحقق على الأبعاد الرئيسية للتنمية البشرية - عمر طويل لفرد يتمتع بالصحة، مع اكتساب المعرفة، والتمتع بمستوى معيشة لائق.

وفي حين يسلط المؤشران كليهما الضوء على القدرات البشرية باعتبارها تمثل حجر الزاوية في التنمية الوطنية، فإن مؤشر رأس المال البشري يقوي أيضا المبررات الاقتصادية للاستثمار في البشر. فهما متكاملان بدرجة كبيرة لكنهما مختلفان في طريقة الصياغة.

يربط مؤشر رأس المال البشري بين نواتج محددة لرأس المال البشري ومستويات الإنتاجية والدخل. فهو مقياس استشرافي لمدى تأثير نواتج الصحة والتعليم الحالية (يشمل مقياسا جديدا لسنوات الدراسة المعدَّلة بحسب مقدار التعلُّم) في تحديد مستوى إنتاجية الجيل القادم من العمال.

[أعلى الصفحة]

22. إلى أي مدى يرتبط مؤشر رأس المال البشري بأهداف التنمية المستدامة؟

وترتبط مكوِّنات هذا المؤشر (البقاء على قيد الحياة والتعليم والصحة) ارتباطا مباشرا بثلاثة على الأقل من الأهداف العالمية  التي حددتها بلدان العالم لتحقيقها بحلول عام 2030.

البقاء على قيد الحياة حتى سن 5 أعوام: من خلال إدراج معدل الوفيات دون سن الخامسة، يرتبط هذا المؤشر بالهدف الفرعي 3-2 من أهداف التنمية المستدامة، وهو خفض وفيات المواليد على الأقل إلى 12 حالة وفاة لكل 1000 مولود حي، وخفض وفيات الأطفال دون سن الخامسة على الأقل إلى 25 حالة وفاة لكل 1000 مولود حي.

سنوات الدراسة المعدَّلة بحسب مقدار التعلُّم: يطبق المؤشر هذا المقياس المبتكر للتعلّم، الذي يساند تحقيق الهدف الفرعي 4-1 من أهداف التنمية المستدامة، وهو ضمان تحقيق عدة أمور منها إتمام تعليم ابتدائي وثانوي منصف وجيد. ومن خلال تتبع التغييرات في السنوات المتوقعة من التعليم المعدَّل حسب الجودة، ستستطيع البلدان رصد منجزاتها نحو تحقيق هذا الهدف الخاص بالتعليم.

الرعاية الصحية: يشمل هذا المؤشر معدل بقاء البالغين على قيد الحياة، وانتشار الإصابة بالتقزم بين الأطفال. ويمثل المعدل الأول احتمال بقاء الشخص البالغ من العمر 15 عامًا على قيد الحياة حتى بلوغ سن الستين. ولتحسين هذا المؤشر، سيتعيَّن على البلدان العمل على تقليص أسباب الوفاة المبكرة، وهو ما سيساعد في تحقيق الهدف الفرعي 3-4 من أهداف التنمية المستدامة. وانتشار التقزم فيما بين الأطفال دون سن الخامسة هو أحد المؤشرات الرئيسية لقياس مدى تحقق الهدف الفرعي 2-2 من أهداف التنمية المستدامة والذي يرمي إلى إنهاء جميع أشكال سوء التغذية بحلول عام 2030.

ويهدف هذا المؤشر إلى لفت الانتباه إلى مجموعة واسعة من الإجراءات في قطاعات عديدة يمكنها بناء رأس المال البشري وتسريع وتيرة التقدُّم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

[أعلى الصفحة]

23. هل يرصد هذا المؤشر جميع جوانب رأس المال البشري؟

كل ما يستحوذ عليه مؤشر رأس المال البشري مهم، ولكن ليس كل شيء مهم لتنمية رأس المال البشري يستحوذ عليه مؤشر رأس المال البشري. وهناك مجال للتحسين والتوسع بمرور الوقت.

وبدءا من أكتوبر/تشرين الأول 2020، تتضمن الموجزات القطرية لمؤشر رأس المال البشري مجموعة من المؤشرات التكميلية المختارة بعناية التي تعرض المؤشر في منظور أوسع لرأس المال البشري على الصعيدين الإقليمي والقطري.

وبالنسبة لرأس المال البشري، كما في جميع مجالات بيانات التنمية، تعمل مجموعة البنك الدولي بشكل وثيق مع البلدان الأعضاء لمساعدتها على بناء قدراتها وتحسين جودة البيانات.

[أعلى الصفحة]

 

للاستفسارات، يُرجى الاتصال بــ: humancapital@worldbank.org