الحل
يندرج السياق الخاص بكل بلد من البلدان المتعاملة مع البنك، والقضايا الرئيسية في البيئة الاقتصادية المحلية، والموارد المتاحة ضمن العوامل الرئيسية التي تساعد في تحديد النهج الذي يتم تصميمه خصيصاً لكل مشاركة للصناعات القادرة على المنافسة. وتشمل أشكال المشاركة غالباً إجراء تشخيصات على مستوى القطاع أو الصناعة، وحوار شامل بين القطاعين العام والخاص، وتحديد الأولويات الإستراتيجية للاستثمارات العامة، وتسلسل الإصلاحات فيما بين القطاعات، وإجراءات لضمان تطبيق المساءلة بشكل صارم أثناء التنفيذ.
ولتعظيم إمكانات تهيئة فرص العمل في اقتصاد كل بلد من البلدان المتعاملة مع البنك، تشمل الإجراءات التدخلية للصناعات القادرة على المنافسة ما يلي:
أقطاب النمو التي تهدف إلى إطلاق العنان لإمكانات وطاقات صناعات بعينها في منطقة محددة مكانياً. وتكون الاستثمارات العامة متعددة القطاعات بطبيعتها وتهدف إلى توفير مناخ الاستثمار الملائم لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار؛
المناطق الصناعية التي تقوم بتجريب إصلاحات السياسات (مثل الوضع التفضيلي ضريبياً) وتوفير السلع ذات النفع العام (مثل تركيز الشركات في المناطق الصناعية أو المجمّعات الاقتصادية) لجذب مستثمري القطاع الخاص ولتعظيم "الآثار غير المباشرة" بين الصناعات المشابهة، ومن ثم تعزيز النمو.
سلاسل القيم والمجمّعات الصناعية التي تتضمن عادةً المساندة والاستثمارات لزيادة حصة الاقتصاد المحلي في سلسلة توريد صناعية تقوم بنقل المنتجات من المنتجين إلى المستهلكين، ولمساعدة الصناعات المحلية على التحول لإنتاج سلع وخدمات ذات هامش ربح أعلى؛ فعلى سبيل المثال، ليس فقط زراعة المحاصيل الغذائية وتربية الماشية، بل أيضا تجهيزها ونقلها.
المدن التنافسية هو نهج تحليلي يهدف إلى تمكين المناطق الحضرية الأكثر مرونة والقادرة على تعظيم المزايا التنافسية "للنشاط الاقتصادي" الذي تمتهنه كل منطقة حضرية، أي المجال المحدد للنشاط الاقتصادي الذي تقرر التخصص فيه (مثل صناعات صيد الأسماك والخدمات البحرية، أو الإنتاج الزراعي وتجهيز المواد الغذائية، أو تجميع السيارات وتصنيع قطع غيارها).
النتائج
وفيما يلي بعض الأمثلة على برامج مجموعة البنك الدولي لزيادة القدرة التنافسية:
1. في بنغلاديش: قام مشروع للمناطق الصناعية الخاصة، باستثمارٍ مشتركٍ بين البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية بقيمة قدرها 98 مليون دولار، بتشجيع استثمار القطاع الخاص لأجل تحفيز خلق فرص العمل من خلال هيئة مناطق تجهيز الصادرات في بنغلاديش، وبرامج تسهيلات تحسين مناخ الاستثمار في بنغلاديش التي تمولها مؤسسة التمويل الدولية.
· النتائج: نجحت المناطق الثماني لتجهيز الصادرات في تحقيق استثمارات قيمتها 1.8 مليار دولار، وخلق أكثر من 262 ألف فرصة عمل، وزيادة الصادرات لتصل إلى حوالي 22 مليار دولار. وساهمت الهيئة، بمساندة من البرامج المذكورة، في زيادة الاستثمارات بقيمة قدرها 113 مليون دولار وتوظيف حوالي 15 ألف عامل بين عامي 2007 و2010.
2. في مدغشقر: أدى مشروع لأقطاب النمو بقيمة 129.8 مليون دولار، لمساندة إنشاء مركز سياحي حول ميناء دوفين ومركز للصناعات الخفيفة حول أنتاناناريفو، إلى زيادة الاهتمام من جانب مستثمري القطاع الخاص. وقام البنك الدولي بتمويل مكونات البنية التحتية العامة للمشروع، فيما قامت مؤسسة التمويل الدولية بالاستثمار في المنشآت الخاصة عالية الإمكانات ومحددة الأهداف (مثل الفنادق)، وتقديم تسهيلات ائتمانية لمؤسسات الأعمال الصغيرة والمتوسطة، وتقديم تسهيلات ضمانية، وتمويل المساعدات الفنية للمؤسسات المالية.
· النتائج: بنهاية عام 2013، تجاوز عدد مؤسسات الأعمال المسجّلة في هذين المركزين 4 آلاف مؤسسة، وتم توفير أكثر من 14 ألف فرصة عمل رسمية. كما استفاد أكثر من 21 ألف فرد بشكل مباشر من المشروع.