التحدي
شهدت منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ زيادة معدلات النمو والحد من الفقر بوتيرة أسرع من أي منطقة أخرى. وقد ساهم ذلك في تضييق الفجوات بين الجنسين في العديد من المجالات، أبرزها التعليم والصحة. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات مهمة أمام تحقيق المساواة بين الجنسين في المنطقة؛ فالنمو والتنمية وحدهما ليسا كافيين لتحقيق المساواة في جميع الأبعاد ولكافة النساء. فقد ثبت استمرار الفجوات بين الجنسين في إتاحة الفرص الاقتصادية والتأثير في المجتمع بشكل خاص. ولا تزال هناك فجوات في الحصول على التعليم الأساسي في عدد قليل من البلدان حيث تكون معدلات الالتحاق الكلية منخفضة نسبيا. وفي العديد من البلدان، تستمر الفجوات بين جماعات فرعية محددة مثل الأقليات العرقية. ولا يزال معدل وفيات الأمهات مرتفعا في العديد من البلدان، ويتم حرمان أكثر من مليون فتاة من رؤية الحياة بسبب التفضيل الشديد لإنجاب الذكور.
ولا يزال متوسط دخل النساء أقل من دخل الرجال في الأعمال المتشابهة بنسبة 70% إلى 80% تقريبا، وتزيد احتمالات عمل النساء بلا أجر في المجال العائلي أو عملهن في القطاع غير الرسمي عنها بين الرجال. وبشكل عام، لا تزال النساء أقل امتلاكا للأراضي وأقل قدرة في الحصول على مدخلات الإنتاج. كذلك لا تزال النساء أضعف صوتا وتأثيرا من الرجال داخل المنزل، وفي السياسة، وفي المجتمع المدني. ولا يزال العنف ضد النساء مرتفعا. فلو قامت المجتمعات في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ بتخصيص الموارد على أساس مهارات الأشخاص وقدراتهم وليس حسب نوع الجنس، لأدى ذلك إلى زيادة إنتاجية العامل بنسبة تتراوح من 7% إلى 18%، مع حدوث آثار مهمة على صعيد تحقيق النمو المشترك والحد من الفقر.
الحل
تدرك منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ بمجموعة البنك الدولي أهمية دور الإجراءات العامة لضمان مواصلة التقدم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، وتستمر في زيادة وتعميق الاهتمام بتحقيق تلك المساواة في حافظتها. ففي السنة المالية 2013 وحدها، تم تخصيص 98% من مجموع القروض والمنح الجديدة في المنطقة لعمليات تراعي اعتبارات المساواة بين الجنسين في كافة مجالات التنمية (مقابل 65% في السنة المالية 2010).
وتعكس قضايا المساواة بين الجنسين في المنطقة تنوع السياقات القطرية مع وجود فوارق كبيرة بين البلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل. ولذلك، تتبنى المنطقة نهجا محددا بدرجة عالية لكل بلد لمعالجة الفوارق وتحفيز التغيير. وفي السنة المالية 2013، قام ما مجموعه 12 بلدا بإعداد خطط عمل قطرية للمساواة بين الجنسين اشتملت على أُطر لرصد أوضاع المساواة بين الجنسين على المستوى القطري لأجل تتبع ما تحقق من تقدم.
ويسترشد برنامج المنطقة بالتحليلات التشخيصية المختلفة لأوضاع المساواة بين الجنسين، ولاسيما التقرير المرافق لمطبوعة "تقرير عن التنمية في العالم 2012: نحو المساواة بين الجنسين في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ".
النتائج
تساهم مشاريع البنك الدولي للإنشاء والتعمير والمؤسسة الدولية للتنمية في تحقيق إنجازات في كلٍ من المجالات التالية ذات الأولوية:
القدرات
• في كمبوديا، زادت نسبة حالات الولادة على يد عاملين صحيين مدربين من 65% عام 2009 إلى 85% عام 2013 أثناء تنفيذ البرنامج الثاني لمساندة قطاع الصحة في كمبوديا.
• في جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، زادت نسبة النساء اللائي جاءهن المخاض خلال الاثنى عشر شهرا الماضية وقمن بالولادة في منشأة صحية من 20% عام 2010 إلى 34% عام 2014، وذلك في المناطق التي يخدمها مشروع التغذية المجتمعية.
الحصول على الفرص الاقتصادية
• أدى مشروع التنمية المدفوعة باعتبارات المجتمعات المحلية (KALAHI-CIDSS) إلى زيادة مشاركة المرأة في قوة العمل بنسبة 5.8% مقارنةً بما كان سيحدث في غياب هذا المشروع.
• في جزر سليمان، تم توفير 287 ألف يوم عمل بين عامي 2010 و2012، وحصل أكثر من 4500 شخص على التدريب والتوظيف- بواقع 57% من النساء و50% من الشباب- من خلال مشروع التوظيف السريع.
• يتم الوصول إلى مئات الآلاف من النساء من خلال أنشطة التمويل الأصغر التي تساندها مجموعة البنك الدولي في بلدان المنطقة، ومن بينها فييتنام ومنغوليا وإندونيسيا والفلبين وبابوا غينيا الجديدة وتيمور الشرقية.
• في عام 2013، اكتسبت 18389 امرأة دخلا من المشاركة بنشاط في صيانة 2659 كم من الطرق الريفية في 24 منطقة في إطار "البرنامج النسائي للطرق ذاتية الإدارة" الذي يتولى تنسيقه الاتحاد النسائي الإقليمي في إطار مشروع فييتنام الثاني للنقل في المناطق الريفية.
الصوت المسموع والمشاركة
• قام صندوق الحد من الفقر في جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية بإدراج آلية تعطي الأفضلية لمقترحات الخدمات العامة ومرافق البنية الأساسية الصغيرة التي تحددها النساء في المجتمعات المحلية الريفية الفقيرة. واستطاع 650 ألفا من الفقراء في مناطق نائية الحصول على الخدمات الأساسية بين عامي 2003 و2011، كما عكس 91% من المشاريع أولويات النساء.
التعرّض للمخاطر
• قامت الاستثمارات الموجّهة لتحليل كيفية دمج مراعاة المساواة بين الجنسين في إدارة مخاطر الكوارث بمساندة إجراء عمليات وحوار بشأن السياسات في مختلف بلدان المنطقة. وأدى ذلك إلى نتائج منها على سبيل المثال أنه عندما ضربت الفيضانات المفاجئة لنهر كوايبايتا إقليم مالايتا بجزر سليمان في يوليو/تموز 2013، تم لأول مرة إشراك نساء في فريق التقييم، وذلك بفضل تدريب موظفي الحكومة بشكل مسبق على "المساواة بين الجنسين والحماية في الحالات الطارئة".
أبرز النتائج في البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية:
• كمبوديا: زادت نسبة حالات الولادة على يد عاملين صحيين مدربين من 65% إلى 85% بين عامي 2009 و2013.
• جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية: زادت نسبة النساء اللائي أنجبن أطفالهن في منشأة صحية من 20% إلى 34% بين عامي 2010 و2014 في المناطق التي يخدمها مشروع التغذية المجتمعية.
• جزر سليمان: تم تدريب وتوظيف 2565 امرأة.
• جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية: تمكّن 650 ألف شخص من الحصول على الخدمات الأساسية من خلال مشروع تم تحديد أولوياته وفقا لاختيار النساء.
• فييتنام: اكتسبت 18389 امرأة دخلا من العمل في صيانة 2659 كيلومترا من الطرق الريفية.