موضوع رئيسي

لبنان يبدأ في التخلص من الملوثات العضوية الثابتة التي تهدد البيئة والصحة

05/12/2017



نقاط رئيسية
  • صدّر لبنان 91 طنا من النفايات الخطرة إلى فرنسا للتخلص منها بطريقة آمنة.
  • سيتم إجراء مسح وطني لتحديد مواقع النفايات العضوية الثابتة المسببة للسرطان.
  • إجراءات التخلص من النفايات ستشمل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

في 21 ديسمبر/كانون الأول 2016، نجح لبنان في التخلص من 91 طنا من النفايات شديدة الخطورة والمعدات التي تستخدمها، وكلاهما كان يشكل خطورة على بيئة البلاد وصحة المواطن. وقد احتوت هذه النفايات على مواد ثنائية الفينيل المتعدد الكلور (PCB)، وهي مجموعة من المركبات العضوية الموجودة في مواد التشحيم المستخدمة في صناعة اللدائن، والزيوت الموجودة في المحولات الكهربائية، والدهانات المستعملة في حماية الأخشاب.

وتُصنف هذه المركبات الكيماوية كمواد مسرطنة- ثبت أنها تسبب إصابة الإنسان والحيوان بالسرطان. وبسبب هذه المخاطر، تم حظر إنتاج المركبات ثنائية الفينيل المتعدد الكلور في جميع أنحاء العالم. إلا أن هذه المركبات مازالت تستخدم كزيوت عازلة، خاصة في المحولات الكهربائية القديمة.

وتعليقاً على ذلك، قال محمد المشنوق، وزير البيئة اللبناني السابق في لقاء عقد في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 في محطة الزوق للكهرباء احتفالا بالمرحلة الأولى من التخلص من المركبات ثنائية الفينيل المتعدد الكلور، "للتلوث الناجم عن هذه المحولات آثار خطيرة. وبإزالة هذه المحولات والمكثفات وإرسالها إلى فرنسا للتخلص منها بالشكل اللائق، فإننا بذلك نلتزم بالمعايير والتوجيهات الدولية."

ويتطلب التخلص الآمن لهذه المركبات نوعا من التكنولوجيا عالية التخصص لا تتوفر في لبنان ويصعب عليه الاستثمار فيها نظرا لتكلفتها الباهظة. لذلك، اعتبر تصدير النفايات ثنائية الفينيل المتعدد الكلور أفضل الخيارات المتاحة لديه. وتصدير النفايات الخطرة أمر مكلف، إلا أن لبنان يستفيد من صندوق البيئة العالمية  (Global Environment Facility)للمساعدة في ذلك.

منحة لتمويل التخلص من الملوثات العضوية الثابتة

وتتاح هذه المنحة التمويلية المقدمة من صندوق البيئة العالمية للبلدان التي تطبق اتفاقية ستوكهولم، وهي معاهدة عالمية تهدف إلى حماية صحة الإنسان والبيئة الطبيعية من الكيماويات التي تظل عالقة وثابتة في البيئة لفترة طويلة، والتي تنتشر على نطاق جغرافي واسع، وتتراكم في الأنسجة الدهنية للإنسان والأحياء البرية، وتنجم عنها آثار ضارة. وتم إقرار هذه الاتفاقية عام 2001، وبدأ تطبيقها عام 2004. وتلزم أطرافها باتخاذ الإجراءات الكفيلة بإزالة أو تخفيض إنبعاث الملوثات العضوية الثابتة في البيئة.

والمركبات ثنائية الفينيل المتعدد الكلور هي من بين هذه الملوثات، ويعد التخلص منها ضرورة ملحة في ظل انتشارها المحتمل وخطورتها. وتعكف وزارة البيئة اللبنانية على تنفيذ مشروع إدارة المركبات ثنائية الفينيل المتعدد الكلور في قطاع الكهرباء منذ أيار/مايو 2015، وذلك بدعم من صندوق البيئة العالمية ومجموعة البنك الدولي، ومن خلال الشراكة الوثيقة مع مؤسسة كهرباء لبنان.

بدوره، قال المهندس كمال الحايك، مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان إن هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها لبنان هذه المعدات الملوثة بالمركبات ثنائية الفينيل المتعدد الكلور ، بإرسال حوالي 91 طنا من المحولات والمكثفات والزيوت الملوثة بهذه المركبات إلى فرنسا.

وقد تم تأسيس وحدة لإدارة المشروع في وزارة البيئة اللبنانية للقيام بذلك. وتعاقدت هذه الوحدة مع شركة متخصصة تتولي مهمة القيام بالخطوة الأولى للتخلص من المعدات الملوثة في هذه المركبات بعد أن أصبحت خارج الخدمة. وبالمتابعة الدقيقة من قبل وحدة إدارة المشروع، تمكنت الشركة في غضون شهر من جمع المعدات من تسعة مواقع تابعة لمؤسسة كهرباء لبنان – وهي محطة كهرباء الجية، ومحطة الزوق، والمحطة الفرعية وموقع تخزين البوشرية، ومحطة الحازمية الفرعية، ومحطة الجمهور الفرعية، ومحطة أدما الفرعية، ومحطة رأس بيروت الفرعية، ومحطة دير نبوح الفرعية، ومحطة الغاز الفرعية.

وكان هذا التنسيق الوثيق بين الشركة التي تم التعاقد معها للقيام بهذا العمل، ووزارة البيئة اللبنانية، ومؤسسة كهرباء لبنان، عاملا أساسيا في أداء المهمة بكفاءة. وشُحنت نفايات ثنائي الفينيل المتعدد الكلور والمعدات الملوثة به التي تم جمعها إلى فرنسا في 21 ديسمبر/كانون الأول حيث سيتم التخلص منها بطريقة آمنة في إحدى منشآت المعالجة الخاصة. ويتم تتبع مسار هذه المواد أثناء نقلها، وبمجرد التخلص منها، تقدم الأدلة التي تثبت ذلك.

مسح مخزون التلوث في البلاد يشمل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين

يعد التخلص من 91 طنا من المركبات ثنائية الفينيل المتعدد الكلورعالية الخطورة إنجازا مهما، لكن لا يعرف كم هناك من المعدات الملوثة بهذه المركبات في البلاد. وستتضمن الخطوة التالية إجراء مسح لجميع المحولات والمكثفات في البلاد لفحصها تباعاً وتحديد جميع المركبات ثنائية الفينيل متعددة الكلور ووضع العلامات والأختام عليها.

إومن المهم إجراء المسح بشكل كامل لأنه إذا أجري بشكل جزئي فسيتعين البدء في العملية برمتها من جديد خلال سنوات قليلة. ويتعاون المشروع مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، وهي الوكالة التي تقدم مساعدات لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني مسجل لديها في الشرق الأوسط، وذلك لتحديد المحولات الكهربائية الملوثة بثنائي الفينيل المتعدد الكلور المتواجدة داخل مخيمات اللاجئين. وسيتم تدريب الأطقم المعنية في هذه المخيمات على كيفية استخدام مجموعة أدوات الفحص لاختبار جميع المحولات.

ومن شأن إجراء مسح كامل أن يساعد على تجنب انتقال التلوث، وسيتيح للبنان الخروج بخطة أطول أمداً للتخلص التدريجي من المركبات ثنائية الفينيل المتعددة الكلور بطريقة سليمة بيئياً. وبناء على نتائج المسح، سيتم تنفيذ المرحلة الثانية من عملية التخلص من هذه المركبات قرب نهاية المشروع.


Api
Api

أهلا بك