طرابلس 8 أبريل/نيسان 2013- تعمل مجموعة البنك الدولي عن كثب مع السلطات الجديدة في ليبيا لدعم انتقال البلد إلى مستقبل مستقر و مزدهر من خلال الاستفادة من طاقة ونشاط شبابها و مواردها الطبيعية لصالح مواطنيها.
هذه هي الرسالة التي قدمتها إنغر أندرسن، نائبة رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، خلال زيارتها إلى ليبيا هذا الأسبوع . حيث قالت: " إن ثورة ليبيا هي مصدر إلهام كبير للمنطقة، ونحن في البنك الدولي نرغب بمساعدة الشعب الليبي، وخاصة الشباب، لتحقيق توقعاتهم".
وقالت أندرسن في ختام زيارتها التي استغرقت ثلاثة أيام " إن مهمة ليبيا هي بناء مؤسسات اقتصاد السوق الجديدة التي تعتمد على مواردها الفنية، و أيضا تنويع و تشجيع انخراط المواطنين و المستثمرين في قطاع خاص مزدهر وقادر على خلق فرص عمل هم في امس الحاجة إليها".
وأضافت أنه على الرغم من أن ليبيا لديها احتياطات نفطية جيدة إلا أن شعبها هو أهم مواردها، وقالت: "لقد تحدث الليبيون عن طريقة جديدة لإدارة الأمور يكون لهم فيها دور وصوت وفرص عاجلة للشباب وهي فرص العمل".
وقد التقت نائبة رئيس البنك الدولي خلال زيارتها مع رئيس الوزراء الليبي علي زيدان وعدد من وزراء حكومته، حيث تركز اللقاء حول المالية وقطاع المصرف و التعاون الدولي و التخطيط و الخدمات العامة و الحكم المحلي. كما أكدت أندرسن على أهمية لقاء ممثلين عن المجتمع المدني و القطاع الخاص من أجل الإلمام بقدر متنوع من وجهات النظر.
وبعد جولة لها في ميدان الشهداء، تحدثت نائبة رئيس البنك الدولي عن الثمن الذي دفعه الليبيون من أجل الحرية و الآمال العالية التي تصاحب هذا الانتقال التاريخي الذي تمر به ليبيا. وقالت: "لقد تأثرت بالأصوات الكثيرة التي نسمعها في انحاء العالم العربي المطالبة بالكرامة و العدالة الاجتماعية و العلاقة الجديدة بين المواطن و الدولة المبنية علي الشفافية و المسؤولية، هناك الكثير مما يجب عمله لإرساء أسس بناء المؤسسات و دعم الدول الجديدة في تحقيق تلك الآمال، وفي هذا الشأن نحن ملتزمون في تقديم المساعدة".
وأوضحت أندرسن أن " إرساء الأسس في ليبيا يعني تحدياً مهماً في بناء الدولة. وقد بدأ البنك الدولي بالفعل العمل مع نظرائه الليبيين في مجالات الأنظمة الإحصائية والحسابات الوطنية، والإدارة المالية العامة، وأنظمة المراقبة والتقييم، ومراجعة و تحسين حوكمة المؤسسات الواقعة ضمن النشاطات التي تملكها الدولة. كما يساعد البنك الدولي القطاع المالي الليبي في تطوير إطار عام للمعاملات المالية الاسلامية لضمان أن تكون أداة محكمة البناء و تتعايش بفاعلية مع أدوات النظام المصرفي التقليدي. وقد قام البنك الدولي بإجراء مجموعة من الأعمال التحليلية لمساعدة صانعي القرار في ليبيا، من بينها مراجعة القطاع المالي وتقديم خيارات الإدارة الرشيدة للاستثمار، و تقييم سوق العمل و إعداد تقرير حول التراث الثقافي".
ومن المجالات التي تواجه فيها ليبيا بعض التحديات هي تقديم الخدمات الاجتماعية الي مواطنيها بشكل سريع وعادل. وفي هذا السياق، قال سايمون غري المدير القطري في البنك الدولي لإدارة المغرب العربي "إن استعادة مصداقية الحكومة و الثقة بينها و بين مواطنيها ستكون مفتاح ضمان انتقال ليبيا الى المرحلة المقبلة. ولتحقيق هذا فإن تقديم الخدمات المتوقعة هو أمر جوهري ونحن نعمل مع السلطات الليبية حول البنية التحتية في مجالات المياه و الطاقة و الصرف الصحي و التعليم و الصحة".
إن اسهام البنك الدولي في هذه المجالات هو تقديم المعرفة و المساعدة الفنية حيث أن قطاع النفط و الغاز في ليبيا استعاد عافيته بسرعة كبيرة وسيعود الى معدل الإنتاج الكامل هذا العام.
