26 مارس/آذار 2008 ـ أصبحت كولومبيا هذا الشهر أول بلد يستفيد من سياسة جديدة اعتمدها البنك الدولي تمدد آجال استحقاق القروض بصورة ملحوظ. وتأتي الموافقة على قرض بقيمة 300 مليون دولار أمريكي لمساندة التعليم العالي في كولومبيا من أجل الطلاب الأكثر فقراً في إطار المبادرة الجديدة لآجال استحقاق القروض التي جرى إعدادها بغرض تحسين جهود مجموعة البنك الدولي للقضاء على الفقر في البلدان المتوسطة الدخل ومساندة القضايا الأساسية في هذه المنطقة. كما تأتي هذه السياسة في أعقاب خفض كبير في أسعار القروض التي تم إعلانها في سبتمبر/أيلول الماضي، بالإضافة إلى الإجراءات الأخرى التي أدت إلى تسريع الوقت اللازم لإتمام إجراءات القروض.
ويُعتبر هذا القرض الأول في ظل السياسة الجديدة التي تمدد متوسط آجال السداد إلى 18 عاماً، وذلك من المتوسط السابق البالغ 10 أعوام وثلاثة أشهر - 14 عاماً وثلاثة أشهر بحسب نصيب الفرد من الدخل.
وفي إطار الجدول الجديد للسداد، سيساند هذا القرض الوكالة الوطنية للقروض الطلابية (ICETEX) في كولومبيا على توفير الموارد المالية لإتاحة سبل الالتحاق بالتعليم العالي للطلاب من الأسر المنخفضة الدخل.
وتهدف الوكالة الوطنية للقروض الطلابية إلى توفير التمويل لنحو 100 ألف طالب جديد حتى يتمكنوا من الالتحاق بالتعليم العالي للمرة الأولى خلال فترة السنوات 2008-2010، بالإضافة إلى تمويل تجديد 432 ألف قرض خاص بالطلاب الملتحقين بالفعل ببرامج دراسية بالجامعات والمعاهد العليا. ومن المُقرر أن يتم منح القروض على أساس مجموعة متنوعة من العوامل منها مدى الحاجة والتفوق الدراسي، وستستهدف هذه القروض الطلاب القادمين من الأسر الفقيرة والمنخفضة الدخل.
وفي معرض حديثه عن هذا القرض، قال أكسل فان تروتسنبرغ، المدير المسؤول عن المكسيك وكولومبيا بالبنك الدولي، "في ظل غياب فرص القروض المتاحة أمام الطلاب حتى يتمكنوا من الالتحاق بمؤسسات التعليم العامة والخاصة، لن يكون بوسع الكثير من الطلاب الموهوبين من الأسر المنخفضة الدخل أن يلتحقوا بالتعليم العالي. ومن شأن الطبيعة المتجددة للائتمان الطلابي أن تؤدي إلى زيادة الجاذبية المالية لاستخدام هذه الآلية المدفوعة بجانب الطلب لكل من الحكومة والطلاب على حدّ سواء."
لكن سينبغي على مؤسسات التعليم العالي أن تقوم بتسجيل برامجها التعليمية في نظام تسجيل وطني حتى تكون مؤهلة لقبول الطلاب الحاصلين على تمويل من الوكالة الوطنية للقروض الطلابية في صفوفها الدراسية. ويتمثل الهدف من ذلك في ضمان التحاق الطلاب بالكليات والجامعات التي تستوفي معايير الجودة النوعية الأساسية.
علاوة إلى ذلك، تولي الوكالة الوطنية للقروض الطلابية اهتماماً خاصاً للطلاب الملتحقين بمعاهد وكليات التعليم الفني، في ضوء تزايد أهمية المهارات التي يجلبها الخريجون إلى سوق العمل.
تجدر الإشارة إلى أنه يتم تكييف القروض الطلابية بحيث تكون ملائمة لمعالجة احتياجات الطلاب المنخفضي الدخل بفعالية من خلال:
- إقامة نظام مدفوعات جزئية بسعر فائدة منخفض للغاية أثناء مرحلة الدراسة، مع تمييز مستويات السداد حسب أوضاع المقترض؛
- منح فترة سماح مدتها عام بعد التخرج قبل أن يبدأ المقترض في سداد الفائدة وأصل القرض بشكل تام؛
- تحديد مهلة سداد طويلة الأجل (ولكن مرنة) تصل إلى 22 عاماً بعد التخرج؛
- دعم أسعار الفائدة بالنسبة للطلاب الفقراء، مما يؤدي بدوره إلى خفضها إلى ما دون المستويات السائدة في الأسواق بدرجة كبيرة؛
- السماح بالدفع المُبكر دون غرامة.
- وإدخال ملامح مرنة جديدة يجوز تطبيقها في حالات البطالة المؤقتة. ويتضمن هذا: خيار تأجيل أية دفعة سداد لما يصل إلى فصلين دراسيين و/أو خيار إعادة التفاوض بشأن الشروط أو إعادة هيكلة الدين من خلال وضع جدول جديد لإعادة السداد.
وتهدف كولومبيا، في خطة التنمية الوطنية الخاصة بها، إلى زيادة أعداد الملتحقين بالتعليم العالي إلى 1.5 مليون طالب بحلول عام 2019، وهي تسير ـ بمساعدة هذا المشروع والوكالة الوطنية للقروض الطلابية ـ على الطريق الصحيح لبلوغ هذا الهدف.
