موضوع رئيسي

المعرفة المفتوحة تساعد في حل مشاكل التنمية

08/29/2011


نقاط رئيسية
  • نموذج جديد لحل مشاكل التنمية بالاستفادة من التكنولوجيا المفتوحة المصدر، والشبكات الاجتماعية، ومعارف المبتكرين.
  • طلاب تنزانيون يستخدمون النظام العالمي لتحديد المواقع لرسم خرائط للطرق ونقاط تجميع المياه وممرات المشاة.
  • برامج المعرفة التابعة للبنك الدولي تتيح التعاون فيما بين خبراء التنمية وواضعي السياسات والمبتكرين.

29 أغسطس/آب 2011- يقوم هذا الشهر 25 طالباً مزودين بأدوات النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS)، الذي كان يُعتبر ذات يوم معقداً وصعب الاستخدام، بتسجيل البيانات الجغرافية لجميع المنازل والطرق وممرات المشاة ومجاري المياه والمدارس والمحال التجارية ونقاط المياه ونقاط جمع النفايات في أحد أحياء دار السلام.

ويمثل هذا الجهد - وهو عبارة عن مشروع تجريبي بتمويل قدره 30 ألف دولار من البنك الدولي- الخطوة الأولى في خطة لوضع خريطة للمجتمعات المحلية المهمشة في هذه المدينة التنزانية التي تنمو بسرعة كبيرة وتحويلها إلى أماكن أكثر ملائمة للعيش والحياة.

يقول إدوارد أندرسون، وهو أخصائي مهني شاب يعمل في مجال إستراتيجية المعرفة الجديدة بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالبنك الدولي، إنه أيضا مثال لنهج جديد لحل مشاكل التنمية يستفيد من المزايا التي تنطوي عليها وسائل التكنولوجيا الرخيصة والمتاحة في كل مكان والأدوات مفتوحة المصدر والشبكات الاجتماعية وحكمة الخبراء والمبتكرين المحليين والعالميين.

استلهام التجربة من مشروع رسم خرائط حي "كيبيرا"

ويقول أندرسون إن هذا المشروع مستوحى من رسم خرائط حي "كيبيرا" الفقير في نيروبي، حيث عمل السكان مع المنظمات غير الحكومية لرسم خرائط لاحتياجات هذه المجتمعات المحلية من المياه والصرف الصحي باستخدام مشروع "برنامج خريطة الشارع المفتوح " – وهو برنامج "مفتوح المصدر" يشجع محرروه الذين يبلغ عددهم 300 ألف متطوع على تسجيل الخرائط التي يرسمها المستخدم بنفسه.

وفي دار السلام، يقوم طلاب قسم التخطيط العمراني بجامعة "أردهي" المحلية بتسجيل البيانات الجغرافية بمساعدة متطوعين من المجتمعات المحلية. كما يحصل هذا المشروع على مساعدة من مجموعة "الحقائق الأرضية " التي وضعت خريطة حي "كيبيرا" – ومؤسسة "تواويزا " وهي منظمة محلية غير حكومية تركز على تيسير تداول المعلومات وتوعية المواطنين بشأن سبل الحصول على التعليم والرعاية الصحية ومياه الشرب النظيفة.

وبالرغم من أن البنك الدولي لا يتولى عملية رسم الخرائط، فإن هذه الفكرة قد وُلدت في إطار شراكة مع فريقه المعني بالتنمية الحضرية والحكومة المحلية الكائن بدار السلام، الذي يريد أن يستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للإعداد على نحو أفضل "لمشروع تنمية العاصمة دار السلام وضواحيها" المقترح.

وقد عمل البنك الدولي مع جامعة "أردهي" لإدراج رسم خرائط المجتمعات المحلية في المناهج الدراسية، بحيث يسهم في المشروع الطلاب الذين يتلقون حوافز مادية صغيرة بينما يكتسبون الخبرة في هذا المجال في الوقت نفسه.

ويقول أندرسون إن البنك الدولي، الذي يقوم بدور "المنسق" وهمزة الوصل، قام بتعريف مسئولي المدينة على هذا المفهوم وعلى الشركاء الذين يمكن أن ينفذوا المشروع.

ويضيف: "نأمل أن تكون هناك شبكة من المواطنين، في غضون أقل من ثلاث سنوات من الآن، على دراية بمجال رسم خرائط المجتمعات المحلية ويعرفون كيفية تقديم معلومات تقييمية عن جمع القمامة وصيانة الطرق، والحفر، وتصريف مياه الفيضانات".


وضع إستراتيجية للتنمية المفتوحة

يعتبر المشروع من بين المبادرات الأولى الناشئة عن توجه البنك الدولي نحو "التنمية المفتوحة" التي حددها رئيس البنك روبرت زوليك في خطابه أمام الاجتماعات السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين لعام 2010.

يُذكر أن البنك الدولي قام على مدار الـ 18 شهراً الماضية بفتح قواعد بياناته الخاصة أمام الجمهور، وزاد من علاقات شراكاته مع شركات التكنولوجيا الرائدة مثل جوجل ومايكروسوفت وناسا وياهو، وكذلك مع المبتكرين والخبراء المحليين والعالميين.

وقد أتاحت ملتقيات تبادل الأفكار بين المتخصصين التي استضافها البنك الدولي لخبراء التكنولوجيا والكوارث إمكانية توحيد جهودهم لتطوير تطبيقات للاستجابة لجهود مواجهة الكوارث الطبيعية في هايتي وباكستان. ونظم البنك الدولي عددا من هذه الملتقيات للمتخصصين في مجال المياه للبحث عن حلول مبتكرة لمشاكل المياه، وذلك خلال الفترة من 21-23 أكتوبر/تشرين الأول في العديد من المدن في وقت واحد.

كما استضاف البنك الدولي مسابقة" تطبيقات من أجل التنمية " في الربيع الماضي وهى مسابقة تشجع الاستخدام المبتكر لبيانات البنك، كما ساعد كذلك مبادرات الحكومة المفتوحة الجديدة في كينيا ومولدوفا .

التواصل مع المبتكرين

قبل عام، أعلن البنك الدولي عن إنشاء "برامج المعرفة" لتمكين التعاون فيما بين موظفي البنك ومراكز البحث والمؤسسات الأكاديمية في البلدان المتقدمة والنامية، ومراكز الفكر، والممارسين، والقطاع الخاص.

وكانت البرامج الثلاثة الأولى عن التوسع العمراني والنمو المراعي للبيئة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية المفتوحة، التي تدعم جهود رسم الخرائط في دار السلام. كما تم هذا العام الإعلان عن ثلاثة برامج أخرى عن خلق فرص العمل، والأمن الغذائي والتغذية، والدول الهشة، والصراع، والعنف.

ويقول أنيرودها داسغوبتا ، مدير الأمانة الفنية لإستراتيجية المعرفة بالبنك الدولي إن برامج المعرفة ستعمل على فتح طريق أوسع أمام البنك لخلق المعرفة ومشاركتها وجعل البنك أكثر تواصلاً وكفاءة وتركيزا على تحقيق النتائج.

ويضيف داسغوبتا: "هدف البنك الدولي هو خلق فرص للتوليد المشترك للمعرفة، وتركيز الموارد الداخلية والخارجية على القضايا الحاسمة والإستراتيجية، وقضايا التحول والتغيير التي تؤثر على البلدان النامية... فعملاؤنا يطلبون منا مشاركتهم في طائفة من المسائل المثيرة والمحيرة. والبنك الدولي ليس هو مركز الخبرة الفنية- فالخبرة الفنية هناك. لكن قدرتنا في المستقبل على تقديم أفضل خدمة لعملائنا ستتوقف على قدرتنا على تقديم جميع أنواع المعرفة العالمية- ليس فقط المعرفة التي ينتجها البنك الدولي بل وبشكل متزايد المعرفة التي يقوم بإنتاجها شركاء البنك - وقدرتنا على المشاركة في إنتاج المعرفة معهم".

قضايا التوسع العمراني والمياه تجذبان المبتكرين

يقول أوستين كيلروي خبير التنمية الحضرية في البنك الدولي إن المبتكرين ينجذبون باطراد لمشاكل التوسع العمراني السريع، لاسيما في أفريقيا وجنوب آسيا، مشيراً إلى أن: "هناك قدراً هائلاً من الاهتمام.. والتوسع العمراني يؤثر بالفعل على جدول أعمال التنمية. ونحن نستجيب لذلك بمساعدة واضعي السياسات على الوصول إلى أفضل المعارف والبيانات في العالم، والتعلم من بعضهم بعضاً.. ويتمثل التحدي في توصيل المعرفة للأشخاص المناسبين في الوقت المناسب".

وتحقيقا لتلك الغاية، دخل البنك في شراكة مع العديد من المنظمات لإنشاء موقع المعرفة الحضرية على الانترنت وأطلق برنامج المعرفة في مدن عدة حول العالم لإنشاء مراكز لتبادل المعارف.

وبالمثل، تقول جوليا بوكنال، مديرة برنامج المياه بالبنك الدولي، إن الاهتمام الخارجي بقضايا المياه كبير بين مجتمع المبتكرين المتنامي. "إننا نعرف المشاكل ونعرف الحلول، ولكننا لا نستطيع تطوير حلول برمجية... وهذا جهد لمحاولة إدخال الناس، الذين ليسوا شركاء في التنمية بشكل تقليدي، في مجال التنمية".


Api
Api

أهلا بك