20 أكتوبر/تشرين الأول 2011-كيف يمكن للباحثين والمزارعين أن يحصلوا على بيانات دقيقة عن الطقس في مرتفعات الأنديز لمعرفة آثار تغير المناخ؟ وما هي أفضل طريقة يمكن من خلالها لسكان المدن الكينية سريعة النمو الإبلاغ عن انقطاع خدمات المياه ومحاسبة المسؤولين عن إمداداتها؟ وهل هناك طريقة أيسر وأرخص يمكن لسكان المناطق الريفية في أوغندا أن يسددوا بها فواتير استهلاك المياه؟
يمكن أن تنشأ حلول لمثل هذه المشاكل ولمشاكل أخرى متعلقة بالمياه خلال الأيام المقبلة عندما يلتقي خبراء المياه وتكنولوجيا المعلومات معاً لتبادل أفكارهم ورؤاهم "في هاكاثون المياه" الذي يعقد في 10 مدن حول العالم.
ويجمع البنك الدولي وبرنامج المياه والصرف الصحي معاً المشاركين في جلسات تستمر على مدى 48 ساعة وذلك بالتعاون مع شركاء التكنولوجيا من وكالة ناسا، وشركات جوجل، وهيوليت باكارد، وميكروسوفت وياهو.
وسيتطوع مبرمجو الكمبيوتر ومصممو البرامج بجزء من وقتهم في كل من ليما ولاغوس وكمبالا ونيروبي بالإضافة إلى مدن أخرى. وسينتقون من بين أكثر من 70 مشكلة قدمها الخبراء المتخصصون في مجال المياه وآخرون من الأطراف المعنية، وسيبدؤون في وضع التطبيقات المناسبة للهواتف المحمولة وأجهزة أخرى.
والهدف من ذلك هو إيجاد حلول مبتكرة لقضايا إدارة المياه التي يصعب على خبراء المياه أن يجدوا لها حلولا بمفردهم، فضلا عن الاستفادة من الهواتف المحمولة المنتشرة الآن في كل مكان، والدخول إلى الإنترنت عبر الهاتف المحمول، ووسائل التواصل الاجتماعي وذلك لزيادة مشاركة المواطنين وأيضا زيادة الشفافية في قطاع المياه.
وفي هذا الصدد، يقول خوسيه لويس إريغوين، مدير قطاع النقل والمياه والمعلومات وتكنولوجيا الاتصالات بالبنك الدولي: "تقع المياه في صميم بعض أكثر التحديات الملحة التي تواجه عملية التنمية. وعند الجمع بين التكنولوجيا والبيانات المتعلقة بالمستهلكين، سنجد فرصا جديدة لوضع حلول غير تقليدية واستخدامها بفاعلية".
"لنرى ما يمكن أن يفعله هؤلاء المبرمجون "
في أفريقيا، لوحظ أن عدد من يمتلكون هواتف محمولة أكبر ممن تتوفر لديهم مراحيض. أما الهند - التي تعد من رواد تكنولوجيا المعلومات في العالم- فلديها أكبر عدد من الفقراء المحرومين من الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي. فهناك ما يقرب من 500 مليون شخص لا يجدون سبيلا للحصول على الصرف الصحي المأمون فضلا عن 120 مليونا يعدمون سبل الحصول على مياه الشرب المأمونة.
ويقول جايهيانغ سو، مدير برنامج المياه والصرف الصحي، إن هاكاثون المياه في بنغالور بالهند يتيح للعاملين المحليين في قطاع تكنولوجيا المعلومات فرصة للانخراط في قضايا إنمائية ملحة لا تشكل في العادة جزءا من عملهم.
ويضيف سو: "لنرى ما الذي يمكن أن يفعله هؤلاء الهاكرز للمساعدة في حل مشكلة مهمة بالفعل."
وتوافقه الرأي إيزابيل هيون، وهي مسؤول أول بقطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في البنك، التي ترى أن الهاكاثون يمثل "موعدا سريعا بين أمرين مختلفين: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من جانب والمياه من جانب آخر." وتمنح اجتماعات الهاكاثون هذه العاملين في قطاعي تكنولوجيا المعلومات والمياه فرصة للالتقاء وللعمل معا. ويكمن التحدي في مواصلة هذا الجهد بمجرد انتهاء الحدث. وتضيف هيون: "يمكن للبنك أن يلعب دورا في توفير المناخ اللازم لتشجيع الابتكار ورعاية الأفكار والمشاريع وتوفير رؤوس الأموال المجازفة."
ومن بين القضايا التي يمكن التعامل معها بالنسبة للهند: صعوبة تتبع استهلاك المياه في المدن، والحاجة إلى التشجيع على استخدام المراحيض العامة في الأحياء الفقيرة، ونشر الوعي بقضايا المياه والصرف الصحي.
وفي كينيا، سيتاح لخبراء التكنولوجيا تصميم نظام للشكاوى من الهاتف المحمول إلى الإنترنت للتأكد من أن شكاوى المواطنين من سوء حالة المياه أو انقطاعها أو حدوث تسريبات قد وصلت للمعنيين ويجري العمل على حلها، إلى جانب التأكد من جمع ومتابعة البيانات الخاصة بالآراء بطريقة منهجية. ومن شأن مثل هذه التطبيقات إكمال جهود فرق العمل المعنية بالمياه والتي تساعد في الاستجابة لشكاوى المواطنين.
من جانبها، تقول جوليا باكنال، مدير برنامج المياه التابع للبنك الدولي: "لا نعرف أي المشاكل سيختارها مبرمجو الكمبيوتر ومصممو البرامج... نحن فقط نعرف أي المشاكل هي الأكبر، لكن لا يمكننا بسهولة أن نحكم- وهذا بالضبط الهدف من وراء هذا النشاط- أي ما الذي يمكن حله من قبل هؤلاء الخبراء. ولو أننا كنا نعلم ما كانت هناك حاجة لعقد هذا الهاكاثون".
فرصة لإحداث تحول في حياة الناس
يقول دانييل شيمي، المعاون الفني المبتدئ بالبنك الدولي وأحد منظمي الهاكاثون إن الهاكاثون بالنسبة للعديد من المشاركين سيمثل المرة الأولى التي سيتعاملون فيها مع مشاكل المياه في بلادهم. ويضيف أن مثل هذا "الاهتمام الذاتي" بالمشاكل وحلها يشكل أهمية كبيرة لنجاح الهاكاثون من أجل زيادة فرصة متابعة وتطوير التطبيقات.
ويقول زاخ ويلسون، أحد العاملين في مجال رسم الخرائط ووضع البيانات والذي يبلغ من العمر 31 عاما من واشنطن العاصمة: "أعتقد أن هذه دائما هي القضية التي تحظى بأقصى اهتمام من الناس تقريبا. وبالطبع يمثل تطلع المرء إلى نوع من التقدير لعمله مكافأة ذات معنى. لكن لا يقل عن ذلك أن هذا الأمر يتعلق بتكاتف أوساط الخبراء والهاكرز والعمل مع الناس لتحقيق مصالح مشتركة وحل مشاكل صعبة ثم تأتي المكافأة باعتبارها نوعاً من الحافز. ويماثل ذلك تأسيس شركة ناجحة. فصاحب الشركة يريد دوما أن يحل أية مشكلة تواجهه إذ أن هذا يستحوذ في الغالب على فكره. وإذا نجح فربما يكون ذلك مربحا للغاية."
وتعرب باكنال عن أملها في أن يمنح الهاكاثون المشاركين "فرصة لتعلم أشياء جديدة وقضاء وقت ممتع وبعد ذلك إحداث تحول في حياة الناس."
وتضيف باكنال: "لا يعني هذا فقط حياة أولئك الذين يستفيدون مباشرة من هذا المنتج، بل أيضا حياة الهاكرز أنفسهم. فإذا أدركت أن تحديات التنمية يمكن حلها، وأنها ليست فقط مجرد مشاكل كبيرة لا يمكن المساعدة في حلها- وأن هذه الخطوات الإضافية الصغيرة يمكن أن تحدث تغييرا إيجابيا- فربما يتحول الناس من العمل في إنتاج ألعاب الفيديو إلى العمل على حل مشاكل المياه."
ويحتذي هاكاثون المياه ، وهو الأول من نوعه على مستوى العالم، النموذج الذي وضعته مبادرة قراصنة الإحسان ، وهي شراكة بين جوجل وميكروسوفت وياهو وناسا وهيوليت باكارد والبنك الدولي. وقد أثمر الاجتماع الأول لمبادرة قراصنة الإحسان والذي عقد في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2009 ظهور تطبيقات مثل I’m Ok! و Tweak the Tweet ، والتي اُستخدمت في عمليات الاستجابة للطوارئ في أعقاب زلزال هايتي عام 2010.
وندعو الجمهور العام إلى متابعة هاكاثون المياه مباشرة على موقع تويتر باستخدام waterhack#
