موضوع رئيسي

إندونيسيا: تنمية الصغار تساعد على تنمية الأمة

06/13/2012


Image

لا تزال إندونيسيا تتوسع في برامج الطفولة المبكرة لمساعدة الأطفال على تحقيق كامل إمكاناتهم.


نقاط رئيسية
  • يعتبر الأطفال منذ‎ ‎ولادتهم‎ ‎حتى‎ ‎سن‎ ‎السادسة في العمر الذهبي لتنميتهم. وهو وقت يتطور فيه العقل البشري بأقصى ‏سرعة له.‏
  • واصلت إندونيسيا النهوض بالتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، إلا أن أعداد ونوعية الخدمات المقدمة لا تزال محدودة.
  • تطبق حكومة إندونيسيا، بالتعاون مع البنك الدولي، خدمات شاملة للطفولة المبكرة تتركز في المناطق الريفية.

جاكرتا، 14 يونيو/حزيران 2012 - يقف حوالي  20 طفلا تتراوح أعمارهم بين الرابعة والخامسة أمام منزل زاهي الألوان وهم يغنون بحماس. وتنعكس فرحتهم على وجوه آبائهم. فالأطفال هنا، في مركز ميكار ميلاتي لتنمية الطفولة المبكرة في سوكابومى، محظوظون للغاية لأنهم يحصلون على الخدمات التي تساعد نموهم المعرفي.

فمن خلال التحفيز المناسب، مثل اللعب والغناء، يمكن أن تتطور قدرة الطفل على التفكير والانخراط في المجتمع وتحسين مهاراته الحركية بشكل أفضل. عن ذلك تقول هينهين، وهي إحدى المساعدات اللاتي يقمن على تيسير العمل، إن معلمي المدارس الابتدائية يدركون الآن الأثر الذي يحدثه التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.


" الأطفال الذين مارسوا التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة أسرع تعليما، وأكثر ثقة بالنفس، وأفضل تفاعلا "

هينهين

منسقة العمل

يعمل الآن العديد من مراكز تعليم الطفولة المبكرة جنبا إلى جنب مع المراكز الصحية لتقديم خدمات من جانب متخصصين في مجال الصحة للأطفال والآباء على حد سواء.

يوضح ذلك أوجام، رئيس مكتب الصحة في سوكابومى، قائلا "نجح هذا التكامل في تخفيض عدد حالات سوء التغذية."ويأخذ التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة بإندونيسيا مجموعة متنوعة من الأشكال. حيث يمكن أن يتم من خلال مركز للرعاية اليومية، أو ملعب، أو مركز لتعليم الطفولة المبكرة يعمل بشكل تكاملي مع وحدة صحية، أو برنامج للأسر التي لديها أطفال دون الخامسة، أو مركز لتعليم القرآن الكريم، أو إحدى رياض الأطفال الإسلامية، التي تلبي احتياجات مجموعات عمرية مختلفة.

لكن معظم مراكز تعليم الطفولة المبكرة تعمل في الوقت الحاضر بشكل فردي. فعلى سبيل المثال، رياض الأطفال ليست متكاملة مع مراكز صحية. وقد وافقت الحكومة على تطوير خدمات الطفولة المبكرة المتكاملة خلال الحوار الوطني عن التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة الذي عقد في يناير/كانون الثاني 2012. وعن ذلك تقول الأستاذة الجامعية أنا اليسجاهبانا، وهي من الخبراء الوطنيين وقادت فكرة ضم مجموعة الوحدة الصحية في عام 2000 "تهدف الوحدات الصحية إلى الحد من الفجوة في تنمية الطفل من حيث الصحة والتنمية النفسية والاجتماعية... وفي المستقبل، من المتوقع أن يتم تقديم احتياجات الأطفال منذ ولادتهم وحتى سن السادسة داخل مكان واحد، أو في عدد من الأماكن المختلفة، ولكنها متكاملة." وتأمل مديرية تعليم الطفولة المبكرة بوزارة التربية والتعليم والثقافة، التي أنشئت عام 2001، في أن يغطي البرنامج 75 في المائة من الأطفال في إندونيسيا بحلول عام 2015.

تحديات: الحصول على الخدمات وجودتها وتصور الرأي العام

تواصل الحكومة جهودها لتوفير التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة للأطفال من الأسر الفقيرة. وفي إندونيسيا الآن 32.4 مليون طفل من سن الولادة وحتى سن السادسة، ولكن أقل من نصفهم تلقى تعليماً في مرحلة الطفولة المبكرة. وهؤلاء الذين لم يحظون بهذه الخدمات تقل أعمار معظمهم عن ثلاث سنوات ويعيشون في المناطق الريفية. والتحدي الماثل أمام الحكومة هو ضمان حصولهم أيضا على خدمات مناسبة.

لقد أوضحت خطة عمل مبادرة التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة حتى عام 2025 التي أطلقتها وزارة التربية والعليم والثقافة عام 2011 ضعف مستوى المعلمين وكفاءتهم. فأكثر من 60 في المائة من هؤلاء المدرسين من  خريجي المدارس الثانوية أو من الحاصلين على دبلوم لمدة سنتين من إحدى الكليات. ومن أجل تحسين نوعية المعلمين، تعتزم الحكومة توفير منح دراسية وتدريبية وتدريب داخلي، وهو ما سيتطلب قدراً كبيراً من الأموال.

ولكن العديد من الإندونيسيين لا يدركون أهمية التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة. ولا يزالون يعتبرون التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة مقتصرا على اللعب والغناء، في حين يتوقع كثير من الآباء أن أطفالهم سيكتسبون معارف أكاديمية، وبشكل سريع جداً. ويريد الآباء أن يصبح أطفالهم قادرين على عد الأرقام والقراءة والكتابة، حتى يستطيعوا اجتياز اختبارات المدارس الابتدائية. وهذا هو السبب في أن الآباء يسجلون أطفالهم في رياض الأطفال عندما تقترب أعمارهم من سن الخامسة. ومع ذلك، فإن اللعب خلال المرحلة العمرية من 3 إلى 6 سنوات هو أنجع وسيلة لتحفيز مهارات اللغة والاتصال والمهارات الحركية عند الأطفال.

التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة وبرنامج التنمية

التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة وبرنامج التنمية هو أحد المبادرات الحكومية. وقدم هذا البرنامج، من خلال التعاون مع البنك الدولي وهولندا، التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة للأسر الفقيرة منذ عام 2006. ويأمل البرنامج أن يصل بحلول عام 2013 إلى حوالي 738 ألف طفل في 3000 قرية تنتشر في 50 منطقة.

ويتبنى البرنامج مفهوم التنمية المدفوعة باعتبارات المجتمعات المحلية، بغرض غرس مفهوم المسؤولية عنه لدى المجتمع المحلي والمساعدة في ضمان استدامته. وطلب البرنامج منذ البداية من الحكومات المحلية الالتزام بالبرنامج، من أجل ضمان استدامته. وتعدّ مشاركة المجتمعات المحلية كبيرة جداً. فعلى سبيل المثال، يقرر المجتمع المحلي من سيتلقون التدريب كي يصبحوا معلمين. وهناك الآن حوالي 12 ألف معلم يتلقون التدريب من أجل تحسين نوعية التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة. وقد ساعد البرنامج أيضا على وضع معيار وطني للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، ويتم استخدام هذا المعيار كمرجع للمؤسسات التعليمية.

وبالإضافة إلى التعليم، يوفر البرنامج أيضا الفحوص الصحية والفيتامينات والمعرفة بشأن الممارسات المتعلقة بالحياة الصحية، والمعرفة بشأن القيم الأسرية. ويواصل البرنامج تعزيز الدور الهام الذي يضطلع به الآباء والمجتمع المحلي والحكومة المحلية في تنمية الطفل. كما يؤكد على أهمية تعزيز الخدمات المقدمة للأسر التي لديها أطفال تقل أعمارهم عن 3 سنوات.

 


وسائط إعلامية

Api
Api

أهلا بك