موضوع رئيسي

تعزيز الرقابة البرلمانية في المغرب

04/07/2015


Image

مبنى البرلمان  المغربي في الرباط

Posztos l Shutterstock

نقاط رئيسية
  • مؤشر النزاهة العالمية يدرج برلمانات المنطقة في قاع التصنيف الدولي من حيث القدرة على مراقبة السلطة التنفيذية، وتشجيع الحكم الرشيد.
  • البرلمانات تلعب دورا أكثر أهمية في بعض بلدان المنطقة منذ بدء أحداث الربيع العربي عام 2011.
  • البنك الدولي يعمل مع البرلمانيين والموظفين الإداريين لمساعدتهم على تقييم السياسة العامة والإنفاق الحكومي.

تثبت تجربة كثير من البرلمانات حول العالم ما يمكن أن يلعبه البرلمان الفعال ذو التمثيل الحقيقي في تعزيز الإدارة العامة وتحسين العملية الديمقراطية. وتعد الرقابة البرلمانية إحدى ركائز الحكم الرشيد – وحلقة أساسية في سلسلة المساءلة. ولهذه الرقابة أهمية من حيث متابعة السياسات والبرامج الحكومية وتحققها أثرها المنشود؛ ومن حيث تسليط الضوء على أعمال الحكومة من خلال النقاش البرلماني؛ وفي تحسين كفاءة وفعالية الإنفاق الحكومي، وفي إعلاء سيادة القانون.

وفي منطقة الشرق الوسط وشمال أفريقيا، أكدت الأحداث التي وقعت في السنوات الأخيرة على الدور المحوري الذي يجب أن تقوم به البرلمانات في تدعيم صوت المواطن ومشاركته، وفي طرح إصلاحات تتعلق بالرقابة.

ففي تونس، كانت القرارات بشأن السلطات التي ستسند إلى البرلمان الجديد محورية في المناقشات التي شكلت دولة ما بعد الثورة. ودعم دستور المغرب الصادر عام 2011 البرلمان، وزاد من صلاحياته، لاسيما في عملية وضع الموازنة. وبالمثل، صدرت تعهدات في اليمن والأردن وسلطنة عُمان بمنح صلاحيات تشريعية ورقابة برلمانية حقيقية استجابة لمطالب الجماهير.

ومع هذا، مازالت قدرة البرلمانات على الأداء الفعال مبعث قلق كبير في العديد من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتدرج منظمة الشفافية العالمية أغلب بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المرتبة التالية لبلدان أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي وجنوب آسيا.

وعن ذلك يقول هشام والي، مدير قطاع الحوكمة بالبنك الدولي "البرلمانات القوية عنصر حيوي لتحقيق الحكم الرشيد... فهي ترسخ المشاركة الجماهيرية في الأمور السياسية وتشجع النموذج الحكومي الأكثر تجاوبا. ويتوقف حدوث ذلك على توفر أنظمة سياسية وانتخابية، وصلاحيات رسمية ممنوحة للبرلمان، وإرادة وفضاء سياسي، وقدرات فنية."

ويثبت الضعف النسبي لنتائج الإدارة العامة في المنطقة بالإضافة الى الإصلاحات الدستورية الأخيرة يعزز التوقيت الذي يأتي فيه دعم البنك الدولي للبرلمانات في المنطقة. ففي المغرب، وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، عالج البنك قضايا الإدارة العامة من خلال تشجيع الإصلاح على المستويين الوطني والمحلي. في سلسلة قروض سياسات التنمية للشفافية والمساءلة (حكامة)، استثمر البنك في السياسات التي أرست الأسس للمزيد من مساءلة الحكومة وانفتاحها.



" البرلمانات القوية عنصر حيوي لتحقيق الحكم الرشيد... فهي ترسخ المشاركة الجماهيرية في الأمور السياسية وتشجع النموذج الحكومي الأكثر تجاوبا. "

Image

منظمة النزاهة العالمية : قوة الرقابة البرلمانية، مقارنة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

LAC: أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي - SA: جنوب آسيا - MENA: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

وبالتوازي مع دعمه للسلطة التنفيذية في المغرب، بدأ البنك مشروعا – بتمويل من صندوق المانحين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – مخصصا لبناء القدرات البرلمانية على مراقبة الموازنة وإشراك المواطنين. ويساند المشروع المهارات المطلوبة للقيام بالأدوار والمسؤوليات الجديدة الواردة في دستور المغرب.

وعن ذلك يقول رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب المغربي "يمكن أن نبني شراكة فعالة مع البنك الدولي لتنمية القدرات البرلمانية خلال عام 2015... ويثبت هذا إرادتنا الخالصة لإرساء الأساس لثقافة المناظرة والحوار، ومواصلة الاطلاع على أفضل الممارسات العالمية كي نساند أعمالنا."

ويركز الدعم الذي يقدمه البنك الدولي على مساعدة نواب البرلمان والإداريين على فهم التوجه المستند إلى الأداء نحو الإدارة العامة، فضلا عن تأهيلهم للتنبؤ بأوضاع المالية العامة وتقييم السياسات العامة. ويمكن لبرامج التبادل الدولية والمبادرات الإقليمية أن تساعدهم على بناء شبكة من الممارسين ومد خطوط اتصال أخرى. ويأمل المشروع على المدى المتوسط إلى دعم قدرة البرلمان على التعامل مع التماسات المواطنين والمشاركة في المشاورات – وهما آليتان أساسيتان للمشاركة الجماهيرية. ورغم أن المشاورات العامة وسيلة تستخدمها الحكومة، فإن استحداث حق الالتماس يضع المبدأ الدستوري الجديد المتمثل في المشاركة في العملية الديمقراطية موضع التنفيذ.

يستهدف المشروع الجديد الموظفين الإداريين بالبرلمان وأعضاء البرلمان، حسب درجة إهتمامهم في  إشراك الجمهور وإصلاحات تتعلق بحق الحصول على المعلومات. وتشمل النتائج المنشودة تحسين الفهم لمختلف أساليب التواصل مع الجمهور بفاعلية. وتحسين الرقابة البرلمانية خاصة في مجال وضع الموازنة وتنفيذها، وزيادة الوعي بكيفية تنفيذ البلدان الأخرى إصلاحات مماثلة.

إن الإصلاحات الأخيرة في مختلف بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدأت تشجع البرلمانات للعب دور أكثر فعال في المعايير الشفافية والنزاهة. وباعتبار البرلمان المؤسسة الوحيدة التي تتمتع بسلطة الرقابة على الحكومة والاضطلاع بدور نشط في الرقابة على الموازنة، فإنه يشكل جزءا أصيلا من المساءلة والتطوير. ويتيح التشجيع على المشاركة العامة فرصة للمواطنة الأكثر مشاركة، وتكوين سياسيين يتمتعون بالوعي والدراية، ومن ثم يحيي الأمل في تحقيق نتائج إنمائية أفضل. 


Api
Api

أهلا بك