موضوع رئيسي

ضعاف البصر يتلقون نور المعرفة في مدرسة للمكفوفين

11/24/2015


Image
Rumi Consultancy/ World Bank

نقاط رئيسية
  • مدرسة التعليم المهني الثانوي للمكفوفين تمكن ذوي الإعاقة البصرية من متابعة التعليم العالي وتحقيق طموحهم في الحصول على وظيفة والمساهمة في بناء المجتمع.
  • المدرسة تحصل على الدعم من مشروع تنمية المهارات الثاني في أفغانستان، الذي تنفذه وزارة التربية والتعليم بمساندة البنك الدولي.
  • المشروع يركز على تقديم الحوافز للمدارس والمعاهد التي تقدم برامج التعليم الفني والتدريب المهني الرسمية، وتدعم في نفس الوقت النظام المؤسسي ككل.

مدينة كابول – تتحرك يداها ببطء فوق لوحة المفاتيح وهي تبدأ الكتابة أثناء حصة الكمبيوتر. كتبت تامانا نيازي على شاشة الكمبيوتر باللغة الإنجليزية "نحن طلاب في المدرسة الثانوية للمكفوفين". ولدت تامانا، البالغة من العمر تسعة عشر عاما، وهي كفيفة. ورغم أنها لا ترى، إلا أن تامانا تمتلك المثابرة في العمل بجد حتى لا تكون في نهاية الأمر عبئا على أسرتها ومجتمعها.

تمكنها المساندة التي تتلقاها من عائلتها وكذلك من المدرسة المهنية الثانوية للمكفوفين (e) من الذهاب إلى المدرسة. وإلى جانب زملائها الأربعة في الصف الحادي عشر، تقوم باستخدام برنامج مايكروسوفت وورد في مختبر الحاسوب بالمدرسة. وتقول تامانا "رغم أنه من الصعب على الكفيف أن يتعلم مهارات الحاسوب، فإنني مصممة على تعلمها لأنني أريد أن أصبح معلمة بعد أن أنتهي من دراستي".

المدرسة الثانوية للمكفوفين هي المدرسة العامة الوحيدة في البلاد التي توفر فرصة للمكفوفين وضعاف البصر للدراسة في بيئة تعليمية ملائمة توفر لهم المواد التعليمية والمعدات اللازمة. تضم المدرسة ثلاثة أقسام – وهي تنمية المهارات المهنية، والتعليم العام، والتعليم الإسلامي – موزعة على نظام تعليمي يتكون من 12 صفا.

يدرس في المدرسة حاليا، أكثر من 170 طالبا، منهم 65 فتاة. يعاني غالبية الطلاب من العمى الكامل بينما يعاني عدد قليل منهم من ضعف في الإبصار يسمح لهم بالرؤية لمسافة قصيرة فقط.

التحق بعض خريجي المدرسة الثانوية بجامعات حكومية بعد اجتيازهم اختبار كانكور Kankor (وهو اختبار القبول بالجامعة)، وتخصصوا في مواد مثل القانون، والصحافة، والأدب، وعلم النفس. ويقول خوجة عبد الكبير صدّيقي مدير المدرسة "منذ عام 2012، تخرج 16 من الطلاب من المدرسة المهنية".

يدخل الطلاب ضعاف البصر اختبار كانكور خاص عبارة عن 100 سؤال متعدد الاختيارات. يقوم مساعد بقراءة الأسئلة والاختيارات بصوت مرتفع للطالب، الذي يجيب شفويا. يقوم المساعد عندئذ بوضع دائرة على الاجابات التي يقولها الطالب على ورقة الاختبار.

يدرس ناصر أحمد، 24 عاما، وهو أحد خريجي المدرسة الثانوية الذين اجتازوا اختبار كانكور، علم نفس المكفوفين في جامعة برهان الدين رباني، وهي مؤسسة عامة. ويقول "أنا لم أعد كفيفا. لقد ثقفت نفسي بنور المعرفة والوعي. في المستقبل، أريد أن أصبح معلما وأخدم مكفوفين آخرين". وهو يسير في دراسته بشكل جيد، حيث يقوم مثل أي طالب آخر بتسجيل المحاضرات بمسجل الصوت ويحول المواد الدراسية إلى لغة برايل.

سليمة، 21 عاما، خريجة أخرى من المدرسة، وهي الآن طالبة في كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة كابول. وللاستعداد لاختبار القبول بجامعة كابول، استمعت هي وزملاؤها إلى أسئلة وأجابات الاختبارات القديمة. لقد قامت إدارة المطبوعات الوطنية، التي جهزها البنك الدولي بالمعدات وزودها بالتمويل، بتسجيل أوراق الاختبارات القديمة صوتيا. يستمع الطلاب بانتظام الى التسجيلات ويتدربون على الإجابة على الأسئلة. لقد ساعدتهم هذه الطريقة على الإجابة على الأسئلة بشكل صحيح أثناء الاختبارات الفعلية.

تقول سليمة "في المدرسة الثانوية، درسنا كمجموعة لأننا جميعا كان لدينا المشكلة ذاتها. وفي النهاية، ساعدتنا هذه الدراسة في مجموعات كثيرا في اجتياز اختبار القبول بالجامعة".


Image
Rumi Consultancy / World Bank

" أنا لم أعد كفيفا. لقد ثقفت نفسي بنور المعرفة والوعي. في المستقبل، أريد أن أصبح معلما وأخدم مكفوفين آخرين. "

ناصر أحمد

أحد خريجي المدرسة الثانوية الذين اجتازوا اختبار كانكور، علم نفس المكفوفين في جامعة برهان الدين رباني، وهي مؤسسة عامة.

Image
Rumi Consultancy/ World Bank

تقع المدرسة المهنية الثانوية للمكفوفين، التي أنشئت عام 1964، في دار الأمان في غرب كابول. بوصفها المدرسة المهنية الوحيدة لمن يعانون من ضعف الإبصار في أفغانستان، فإنها تعمل تحت إشراف مكتب نائب الوزير للتعليم الفني والتدريب المهني في وزارة التربية والتعليم. وقدم مشروع تنمية المهارات في أفغانستان، الذي نفذته الوزارة، مساندة للمدرسة في عام 2012، ومكنها من تجديد مرافقها وتحسن خدماتها.

استهدف مشروع تنمية المهارات في أفغانستان، الذي أغلق يوم 30 يونيو/حزيران عام 2014، بناء نظام عالي الجودة للتعليم الفني والتدريب المهني وتم تمويله من البنك الدولي و الصندوق الاستئماني لإعادة إعمار أفغانستان. ويواصل البنك الدولي دعمه لنظام التدريب المهني والفني من خلال مشروع تنمية المهارات الثاني في أفغانستان، الذي يوفر أيضا التمويل لمدرسة المكفوفين. ويواصل المشروع الثاني بناء نظام التدريب المهني والفني في أفغانستان، ويركز على تقديم حوافز للمدارس والمعاهد التي تقدم برامج رسمية للتدريب المهني والفني من خلال برنامج صندوق التحدي، ويعزز في الوقت نفسه النظام المؤسسي ككل.

بناء قدرات المعلمين

من خلال برنامج تنمية المهارات في أفغانستان، جددت مدرسة المكفوفين منشآتها من خلال تجديد مبناها، وشراء أثاث جديد وكذلك أدوات مكتبية، والتجهيز بمعدات برايل. لقد سهلت المعدات الجديدة وخدمة الإنترنت الدراسة وجعلتها أكثر متعة للطلاب.

وتم تجهيز جميع أجهزة الكمبيوتر في المدرسة ببرنامج (Job Access With Speech JAWS)، وهو برنامج قارئ شاشة الكمبيوتر ويتيح للمستخدمين المعاقين بصريا الوصول إلى المحتوى إما بتحويل النص إلى كلام أو عن طريق عرضه بطريقة برايل بشكل متجدد ومحدث. ويستخدم الطلاب الكتب التي يتم طبعها بطريقة برايل – وهو نظام باللمس يعمل بنقاط بارزة تسمح للمكفوفين بالقراءة. وسيسمح مشروع  تنمية المهارات في أفغانستان قريبا للمدرسة بطباعة الكتب بطريقة برايل، وذلك وفقا لما قاله نقيب الله شينواري، منسق مدرسة المكفوفين.

كما يدعم تمويل مشروع  تنمية المهارات في أفغانستان مبادرات بناء قدرات المعلمين في المدرسة. ويوجد حاليا 48 معلما، ومثلهم مثل طلابهم، فإن معظمهم من المكفوفين أو ضعاف البصر. يقول نقيب الله "حتى نهاية مشروع تنمية المهارات الثاني في أفغانستان، الذي سيستمر حتى عام 2018، سنعمل على تعزيز قدرات المعلمين حتى نتمكن من رفع مستوى المدرسة الثانوية إلى معهد للتعليم العالي".

تزداد شعبية المدرسة نتيجة لتجديد منشآتها، وقد التحق بها 36 طالبا جديدا هذا العام. يقول مدير المدرسة خوجة عبد الكبير صدّيقي "منذ أن تم دعم المدرسة من قبل وزارة التربية والتعليم بمساندة من البنك الدولي، تمكنت من اكتساب المزيد من الثقة. والآن، فإن الناس يثقون في المدرسة أكثر من أي وقت مضى".

 

Api
Api

أهلا بك