موضوع رئيسي

المشاريع الصغيرة لبنات تبني مستقبل الكويت

03/01/2016


Shutterstock / فيليب لانج ©

بالرغم من وجود عدد كبير من المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الكويت، وخاصة في قطاع التجزئة وقطاعات  الخدمات غير المالية، الا أن مساهمتها في الاقتصاد هامشية عند 3% من إجمالي الناتج المحلي. وتثير هذه المفارقة القلق بشكل خاص عند المقارنة بالبلدان المرتفعة الدخل وبلدان الأسواق الناشئة حيث تشكل هذه المشروعات أغلبية النشاط الاقتصادي وتسهم بنسبة 50% و40% من إجمالي الناتج المحلي على التوالي.

ولا تشغّل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الكويت سوى 23% من مجموع قوة العمل أي أقل من نصف مجموع ما توفره هذه المشروعات من وظائف في مجموعتي البلدان المرتفعة الدخل وبلدان الأسواق الناشئة.

وفي عام 2014 أجرى البنك الدولي مسحا شمل 502 مشروع صغير ومتوسط في الكويت بغرض فهم الحواجز الأساسية التي تعوق نموها. ورأى أكثر من ثلث هذه المشروعات المشاركة أن إجراءات الترخيص والأذون من المشكلات الرئيسية. وجاء اللوائح العمالية وغموض اللوائح والفساد الإداري في أكثر قليلا من ربع الإجابات. وذكر 24% من المشاركين أن قلة تعليم قوة العمل من الحواجز أمام النمو.

وذكر المشاركون أن الحصول على ترخيص تشغيل في الكويت يستغرق 41 يوما في المتوسط. كما أن التعامل مع اللوائح الحكومية الأخرى يستهلك ما بين 14% و20% من وقت المديرين.

ويعد بناء بيئة نشطة لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة أمرا حيويا لتعزيز التنوع الاقتصادي في الكويت على المدى البعيد. ومن المتوقع أن يلعب القطاع الخاص على مدى السنوات العشرين المقبلة دورا رائدا في تهيئة فرص العمل للجيل القادم من المواطنين في الكويت. وسيعتمد النجاح في هذا المسعى إلى حد كبير على إتاحة نظام موات لريادة الأعمال.

وقد أنشأت الحكومة الكويتية الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في أبريل/نيسان 2013. وبوصفه مؤسسة عامة مستقلة رأسمالها ملياري دينار كويتي، يتمثل الهدف العام للصندوق الوطني في المساعدة على توفير فرص عمل منتجة للمهنيين الكويتيين في القطاع الخاص وزيادة مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد والمساعدة على تنويع الدخل.

والصندوق الوطني هو الهيئة المنفردة الأولى من نوعها لمساعدة المشروعات الصغيرة والمتوسطة. وعن ذلك يقول رئيس الصندوق محمد الزهير "يشمل نظير الصندوق الكويتي في البلدان الأخرى أربع أو خمس هيئات حكومية، واحدة للتمويل وأخرى لمساندة الأعمال، إلخ".

وتركز نشاط البنك الدولي مع الصندوق الوطني على مساندة تشكيله المؤسسي، وذلك من خلال مشروع للمساعدة الفنية يستغرق عامين لدعم تنفيذ استراتيجية الصندوق ويتخذ منهجا شاملا لدعم تنمية بيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الكويت. وفي مراحل ثلاث متتالية منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2013، يساند البنك الدولي إعداد اللائحة التنفيذية للصندوق واستراتيجيته وخطة عمله، وهيكله التنظيمي.


ويمتد نطاق مساندة مجموعة البنك الدولي للصندوق الوطني إلى خمسة مجالات رئيسية. الأول هو بيئة أعمال المشروعات الصغيرة والمتوسطة ويتضمن مساندة إنشاء مجمع الخدمات لمساعدة العملاء على تسجيل شركاتهم والحصول على تراخيص التشغيل. والثاني هو تنمية أعمال المشروعات الصغيرة والمتوسطة ويتضمن تسهيل خدمات تحسين الأعمال وأنشطة التدريب ومساعدة المؤسسات على الارتباط بسلاسل القيمة المحلية والعالمية. أما الثالث فهو تنمية ثقافة ريادة الأعمال ويتضمن إنشاء مساحة للتفاعل عبر الإنترنت بين رواد الأعمال وكذلك الفعالياتالمجتمعية. ويساند البنك الدولي أيضا في قياس أثر الصندوق الوطني وتقدمه عبر جمع البيانات والمتابعة والتقييم.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015، نظم الصندوق الوطني أول منتدياته الوطنية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة. وانضمت المديرة الأولى للتجارة والتنافسية بالبنك الدولي أنابيل جونزاليز إلى المنتدى وشاركت في فعالية مجتمعية نظمتها "ومضة" للربط بين شباب ورواد أعمال وخبراء في الصناعة من أجل تبادل الدروس المستفادة وتلقي النصائح.

وحضر الفعالية، التي نظمتها ومضة بعنوان "Mix n Mentor ميكس أن منتور"، 70 رائد أعمال كويتيا و28 مرشدا محليا وإقليميا. وخلال الجلسات ناقش رواد الأعمال التحديات التي تواجه الشركات الجديدة بما في ذلك مشاكل ترتبط بجمع المال اللازم وتنمية الأعمال وبناء فرق العمل ونمو قاعدة المستخدمين والعملاء. وشملت الفعالية أيضا حلقات عمل عن بناء وتعزيز مهارات ريادة الأعمال.

وحظيت الفعالية بالاستحسان من جانب المشاركين. وشعر حوالي 78% ممن تم استطلاع آراؤهم بعد الفعالية أن الجلسات ساعدتهم على زادت من حماسهم في عملهم كرواد أعمال. وقال حوالي 90% من رواد الأعمال أنهم سيستخدمون في عملهم ما حصلوا عليه من معلومات من المرشدين، وأعرب حوالي ثلاثة أرباع المشاركين في الاستطلاع عن اعتقادهم بأنهم سيكونوا على تواصل بمرشديهم.

وقال أحد المشاركين، وهو مؤسس شركة Dotz N Pixels "كانوا فعلا صرحاء بشأن ما لدينا من أفكار. وقدموا لنا معلومات تقييمية إيجابية، لكن الأهم أنهم شاركونا الجانب السلبي من أعمالنا وهو ما أردت فعلا سماعه وجعلني راغبا في العمل بقوة أكبر."

وأنشأت مجموعة البنك الدولي شراكة مع ومضة لمساندة أنشطة الصندوق الوطني. وقامت ومضة ببناء منصة لسرد القصص اسمها نويت Nuwait للاحتفاء بقصص النجاح والفشل من الكويت وكذلك مشاركة النصائح والرؤى والاتجاهات والموارد.

وقال كبير الخبراء في شؤون القطاع الخاص بالبنك الدولي بارث توير لمنصة نويت "شغف رواد الأعمال يجب أن يتوج بالمثابرة والعمل." ونصح رواد الأعمال بأن "يعملوا معا لخلق ثقافة التعاون حيث يُحتفى بالفشل بالإضافة الى النجاح."

 تعتبر هذه المنصة مرجع لمجتمع  رواد الأعمال المحلي وتزود المقبلون على ريادة الأعمال بالمعارف وشبكة من رواد الأعمال والخبراء عن طريق تبادل القصص والمعلوماتوتهدف أيضا إلى تشجيع الآخرين على تدشين شركاتهم الجديدة.

وقال الخبير الأول المتخصص في القطاع الخاص بالبنك الدولي ورئيس فريق العمل علي أبوكميل لمنصة نويت "وينبغي أن ينتهز رواد الأعمال الفرصة لتنمية أفكارهم وزيادة اطلاعهم على الاتجاهات العالمية في مجال الأعمال.يزداد الزحم الآن في الاقتصاد لكن التغيرات ستستغرق وقتا." "

Api
Api

أهلا بك