موضوع رئيسي

شواهد جديدة تكشف عن سبل دفع الشركات الصغيرة والمتوسطة على درب النمو وخلق الوظائف

11/30/2016


Image

من اليسار إلى اليمين: ميريام بروهن، أسلي ديميرغوك كونت، سايمون بيل


نقاط رئيسية
  • الشركات الصغيرة والمتوسطة توفر نحو نصف الوظائف في بلدان العالم النامية.
  • تعزيز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة يمكن أن يترجم مباشرة إلى مكاسب أكبر للأسر محدودة الدخل.
  • مجموعة من البحوث الجديدة تشعل ثورة في أسلوب دعم شركاء التنمية للشركات الصغيرة والمتوسطة.

، حيث توفر ما يقرب من نصف الوظائف، وتمثل مصدرا للغالبية العظمى من الوظائف الجديدة. وكثيرا ما تكون أقل إنتاجية عن الشركات الكبيرة، ولذا فإن الإجراءات التي تقلص فجوة الإنتاجية هذه وتعزز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة يمكن أن تترجم مباشرة إلى مكاسب أكبر للأسر محدودة الدخل.

هذا هو السبب في دعم البنك الدولي وشركائه لطائفة من البرامج- بدءا من تسريع إجراءات تسجيل الشركات إلى إنشاء سجلات للضمانات العينية- وذلك لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة. إلا أنه حتى وقت قريب، لم تكن هناك سوى شواهد واهية حول التدابير التي أثبتت نجاحها وتلك التي لا تصلح. بيد أن مجموعة من البحوث الجديدة التي أجريت في المكسيك وجورجيا والبوسنة وبلدان أخرى أحدثت ثورة في الطريقة التي يدعم بها شركاء التنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، نظم البنك الدولي ندوة عن بحوث السياسات لعرض العديد من أحدث النتائج.

قالت أسلي ديميرغوك كونت، مديرة إدارة البحوث بالبنك الدولي، "، سواء أجاءت هذه القيود في شكل الحصول على التمويل، أو القوانين أو الفساد. ونظرا لأننا لسنا مهتمين فقط بزيادة خلق الوظائف الجديدة، بل أيضا بخلق وظائف أعلى جودة، فإننا مهتمون للغاية بالسياسات التي تشجع الشركات الصغيرة والمتوسطة".

وقارنت الخبيرة الاقتصادية ميريام بروهن بالبنك الدولي، بين أساليب تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة من ثلاثة جوانب يطرح من خلالها البحث رؤية جديدة، وهي: إصلاح اللوائح التنظيمية، وتسهيل سبل الحصول على التمويل، وممارسات الأعمال التجارية.

وقالت بروهن، "أين ستؤتي الأموال المقدمة لبرامج الشركات الصغيرة والمتوسطة أعظم الثمار لكل دولار يتم إنفاقه؟ هذا هو ما نود أن نركز عليه جهودنا".

وفي مجال اللوائح التنظيمية، ركزت الحكومات جل اهتمامها على تبسيط إجراءات تسجيل الشركات. وبلغ متوسط عدد الإصلاحات التي سجلها تقرير ممارسة أنشطة الأعمال سنويا على مدى السنوات الخمس الماضية في هذا المجال 46 إصلاحا. والغاية من ذلك هي أن الشركات العاملة في القطاع غير الرسمي، والصغيرة في غالبيتها، ستصحح أوضاعها وتنضوي تحت راية القطاع الرسمي، وقد تنمو بمجرد إزالة حواجز الدخول أمامها.


" أين تؤتي الأموال المقدمة لبرامج الشركات الصغيرة والمتوسطة أعظم الثمار لكل دولار يتم إنفاقه؟ هذا ما ينبغي أن نركز عليه جهودنا. "
Image

ميريام بروهن

الخبيرة الاقتصادية بالبنك الدولي

ومع هذا، وجدت بروهن في دراسة لأحد إصلاحات تسجيل الشركات في المكسيك، نتائج متباينة. ففي الوقت الذي زاد فيه عدد الشركات غير الرسمية التي تم تسجيلها، لم تحدث أي زيادة في الدخل، وبقي 85 في المائة من الشركات غير الرسمية على وضعه غير الرسمي. وتشير النتائج إلى أن ثمة عقبات أخرى تحول دون انضمام هذه الشركات إلى القطاع الرسمي.

وأشارت بروهن إلى الضرائب كجانب آخر من اللوائح التنظيمية التي تستحق اهتمام القائمين على الإصلاح. وخلافا لتسجيل الشركات الذي يفرض رسما يدفع لمرة واحدة، فإن الضرائب متكررة، ومن ثم قد تشكل عقبة أكبر أمام دخول هذه الشركات إلى الاقتصاد الرسمي. وقد عمل البنك الدولي مع حكومة جورجيا لاختبار هذه الفرضية من خلال وضع نظام ضريبي خاص للشركات الصغيرة والمتوسطة في جورجيا، مع تبسيط الإجراءات وتخفيض أسعار الضريبة. وبعد تطبيق هذا الإصلاح، شهدت مصلحة الضرائب الجورجية قفزة في عدد الشركات التي سجلت بنسبة 40 في المائة. ومع هذا، نبهت بروهن إلى ضرورة تحقيق التوازن بين المزايا الكبيرة التي تتمتع بها الشركات الصغيرة والمتوسطة وبين التأثير السلبي المحتمل على الإيرادات الضريبية.

وتشير شواهد جديدة من المكسيك إلى الأهمية الكبرى لإتاحة التمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة لكي تزدهر. عندما فتح بنك أزتيكا المكسيكي 800 فرع جديد له في مختلف أنحاء المكسيك، شهدت الشركات الصغيرة والمتوسطة في البلديات التي أصبحت فيها للبنك فرع زيادة ملحوظة في الوظائف والدخل. وبالنسبة للبلدان التي تتطلع إلى الحصول على التمويل، أشارت بروهن إلى مجموعة من الشواهد والدلائل المادية التي تؤكد على أن بوسع مكاتب الاستعلام الائتماني أن تزيد التيسير على الشركات الصغيرة والمتوسطة في الحصول على القروض.

كما أن الممارسات التجارية تعد واحدا من العوامل الحاسمة في نجاح الشركات الصغيرة والمتوسطة. وقد حصل الملايين على دورات تدريبية في مجال الأعمال التجارية، كبرنامج ابدأ وحسن نشاطك  الذي أطلقته منظمة العمل الدولية . لكن التجارب الموجهة القائمة على عينات عشوائية لهذه الدورات في البوسنة ومناطق أخرى رصدت تأثيرا ضئيلا لهذه الدورات على مستوى الأداء في ممارسة النشاط.

وبدلا من ذلك، تشير الشواهد إلى قيمة الإجراءات التدخلية الأكثر كلفة، والمصممة خصيصا لكل حالة على حدة، كالخدمات الاستشارية. وقد قدم أحد البرامج في المكسيك خدمات استشارية لمدة عام لإدارة الشركات الصغيرة والمتوسطة، ومن ثم رصد زيادة بنسبة 50 في المائة في عدد الموظفين وفي مستوى الأجور فيما بين الشركات التي خضعت للتجربة.

ودفع سايمون بيل، كبير الخبراء الاقتصاديين في مجال تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة بالبنك الدولي، بأن المكاسب التي يدرها دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة يتجاوز الوظائف. وأوضح قائلا، "إنها تسهم في النمو، وتساعد على تنويع أنشطة الاقتصاد، وتقديم الابتكار، وتوفير السلع للقاعدة الشعبية، والمساعدة على تمكين الشباب والمرأة من أسباب القوة". 


Api
Api

أهلا بك