Skip to Main Navigation
موضوع رئيسي 03/11/2020

نهضة المرأة السعودية في قطاع الأعمال ضمن رؤية المملكة 2030

Image

من المتوقع أن تلعب المرأة السعودية دورا حيويا في إستراتيجية تنمية المملكة العربية السعودية، رؤية 2030. فقد زاد عدد السعوديات اللاتي تقلدن مناصب إدارية رفيعة خلال العقد الفائت، مع تطبيق المملكة في الفترة الأخيرة إصلاحات جديدة تهدف لتحسين سجلها في مجال تمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين.

وقد أشاد تقرير البنك الدولي المعنون "المرأة والأعمال والقانون 2020" بالسعودية التي تصدّرت البلدان القائمة بالإصلاح على مستوى العالم في العام الماضي. إذ طبقت السعودية إصلاحات تاريخية لتحسين مشاركة المرأة في الاقتصاد، وسمحت هذه الإجراءات بحرية السفر والتنقل للمرأة في سن الحادية والعشرين دون إذن من وليها.

وأزالت المراسيم الملكية القيود المفروضة على قدرة المرأة على مغادرة المنزل ومنحتها حقا مساويا للرجل في اختيار مكان الإقامة. كما حظرت التمييز ضد المرأة بسبب نوع الجنس في الوظائف، وفصل النساء الحوامل والتمييز ضدهن في الحصول على الائتمان. وطبقت المراسيم الملكية المساواة بين الرجل والمرأة في سن التقاعد، ومنحت المرأة أجازة وضع مدفوعة بالكامل وتحسب ضمن مدة خدمتها لأغراض التقاعد.

لقد غيرت تلك الإصلاحات الجريئة الحقوق القانونية للمرأة في المملكة، وتستفيد 5.5 مليون امرأة سعودية فوق سن 21 عاما بالفعل من هذه الإصلاحات وسيواصلن جني الفوائد لأجيال قادمة.

وفي هذا الصدد، قال عصام أبو سليمان المدير الإقليمي للبنك الدولي بدول مجلس التعاون الخليجي "إن الإصلاحات التي جرت في السعودية نتج عنها تعيين 30 سيدة للمرة الأولى في مجلس الشورى السعودي في 2013، وتعيين 17 سيدة في مقاعد المجالس البلدية في 2015. واليوم، يمكن أن تري عددا كبيرا من السعوديات يشغلن مناصب إدارية رفيعة في مجالات وقطاعات جديدة جرى استبعادهن منها في السابق".

حصلت رشا الإمام، المديرة التنفيذية لإذاعة ألف ألف في المملكة وهي في العقد الرابع من عمرها، وأحد أصغر الرؤساء التنفيذيين سنا، على وظيفتها في 2010. والإذاعة هي شغف الإمام، وهي تهدف لأن تصبح إذاعة ألف ألف إف.إم المحطة الإذاعية الأولى في المملكة في غضون خمس سنوات. يتمثل هدف الإمام في نشر محتوى الإذاعة عبر منصات مختلفة بما في ذلك القنوات الرقمية والتقليدية وعبر قناة باللغة الإنجليزية.

 

Image
حصلت رشا الإمام، المديرة التنفيذية لإذاعة

 

وتقول رشا الإمام "أنا شديدة الفخر بالسعوديات اليوم إذ إن الإمكانات التي كانت دوما موجودة ظهرت، والآن يمكنك أن تراهن في أدوار قيادية، سواء في مناصب حكومية أو في القطاع الخاص". وأضافت قولها "أنا أراهن يشغلن أعلى المناصب ويواصلن تمثيل بلدنا بفخر في أنحاء العالم في مجالات مختلفة، مثل الطب والإعلام والترفيه والعلوم وغيرها".

أما نوره المديهيم فقد التحقت بالبنك السعودي الفرنسي عام 2007 في إطار برنامج تطوير مهني مصمم لتقديم دورات تدريبية أكاديمية وتدريب أثناء العمل لحديثي التخرج لتسهيل دخولهم إلى القطاع المصرفي ومواءمة مهاراتهم مع احتياجات العمل المصرفي. وتتقلد المديهيم، وهي الآن في الثلاثينيات من عمرها، منصبا إداريا كبيرا في البنك السعودي الفرنسي.

وبسمه الميمان التي تشغل منصبا إداريا كبيرا هي أيضا أحد الأمثلة الأخرى لسعوديات نجحن في حياتهن المهنية. وكما هو الحال بالنسبة لرشا الإمام، فإن الميمان أيضا في العقد الرابع من عمرها وهي المديرة الإقليمية لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط.

 

Image

تصف بسمه الميمان بعض التحديات التي واجهتها في وظيفتها بالقول: "لقد تسملت منصبي الجديد في 2018 بعد أن قضيت عدة سنوات في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالسعودية، حيث كنت عضوة مؤسسة. جرى تعييني (في هذه الوظيفة) بعد أن تقدمت إلى المنصب بجانب مئات من المتقدمين الآخرين من العديد من الدول في أنحاء العالم وأصبحت أول مسؤولة من دول مجلس التعاون الخليجي انضم إلى منظمة السياحة العالمية (UNWTO) في منصب قيادي وأول سيدة تقود منطقة الشرق الأوسط في تاريخ هذه الوكالة الأممية".

وتعتقد الميمان أن السعوديات كن دوما، على مر التاريخ، أطرافا فاعلة وقوية ونشطة لكن جهودهن لم توثق ولم يحظين بالاهتمام. واليوم، يظهر نموذجها ونماذج غيرها من السيدات أن أمام بعض السعوديات المزيد من الفرص، على نحو مماثل للرجال، بسبب التنمية الاقتصادية والمزيد من الدعم للمساواة بين الجنسين من جانب الحكومة.

لكن ثمة تيارا آخر يساعد على تمكين السعوديات من الوصول إلى الفرص الاقتصادية، ألا وهو الرجال في حياتهن.

لؤي السروي، في الثلاثينيات من عمره، هو أحد هؤلاء الرجال والذي يدعم بحماس زوجته في مسارها الوظيفي بشكل عام وفي مساعدتها على تحقيق أهداف حياتها المهنية. ويقول: "زوجتي مديرة مالية في إحدى شركات القطاع الخاص. ويضيف "تعاونا على طول الطريق لتربية أطفالنا، على الرغم من أننا كنا في العادة بعيدين عن المنزل". "لم أمارس ضغطا اجتماعيا عليها كي تكون ربة منزل وزوجة تبقى في المنزل". وتروق لي حقيقة أنها سيدة قوية عاملة في الوقت نفسه. وحين تلقت عرضا كي تصبح مديرة مالية، كنت أنا الذي دفعها كي تقبلها على الرغم من أنها كانت مترددة في البداية.

ويقول عصام أبو سليمان: "اليوم، يستطيع الأزواج والآباء أن يروا زوجاتهم وبناتهم يشاركن في اقتصاد المملكة دون قلق إذ إن العديد من التعديلات القانونية الجديدة تحمي المرأة المشاركة في القوى العاملة من التمييز". وأضاف "تلك القوانين تتضمن تجريم التحرش الجنسي في العمل، وتحظر على أرباب العمل فصل السيدات خلال إجازات الحمل والولادة، وتحقيق المساواة بين المرأة والرجل في سن التقاعد عند 60 عاما لكلا الجنسين، مما أدى إلى زيادة مدة خدمتها وقيمة معاشها التقاعدي.

كما تشجع السعودية رائدات الأعمال عبر حظر التمييز على أساس الجنس في الحصول على الخدمات المالية. ويؤمن خليل دهلوي، وهو أب سعودي في الستينيات من العمر، ببناته الثلاث ويتمنى لهن مستقبلا مهنيا مشرقا. ويقول إن اثنتين من بناته تقلدتا منصبين إداريين في قطاعات مختلفة، بينما ابنته الثالثة رائدة أعمال. وسعيا لدعمهن في مسيرتهن المهنية، فإنه يقدم لهن النصح والتوجيه. ويقول دهلوي "أعتقد أن ثلاثتهن عاملات مجدات وجاهزات لبناء أسرة قوية ونقل إرثهن إلى أبنائهن".

ويردد خليل محمد، وهو في الخمسينيات من العمر، صدى مشاعر دهلوي لدعم ابنته التي تعمل في القطاع المصرفي. وتظهر كلماته الدعم الذي يقدمه الرجال السعوديون لدفع تمكين المرأة. ويقول "استثمر في تعليم ابنتي وجعلتها تؤمن بنفسها وتؤمن بما تستحقه حتى تتمكن من بناء مستقبل ناجح".


Api
Api