Skip to Main Navigation
موضوع رئيسي 10/18/2021

دَفعة قوية للمدن الفلسطينية من خلال التخطيط الحضري المتكامل والابتكار

Image

تعليق على الصورة: مدينة نابلس مترامية الأطراف في شمال الضفة الغربية. بعدسة: فريق عمل المشروع المتكامل لتنمية المدن والمناطق الحضرية، البنك الدولي.


يساعد المشروع المتكامل لتنمية المدن والمناطق الحضرية، الذي يدعمه البنك الدولي، خمس مناطق اقتصادية حضرية رئيسية هي: الخليل، ونابلس، وبيت لحم ورام الله، والبيرة، ومدينة غزة - للبدء في اعتماد نُهج متكاملة للمدن الكبرى. وبفضل منحة بمبلغ 5 ملايين دولار، تعمل الهيئات المحلية من المناطق الحضرية الرائدة معاً لوضع خطط وسياسات وتوفير خدمات مشتركة لمناطق كل منها. ويقدم هذا المشروع دعماً مخصصاً للتجمعات الحضرية بغية تعزيز فعالية أنظمة إدارة المدن، بما في ذلك التخطيط الحضري والمكاني، واستخدام الأراضي، وإجراءات التطوير حتى تتمكن المدن من تقديم الخدمات الأساسية وتوسيع نطاقها على نحو فعال، وتحسين البيئة التنظيمية، وتيسير النمو الاقتصادي - بالتعاون مع القطاع الخاص- وزيادة توفير فرص العمل.

تواجه البلديات الفلسطينية توسعاً عمرانياً سريعاً يدفعه ارتفاع معدلات النمو السكاني وتزايد المراكز المكتظة بالسكان. واليوم، فإن الطابع الحضري يغلب على 74% من الضفة الغربية وغزة، وقد أدى تزايد قلة الأراضي والتجزؤ المكاني داخل تلك المناطق إلى ضغوط على الهيئات المحلية، خاصة في المراكز الحضرية التقليدية في الخليل، ونابلس، وبيت لحم، ورام الله والبيرة، ومدينة غزة. وقد اندمجت هذه المراكز مع المناطق شبه الحضرية المحيطة بها، مشكّلة بذلك تجمعات حضرية مكتظة بالسكان في شمال الضفة الغربية ووسطها وجنوبها، وفي قطاع غزة. وعلى الصعيد العالمي، تسهم المدن إسهاماً كبيراً في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتُعد مراكز لتوفير فرص العمل. ولا تختلف المدن الفلسطينية عن غيرها من تلك المدن، بل لديها القدرة على جني هذه الفوائد متى أُديرت عملية التوسع الحضري على نحو جيد.

لا تألوا الهيئات المحلية في التجمعات الحضرية في الضفة الغربية وغزة جهداً من أجل مواكبة تزايد احتياجات أعداد السكان المتنامية للخدمات، بالإضافة إلى الاستثمارات اللازمة لإعادة تأهيل شبكات البنية التحتية غير الكافية التي تتحمل فوق طاقتها. ويحد النقص المزمن في الموارد، ومحدودية الحيز المتاح في المالية العامة للإنفاق، إلى جانب ضعف القدرات المؤسسية على المستويين المحلي والوطني من قدرة المراكز الحضرية على بلوغ إمكانياتها الاقتصادية الكاملة. ونتيجة لذلك، تشهد المدن الفلسطينية تفاوتاً في عمليات التطوير، وتوسعاً حضرياً عشوائياً. بالإضافة إلى ذلك، فإن تطوير الأراضي والإسكان لا يحدث في إطار مخطط شامل ولا يخضع سوى للقليل من التنظيم الحكومي، مما يؤدي إلى أن يحدث النمو في كثير من الأحيان في شكل زحف عمراني منخفض الكثافة السكانية في مناطق متفرقة. ويؤدي هذا بدوره إلى مزيد من الضغط على الأراضي الشحيحة بالفعل، وهو ما يتفاقم بسبب القيود الأخرى المفروضة على استخدام الأراضي.

وبسبب حجم التجمعات الحضرية، فإنها تواجه مجموعة فريدة من التحديات الماثلة أمام عمليات التطوير التي تتراوح بين الحاجة سريعة التزايد للخدمات والوظائف والإسكان، وغياب التخطيط المتكامل بين الهيئات المحلية لتوفير الخدمات في المدن، والزحف العمراني غير المخطط، والازدحام الشديد وضعف إدارة حركة المرور. وبالإضافة إلى التعامل مع النمو السكاني، ودمج التخطيط القطاعي والمكاني في دورة الموازنة، سيتعين على المناطق الحضرية الناشئة هذه تحديث الخطط القائمة للتوسع الحضري وعمليات التطوير حتى تتمكن من إدارة مخاطر الكوارث، وتخفيف أثر الصدمات المناخية، مثل موجات الجفاف، والسيول في المناطق الحضرية، وحالات نقص الطاقة. ومن شأن التخطيط الحضري الذي يراعي اعتبارات المناخ عن طريق تعزيز النمو المدمج، والتطوير الموجه نحو دعم النقل الجماعي، ومبادرات نشر المساحات الخضراء في المناطق الحضرية، والاستثمارات في البنية التحتية الخضراء أن يساعد هذه المدن على مواجهة آثار تغير المناخ، وخفض الانبعاثات الكربونية في القطاعات الحضرية.

نهج متكامل لتيسير التخطيط الحضري السليم

يساعد المشروع المتكامل لتنمية المدن والمناطق الحضرية، الذي يدعمه البنك الدولي، خمس مناطق اقتصادية حضرية رئيسية هي: الخليل، ونابلس، وبيت لحم ورام الله، والبيرة، ومدينة غزة - للبدء في اعتماد نُهج متكاملة للمدن الكبرى. وبفضل منحة بمبلغ 5 ملايين دولار، تعمل الهيئات المحلية من المناطق الحضرية الرائدة معاً لوضع خطط وسياسات وتوفير خدمات مشتركة لمناطق كل منها. ويقدم هذا المشروع دعماً مخصصاً للتجمعات الحضرية بغية تعزيز فعالية أنظمة إدارة المدن، بما في ذلك التخطيط الحضري والمكاني، واستخدام الأراضي، وإجراءات التطوير حتى تتمكن المدن من تقديم الخدمات الأساسية وتوسيع نطاقها على نحو فعال، وتحسين البيئة التنظيمية، وتيسير النمو الاقتصادي - بالتعاون مع القطاع الخاص- وزيادة توفير فرص العمل.

تشمل الخدمات التي يتم التعامل معها بالاشتراك مع المناطق الحضرية المشاركة ما يلي: (1) نظام معلومات جغرافية متكامل وشامل لتبادل أنواع مختلفة من البيانات والمعلومات المكانية مع الهيئات المحلية التي يمكن أن تفيد العمليات الهندسية والتخطيط والنقل والخدمات اللوجستية؛ (2) خطط إدارة المرور المشتركة بين الهيئات المحلية على مستوى المدن؛ و(3) مخطط رئيسي للنقل العام من أجل تحسين خيارات التنقل. وقد أدت هذه الجهود إلى تحسن إدارة الموارد، وكفاءة في تقديم الخدمات، وتحقيق منافع مناخية مشتركة، وتخطيط حضري أكثر شمولاً.


Image

تعليق على الصورة: مخططون حضريون ومهندسون تابعون للهيئات المحلية المتجاورة في تدريب مشترك على التخطيط المكاني، يناقشون تحديد المناطق المثلى للخدمات والتدخلات الحضرية مثل معالجة مياه الصرف الصحي، وتحديد طرق النقل العام، والطرق الجديدة، وتنسيق هذه المناطق. بعدسة: فريق المشروع المتكامل لتنمية المدن والمناطق الحضرية، البنك الدولي.


دأب المشروع على تطبيق نهج ينطلق من أسفل إلى أعلى حيث تقرر الهيئات المحلية على نحو مشترك أي القضايا على مستوى المدينة تود التصدي لها والتعاون مع البنك الدولي بشأنها. بالإضافة إلى ذلك، قدم المشروع لرؤساء البلديات والفرق الفنية التابعة للبلديات والقرى المشاركة مساعدة فنية مخصصة، والتدريب والتمارين، والسلع، بما في ذلك البرمجيات، والمعدات، والخرائط المكانية (صور بالأقمار الصناعية) لتحسين مستوى التخطيط الحضري المتكامل.

من جانبها، أعطت الهيئات المحلية الأولوية لتمويل الاستثمارات المشتركة مثل بناء مرفق لفرز الكرتون وإعادة تدويره، بالإضافة إلى إطلاق حملة توعية بأهمية عمليات إعادة التدوير. وتشمل المشاريع الأخرى تحسين المساحات العامة الملائمة للسير على الأقدام، والتنقل، وزيادة الوصول إلى المساحات الخضراء - مما يدل على الفوائد التي يحققها التخطيط المنسق وفعاليته.

الابتكار والتكنولوجيا لدعم نمو حضري مستدام

من خلال اتباع نُهج جديدة وأدوات تخطيط مبتكرة في إطار المشروع، تهدف الهيئات المحلية الفلسطينية إلى تحسين مستوى حياة السكان. وقد اعتمدت المناطق المعنية أداة جديدة لإعداد نماذج حضرية تسمى أداء المناطق الحضرية التي تساعد في التنبؤ بنتائج سياسات ومشاريع ومبادرات معينة يمكن للمدن تنفيذها للتصدي للتحديات الحضرية التي تواجه كل منها. من خلال الاستعانة بالبيانات الجغرافية المكانية والرقمية، توفر هذه الأداة نتائج كمية للتدخلات التي تخضع للاختبار، بما في ذلك تكاليف البنية التحتية، ومستويات استهلاك المياه والطاقة واستخدام الأراضي، وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ونصيب الفرد من المناطق الخضراء. وهي تساعد أيضاً على توجيه تدابير التخفيف من حدة تغير المناخ في عملية وضع السياسات الحضرية. على سبيل المثال، شهدت إحدى العمليات في نابلس التي أعدت نموذجاً لاعتماد سياسة للنمو المدمج انخفاضاً في استخدام الأراضي واستهلاك الطاقة وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى تراجع التكاليف الإجمالية.

وختاماً، يمكن لأداة التخطيط الحضري المتقدمة التي تستشرف المستقبل أن تحدد مسار التنمية الحضرية على مدار السنوات الخمس إلى العشرين المقبلة من خلال سياسات سليمة، وإدارة الموارد، والاستثمارات في البنية التحتية. وسيؤدي تحسين مستوى إدارة النمو الحضري بدوره إلى تهيئة بيئة مواتية للتنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل، وزيادة فرص الحصول على الخدمات، وتحسين ظروف المعيشة، وتعزيز القدرة على الصمود. وبينما تتطلع المجتمعات المحلية إلى التعافي من التداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا وأيضاً من عدم الاستقرار السياسي، فإن اتباع نهج متكامل لتطوير المناطق الحضرية مع تسخير التكنولوجيا يمكن أن يضمن مستقبلاً قادراً على الصمود في وجه الأزمات من أجل المدن الفلسطينية ومواطنيها.



Api
Api