Skip to Main Navigation
موضوع رئيسي05/10/2022

المرأة اليمنية تتولى أعمال جلب المياه والزراعة ودخل الأسرة في المناطق الريفية

The World Bank

تعبئة الجراكن بالمياه من الخزان الذي بناه المشروع الطارئ للاستجابة للأزمات في "قهال" بمديرية "عيال سريح" بمحافظة عمران. | مصدر الصورة:مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اليمن/2021

شكلت البرك القديمة التي كانت تتجمع فيها مياه الأمطار خلال فصل الصيف في الماضي المصدر الرئيسي الذي اعتادت قرية "قهال" بمحافظة "عمران" الواقعة شمالي اليمن الحصول منه على احتياجاتها من المياه. واستخدم سكان القرية هذه المياه في ري المحاصيل وسقاية الحيوانات، وكذلك في تنظيف المنازل وغسل الثياب، بالإضافة إلى استخدامها لأغراض الشرب. غير أنها لم تكن كافية لتلبي جميع احتياجات القرية، فاضطُر الناس إلى شراء المياه من الصهاريج المتنقلة.

تقع مهمة جلب المياه في المناطق الريفية اليمنية بالأساس على عاتق النساء والفتيات، إذ يمكن أن يقطعن مسافات طويلة لجلب المياه التي غالباً ما تكون ملوثة، علاوة على عدم تمكنهن إلا من حمل كميات صغيرة لا يمكن أن تلبي احتياجات الزراعة.

تصف "كاتبة صياد"، وهي امرأة في الستين من عمرها من قرية "قهال"، عملية جلب المياه على أنها "مهمة شاقة ومرهقة، ولا سيما للنساء." أما كلفة الحصول على المياه من صهريج متنقل (التي كانت تبلغ وقتها حوالي 30 ألف ريال يمني أو 120 دولارا أمريكياً)، فهي "باهظة لا يستطيع الكثير من الناس تحملها."

سعى المشروع الطارئ للاستجابة للأزمات التابع للبنك الدولي إلى معالجة هذا الوضع من خلال توفير إمكانية الحصول على المياه النظيفة من مكان أقرب، وهذا بدوره سيغير حياة سكان المناطق الريفية في "قهال" والقرى الأخرى. وبتمويل من المؤسسة الدولية للتنمية، ساعد هذا المشروع، الذي نفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة، في بناء أحواض تخزين وخزانات أرضية لتجميع المياه.

The World Bank
بركة قديمة لتجميع مياه الأمطار في قرية" قهال". | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن /2021

تقول "كاتبة": "وفّر لنا مشروعا السد والخزان المائي الفرعيان مياه الشرب النظيفة، وقد حسّنا مستوى الصحة العامة ونجحا في خفض حالات الإصابة بالكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه."

The World Bank
"كاتبة" وهي تجلب المياه. | مصدر الصورة: الصندوق الاجتماعي للتنمية باليمن /2021

عمل المشروع في جميع أنحاء اليمن وساهم في بناء 1279 حوضاً من أحواض التخزين العامةً و30686 خزاناً من الخزانات الأرضيةً المنزلية لتجميع مياه الأمطار، مما أدى إلى توفير ما يقرب من 900 ألف متر مكعب من المياه. وفي بلد يعاني من لشح المياه كاليمن، تتصدى هذه الحلول للعطش والأمراض المرتبطة بالنظافة والصحة العامة، والوضع المتردي للصرف الصحي، كما أنها تحمي النساء والفتيات الريفيات اللواتي يتحملن عبء جلب المياه.

وقد أدى تحسن إدارة الموارد المائية إلى تحسن الإنتاج الزراعي، حيث يعمل هذا المشروع على زيادة إنتاج الغذاء، ويتم ذلك جزئياً من خلال تحسين أساليب الزراعة. وقد ساعد حتى الآن في إعادة تأهيل أكثر من 24 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، وزود 7720 مزارعاً بالمعدات الزراعية الحديثة، ووفر لهم التدريب بهدف تحسين الإنتاجية.

تشكل النساء نسبة كبيرة من المزارعين. تقول "هايلة الكول"، وهي مزارعة أخرى في الستين من عمرها من مديرية بني حُشيش المشهورة بعنبها في محافظة صنعاء: "نحن - النساء - نساعد بعضنا بعضاً في مزارعنا. فعندما أريد إنجاز بعض الأعمال في مزرعتي، أطلب من رفيقاتي وجاراتي المزارعات مساعدتي، وفي اليوم التالي، أذهب لمساعدة إحداهن في مزرعتها. وهكذا تساعد إحدانا الأخرى لإنجاز أعمالنا ومهامنا دائماً، وسنستمر على هذا المنوال."

تزرع "هايلة" العنب منذ أكثر من 50 عاماً في مزرعتها التي ورثتها عن والديها، وتنوي بدورها توريثها لأولادها. وقد تضررت المحاصيل بشدة في العام الماضي، إذ ضربتها الأمطار الغزيرة، وحشرات المن، وذباب الفاكهة، والعفن الفطري، ونتيجة لذلك، لم تحقق الأسرة أي ربح. وواجهت "هايلة" مصاعب جمة لدفع أجور العمال وشراء الوقود.

The World Bank
"هايلة"، مزارعة وصاحبة مزرعة عنب في مديرية بني حُشيش بمحافظة صنعاء. | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اليمن/ 2021

تلقت "هايلة" منذ ذلك الحين الدعم من المشروع الطارئ للاستجابة للأزمات لإعادة تأهيل أرضها وزيادة غلة محاصيلها ودخلها. وقد زودها المشروع، هي و70 امرأة مثلها من أصحاب مزارع العنب، بتعريشات تضمن تعرض العنب لأشعة الشمس وتدفق الهواء خلال أشجار العنب، بالإضافة إلى مجموعة من الأدوات اليدوية لحرث التربة.

مستقبل أكثر إشراقاً للنساء الريفيات

The World Bank
"العنود"، شابة في الثانية والعشرين من عمرها من "قهال" بمحافظة عمران | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اليمن/2021

بالرغم من أن النساء في المناطق الريفية اليمنية يواجهن الكثير من الصعاب، فإنهن يمثلن العديد من قصص النجاح أيضاً. ومن هذه النماذج الناجحة "العنود دحان"، وهي شابة في الثانية والعشرين من عمرها من قرية "قهال". اتسمت "العنود" بعزيمتها ومثابرتها اللتين مكنتاها من التغلب على الظروف الصعبة ومتابعة تعليمها بالرغم من المسؤوليات الكثيرة الملقاة على عاتقها في مزرعة عائلتها والتي تتضمن رعي الحيوانات وجلب المياه.

The World Bank
"العنود" وهي في طريقها لجلب المياه. | مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اليمن/2021
تبدأ "العنود" يومها في الصباح الباكر، وبعد انتهائها من بعض الأعمال المنزلية، تخرج لتكمل مهامها في الخارج، فتجمع علف الماشية والحطب اللازم لإشعال النار. أما في الأيام الدراسية، فهي تقسّم وقتها بين المدرسة والبيت.

تقول "العنود": "أعيش في بيئة ريفية، والحياة ليست بتلك السهولة هنا، فأنا أقوم بمهام شاقة ومرهقة كل يوم، لكنها أصبحت جزءاً من برنامجي اليومي." وقد ألهمها هذا العمل الشاق لتكون طموحة، فتتابع قائلةً: "أريد متابعة دراستي والحصول على شهادة جامعية، وذلك لأنني أريد أن أقوم بتغيير جوهري في حياتي وأتمكن من خدمة المجتمع الذي أعيش فيه."

مدونات

    loader image

الأخبار

    loader image