Skip to Main Navigation
موضوع رئيسي11/07/2022

اليمن: الاستثمار في رأس المال البشري من أجل حماية المستقبل

The World Bank

طفل مصاب بالكوليرا في تعز باليمن. © أكرم الراسني/ شاترستوك.

تحسين مستوى خدمات الرعاية الصحية والتغذية والصحة العامة في ألفين منشأة صحية

ألحق الصراع في اليمن خسائر فادحة بمنظومة الصحة العامة لأكثر من سبع سنوات. ونتيجة لذلك، لا تتجاوز نسبة المنشآت الصحية التي ما زالت تقدم خدماتها 51% فقط من المنشآت. وبحسب العرض العام للعمل الإنساني في اليمن لعام 2022، بلغ عدد مَن هم بحاجة إلى الدعم للحصول على الخدمات الحيوية للرعاية الصحية حتى اليوم 21.9 مليون شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال. علاوة على ذلك، هناك ما يزيد على 8 ملايين يمني بحاجة إلى مساعدة غذائية منقذة للحياة.

The World Bank
الطفلة "نهال" البالغة من العمر 10 سنوات صاحبت شقيقها للخضوع للفحص من جانب عاملين صحيين في أثناء زيارتهم للحي لتقديم الرعاية الصحية الأولية. تشكل الأنشطة الإيصالية جزءاً من مشروع رأس المال البشري الطارئ الذي تُنفِّذه منظمة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في جميع المحافظات اليمنية بدعم من البنك الدولي.

تقديم المساعدات المُنقِذة للحياة لليمنيين

تدعم المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي مشروع رأس المال البشري الطارئ، وتُنفِّذه منظمة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع. وتقدم في إطار هذا المشروع الخدمات الأساسية في مجالات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي لليمنيين لمواجهة تدهور الأوضاع الصحية والتغذوية.

وفي إطار استجابة متعددة القطاعات، يقدم المشروع لسكان اليمن الخدمات الأساسية الخاصة بصحة الأمهات وحديثي الولادة والأطفال في المنشآت الصحية. ويستعين المشروع أيضاً بالخدمات الإيصالية مثل تلك التي تقدمها الفرق المتنقلة، بالإضافة إلى مُقدِّمي الخدمات الصحية المجتمعية للمساعدة في الكشف عن حالات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال دون سن الخامسة وعلاجها. وعلاوة على ذلك، يدعم المشروع السلطات المحلية المعنية بالمياه والصرف الصحي للاستجابة لحالات الطوارئ فضلاً عن تقوية أنظمتها.

يأتي مشروع رأس المال البشري الطارئ خلفاً للمشروع الطارئ للصحة والتغذية في اليمن ويهدف إلى حماية رأس المال البشري لليمن. ومن خلال توفير الخدمات الأساسية، يعتزم المشروع دعم الإجراءات التدخلية في مجال الصحة العامة والسكان واستئاف خدمات مياه الشرب والصرف الصحي، بما في ذلك الاستجابة لحالات الطوارئ وتفشِّي الأمراض بالإضافة إلى بناء القدرات وبناء المؤسسات الوطنية والمحلية لتقديم الخدمات في مجالات الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وإدارتها. ويواصل المشروع الجديد دعم منشآت الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات بمنح تبلغ قيمتها 300 مليون دولار من المؤسسة الدولية للتنمية ومنظمة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع.

يقول الدكتور أحمد، مركز تربة في حضرموت: "يدعم هذا المشروع تشغيل المركز الطبي في المنطقة بشكل كبير، إذ يوفر كل الأثاث والمعدات الطبية والأدوية الأساسية. كما تتلقى الفرق الطبية المتنقلة أيضاً الدعم اللازم لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية ورفع الوعي."
Fatimetou Mint Mohamed

الحيلولة دون انهيار النظام الصحي وتعزيز قدرات القوى العاملة

كان الهدف من تدخل البنك الدولي في البداية هو الحيلولة دون انهيار الأنظمة القائمة في مجالات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي نتيجة للصراع والأزمات الاقتصادية. بيد أن الأهداف تطورت خلال سير المشروع لتصبح نهجاً يقوم على تعزيز تلك الأنظمة. ويعني ذلك توسيع نطاق المشروع بما يتجاوز توفير المدخلات ليشمل تقديم الدعم الرامي إلى الحفاظ على الخدمات الصحية، فضلاً عن الاستثمار في النظم الصحية، مثل الموارد البشرية وأنظمة المعلومات الصحية. وبالمثل، تركزت الإجراءات التدخلية الطارئة في مجالات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية خلال العامين الأولين من تنفيذ المشروع، على تحسين إمكانية الحصول على خدمات المياه المأمونة والصرف الصحي لمنع انتقال عدوى الكوليرا والإسهال المائي الحاد للأسر والمجتمعات المحلية والمدارس والمرافق الصحية. وفي الوقت الذي كان فيه من الضروري ضمان تهيئة ظروف مواتية على مستوى النظافة الصحية والصرف الصحي في الأجل القريب، تحوَّل التركيز إلى تعزيز شبكات مياه الشرب والصرف الصحي وتقوية القدرة على الصمود.

ويستهدف مشروع رأس المال البشري الطارئ الذي يجري تنفيذه في جميع محافظات اليمن البالغ عددها 23 محافظة أكثر من 2000 منشأة صحية حيث يتكفل بدفع تكاليف التشغيل وبدلات المعيشة اليومية للعاملين الصحيين الذين يتولون مسؤولية الأنشطة الإيصالية والاستجابة السريعة للأمراض المعدية بالإضافة إلى المستلزمات الطبية بما في ذلك معدات الوقاية الشخصية لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية في أثناء جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) وتدريب العاملين الصحيين. 

--------------------------------------------------------------

The World Bank

قصة إحدى الكوادر الصحية في جزيرة سقطرى

في جزيرة سقطرى اليمنية الواقعة على بعد 380 كيلومتراً جنوب شبه الجزيرة العربية، يعيش عمال صحيون يقدمون خدمات الرعاية للنساء والأطفال تشمل التطعيم والمشورة الطبية المُنقِذة للحياة. وهم يتولون أيضاً نشر تعليمات صحية تحمل رسائل عن الأمومة السليمة والنظافة الصحية والوقاية من الأمراض.

تقول "حميدة علي" البالغة من العمر 26 عاماً وتعمل ضمن الطاقم الطبي لمركز حديبو الصحي: "يتمثل عملي في المركز الصحي في تقديم الرعاية الصحية الأولية للأمهات والأطفال والمجتمع المحلي بأكمله. وأحرص في عملي على إحداث تغيير إلى الأفضل وتحسين الحالة الصحية لسكان الجزيرة."

وغالباً ما تفتقر المناطق الريفية في اليمن إلى الخدمات الطبية الأساسية، ما ينتج عنه معاناة هائلة للسكان ويُعرض حياتهم للخطر. لذا، يسعى العاملون الصحيون اليمنيون في مثل هذه المناطق إلى توفير الخدمات الصحية لكل أمٍ ولكل طفلٍ من خلال المحافظة على عمل المنظومة الصحية بكفاءة وفعالية.

تخدم "حميدة" مجتمعها بحماس وشغف، فهي تذهب كل يوم للعمل في المركز الصحي الذي تقصده النساء لتلقي العناية الطبية. وتشير إلى أن توفير الرعاية الصحية للنساء الحوامل قبل الولادة وفي أثنائها وبعدها وتزويدهن بمكملات الفيتامينات وجدولة الفحوصات الدورية لهن يساهم في خفض معدلات الوفيات. وتعلق على ذلك قائلة: "أشعر بالفخر عند تقديم خدمات الرعاية الصحية للأطفال والنساء في مجتمعي."

--------------------------------------------------------------

تحسين إمكانية الحصول على خدمات المياه المأمونة والصرف الصحي والنظافة الصحية

في عام 2018، وفي إطار الأنشطة المتعلقة بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية ومواجهة تفشي وباء الكوليرا، أنشأ المشروع الطارئ للصحة والتغذية برنامج مكافحة الكوليرا وكان الهدف منه توسيع نطاق تقديم حزمة متكاملة من خدمات الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي.

ومنذ أوائل عام 2022، تضمنت الإجراءات التدخلية الطارئة الإضافية في مجالات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، توفير الوقود لدعم 33 شركة محلية للمياه والصرف الصحي في 14 محافظة، وشاحنات لنقل المياه للنازحين داخل البلاد والمجتمعات المضيفة في 13 محافظة، فضلاً عن إعادة تأهيل طفيفة لشبكات المياه وإتاحة مراحيض في حالات الطوارئ وتزويد آبار المياه بألواح توليد الطاقة الشمسية.

ونتج عن ذلك تزويد 3.36 ملايين شخص بمصادر مياه محسنة وتحسين أوضاع الصرف الصحي لما يقرب من 3.24 ملايين شخص حتى يونيو/حزيران 2022.

مشروع رأس المال البشري الطارئ يدعم 46% من خدمات الرعاية الصحية الأولية في اليمن

تحصل أكثر من 2000 منشأة صحية على الدعم من خلال الإجراءات التدخلية في إطار مشروع رأس المال البشري الطارئ في 23 محافظة يمنية. وتدعم الإجراءات التدخلية مجموعة الخدمات التي تمثل الحد الأدنى وتعمل على تحسين فرص الحصول على خدمات التغذية الوقائية والعلاجية الأساسية فضلاً عن دعم إدارة مشروع رأس المال البشري الطارئ ومتابعته وتقييمه.

The World Bank

تيسير الحصول على خدمات التغذية الوقائية والعلاجية

في إطار التصدي لسوء التغذية الحاد والمزمن، دعم المشروع تقديم حزمة من خدمات التغذية الأساسية للأطفال من الفئات الأكثر احتياجاً وأسرهم، حيث قدمت فرق متنقلة وشبكة واسعة من متطوعي الصحة المجتمعية خدمات خاصة بتغذية الأمهات والأطفال في منشآت الرعاية الصحية الأولية ومختلف مستويات المجتمعات المحلية. 

The World Bank

"كانت "سمية" هزيلة جداً وحالتها الصحية متدهورة. كنت أنظر إلى بدنها النحيف بحزن شديد وخشيت أن أفقدها. تم نقلها بعد ذلك إلى مرفق صحي لتلقي العلاج. وفي غضون أسبوع واحد تحسنت حالتها الصحية وبدأت طفلتي تتناول الطعام وتستعيد عافيتها." والدة سمية، جزيرة سقطرى

مدونات

    loader image

الأخبار

    loader image