شراكة جديدة بين حكومة جامايكا والبنك الدولي لإحداث تحوّل نوعي في إدارة حالات المستفيدين من المساعدات الاجتماعية، ومستقبل أكثر إشراقاً للفئات الأولى بالرعاية. والعنصر الأساسي في هذا التحول هو استحداث نظام معلومات إدارة الحالات، الذي يهدف إلى إحداث ثورة في كيفية تقديم الأخصائيين الاجتماعيين للمساعدات للأسر المحتاجة، ومن شأن هذا الابتكار أن يُمكِّن الأخصائيين الاجتماعيين، مثل السيدة بيفرلي فوربس بلاك الخبيرة في هذا المجال، من تقديم خدمات متكاملة أكثر كفاءة وتنسيقاً.
مسيرة مهنية عنوانها التفاني
أمضت بيفرلي فوربس بلاك عقوداً في خدمة مجتمعها، حيث بدأت رحلتها في عام 1983 بالانضمام إلى وزارة الرعاية الاجتماعية كمنسقة لقسائم الطعام، وعلى مر السنين، وجدت السعادة في التواصل مع الأشخاص الذين تخدمهم، حيث تعمل على ضمان حصول الأسر المحتاجة على الموارد الحيوية مثل قسائم الطعام، وحصلت بيفرلي على العديد من الترقيات التي كان من الممكن أن تنقلها إلى قطاعات أخرى، لكنها آثرت البقاء في مجال المساعدة الاجتماعية، مدفوعة بشغفها لإحداث تأثير مباشر على حياة الفئات الأولى بالرعاية.
والآن، وبعد سنوات من الاعتماد على الأنظمة الورقية البطيئة والمرهقة، تختبر هي وزملاؤها نموذجاً رقمياً جديداً للعمل في إدارة الحالات. حيث يتيح لهم التطبيق إدارة أعباء الحالات على نحو أفضل، وتيسير التواصل مع ذوي الشأن، وتوفير الوقت المستغرق في الإدارة لإيلاء تركيز أكبر على الجانب الإنساني للعمل الاجتماعي.
قوة التكنولوجيا في تقديم الخدمات
يعمل هذا النظام، الذي تم تطويره بدعم من الصندوق الاستئماني للاستجابة الاجتماعية السريعة التابع للبنك الدولي ومبادرة كيس كومباس، على تمكين الأخصائيين الاجتماعيين مثل بيفرلي من الحصول على البيانات آنياً، وسيتمكن نظام معلومات إدارة الحالات من استخراج بيانات الأسر والأفراد بصورة آنية، وتقييم احتياجاتهم وأهليتهم للحصول على الإعانات والخدمات، مما يضمن عدم إغفال أي احتياجات للأسر. وسيتيح هذا التكامل السلس استجابات أسرع وتتبعاً أدق لتحسن حياة الأسر.
وهذا التغيُّر يحوّل إدارة الحالات من نموذج يعتمد على تلقي الحالات لمرة واحدة إلى رعاية طويلة الأمد تركز على المنتفعين بالمساعدات. وهكذا، يمكن للأخصائيين الاجتماعيين، مثل بيفرلي، تتبع التحسن الذي يطرأ على حياة الأسرة وضمان الدعم المستمر من خلال الملفات الرقمية المتكاملة للحالات، والحد من الأخطاء، واتخاذ ما يلزم من تصحيح أولاً بأول. ويسمح النظام بالتسجيل الآني للاحتياجات الأوسع نطاقاً، مثل الأمن الغذائي والحصول على المياه، أثناء الزيارات المنزلية، مما يسهل تنسيق الخدمات الإضافية وضمان حصول الأسر على مساعدات مستمرة وشاملة.
وبالنسبة لبيفرلي والأخصائيين الاجتماعيين الآخرين في الوزارة، يمثل هذا النموذج الجديد لنظام معلومات إدارة الحالات تحسناً مقارنة بالإجراءات التي تعتمد اعتماداً كبيراً على الإجراءات الورقية. وقد صرحت بيفرلي خلال زيارة ميدانية صيفية قائلة: "سيكون هذا النظام مفيداً للغاية لنا كأخصائيين اجتماعيين”، موضحة “أنه سيوفر الوقت، فكل ما علي هو استخدام جهاز التابلت، لأجد كل شيء عليه."
وقد أعربت كل من السيدتين ماردلين بنجامين ماسون، وماكسين سونشيز، وهما أخصائيتان اجتماعيتان تعملان منذ فترة طويلة في الوزارة، عن حماسهما لكفاءة النظام، وقالتا: "على عكس الإجراءات الورقية القديمة، والعودة إلى المكتب، وإدخال البيانات على الكمبيوتر ، يوفر هذا النظام نتائج فورية من المنتفعين من خدماتنا."
دعم مواطني جامايكا الأولى بالرعاية: قصص عن أثر نظام معلومات إدارة الحالات وإمكانياته المستقبلية
قدمت وزارة العمل والضمان الاجتماعي دعماً حيوياً لإحدى الأمهات من خلال توفير عدسات لجراحة عيون أُجريت لابنتها، ويبرز ذلك التزام الوزارة بتلبية الاحتياجات الطبية العاجلة ويشير إلى الكيفية التي يمكن بها لنظام معلومات إدارة الحالات القادم أن يعزز تقديم الرعاية.
وقد أدى خزان مياه وفرته الوزارة إلى إحداث تحول نوعي في الحياة اليومية لإحدى الأسر، مما خفف من مصاعب الطهي والتنظيف والإعداد للأنشطة المدرسية، ومثل هذه القصص شاهد على تأثير الوزارة وقدرة نظام معلومات إدارة الحالات على تحسين إمكانية الحصول على مثل هذه الخدمات.
وبمساعدة مالية من الوزارة، بدأت إحدى الأسر في بناء حمام، وقد أدى ذلك إلى تبديد مخاوفها بشأن السلامة وحافظ على كرامتها. ويؤكد ذلك مدى مساندة الوزارة لاحتياجات الإسكان ويُبرز كيف أنه يُمكن لنظام معلومات إدارة الحالات أن يعزز كفاءة البرنامج.
وتظهر هذه الأمثلة الدعم القوي الذي تقدمه الوزارة للفئات الأولى بالرعاية من مواطني جامايكا، وكيف يمكن لأدوات مستقبلية، مثل نظام معلومات إدارة الحالات، أن تزيد من فاعلية هذا الدعم.
التكنولوجيا من أجل الإنسان وإحداث تغيير إيجابي ومستدام في حياته
تم تصميم نموذج نظام معلومات إدارة الحالات استناداً إلى أفضل الممارسات الدولية في هذا الشأن، ويقوم هذا النموذج على تصميم يستهدف تلبية احتياجات الإنسان للحد من المعوقات التي تحول دون تقديم خدمات إدارة الحالات لكل من المستفيدين والأخصائيين الاجتماعيين. ويعتمد هذا النظام على الخبرة العالمية لفريق Case Compass التابع للبنك الدولي، ودعمهم لعمليات وأنظمة معلومات إدارة الحالات في جميع أنحاء العالم، وقد تم تصميمه ليكون نظاماً قابلاً للتشغيل البيني مع نظام معلومات الحماية الاجتماعية وغيره من أنظمة المعلومات التي تخطط وزارة العمل والضمان الاجتماعي لتطبيقها في جامايكا.
وتصميم النظام، الذي يسترشد بالمقابلات الشخصية والاختبارات التفصيلية للمستفيدين والأخصائيين الاجتماعيين، يساعد للأخصائيين الاجتماعيين على الاستجابة وإظهار التعاطف وتحري الدقة، كما يضمن عدم إغفال أي معلومات مهمة أثناء التقييمات، وعدم الاضطرار إلى تكرار طرح العديد من الأسئلة أو تلك التي يصعب على المستفيد الإجابة عليها، مما يكفل في نهاية المطاف تقديم الخدمات المستهدفة والمتكاملة، أضف إلى ذلك، على سبيل المثال وليس الحصر، تعزيز آلية الإحالة، مما يسمح للمستفيدين بالحصول على خدمات أفضل استهدافاً. كما استفاد فريقا كل من البنك الدولي ووزارة العمل والتضامن الاجتماعي بجامايكا من إعداد هذا النموذج في استعراض الخطوات والإجراءات التي كان المستفيدون يقومن بها بوجه عام، ومن ثم اقتراح بعض الخطوات المُيسِّرة للإجراءات.
التطلُّع إلى المستقبل: مستقبل أكثر إشراقاً للفئات الأولى بالرعاية في جامايكا
من خلال الجمع بين التكنولوجيا والإجراءات التي تركز على تلبية احتياجات الإنسان، يمكن لنظام معلومات إدارة الحالات أن يقود إلى إحداث تغيير مستدام ومؤثر، خاصة إذا كان الأخصائيون الاجتماعيون، مثل بيفرلي، مجهزين بالأدوات اللازمة لتوفير رعاية أسرع وأنسب للظروف الشخصية.
وبالنسبة لبيفرلي، لا تقتصر مزايا الانتقال من نظام الإجراءات الورقية إلى الإجراءات الرقمية على تسهيل عملها فحسب، بل في إمكانية بث الأمل في نفوس الأسر التي تخدمها كذلك. وتقول مُعقبة على ذلك: "لا يتعلق الأمر بالتكنولوجيا فحسب، بل بالقدرة على مساعدة المزيد من الأسر بقدر أكبر من الفاعلية".