خطب ونصوص

تصريحات رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم في حدث خاص عن تنمية الطفولة المبكرة مع نوفاك ديوكوفيتش

08/26/2015


رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم في حدث خاص عن تنمية الطفولة المبكرة مع نوفاك ديوكوفيتش مدينة نيويورك, الولايات المتحدة

بالصيغة المعدة للإلقاء

اسمحوا لي أن أبدأ بتوجيه الشكر لمضيفينا هنا منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) على مساندتهم السخية لهذا الحدث وعلى جهودهم الدعوية الدؤوب وبرامجهم المبتكرة لتحسين معايش الأطفال في أنحاء العالم. ودعوني أشكر أيضا المدير التنفيذي لليونيسيف وصديقي توني ليك على دوره الريادي العالمي من أجل حقوق كل الأطفال. وأتوجه بالشكر أيضا إلى نوفاك ديوكوفيتش على وجوده معنا اليوم، مع أنه يستعد لبطولة الولايات المتحدة المفتوحة للتنس.

إن التعليم هو أحد السبل المضمونة لإنهاء الفقر المدقع في العالم.  وحينما تتاح للأطفال الصغار وأسرهم إمكانية الحصول على تنمية الطفولة المبكرة – أي الخدمات الأساسية للرعاية الصحية والتغذية والتعليم والحماية الاجتماعية، فإنه تتاح لهم الفرصة للتعلُّم وأن يحيوا حياة صحية منتجة.  وهناك شواهد وأدلة قوية على أن الاستثمار مبكرا في الأطفال يزيد من قدراتهم على التعلُّم حين يدخلون المدرسة الابتدائية. ومن ثمَّ فهو يؤدي إلى تحسين فرص بقائهم في المدرسة وعدم التسرُّب منها، وفرص انتقالهم إلى المدرسة الثانوية. وهو يزيد أيضا من إمكانياتهم لكسب الدخل زيادة كبيرة حين يكبرون.

وفي حين نعمل على ضمان أن يلتحق جميع الأطفال برياض الأطفال، يجب أن نحرص أيضا على أن يكون وقتهم في الفصل الدراسي مثمرا وأنهم يتعلَّمون مهارات حقيقية. ومما يبعث على الأسى أن الاهتمام يتركَّز في الغالب على البناء بالقرميد والإسمنت – أو بمعنى آخر التجهيزات المادية للمدارس – لا على الجوانب غير المادية كالتعلّم والتمكّن من المناهج الدراسية. وفي الواقع أنه في أنحاء العالم النامي لا يستطيع 250 مليون طفل القراءة أو الكتابة مع أن الكثير منهم ملتحقون بالمدارس.

وتتطلَّب هذه التحديات أن نُعزِّز من التزامنا بالعمل من أجل الأطفال، لاسيما الصغار منهم. ويسرني كثيرا أن أعلن اليوم أن البنك الدولي دخل في شراكة جديدة عن تنمية الطفولة المبكرة مع مؤسسة نوفاك ديوكوفيتش. وتتضمَّن هذه الشراكة القيام بجهود دعوية عالمية بشأن أهمية تنمية الطفولة المبكرة، وكذلك بذل جهود في صربيا لتحسين التنمية المبكرة للأطفال المحرومين.

 

إن المنافع التي تجلبها برامج تنمية الطفولة المبكرة تكون قوية للغاية للأطفال الفقراء والمحرومين. إذ نعرف من البحوث أن الأطفال في الأسر المحرومة الذين يشاركون في برامج تنمية الطفولة المبكرة تزيد قدرتهم على كسب الدخل 25 في المائة حين يكبرون. فما الذي ساعد على تحقيق هذه النتائج المذهلة؟ إنها الإجراءات التدخلية التي تستند إلى الشواهد، وبعضها على قدر كبير من البساطة مثل تشجيع الأمهات على اللعب والتحدُّث مع صغارهن في المنزل.

وقد استثمرنا، نحن في البنك الدولي، 3.3 مليار دولار في برامج تنمية الطفولة المبكرة بين عامي 2001 و2013 ولكن الاحتياجات لا تزال كبيرة.  وحتى في صربيا، وهي من الشريحة العليا للبلدان المتوسطة الدخل، تقل نسبة الأطفال من أشد الأسر فقرا الذين يلتحقون برياض الأطفال عن 10 في المائة. والوضع أسوأ بين أطفال الأقلية الغجرية.  فنسبة من يشاركون في برامج التعليم المبكر من أطفال الغجر الذين يعيشون في مستوطنات عشوائية تبلغ 6 في المائة فحسب. ومن الواضح، أننا نحتاج إلى بذل جهود دعوية قوية لإتاحة التعليم المبكر الذي يحتاج إليه الأطفال في كل البلدان.

ولكن إعلاني اليوم – إعلاننا وإعلان اليونيسيف - يرفع سقف كل طموحاتنا وآمالنا من أجل الأطفال الصغار في شتَّى أنحاء العالم. وقد أثار نوفاك ديوكوفيتش إعجابي، فهو مشهور كواحد من أعظم الرياضيين في العالم، ولكن الآن فحسب يلقى التقدير على التزامه بالعمل لتحسين حياة الأطفال. وأعتقد أن هذه الشراكة الجديدة بين البنك الدولي ومؤسسة نوفاك ديوكوفيتش ستضفي المزيد والمزيد من الزخم لجهود مَنْ يعملون جميعا في مجال تنمية الطفولة المبكرة في أنحاء العالم.

وفي ملاعب التنس، نوفاك مشهور بتفوقه الشامل في لعبته. إنه يُسجِّل أفضل ضربة مرتدة في هذه اللعبة، وغالبا ما ينتهز الفرصة لاقتناص النقاط. ويحدوني الأمل الآن، أنه مع هذا الإلهام من نوفاك، سننتهز هذه الفرصة الجديدة لنقتنص ثمارها كاملة. فيجب أن يتوفَّر لنا موارد جديدة ومزيد من الاهتمام بالتنمية المبكرة للصغار، ونحن نعتقد أن نوفاك يمكنه خلق الاهتمام الذي تشتد الحاجة إليه. فتوفير الإمكانية للجميع للمشاركة في برامج تنمية الطفولة المبكرة هو الهدف الصحيح للعالم. ونحن قادرون على النجاح. وإذا أهدرنا هذه الفرصة للعمل مع نوفاك، فسيكون ذلك خطأ له أبعاد وخيمة من صنع أنفسنا. شكرا لك نوفاك، وشكرا لكم في اليونيسيف ولكل شركائنا على كل ما نبذله معا من جهد لمساعدة الأطفال الصغار.

 


Api
Api
أهلا بك