Skip to Main Navigation
المطبوعات 2019/04/11

منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: من المرحلة الانتقالية إلى التحول

Image

تمر المنطقة الآن بمرحلة تحوُّل تتطلب إعادة معايرة مشاركة مجموعة البنك الدولي. وإذا استمرت الاتجاهات السكانية الحالية، سيتعين على المنطقة أن توفر ما يزيد على 300 مليون فرصة عمل بحلول عام 2050. والسؤال المحوري بالنسبة لمستقبل المنطقة هو من أين ستأتي كل هذه الوظائف وما هي طبيعتها. لكن القدرة على توفير هذا العدد المطلوب من الوظائف غير موجودة بعد، والإمكانات البشرية القيِّمة مهددة بالضياع.

تبلغ نسبة البطالة بين الشباب في المنطقة 25%، بل وترتفع هذه النسبة بين الشابات لتصل إلى 39%. ورغم أن ارتفاع مستوى التعليم يؤدي إلى المزيد من الفرص في معظم أنحاء العالم، فإن الأمر ليس كذلك في بلدان المنطقة. إذ يشكِّل خريجو الجامعات 30% من العاطلين عن العمل في المنطقة. ويبلغ معدل البطالة بين النساء، اللائي يفُقن الرجال عدداً في الجامعات، ضعف معدله بين نظرائهن من الذكور. وثمة حاجة ملحة للإجابة على سؤال كيف ستوفر المنطقة وظائف كافية لتلبية تطلعات الشباب نظراً لأن شعورهم بالإحباط جراء تهميشهم اقتصادياً سيظل مصدراً للتوترات الاجتماعية.

إن المسار التقليدي للتصنيع في البلدان النامية ربما لم يَعُد متاحاً للمنطقة. فالوتيرة السريعة للتطور التكنولوجي، الذي يُسمَّى "بالثورة الصناعية الرابعة"، تُحدث تحوُّلاً في الاقتصاد العالمي. وسيتزايد إحلال الآلات محل البشر في أداء الوظائف التي كانت توفرها أنشطة التصنيع من قبل، لاسيما أنماط العمل المتكرر لخطوط التجميع. وبدلاً من ذلك، يمكن أن تركِّز المنطقة على الاستفادة من إمكانات الأعداد الكبيرة من الشباب ذوي التعليم الجيد والذين تصل تطلعاتهم إلى ما هو أبعد من خطوط التجميع بتجاوز أنشطة التصنيع التي تعود إلى الماضي والقفز نحو المستقبل الرقمي.

ومجموعة البنك الدولي مستعدة لتقديم المساندة لتحقيق هذه القفزة ومساعدة البلدان على التكيُّف مع الاقتصاد الرقمي الجديد، وتسخير طاقاته وإمكاناته، وضمان تزويد كل جيل جديد، من الآن فصاعداً، بالقدرات التي تُمكِّنه من اغتنام الفرص التي يخلقها الاقتصاد الرقمي. 

 منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من المرحلة الانتقالية إلى التحوُّل(تحميل الكتاب)