Skip to Main Navigation
المطبوعات2022/06/14

مرصد الاقتصاد السوري، ربيع 2022: جيل ضائع من السوريين

The World Bank

يهدف مرصد الاقتصاد السوري،  وهو نشرة اقتصادية نصف سنوية للبنك الدولي، إلى عرض أحدث التطورات الاقتصادية الرئيسية والتوقعات والمخاطر والسياسات في سوريا ووضعها في سياق الصراع. كما يعرض نتائج التقارير التحليلية التي يعدها البنك الدولي والمتعلقة بسوريا. يندرج مرصد الاقتصاد السوري ضمن جهود البنك الدولي لفهم الديناميكيات الاقتصادية والاجتماعية بشكل أفضل في البلدان التي تعاني من أوضاع الهشاشة والصراعات والعنف.

يدخل الصراع في سوريا عامه الثاني عشر جالباً معه ما جلب من آثار مدمرة على السكان والاقتصاد. أدى هذا الصراع إلى تسارع تدهور البنية التحتية، كونه تسبب في الإضرار بالممتلكات والأصول الاستراتيجية (مسار الدمار)، وتعميق شيخوخة السكان نتيجة لنزوح عدد كبير من الناس (مسار النزوح). كماتسبب في الاضرار باللُحمة المجتمعية، وتردي الحوكمة، وأدى إلى انقسام منطقة كانت تتصف بالوحدة والاندماج ذات يوم في سوريا (مسار الفوضى). ساهمت هذه المسارات مجتمعة في خفض حجم النشاط الاقتصادي إلى النصف خلال الفترة الممتدة بين عامي 2010 و2019.

ساهمت عوامل الصراع، والنزوح، وانهيار الأنشطة الاقتصادية في تدهور المسنوى المعيشي للأسر. ارتفعت معدلات الفقر المدقع ارتفاعاً مطرداً منذ بداية الصراع، وهذا ما يعكس تدهوراً في فرص كسب العيش والتآكل التدريجي لقدرة الأسرة على التكيف. أثّر التضخم المرتفع في سوريا على الفقراء والفئات الضعيفة بشكل غير متناسب. وإلى جانب التأثير المباشر للصراع، يعاني الاقتصاد من الآثار المضاعفة للجائحة، والأحداث المناخية القاسية، وهشاشة المنطقة ككل، وعدم استقرار الاقتصاد الكلي. 

من المتوقع أن تستمر الظروف الاقتصادية بالتدهور في سوريا، نتيجة الصراع طويل الأمد، والاضطرابات في لبنان وتركيا، وجائحة كورونا، والحرب في أوكرانيا. في ظل حالة عدم التيقن المرتفعة بشكل استثنائي، نتوقع أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لسوريا بنسبة 2.6 في المئة في عام 2022 (إلى 15.5 مليار دولار بالأسعار الثابتة لعام 2015)، وذلك بعد انخفاضه بنسبة 2.1 في المئة في عام 2021. وتعد المخاطر على توقعات النمو كبيرة وتميل للتوجه سلباً.

ويتناول القسم الخاص من تقرير مرصد الاقتصاد السوري تداعيات الصراع على الصعيد الديمغرافي وسوق العمل في البلاد. ويظهر السكان السوريون تناقصاً ملحوظاً في أعداد الذكور البالغين سن الرشد، وزيادة في معدل مشاركة الإناث في القوى العاملة نتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية، على الرغم من التحديات التي لا تزال تواجهها النساء للحصول على فرص اقتصادية متساوية.