موضوع رئيسي

منغوليا: إعداد أطفال الرّعاة للالتحاق بالمدارس وتحسين مستواهم التعليمي

02/05/2015


Image

نقاط رئيسية
  • مشروع للبنك الدولي في منغوليا يحسن مستوى تعليم أطفال الرعاة في الفئة العمرية 6 -10 سنوات ممن يعيشون في المجتمعات الريفية المحرومة.
  • المشروع الجديد يشجع المبادرات المبتكرة لتحسين خدمات ومرافق التعليم على الصعيد المحلي، وحشد جهود الآباء وأفراد المجتمعات المحلية.
  • هذه المبادرات تلائم احتياجات مجتمعات الرعاة، وقد حدت بفاعلية من أعداد الأطفال المتسربين من التعليم والأطفال غير الملتحقين بالدراسة.

تعيش يورينتسولمون، ابنة الستة أعوام، بمنطقة يوزيت التابعة لإقليم أركانغاي بمنغوليا؛ أبواها من الرعاة المتنقلين، ولذلك فإن عائلتها تتنقل نحو ثلاث أو أربع مرات في العام بحثا عن المراعي والكلأ لإطعام أغنامها وماعزها وخيولها وأبقارها التي تمثل سبل كسب عيشها.

ولهذا السبب، لم تتمكن يورينتسولمون من الالتحاق برياض الأطفال. وشعر أبواها بالقلق من أنها قد تتأخر عن نظرائها عندما تبدأ الدراسة الابتدائية. واستمر هذا الحال إلى أن جاءهم العون.

المعلم الأول للأطفال

في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، قيد والدا يورينتسولمون اسمها في برنامج للإعداد المنزلي للالتحاق بالمدرسة في منطقتهم. ويتيح الالتحاق بهذا البرنامج لأي طفل أن يحصل على مجموعة من الكتب واللعب من المكتبة المدرسية في كل مرة. وتدّرب الوالدان على استخدامها لمساعدة بنتهما على التعلّم، وأصبحا فعليا معلمين بالمنزل. وبعد أن ينتهي الطفل من مجموعة ما، تعيدها الأسرة إلى المكتبة للحصول على مجموعة جديدة. ويشتمل البرنامج على 10 مجموعات تعليمية لكل طفل.

تقول يورينتسولمون وهي بصدد إخراج كتاب من حقيبة كتبها، "الكتاب الكبير لي. إنني أتعلم الكثير من هذه الكتب". ولكن ثمة كتاب مختلف بهذه المجموعة للأبوين لاستخدامه في مساعدة أطفالهما على التعلم.

قالت أم يورينتسولمون، "لقد تعلمت الكثير أيضا. وستصل أختها الصغيرة سن الدراسة خلال أربعة أعوام، وأنا واثقة من أنني سأتمكن من تعليمها بفضل الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها".

أما ب. أنكبولد، والد يورينتسولمون، فيرى أيضا قيمة كبيرة في هذه التجربة التعليمية والتدريسية. وعن ذلك، قال "عندما تعمل مع طفلك بهذه الطريقة، فإنك تتعلم التواصل معه. لقد أدت هذه التجربة إلى تعميق أواصر العائلة".

وبرنامج الإعداد المنزلي للالتحاق بالمدرسة جزء من مشروع أكبر حجما يهدف إلى تحسين المستوى التعليمي لأطفال الرعاة في الفئة العمرية 6 -10 سنوات في المجتمعات الريفية المحرومة في منغوليا. ويستهدف المشروع، الذي يموله صندوق التنمية الاجتماعية الياباني ويديره البنك الدولي، 30 منطقة في 4 أقاليم.

وتقوم منظمة انقاذ الطفولة اليابانية بتنفيذ المشروع من خلال تجربة عدة مبادرات مجتمعية مبتكرة تلائم الظروف الثقافية بغرض تحسين خدمات ومرافق التعليم على الصعيد المحلي، وحشد جهود الآباء وأفراد المجتمعات المحلية.



" هناك عدد قليل نسبيا من أطفال مجتمعات الرعاة الذين التحقوا بالبرامج الرسمية للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة. ويستطيع الأطفال مع هذا البرنامج أن يدرسوا من منازلهم ما كان يتوجب عليهم دراسته في رياض الأطفال. "

ل. تستسغدمبرل

معلمة


البيت الثاني للأطفال

تتضمن التدابير المبتكرة الأخرى الجاري تجريبها حاليا إنشاء مركز لتنمية الطفولة بالسكن الملحق بالمدارس من أجل أطفال الرعاة.

فعندما يصل أطفال الرعاة إلى سن الدراسة، فإنهم يذهبون إلى مركز المنطقة للالتحاق بالمدرسة التي يمكن أن تكون على بعد أميال من بيوتهم. ولذا، فإن معظمهم يمكثون في السكن التابع للمدرسة أو عند أقاربهم الذين يعيشون في مركز المنطقة.

وبعد انتهاء اليوم الدراسي، يلعب هؤلاء الأطفال في العادة في الخارج أو داخل غرف سكنهم. ولا يستطيع بعضهم التأقلم مع الحياة في هذا المسكن، ويعانون من مصاعب في مسايرة دراستهم.

وهنا يأتي دور "مركز تنمية الطفولة".

يستطيع الأطفال، في المركز، أداء واجباتهم المدرسية تحت إشراف المعلمين وتوجيهاتهم والمشاركة في مختلف أشكال الأنشطة لإثراء حياتهم بعد الدراسة.

وبالنسبة لسينزايا ب.، التلميذة بالصف الثاني بمدرسة منطقة تشوبالسان بإقليم دورنود، على سبيل المثال، فإن حضور برنامج أنشطة خارجة عن المنهج الدراسي هو حلم تحقق.

وعن ذلك، قالت "أنا سعيدة للمشاركة في هذا البرنامج. إنه ممتع حقا لأني أعلم الرقص لأصدقائي والأطفال الآخرين".

كما يشعر الآباء بالسعادة أيضا حيال الدور الذي يضطلع به المركز.

 فعندما زار سوكباتار حفيده الذي يدرس بالصف الثاني، شاهده وهو يلعب الشطرنج مع أطفال آخرين.

وقال معلقا، "تساعد مراكز تنمية الطفولة الأطفال على قضاء أوقات فراغهم بشكل منتج. وبفضلها، فإننا لا نشعر بالقلق على أطفالنا".

تلبية الاحتياجات التعليمية لمجتمعات الرعاة

بدأت يورينتسولمون الدراسة في سبتمبر/أيلول 2014.

كان تسعون في المائة من زملائها وزميلاتها ملتحقين بنفس برنامج الإعداد المنزلي للالتحاق بالمدارس.

ووجدت معلمتها، ل. تستسغدمبرل أن مستوى المهارات العامة لهؤلاء الأطفال أعلى من مستوى أطفال الصف الأول الذي قامت بتدريسهم من قبل ممن لم يلتحقوا برياض الأطفال ولم يحصلوا على أي إعداد منزلي.

وعلقت على ذلك بقولها، "هناك عدد قليل نسبيا من أطفال مجتمعات الرعاة الذين التحقوا بالبرامج الرسمية للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة. ويستطيع الأطفال مع هذا البرنامج أن يدرسوا من منازلهم ما كان يتوجب عليهم دراسته في رياض الأطفال".

وأضافت، "في رأيي أن هذا البرنامج منتج وفاعل للغاية للأطفال والآباء والمعلمين".

وأشار ب. باتشولون، وهو رئيس مجلس التعليم المحلي بمنطقة أوزيت، إلى أنه جرى إنشاء مجلس تعليم محلي في كل مقاطعة من المقاطعات الثلاثين التي تندرج ضمن هذا المشروع، وكانت هذه المراكز قوة دافعة لإحداث تغييرات في مستوى التعليم بالمجتمعات المحلية.

 وأضاف باتشولون، "تنفيذ هذا البرنامج كسياسة تعليمية في عموم البلاد يعتبر فكرة جيدة. وإذا تمكنا من مواصلة تنفيذ هذا البرنامج، فسيكون بوسعنا تزويد أطفال الرعاة بمستوى تعليم جيد".

وقد التحق 7500 طفل حتى الآن بهذا البرنامج وتخرجوا منه، في حين ساعدت مراكز تنمية الطفولة 4600 طفل.

وأخيرا، قالت تانغالانغ تشولان، الخبيرة بالبنك الدولي، "تعتبر هذه المبادرات مناسبة جدا لتلبية احتياجات مجتمعات الرعاة. فقد أدت إلى تحسين معدلات التحاق الأطفال بالتعليم، وساعدت كذلك على تقليل أعداد الأطفال المتسربين من التعليم والأطفال غير الملتحقين بالدراسة في الأقاليم الأربعة". 


Api
Api

أهلا بك