Skip to Main Navigation
موضوع رئيسي09/24/2025

من الرؤية إلى التأثير: ارتفاع معدلات الالتحاق برياض الأطفال في المغرب

مروان، وهو طفل في مرحلة ما قبل المدرسة في قرية سوق الكبير بالمغرب

 مصدر الصورة (البنك الدولي)

أبرز النقاط 

  • في عام 2018، حددت المملكة المغربية هدفا وطنيا يتمثل في تعميم التعليم قبل المدرسي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4-  5 سنوات بحلول عام 2028. ويركز هذا الهدف بشكل خاص على الوصول إلى المجتمعات الريفية والمحرومة التي تعاني من محدودية فرص الحصول على التعليم المبكر.

  • على مدى السنوات الست التي بدأت في عام 2018، ارتفع معدل الالتحاق برياض الأطفال في البلاد من 45٪ إلى 80٪ على المستوى الوطني، ومن 33٪ إلى 91٪ في المناطق الريفية. كما توسعت تغطية رياض الأطفال بشكل كبير منذ عام 2018.

  • تم توفير أكثر من 9500 فرصة عمل جديدة لمعلمي رياض الأطفال، معظمها في المناطق الريفية. ولم يؤد هذا التوسع إلى تحسين نتائج التعلم للأطفال فحسب، بل خلق أيضا فرصا اقتصادية ودعم تمكين المرأة داخل المجتمعات المحلية.

  • ارتفع معدل التحاق الفتيات من 25٪ في عام 2017 إلى 93٪ في عام 2024، مما يمثل خطوة كبيرة نحو سد الفجوة بين الجنسين في التعليم المبكر. وقد أدت التدخلات الموجهة لإزالة الحواجز، إلى جانب زيادة الوعي المجتمعي، إلى هذه الطفرة، مما يضمن استفادة الفتيات على قدم المساواة من المزايا الأساسية لمرحلة رياض الأطفال.

التأثير على السنوات الأولى للتعلم مدى الحياة

التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة هو أكثر بكثير من مجرد منفعة شخصية. وهو يمثل استثمارا وطنيا بالغ الأهمية. ويتطلب بناء مستقبل أكثر إنصافا التركيز على السنوات الأولى من العمر، عندما ينمو عقل الطفل بسرعة أكبر من أي مرحلة أخرى من مراحل نموه. إن دعم الأطفال في السنوات الخمس الأولى من عمرهم يرسي الأساس ليس للتعلم فحسب، بل أيضا للرفاهية الاجتماعية مدى الحياة. ويؤدي التعليم الجيد في مرحلة رياض الأطفال إلى تطوير القدرات الذهنية، وبناء الثقة، وتشجيع الفضول، مما يتيح لكل طفل الفرصة لتحقيق أقصى إمكاناته.

قال مروان، وهو طفل في مرحلة ما قبل المدرسة في قرية سوق الكبير الواقعة على بعد ساعة من مراكش "أحب الدراسة وقراءة الكتب". وتعكس كلماته تحولا أعمق: فالأطفال في جميع أنحاء المغرب يكتشفون حبا للتعلم منذ أيامهم الأولى بفضل توسيع نطاق الالتحاق برياض الأطفال.

فالآباء في المناطق الريفية، الذين لم تتح الفرصة لكثير منهم مطلقا للالتحاق برياض الأطفال، يضمنون الآن ألا يواجه أطفالهم نفس الحرمان. 

قالت فاطمة، وهي أم من سوق الكبير "هناك فرق كبير بين التلميذ الذي ذهب إلى رياض الأطفال وبين قرينه الذي التحق مباشرة بالمدرسة الابتدائية".

وأضافت تحكي تجربتها قائلة: "عندما دخلت المدرسة الابتدائية مباشرة، لم أكن أعرف حروف الأبجدية والأرقام وكيفية قراءة الوقت وأشياء أخرى كثيرة. لو كنت قد مرت برياض الأطفال، لكنت قد تعلمت الأبجدية والقرآن الكريم والرياضيات وأكثر من ذلك."

وكررت  سعاد صحراوي، شقيقة تلميذة في مرحلة رياض الأطفال في سوق الكبير، نفس الشعور قائلة: "كنت أرغب في أن تتاح لي الفرصة للذهاب إلى مرحلة رياض الأطفال. في قريتنا على وجه التحديد، تغيرت أشياء كثيرة مع الأطفال في هذا الفصل. لقد لاحظت ذلك شخصيا في كل منهم ".

ويتضح هذا التحول بشكل خاص بالنسبة للفتيات. ففي عام 2017، لم تلتحق سوى 25٪ من الفتيات الريفيات برياض الأطفال. وبحلول عام 2024 ، قفز هذا الرقم إلى 93٪. 

وفي صميم هذا التحول يوجد جيل جديد من معلمي الطفولة المبكرة، ومعظمهم من النساء. منذ عام 2018، تم توفير أكثر من 9500 وظيفة في قطاع رياض الأطفال، مما وفر للنساء في المناطق الريفية فرص عمل مستقرة وفرصة للإسهام في تشكيل مستقبل مجتمعاتهن المحلية. ويقوم هؤلاء المربون بتعليم المهارات الأساسية وأيضا تعزيز النمو المعرفي والاجتماعي لدى الأطفال الصغار من خلال أساليب مبتكرة.

وقالت غزلين جبراني، وهي معلمة في مرحلة ما قبل المدرسة، "من خلال اللعب، أعلم الأطفال العديد من مفاهيم التعلم. "إنها طريقة فعالة للاتصال والتواصل."

ويساعد هذا التقدم على سد الفجوة التعليمية بين المناطق الحضرية والريفية. فالأطفال الذين كانوا في السابق يبدأون الدراسة في وقت متأخر عن أقرانهم، يبدأون الآن تعليمهم الابتدائي مزودين بالمهارات والثقة والاستعداد الاجتماعي الذي يحتاجون إليه للنجاح. 

وقالت وهيبة، وهي تلميذة أخرى في مرحلة ما قبل المدرسة من سوق الكبير "عندما أكبر، سأصبح معلمة لأنني أحب الدراسة"، وهو حلم يمكن أن تغذيه فرص التعلم المبكر.

التزام وطني متجذر في التغيير المحلي

في عام 2018، تعهد المغرب التزاما جريئا بتوفير إمكانية الوصول لجميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 - 5 سنوات في مرحلة رياض الأطفال وذلك بحلول عام 2028. ويتطلب تحقيق هذا الهدف الطموح تنسيقا عميقا بين المؤسسات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية. ونتيجة لذلك، يفي البلد بالتزامه. وبين عامي 2018 و2024، ارتفع معدل الالتحاق من 45٪ إلى 80٪ على مستوى البلاد، ومن 33٪ إلى 91٪ في المناطق الريفية.

ويبني هذا التقدم على جهد وطني طويل الأمد لتحسين التنمية البشرية. تهدف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس في عام 2005 إلى مكافحة الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي. ومع دخول المبادرة لمرحلتها الثالثة في عام 2018، انتقلت من الأساليب القائمة على البنية التحتية، إلى نموذج أكثر تكاملا يركز على المجتمعات المحلية، مما يمكّن الحكومات المحلية والشركاء من ضمان حصول الأطفال والأسر على خدمات منسقة، بما في ذلك الصحة والتغذية والتعليم المبكر والحماية من الفقر والإجهاد.

وقد انبثق تحالف قوي من هذه الاستراتيجية الوطنية. وقد شاركت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومنظمات غير حكومية رائدة مثل المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، ومؤسسة زاكورة، في إطلاق واحدة من أكبر عمليات التوسع وأكثرها نجاحا في مجال رياض الأطفال في العالم.

وفي إطار دعم هذه الجهود، ساهم البنك الدولي من خلال كل من الدعم المالي والخبرة الفنية لتدعيم كل مرحلة من مراحل التنفيذ. ومن خلال تحسين نتائج تنمية الطفولة المبكرة في المناطق الريفية بالمغرب وبرامج دعم قطاع التعليم، ساعد البنك الدولي على توسيع نطاق الحصول على خدمات جيدة لمرحلة رياض الأطفال، مما يضمن عدم تخلف أي طفل عن الركب في بداية رحلته التعليمية.

واليوم، يلتحق أكثر من 900 ألف طفل برياض الأطفال الحديثة في جميع أنحاء البلاد. وقد انتقل مئات الآلاف منهم بالفعل إلى المدارس الابتدائية، وهم أفضل استعدادا وأكثر ثقة في أنفسهم، ولديهم المهارات الأساسية اللازمة للنجاح. 

ويقوم المغرب حاليا ببناء نظام تعليمي أكثر شمولا للجميع وقدرة على الصمود وجاهزا للمستقبل، بما يضمن اكتساب المواطنين المهارات التي يحتاجونها للنجاح في المستقبل، بدءا من المرحلة الأكثر أهمية: وهي مرحلة الطفولة المبكرة.

مدونات

    loader image

الأخبار

    loader image