موضوع رئيسي12/09/2025

كيف تنتقل رائدات الأعمال في الجزائر إلى العالم الرقمي

The World Bank

فقد واجهت العديد من الحرفيات في الجزائر صعوبات في الترويج لمنتجاتهن، أو الوصول إلى زبائن جدد، أو منافسة المنتجات المستوردة. (Photo credit: DimaBerlin/Shutterstock)

نقاط رئيسية

  • استفادت قرابة 120 رائدة أعمال وحرفية في مختلف أنحاء الجزائر من تدريبات في التجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي، ضمن مبادرة We-Fi.
  • يساند هذا التحول شبكة تضم 51 مدرّبة معتمدة من الغرفة الوطنية للصناعات التقليدية والحرف (CNAM)، والوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغّرة (ANGEM)، والقطاع الخاص، لدعم المشاريع النسائية في مسارها الرقمي.
  • حققت معظم المشاركات نموًا في إيراداتهن، بينما سجّلت نحو واحدة من كل خمس زيادات لافتة تجاوزت في بعض الحالات الثلث.

في ورشة صغيرة في قلب العاصمة الجزائرية، ترتب أمينة بعناية عبوات الصابون المصنوع يدويًا داخل صناديق الشحن، بينما تعمل الطابعة بجانبها وتطبع الملصقات الجديدة بصوت خافت. وبعد لحظات، ستغادر هذه الطرود نحو مدن أخرى داخل الجزائر، وربما إلى الخارج، عبر شركة لوجستية تتعاون معها.

وتقول أمينة: "في السابق، كنت أبيع داخل الحي فقط. أمّا اليوم، فتصل منتجاتي إلى مدن بعيدة وحتى خارج البلاد. لم أتوقع أن يتحقق ذلك يومًا".

بالنسبة لنساء مثل أمينة، شكّل التحول الرقمي خطوة فتحت أبوابًا كانت تبدو موصدة. فقد واجهت العديد من الحرفيات في الجزائر صعوبات في الترويج لمنتجاتهن، أو الوصول إلى زبائن جدد، أو منافسة المنتجات المستوردة. ومن هنا جاء مشروع التجارة الإلكترونية لرائدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الممول من مبادرة Women Entrepreneurs Finance Initiative والمنفّذ من البنك الدولي، ليقدّم للنساء الأدوات والمعرفة والشبكات التي يحتجن إليها للنجاح عبر الإنترنت.

ومنذ انطلاقته، اعتمد المشروع على المؤسسات الحكومية. فقد أنشأت الجزائر لجنة توجيهية تضم ثماني وزارات للإشراف على التنفيذ وضمان توافقه مع القوانين والواقع المحلي، بدءًا من إجراءات المنتجات ووصولًا إلى أنظمة الدفع الإلكتروني. وأسهم هذا الأساس المؤسسي في توفير بيئة ملائمة لتوسيع نطاق المشروع.

وتقول جميلة حاج باي أٌغلو جيرين، الممثلة المقيمة لمجموعة البنك الدولي في الجزائر: "لقد وضعت الجزائر الأسس لبناء بيئة تدعم التحول الرقمي ونمو المشاريع النسائية. ويُظهر هذا المشروع ما يمكن تحقيقه عندما تتكامل المؤسسات والتمويل والتدريب معًا. إنه جهد مشترك، ونحن فخورون بدعمه".

ولعبت مؤسسات مثل CNAM وANGEM دورًا محوريًا في توسيع نطاق المشروع. فقد أتاحت CNAM منصة وطنية لربط الحرفيات عبر أنحاء البلاد، بينما تعمل ANGEM على إدماج التدريب الرقمي في برامج التمويل المصغر. وبالشراكة مع القطاع الخاص، تم تدريب 51 مدربة في التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية، وأصبحن اليوم ينقلن خبراتهن إلى مئات رائدات الأعمال.

حتى الآن، أكملت 119 امرأة التدريب، واعتمدت أكثر من 74% منهن منصات إلكترونية جديدة في أعمالهن. ويهدف البرنامج إلى الوصول إلى 300 رائدة أعمال في المدى القريب.

كما تعمل ANGEM على تنفيذ برنامج تدريب تدريجي لضمان استدامة النتائج. فابتداءً من مطلع عام 2025، ستتلقى 25 مدربة رئيسية - من بين 25 ولاية مبرمجة - تدريبًا متقدمًا في التجارة الإلكترونية. وبعد ذلك، ستدرب كل مدربة 12 مدربة محلية، ليصل العدد الإجمالي إلى 300 مدربة. وسترافق هذه الشبكة تدريجيًا نحو 92 رائدة أعمال جديدة للوصول إلى 27,500 مستفيدة بحلول نهاية عام 2025. ويهدف هذا النهج إلى نشر المهارات الرقمية إلى ما هو أبعد من المجموعة الأولى المشاركة في We-Fi.

بالنسبة لأمينة، التي تنتج الصابون الطبيعي، ساعدها التدريب في تطوير مشروعها: "تعلّمت أساسيات التسويق والتواصل. أصبح مشروعي أكثر حضورًا، وأديره بثقة أكبر".

أما إسماهان، الحرفية المتخصصة في العطور، فقد ظهرت النتائج لديها سريعًا: "علّمني البرنامج كيفية تنظيم عملي واستخدام الأدوات المناسبة لتطوير المبيعات. أصبح الزبائن يفهمون منتجاتي بشكل أفضل، وارتفع عدد المتابعين لدي على وسائل التواصل الاجتماعي من 7,000 إلى 22,000 خلال بضعة أشهر".

ولا تقتصر الفوائد على رائدات الأعمال فقط. فقد توسعت أدوار الموظفات العموميات اللواتي أصبحن مدربات، وانتقلن من المهام الإدارية إلى تقديم الإرشاد المهني. كما طوّر مستشارون من القطاع الخاص خبراتهم في ريادة الأعمال الرقمية. وكما تقول إحدى المدربات: "نحن نتعلم أيضًا. ساعدتنا مرافقة رائدات الأعمال على تطوير مهارات جديدة في التسويق الرقمي وفهم أعمق لريادة المشاريع، والانتقال من العمل الإداري إلى دور استشاري".

وفي مدن مثل وهران والجزائر وعنابة، تتقاطع التجارب. بدأت بعض النساء ببيع منتجات بسيطة محليًا، بينما انطلقت أخريات بفكرة فقط. جميعهن تقدمن خطوة بخطوة واكتسبن المهارات اللازمة للنمو. ويعكس التعاون بين الجزائر والبنك الدولي من خلال مبادرة We-Fi أن التمكين الاقتصادي لا يقوم فقط على التمويل، بل على بناء بيئة تتقدم فيها المؤسسات والمهارات والمشاريع معًا. ومع تسليم أمينة الشحنة لسائق التوصيل، تقول مبتسمة: "هذا ليس مجرد منتج يغادر ورشتي. إنه مستقبل صنعته لنفسي".

 

مدونات

    loader image

الأخبار

    loader image