تحديث: تم تحديث هذا البيان الصحفي لتوضيح نطاق تقييمات الصفوف الأولى المذكورة في الفقرة الثالثة، كما تمت إضافة اقتباس لمدير الممارسات العالمية في التعليم بالبنك الدولي.
بغداد، 26 أيار/مايو 2022 - وافق البنك الدولي على مشروع جديد بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي لدعم الابتكارات من أجل التعلم في ثلاثٍ من المحافظات العراقية المتعثرة (وهي ميسان والقادسية والمثنى). ويهدف المشروع الجديد إلى تعزيز ممارسات التدريس لمعلمي اللغة العربية والرياضيات، وتحسين مهارات القراءة والكتابة والحساب لدى طلاب المرحلة الابتدائية من الفئات الأكثر احتياجاً في المحافظات العراقية التي تتأخر التنمية فيها عن المحافظات الأخرى.
تُعد تنمية رأس المال البشري في صميم تحقيق النمو الاقتصادي المستدام. ويمثل رأس المال البشري في العراق 15% فقط من إجمالي الثروة، وهو أحد أدنى المعدلات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويرجع إلى حد كبير إلى ضعف نواتج التعليم. وقد قادت سنوات من الصراع وأوجه القصور الهيكلية إلى نظام تعليمي يعجز عن تقديم المهارات الأساسية إلى الطلاب - والتي تشكل أساس التعلم وتنمية المهارات. وقد أدت جائحة كورونا وإغلاق المدارس الناتج عنها إلى تفاقم التحديات التي يواجهها قطاع التعليم في العراق.
في عام 2012 أجرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) أحدث تقييم لمهارات القراءة شمل 1531 طالبًا في الصفين الثاني والثالث في 54 مدرسة ابتدائية في 6 محافظات عراقية هي: الأنبار وبغداد وكربلاء وميسان والنجف وواسط. وتظهر النتائج أن الغالبية العظمى من الطلاب الذين تم تقييمهم داخل هذه المحافظات لم يكتسبوا بعد المهارات التأسيسية الكافية عند بلوغهم الصف الثالث. حيث أن 9 من أصل 10 (أو 90%) من طلاب الصف الثالث الذين خضعوا للتقييم لم يتمكنوا من القراءة بوتيرة كافية تمكنهم من فهم النص. علاوة على ذلك، لم يتمكن ما يقرب من ثلث طلاب الصف الثالث من الإجابة بشكل صحيح على أي سؤال يتعلق بالنص الذي قرأوه، ولم يتمكن 41% من طلاب الصف الثالث من الإجابة بشكل صحيح على مسألة طرح حسابية واحدة.
وما أشرنا إليه من نواتج التعلم المتدنية تُبرز الحاجة الماسة إلى التركيز - بحسبها من الأولويات - على الطلاب من الفئات الأكثر احتياجاً والمعرضين لخطر التخلف عن الركب والتسرب من نظام التعليم، حيث زاد تسرب الطلاب من المدارس الابتدائية في الماضي القريب ولم يكمل التعليم سوى نصف الطلاب من الفئات الأشد فقراً. والمشروع الجديد موجه نحو الطلاب المنتمين للفئات الأشد احتياجاً لمنع المزيد من خسائر التعلم بينهم ولضمان التعلم لجميع الأطفال العراقيين.
وتعليقاً على هذا، قال ساروج كومار جاه، المدير الإقليمي لدائرة المشرق بالبنك الدولي: "إن تعزيز التعلم والإنتاجية لهذا الجيل والأجيال القادمة في العراق، وبالتالي تأمين الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي تنجم عنه، يتطلب استثمارات في المهارات الأساسية للطلاب من الفئات الأكثر احتياجاً. ومن شأن المشروع الجديد أن يساعد العراق على تحسين نواتج تعلم القراءة والرياضيات لأكثر من 300 ألف طالب وطالبة وتحسين ممارسات التدريس لأكثر من 4000 مُدرس ومُدرسة لمادتي الرياضيات واللغة العربية في محافظات العراق الثلاث الأشد فقراً."
سيتم تنفيذ المشروع الجديد من جانب وزارة التربية العراقية بالتعاون الوثيق مع وزارتي التخطيط والمالية على مدى عامين. أما النتائج التي ستظهر في إطار تنفيذ هذا المشروع فسيتم الاستفادة بها على نطاق وطني أوسع وتوجيه الإصلاحات اللازمة للارتقاء بمستوى جودة التعليم وملاءمته في العراق. وسيدعم المشروع أيضًا جهود الحكومة العراقية للارتقاء بمهارات القراءة والكتابة باللغة العربية لدى طلاب الصفوف الأولى بالإضافة إلى زيادة الاستثمار في قطاع التعليم.
وفي هذا السياق، قال أندرياس بلوم، مدير قطاع الممارسات العالمية للتعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي: "يعد القياس المنتظم لنواتج التعلم لدى الطلاب الخطوة المهمة الأولى نحو الارتقاء بمستوى التعلم. وباستخدام التمويل لهذا المشروع، ستقوم وزارة التربية ببناء القدرات الوطنية اللازمة لإجراء تقييمات نواتج التعلم، كما ستشارك الوزارة للمرة الأولى على الإطلاق في أحد تقييمات التعلم الدولية وهو "دراسة الاتجاهات الدولية في الرياضيات والعلوم - TIMSS" في عام 2023."
تجدر الإشارة إلى أن تمويل الابتكارات من أجل التعلم سيتم في إطار "صندوق الإصلاح والتعافي وإعادة إعمار العراق" الذي تأسس بالشراكة مع حكومة العراق في عام 2018 وبتمويل مشترك من جانب ألمانيا والمملكة المتحدة وكندا والسويد. ويوفر منصة للتمويل والحوار الإستراتيجي للتنمية وإعادة الإعمار، مع التركيز على الإصلاحات الموجهة والاستثمار العام والخاص في أنشطة التعافي الاجتماعي والاقتصادي.
