تعمل مجموعة البنك الدولي مع طائفة متنوعة من الشركاء- التقليديين وغير التقليديين ومن الجهات الرسمية وغير الرسمية- من مختلف أنحاء العالم للمساعدة على تحقيق هدفينا لإنهاء الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك.
الشراكة من أجل التصدي للتحديات الأكثر إلحاحاً في عالم اليوم
إن التصدي للتحديات العالمية يتطلب عملا جماعيا، وفيما يلي الأمثلة الرئيسية على شراكاتنا في السنة المالية 2019.
الهشاشة. تهدد أوضاع الهشاشة والصراع والعنف الجهود الرامية إلى إنهاء الفقر المدقع، مما يؤثر على البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل على حد سواء. وإننا نؤكد على أهمية الوقاية والتحرُّك مبكراً، ومواصلة المشاركة أثناء احتدام الصراع، والحد من الآثار غير المباشرة لأوضاع الهشاشة والصراع والعنف على الفئات الأولى بالرعاية.
ونعمل على توسيع نطاق التعاون مع الأطراف الفاعلة في مجالات العمل الإنساني، والتنمية، وبناء السلام، والأمن من خلال التعاون على مستوى البلدان مع الأمم المتحدة في أكثر من 40 منطقة متأثرة بالأزمات. وبالإضافة إلى ذلك، نعمل مع بلدان مجموعة الخمس وتحالف الساحل على تقديم مساندة إنمائية بقيمة 6.7 مليار دولار إلى المناطق غير الآمنة بمنطقة الساحل.
رأس المال البشري. نعمل مع مجموعة واسعة من القادة العالميين على بناء الدعم لمشروع رأس المال البشري. وفي الاجتماعات السنوية واجتماعات الربيع، استضاف البنك مناقشات مع ممثلين من المنظمات الخيرية والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات الثنائية ومتعددة الأطراف، إلى جانب خبراء من مجموعة البنك، لتشجيع تعزيز الاستثمار في البشر.
المساواة بين الجنسين. نواصل العمل على تعميق مشاركاتنا لمعالجة أوجه عدم المساواة من خلال مبادرات عديدة. وعلى سبيل المثال، فبالاشتراك مع حكومتي كندا والنرويج والبلدان المتعاملة معنا ومؤسسة التمويل الدولية، قمنا بإنشاء صندوق المساواة بين الجنسين في المشرق الذي يساند الحكومات في معالجة المعوِّقات أمام مشاركة النساء في القوى العاملة في بلدان المشرق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبالإضافة إلى ذلك، واصل الصندوق الشامل للمساواة بين الجنسين، وهو صندوق استئماني متعدد المانحين يضم 14 من الحكومات والمؤسسات الدولية، تحفيز إيجاد معارف وتصميم مشروعات مبتكرة واستقاء الشواهد من تقييمات الأثر بشأن أنجع النُهج لسد الفجوات بين الجنسين.
تغيُّر المناخ. نعمل مع طائفة واسعة من الشركاء للتصدي للتحديات المناخية. وتسعى اللجنة العالميّة المعنيّة بالتكيّف مع تغيّر المناخ إلى تسريع وتيرة الإجراءات المتخذة بشأن التكيف مع تغير المناخ، وإبراز قضايا التكيف على الساحة السياسية، وتسليط الضوء على الحلول الملموسة. وتهدف اللجنة إلى إظهار جهود التكيف باعتبارها ركيزة أساسية للنهوض بالتنمية، والمساعدة على تحسين الأحوال المعيشية، والحد من الفقر، وحماية البيئة، وتعزيز القدرة على الصمود في مختلف أنحاء العالم. ويشارك في رئاسة هذه اللجنة كل من كريستالينا جورجييفا، وبان كي مون الأمين العام الثامن للأمم المتحدة، وبيل غيتس الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس. ويدعو 19 بلدا اللجنة إلى الانعقاد، ويسترشد عملها بتوجيهات 33 مفوضا، وتحظى بدعم من شبكة عالمية من المستشارين والشركاء في مجال البحوث، بما في ذلك البنك الدولي، الذين يوفرون تحليلات علمية واقتصادية وخاصة بالسياسات
تعميق العمل مع الشركاء الأساسيين
تؤكد مجموعة البنك على العمل مع المؤسسات الأخرى متعددة الأطراف، والمنظمات الخيرية والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، والبرلمانيين، والمنظمات الدينية، والمجتمعات المحلية.
المشاركة متعددة الأطراف. بناء على طلب الحكومات المشارِكة، نسهم بالخبرات والتوصيات المتعلقة بالسياسات لتعزيز النمو والحد من الفقر على نحو شامل ومستدام. وفي نهاية رئاسة الأرجنتين لمجموعة العشرين في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، شاركنا في استضافة منتدى للمستثمرين بالتعاون مع حكومة الأرجنتين بغرض زيادة التمويل المستدام طويل الأجل في البلدان المتعاملة مع البنك. وساند البنك أيضا الأولويات التي جرى اعتمادها أثناء رئاسة اليابان لمجموعة العشرين، ومن بينها توفير البنية التحتية الجيدة، وتعزيز القدرة على الصمود، واستمرارية القدرة على تحمُّل أعباء الديون وشفافيتها، وتقوية تمويل خدمات الرعاية الصحية، وتطوير منصات قُطرية. وضمن مجموعة السبع، نقوم حاليا بمساندة الأولويات التي تتبناها فرنسا بشأن المساواة بين الجنسين، ورأس المال البشري، والتنوُّع البيولوجي، والتجارة، وتعبئة الموارد المحلية، والتحوُّل والشمول الرقميين.
المجتمع المدني. تتفاعل مجموعة البنك مع منظمات المجتمع المدني في مختلف أنحاء العالم من خلال الشراكات والتواصل، وأنشطة الدعوة واستقطاب التأييد والحملات، والحوار والمشاورات بشأن السياسات، والتعاون على مستوى العمليات، وتبادل المعلومات، وكذلك آليات المنح، مثل الشراكة العالمية من أجل المساءلة الاجتماعية. ويساعد شركاؤنا من منظمات المجتمع المدني في توسيع نطاق انتشارنا، وتحسين الأثر الإنمائي لأنشطتنا، وكذلك تحسين المساءلة والشفافية. يمكن منتدى سياسات المجتمع المدني، الذي يُعقد أثناء اجتماعات الربيع والاجتماعات السنوية لنا، هذه المنظمات من تبادل الآراء مع خبراء مجموعة البنك وصندوق النقد الدولي، وأصحاب المصلحة الآخرين بشأن طائفة متنوعة من الموضوعات. وضمَّت اجتماعات الربيع لعام 2019 في واشنطن عدداً قياسياً من الحضور زاد على ألف مندوب من 109 بلدان، وشهدت عقد 46 جلسة تولت منظمات المجتمع المدني تنظيم وقيادة معظمها.
المنظمات الدينية. تساعد مبادرة الأديان العالمية الأطراف الفاعلة الدينية مع مجموعة البنك في معالجة القضايا بمختلف المناطق والقطاعات، مع التركيز على نواتج رأس المال البشري، والمساواة بين الجنسين، والهشاشة، وتغيُّر المناخ. وهذا العام، ركَّزت المشاركة على تدعيم الحوار والتواصل للنهوض بتحقيق هدفي مجموعة البنك، مما يسهم في إيجاد قاعدة شواهد أكثر دقة بشأن دور وتأثير هذه المنظمات في التنمية، وتشجيع التعاون على مستوى العمليات بين البنك وهذه المنظمات لزيادة الاستثمار في البشر.
المنظمات الخيرية والقطاع الخاص. لقد أدت أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، إلى زيادة الإقرار بقدرة الأطراف الفاعلة غير التقليدية على لعب دور أكبر في تعبئة التمويل والاستفادة من الابتكارات والخبرات لتحقيق هذه الأهداف. وقد ضاعفنا تركيزنا على عقد شراكات مع القطاع الخاص بما في ذلك المؤسسات الخيرية، ورواد العمل الخيري الجدد، والمستثمرون ذوو التأثير، ورواد الأعمال الاجتماعية.
فعلى سبيل المثال، ركَّز حوارنا الإستراتيجي مع مؤسسة بيل ومليندا غيتس هذا العام على توسيع نطاق الابتكارات وأسفر ذلك عن التعاون في مجالات الصرف الصحي بالمناطق الحضرية، والزراعة والبيانات، والتكنولوجيا المبتكرة لدعم صغار المزارعين.
البرلمانيون. تشكل شبكة البرلمانيين قناتنا الرئيسية للعمل مع المشرعين، وهي منصة مستقلة لأكثر من 1000 من البرلمانيين المؤثرين للقيام بالتناقش والدعوة إلى تحقيق المساءلة عن عمليات التنمية وتقديم الدعم السياسي لها.
كانت اجتماعات الربيع لعام 2019 بمثابة منبر للمؤتمر البرلماني العالمي السنوي الخامس، وهو الحدث الرئيسي للشبكة، والذي ضمَّ أكثر من 100 عضو برلماني من 48 بلدا للتحاور مع خبراء مجموعة البنك الدولي وجهاز إدارتها العليا بشأن القضايا الأكثر إلحاحا في عالمنا اليوم. وخلال الفترة نفسها، شارك في الاجتماع الافتتاحي للمبادرة العالمية للبرلمانيين الشباب مشرِّعون لا تزيد أعمارهم على 45 عاما من 26 بلدا لتبادل أفضل الممارسات وحلول السياسات لمواجهة التحديات التي تؤثر على الأجيال الشابة الجديدة أكثر من غيرهم.
وهذا العام أيضا، قام برلمانيون من 10 بلدان وممثلون من 13 منظمة للمجتمع المدني بزيارة مشروعات المؤسسة الدولية للتنمية في السنغال وغامبيا للوقوف على أثرها على أرض الواقع.
الصلات مع المجتمعات المحلية. يساعد برنامج توثيق الصلات مع المجتمعات المحلية التابع لمجموعة البنك موظفينا على معايشة القيم التي نتبناها في المجتمعات المحلية التي نعمل بها من خلال المساهمات الخيرية، والعمل التطوعي، والتبرعات العينية، وبرنامج للمنح التدريبية لطلاب المدارس الثانوية المحلية. وتستفيد هذه الجهود من موظفينا الذين يتحلَّون بالحماسة والاهتمام لتحسين أوضاع منطقة واشنطن العاصمة والمجتمعات المحلية الأخرى التي يعمل فيها البنك في مختلف أنحاء العالم. وفي هذا العام، ساهمنا بتقديم أكثر من 9 ملايين دولار للمنظمات غير الحكومية في المجتمعات المحلية التي نعمل بها، وتبرَّع موظفونا بأكثر من 4 ملايين دولار من هذا المبلغ. وتجلّى تركيز مؤسستنا على بناء رأس المال البشري والمساواة بين الجنسين في مساهماتنا الخيرية، حيث ساعد عملنا الخيري على تمويل بناء مرفق لتطوير مهارات الأيدي العاملة ومراكز للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في منطقة واشنطن.